لا ، والله أيها الأثري، ولكنّنا، كما قد قيل، واني بليت بأربع ما سلطوا الاّ لعظم بليتي وشقائي ابليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي، فأستاذي كان واحدا، من يعلّمني ويشرح صدري بالقرآن وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد علّمني ربي، أن أسعد الناس، قبل أن أسعد نفسي، الاّ من أبى! جزاك الله على هذه التذكرة.
بارك الله فيك الجميع يسمع ما تقول.الأصدقاء يستمعون لما تقول، وأفضل الأصدقاء يستمع لما لم تقل. الصديق هو الشخص الذي يعرف أغنية قلبك، ويستطيع أن يغنيها لك عندما تنسى كلماتها
لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض فالأشواك التي تحيط بها تكون حصنا منيعا لها ليس عن أعدائها فقط بل و حتى عن أبناء جلدