منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
قال تبارك و تعالى"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون" [الأنعام]

من يقدر الله له الهداية - وفق سنته الجارية من هداية من يرغب في الهدى ويتجه إليه بالقدر المعطى له من الاختيار بقصد الابتلاء يشرح صدره للإسلام) ؛ فيتسع له ؛ ويستقبله في يسر ورغبة، ويتفاعل معه، ويطمئن إليه ؛ ويستروح به ويستريح له.

ومن يقدر له الضلال - وفق سنته الجارية من إضلال من يرغب عن الهدى ويغلق فطرته عنه – "يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء".. فهو مغلق مطموس يجد العسر والمشقة في قبوله، "كأنما يصعد في السماء".. وهي حالة نفسية تجسم في حالة حسية، من ضيق النفس، وكربة الصدر، والرهق المضني في التصعد إلى السماء! وبناء اللفظ ذاته "يصعّد" – كما في رواية حفص - فيه هذا العسر والقبض والجهد. وجرسه يخيل هذا كله، فيتناسق المشهد الشاخص، مع الحالة الواقعة، مع التعبير اللفظي في إيقاع واحد.

وينتهي المشهد بهذا التعقيب المناسب: "كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون"

كذلك.. بمثل هذا الذي يجري به قدر الله من شرح صدر الذي يريد الله به الهدى، ومن العسر والجهد والمشقة لمن يريد به الضلال.. كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.

ومن معاني الرجس: العذاب. ومن معانيه كذلك: الارتكاس - وكلاهما يلون هذا العذاب بمشهد الذي يرتكس في العذاب ويعود إليه ولا يفارقه! وهو الظل المقصود!
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
بسم الله الرحمن الرحيم "طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"

مطلع رخي ندي. يبدأ بالحروف المقطعة: طا. ها للتنبيه إلى أن هذه السورة، كهذا القرآن - مؤلفة من مثل هذه الحروف ..... ويختار هنا حرفان ينتهيان بإيقاع كإيقاع السورة، ويقصران ولا يمدان لتنسيق الإيقاع كذلك.

يتلو هذين الحرفين حديث عن القرآن - كما هو الحال في السور التي تبدأ بالحروف المقطعة - في صورة خطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".. ما أنزلنا عليك القرآن ليؤدي إلى شقائك به أو بسببه. ما أنزلناه لتشقى بتلاوته والتعبد به حتى يجاوز ذلك طاقتك، ويشق عليك؛ فهو ميسر للذكر، لا تتجاوز تكاليفه طاقة البشر، ولا يكلفك إلا ما في وسعك، ولا يفرض عليك إلا مافي طوقك والتعبد به في حدود الطاقة نعمة لا شقوة، وفرصة للاتصال بالملأ الأعلى، واستمداد القوة والطمأنينة، والشعور بالرضى والأنس والوصول..

وما أنزلناه عليك لتشقى مع الناس حين لا يؤمنون به. فلست مكلفا أن تحملهم على الإيمان حملا؛ ولا أن تذهب نفسك عليهم حسرات، وما كان هذا القرآن إلا للتذكير والإنذار.
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير . لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور" [الحديد]

إن هذا الوجود من الدقة والتقدير بحيث لا يقع فيه حادث إلا وهو مقدر من قبل في تصميمه، محسوب حسابه في كيانه.. لا مكان فيه للمصادفة. ولا شيء فيه جزاف. وقبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس كان في علم الله الكامل الشامل الدقيق كل حدث سيظهر للخلائق في وقته المقدور.. وفي علم الله لا شيء ماض، ولا شيء حاضر، ولا شيء قادم. فتلك الفواصل الزمنية إنما هي معالم لنا - نحن أبناء الفناء - نرى بها حدود الأشياء. فنحن لا ندرك الأشياء بغير حدود تميزها. حدود من الزمان وحدود من المكان. نحن لا نملك إدراك المطلق إلا في ومضات تتصل فيها أرواحنا بذلك المطلق، عن طريق غير الطريق الذي اعتدناه في إدراك الأشياء. فأما الله - سبحانه - فهو الحقيقة المطلقة التي تطلع جملة على هذا الوجود، بلا حدود ولا قيود. وهذا الكون وما يقع فيه من أحداث وأطوار منذ نشأته إلى نهايته كائن في علم الله جملة لا حدود فيه ولا فواصل من زمان أو مكان. ولكل حادث موضعه في تصميمه الكلي المكشوف لعلم الله. فكل مصيبة - من خير أو شر فاللفظ على إطلاقه اللغوي لا يختص بخير ولا بشر - تقع في الأرض كلها وفي أنفس البشر أو المخاطبين منهم يومها.. هي في ذلك الكتاب الأزلي من قبل ظهور الأرض وظهور الأنفس في صورتها التي ظهرت بها.. “إن ذلك على الله يسير”..

وقيمة هذه الحقيقة التي لا يتصور العقل غيرها حين يتصور حقيقة الوجود الكبرى. قيمتها في النفس البشرية أن تسكب فيها السكون والطمأنينة عند استقبال الأحداث خيرها وشرها. فلا تجزع الجزع الذي تطير به شعاعا وتذهب معه حسرات عند الضراء. ولا تفرح الفرح الذي تستطار به وتفقد الاتزان عند السراء:

"لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"..

فاتساع أفق النظر، والتعامل مع الوجود الكبير، وتصور الأزل والأبد، ورؤية الأحداث في مواضعها المقدرة في علم الله، الثابتة في تصميم هذا الكون.. كل أولئك يجعل النفس أفسح وأكبر وأكثر ثباتا ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة. حين تتكشف للوجود الإنساني وهي مارة به في حركة الوجود الكوني.

إن الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود. ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير. فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به، وتمر بغيره، والأرض كلها.. ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود.. وأن هذه الذرات كائنة في موضعها في التصميم الكامل الدقيق. لازم بعضها لبعض. وأن ذلك كله مقدر مرسوم معلوم في علم الله المكنون.. حين يستقر هذا في تصوره وشعوره، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها على السواء. فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله، ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله. ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى. رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون!

وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون. فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء، ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله، وذكره بهذه وبتلك، والاعتدال في الفرح والحزن. قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا".. وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء..
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً" ]فاطر[41:

ونظرة إلى السماوات والأرض؛ وإلى هذه الأجرام التي لا تحصى منتثرة في ذلك الفضاء الذي لا تعلم له حدود. وكلها قائمة في مواضعها، تدور في أفلاكها محافظة على مداراتها، لا تختل، ولا تخرج عنها، ولا تبطىء أو تسرع في دورتها، وكلها لا تقوم على عمد، ولا تشد بأمراس، ولا تستند على شيء من هنا أو من هناك.. نظرة إلى تلك الخلائق الهائلة العجيبة جديرة بأن تفتح البصيرة على اليد الخفية القاهرة القادرة التي تمسك بهذه الخلائق وتحفظها أن تزول.

ولئن زالت السماوات والأرض عن مواضعها، واختلت وتناثرت بدداً، فما أحد بقادر على أن يمسكها بعد ذلك أبداً. وذلك هو الموعد الذي ضربه القرآن كثيراً لنهاية هذا العالم. حين يختل نظام الأفلاك وتضطرب وتتحطم وتتناثر؛ ويذهب كل شيء في هذا الفضاء لا يمسك أحد زمامه.

وهذا هو الموعد المضروب للحساب والجزاء على ما كان في الحياة الدنيا. والانتهاء إلى العالم الآخر، الذي يختلف في طبيعته عن عالم الأرض اختلافاً كاملاً.

ومن ثم يعقب على إمساك السماوات والأرض أن تزولا بقوله: "إنه كان حليماً غفوراً".

"حليماً" يمهل الناس، ولا ينهي هذا العالم بهم، ولا يأخذ بنواصيهم إلى الحساب والجزاء إلا في الأجل المعلوم . ويدع لهم الفرصة للتوبة والعمل والاستعداد. "غفورا" لا يؤاخذ الناس بكل ما اجترموا، بل يتجاوز عن كثير من سيئاتهم ويغفرها متى علم فيهم خيراً. وهو تعقيب موح ينبه الغافلين لاقتناص الفرصة قبل أن تذهب فلا تعود.
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
رحم الله سيد قطب، وأسكنه فسيح جنانه،
قلوب الصالحين لها عيون ترى ما لا يراه الآخرون ،
ولها أجنحة تطير من غير ريش الى ملكوت رب العالمين،
جعلك الله منهم يا أبا أسامة.
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
آمين 
و إياك أخي أبو مريم
و الحاضرين ،يارب العالمين.
شكرا أخي على هذه المشاعر الطيبة .
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم"

هذا ما أرادته العصبة المسلمة لأنفسها يومذاك. أما ما أراده الله لهم، وبهم، فكان أمراً آخر:

"ويريد الله أن يحق الحق بكلماته , ويقطع دابر الكافرين , ليحق الحق ويبطل الباطل , ولو كره المجرمون" [الأنفال]

لقد أراد الله - وله الفضل والمنة - أن تكون ملحمة لا غنيمة؛ وأن تكون موقعة بين الحق والباطل، ليحق الحق ويثبته، ويبطل الباطل ويزهقه. وأراد أن يقطع دابر الكافرين، فيقتل منهم من يقتل، ويؤسر منهم من يؤسر، وتذل كبرياؤهم، وتخضد شوكتهم، وتعلو راية الإسلام وتعلو معها كلمة الله، ويمكن الله للعصبة المسلمة التي تعيش بمنهج الله، وتنطلق به لتقرير ألوهية الله في الأرض، وتحطيم طاغوت الطواغيت. وأراد أن يكون هذا التمكين عن استحقاق لا عن جزاف - تعالى الله عن الجزاف - وبالجهد والجهاد وبتكاليف الجهاد ومعاناتها في عالم الواقع وفي ميدان القتال.

نعم. أراد الله للعصبة المسلمة أن تصبح أمة؛ وأن تصبح دولة؛ وأن يصبح لها قوة وسلطان.. وأراد لها أن تقيس قوتها الحقيقية إلى قوة أعدائها. فترجح ببعض قوتها على قوة أعدائها! وأن تعلم أن النصر ليس بالعدد وليس بالعدة، وليس بالمال والخيل والزاد.. إنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله التي لا تقف لها قوة العباد. وأن يكون هذا كله عن تجربة واقعية، لا عن مجرد تصور واعتقاد قلبي. ذلك لتتزود العصبة المسلمة من هذه التجربة الواقعية لمستقبلها كله؛ ولتوقن كل عصبة مسلمة أنها تملك في كل زمان وفي كل مكان أن تغلب خصومها وأعداءها مهما تكن هي من القلة ويكن عدوها من الكثرة؛ ومهما تكن هي من ضعف العدة المادية ويكن عدوها من الاستعداد والعتاد.. وما كانت هذه الحقيقة لتستقر في القلوب كما استقرت بالمعركة الفاصلة بين قوة الإيمان وقوة الطغيان.

وينظر الناظر اليوم، وبعد اليوم، ليرى الآماد المتطاولة بين ما أرادته العصبة المسلمة لنفسها يومذاك وما أراده الله لها. بين ما حسبته خيراً لها وما قدره الله لها من الخير.. ينظر فيرى الآماد المتطاولة؛ ويعلم كم يخطئ الناس حين يحسبون أنهم قادرون على أن يختاروا لأنفسهم خيراً مما يختاره الله لهم؛ وحين يتضررون مما يريده الله لهم مما قد يعرضهم لبعض الخطر أو يصيبهم بشيء من الأذى. بينما يكمن وراءه الخير الذي لا يخطر لهم ببال؛ ولا بخيال!
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
غفر الله لك على قدّمت لنا ونوّرتنا به، 
بارك الله فيك وأصلح لك أهلك ذرّيتك
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
آمين يا رب العالمين
و لك بمثل إن شاء الله
أستاذ أبو مريم
بوركت على المرور
أسأل الله أن ينفعنا و إياكم و يرفعنا
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه. ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل، وجعل لله أنداداً، ليضل عن سبيله. قل:تمتع بكفرك قليلاً، إنك من أصحاب النار" [الزمر]

إن فطرة الإنسان تبرز عارية حين يمسه الضر؛ ويسقط عنها الركام؛ وتزول عنها الحجب، وتتكشف عنها الأوهام؛ فتتجه إلى ربها، وتنيب إليه وحده؛ وهي تدرك أنه لا يكشف الضر غيره. وتعلم كذب ما تدعي من شركاء أو شفعاء.

فأما حين يذهب الضر ويأتي الرخاء، ويخوله الله نعمة منه، ويرفع عنه البلاء. فإن هذا الإنسان الذي تعرت فطرته عند مس الضر يعود فيضع عليها الركام، وينسى تضرعه وإنابته وتوحيده لربه. وتطلعه إليه في المحنة وحده، حين لم يكن غيره يملك أن يدفع عنه محنته.. ينسى هذا كله ويذهب يجعل لله أنداداً. إما آلهة يعبدها كما كان في جاهليته الأولى؛ وإما قيماً وأشخاصاً وأوضاعاً يجعل لها في نفسه شركة مع الله، كما يفعل في جاهلياته الكثيرة! فإذا هو يعبد شهواته وميوله ومطامعه ومخاوفه وماله وأولاده وحكامه وكبراءه كما يعبد الله أو أخلص عبادة؛ ويحبها كما يحب الله أو أشد حباً! والشرك ألوان. فيها الخفي الذي لا يحسبه الناس شركاً، لأنه لا يأخذ شكل الشرك المعروف وإنما هو من الشرك في الصميم.

وتكون العاقبة هي الضلال عن سبيل الله. فسبيل الله واحد لا يتعدد. وإفراده بالعبادة والتوجه والحب هو وحده الطريق إليه. والعقيدة في الله لا تحتمل شركة في القلب. لا تحتمل شركة من مال ولا ولد ولا وطن ولا أرض ولا صديق ولا قريب، فأيما شركة قامت في القلب من هذا وأمثاله فهي اتخاذ أنداد لله، وضلال عن سبيل الله، منته إلى النار بعد قليل من المتاع في هذه الأرض:

"قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار"

وكل متاع في هذه الأرض قليل مهما طال. وأيام الفرد على هذه الأرض معدودة مهما عمر. بل إن حياة الجنس البشري كله على الأرض لمتاع قليل، حين يقاس إلى أيام الله!
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين . وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون . حتى إذا جاءنا قال:يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين . فبئس القرين . ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون" [الزخرف]

والعشى كلال البصر عن الرؤية، وغالبا ما يكون عند مواجهة الضوء الساطع الذي لا تملك العين أن تحدق فيه؛ أو عند دخول الظلام وكلال العين الضعيفة عن التبين خلاله. وقد يكون ذلك لمرض خاص. والمقصود هنا هو العماية والإعراض عن تذكر الرحمن واستشعار وجوده ورقابته في الضمير.

"ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين"

وقد قضت مشيئة الله في خلقة الإنسان ذلك. واقتضت أنه حين يغفل قلبه عن ذكر الله يجد الشيطان طريقه إليه، فيلزمه، ويصبح له قرين سوء يوسوس له، ويزين له السوء . وهذا الشرط وجوابه هنا في الآية يعبران عن هذه المشيئة الكلية الثابتة، التي تتحقق معها النتيجة بمجرد تحقق السبب، كما قضاه الله في علمه .

ووظيفة قرناء السوء من الشياطين أن يصدوا قرناءهم عن سبيل الله، بينما هؤلاء يحسبون أنهم مهتدون:

"وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون"

وهذا أسوأ ما يصنعه قرين بقرين. أن يصده عن السبيل الواحدة القاصدة؛ ثم لا يدعه يفيق، أو يتبين الضلال فيثوب؛ إنما يوهمه أنه سائر في الطريق القاصد القويم! حتى يصطدم بالمصير الأليم.

والتعبير بالفعل المضارع: "ليصدونهم".. "ويحسبون".. يصور العملية قائمة مستمرة معروضة للأنظار؛ يراها الآخرون، ولا يراها الضالون السائرون إلى الفخ وهم لا يشعرون.

ثم تفاجئهم النهاية وهم سادرون:

"حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين . فبئس القرين"

وهكذا ننتقل في ومضة من هذه الدنيا إلى الآخرة . ويطوى شريط الحياة السادرة، ويصل العمي "الذين يعشون عن ذكر الرحمن" إلى نهاية المطاف فجأة على غير انتظار. هنا يفيقون كما يفيق المخمور، ويفتحون أعينهم بعد العشى والكلال؛ وينظر الواحد منهم إلى قرين السوء الذي زين له الضلال، وأوهمه أنه الهدى!

وقاده في طريق الهلاك، وهو يلوح له بالسلامة! ينظر إليه في حنق يقول: "يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين" يا ليته لم يكن بيننا لقاء. على هذا البعد السحيق!

ويعقب القرآن على حكاية قول القرين الهالك للقرين بقوله: "فبئس القرين"

ونسمع كلمة التيئيس الساحقة لهذا وذاك عند إسدال الستار على الجميع:

"ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون"

فالعذاب كامل لا تخففه الشركة، ولا يتقاسمه الشركاء فيهون!
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
جزاك الله كل خير.
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
"ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . تؤتي أكُلَهَا كلَّ حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجْتُثَّتْ من فوق الأرض مالها من قرار . يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" [إبراهيم: 24-27]

إن الكلمة الطيبة - كلمة الحق - لكالشجرة الطيبة. ثابتة سامقة مثمرة.. ثابتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل؛ ولا تقوى عليها معاول الطغيان - وإن خيل للبعض أنها معرضة للخطر الماحق في بعض الأحيان - سامقة متعالية، تطل على الشر والظلم والطغيان من عل - وإن خيل إلى البعض أحيانا أن الشر يزحمها في الفضاء - مثمرة لا ينقطع ثمرها، لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آنا بعد آن..

وإن الكلمة الخبيثة - كلمة الباطل - لكالشجرة الخبيثة؛ قد تهيج وتتعالى وتتشابك؛ ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى. ولكنها تظل نافشة هشة، وتظل جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض.. وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض، فلا قرار لها ولا بقاء.

ليس هذا وذلك مجرد مثل يضرب، ولا مجرد عزاء للطيبين وتشجيع. إنما هو الواقع في الحياة، ولو أبطأ تحققه في بعض الأحيان.

والخير الأصيل لا يموت ولا يذوي. مهما زحمه الشر وأخذ عليه الطريق.. والشر كذلك لا يعيش إلا ريثما يستهلك بعض الخير المتلبس به - فقلما يوجد الشر الخالص - وعندما يستهلك ما يلابسه من الخير فلا تبقى فيه منه بقية، فإنه يتهالك ويتهشم مهما تضخم واستطال.

إن الخير بخير! وإن الشر بشر!

"ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" فهي أمثال مصداقها واقع في الأرض، ولكن الناس كثيرا ما ينسونه في زحمة الحياة.

وفي ظل الشجرة الثابتة، التي يشارك التعبير في تصوير معنى الثبات وجوه، فيرسمها: أصلها ثابت مستقر في الأرض، وفرعها سامق ذاهب في الفضاء على مد البصر، قائم أمام العين يوحي بالقوة والثبات.

في ظل الشجرة الثابتة مثلا للكلمة الطيبة: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة".. وفي ظل الشجرة الخبيثة المجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار ولا ثبات: "ويضل الله الظالمين".. فتتناسق ظلال التعبير وظلال المعاني كلها في السياق!

يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بكلمة الإيمان المستقرة في الضمائر، الثابتة في الفطر، المثمرة بالعمل الصالح المتجدد الباقي في الحياة. ويثبتهم بكلمات القرآن وكلمات الرسول؛ وبوعده للحق بالنصر في الدنيا، والفوز في الآخرة.. وكلها كلمات ثابتة صادقة حقة، لا تتخلف ولا تتفرق بها السبل، ولا يمس أصحابها قلق ولا حيرة ولا اضطراب.

ويضل الله الظالمين بظلمهم وشركهم [ والظلم يكثر استعماله في السياق القرآني بمعنى الشرك ويغلب ] وبعدهم عن النور الهادي، واضطرابهم في تيه الظلمات والأوهام والخرافات واتباعهم مناهج وشرائع من الهوى لا من اختيار الله.. يضلهم وفق سنته التي تنتهي. بمن يظلم ويعمى عن النور ويخضع للهوى إلى الضلال والتيه والشرود.

"ويفعل الله ما يشاء" بإرادته المطلقة، التي تختار الناموس، فلا تتقيد به ولكنها ترضاه. حتى تقتضي الحكمة تبديله فيتبدل في نطاق المشيئة التي لا تقف لها قوة، ولا يقوم في طريقها عائق؛ والتي يتم كل أمر في الوجود وفق ما تشاء.


عدل سابقا من قبل أبو أسامة في الجمعة 27 ديسمبر - 22:55 عدل 1 مرات
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
..منارات ومقتطفات ، تشرح الصدور،
..نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء،
مشكلة بعض الاخوة، أنهم لا يقرؤون ،فبديهي ألاّ يعلمون،
وان قرؤا، لا يفهمون ،
وان فهموا لا يتمعّنون فيما وراء السطور،-هدانا الله أجمعين-
جزاك الله ، وجعل لك بيتا في الفردوس الأعلى،
وأعطاك ما ترضى ، وخير الرضى ، من رضي عنه المولى.


عدل سابقا من قبل fdjh في الجمعة 27 ديسمبر - 22:58 عدل 1 مرات
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
آمين يا رب العالمين
شكرا يا أخي الحبيب
يا مؤنسي في زمن الرويبضة .
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
{ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين} [الأعراف 150]

- تمضي قصة موسى- عليه السلام- مع قومه بني إسرائيل؛ بعد إذ أنجاهم الله من عدوهم؛ وأغرق فرعون وملأه؛ ودمر ما كانوا يصنعون وما كانوا يعرشون.. إن موسى- عليه السلام- لا يواجه اليوم طاغوت فرعون وملئه؛ فقد انتهت المعركة مع الطاغوت.. ولكنه يواجه معركة أخرى- لعلها أشد وأقسى وأطول أمداً- إنه يواجه المعركة مع النفس البشرية! يواجهها مع رواسب الجاهلية في هذه النفس؛ ويواجهها مع رواسب الذل الذي أفسد طبيعة بني إسرائيل؛ وملأها بالالتواء من ناحية؛ وبالقسوة من ناحية؛ وبالجبن من ناحية؛ وبالضعف عن حمل التبعات من ناحية. وتركها مهلهلة بين هذه النزعات جميعاً.. فليس أفسد للنفس البشرية من الذل والخضوع للطغيان طويلاً؛ ومن الحياة في ظل الإرهاب والخوف والتخفي والالتواء لتفادي الأخطار والعذاب، والحركة في الظلام، مع الذعر الدائم والتوقع الدائم للبلاء!
ولقد عاش بنو إسرائيل في هذا العذاب طويلاً؛ عاشوا في ظل الإرهاب؛ وفي ظل الوثنية الفرعونية كذلك. عاشوا يقتل فرعون أبناءهم ويستحيي نسائهم. فإذا فتر هذا النوع البشع من الإرهاب الوحشي، عاشوا حياة الذل والسخرة والمطاردة على كل حال.
وفسدت نفوسهم؛ وفسدت طبيعتهم؛ والتوت فطرتهم؛ وانحرفت تصوراتهم؛ وامتلأت نفوسهم بالجبن والذل من جانب، وبالحقد والقسوة من الجانب الآخر.. وهما جانبان متلازمان في النفس البشرية حيثما تعرضت طويلاً للإرهاب والطغيان.


- لقد عاد موسى إلى قومه غضبان أشد الغضب. يبدو انفعال الغضب في قوله وفعله..
يبدو في قوله لقومه:

{بئسما خلفتموني من بعدي! أعجلتم أمر ربكم؟}..
ويبدو في فعله إذا يأخذ برأس أخيه يجره إليه ويعنفه.

{وأخذ برأس أخيه يجره إليه!}..
وحق لموسى عليه السلام أن يغضب فالمفاجأة قاسية. والنقلة بعيدة:

{بئسما خلفتموني من بعدي}..
تركتكم على الهدى فخلفتموني بالضلال، وتركتكم على عبادة الله فخلفتموني بعبادة عجل جسد له خوار!

{أعجلتم أمر ربكم؟}..
أي استعجلتم قضاءه وعقابه! أو ربما كان يعني: استعجلتم موعده وميقاته!
{وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه}..
وهي حركة تدل على شدة الانفعال.. فهذه الألوح هي التي كانت تحمل كلمات ربه.
وهو لا يلقيها إلا وقد أفقده الغضب زمام نفسه. وكذلك أخذه برأس أخيه يجره إليه. وأخوه هو هارون العبد الصالح الطيب!
فأما هارون فيستجيش في نفس موسى عاطفة الأخوة الرحيمة، ليسكن من غضبه، ويكشف له عن طبيعة موقفه، وأنه لم يقصر في نصح القوم ومحاولة هدايتهم:

{قال: ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني!}..
وهنا ندرك كيف كان القوم في هياجهم واندفاعهم إلى العجل الذهب؛ حتى هموا بهارون إذ حاول ردهم عن التردي والانتكاس:

{ابن أم}.. بهذا النداء الرقيق وبهذه الوشيجة الرحيمة.
{إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.. بهذا البيان المصور لحقيقة موقفه.

{فلا تشمت بي الأعداء}..
وهذه أخرى يستجيش بها هارون وجدان الأخوة الناصرة المعينة، حين يكون هناك الأعداء الذين يشمتون!

{ولا تجعلني مع القوم الظالمين}..
القوم الذين ضلوا وكفروا بربهم الحق؛ فأنا لم أضل ولم أكفر معهم، وأنا بريء منهم!
عندئذ تهدأ ثائرة موسى أمام هذه الوداعة وأمام هذا البيان. وعندئذ يتوجه إلى ربه،
يطلب المغفرة له ولأخيه، ويطلب الرحمة من أرحم الراحمين.
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
بادىء ذي بدء، السلام عليكم ورحمة الله،
..ما هي الاّ أغصان تغرس في القلوب، فتثمر على قدر العقول،
أخي أبو أسامة..،
وما هي الاّ نفس واحدة ، في أجساد متفرّقة،
وانّي لكثير بك..، وبعد،
قال تعالى*ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لّهدّمت صوامع وبيع
وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرنّ الله من ينصره انّ الله لقويّ عزيز*
..فالفساد يكون عندما لا يكون هناك تدافع، ليكفّ بهم الله سبحانه فساد المفسدين
 ومن لا يصلحون في الأرض، فيعطّلون مصالحها من الحرث والنسل...،
جزاك الله ، وأحسن اليك، على ما عطّرت به علينا من الهدى .
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
..." لقد قص الله على المسلمين من أنباء بني إسرائيل في هذا ما يحذرهم من الوقوع في مثله ، حتى لا تسلب منهم الخلافة في الأرض و الأمانة التي ناطها بهم الله ، فلما وقعوا في مثل ما و قع فيه بنو إسرائيل ، و طرحوا منهج الله و شريعته ، و حكّموا أهواءهم و شهواتهم ، و قتلوا فريقا من الهداة و كذبوا فريقا . ضربهم الله بما ضرب به بني إسرائيل من قبل ، من الفُرقة و الضعف ، و الذلة و الهوان ، و الشقاء و التعاسة .. إلا أن يستجيبوا لله و رسله ، و إلا أن يخضعوا أهواءهم لشريعته و كتابه ، و إلا أن يفوا بعهد الله معهم و مع أسلافهم ، و إلا أن يأخذوه بقوة ، و يذكروا ما فيه لعلهم يهتدون .

تفسير سورة البقرة ص:89 ط/دارالشروق،ت/1985
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى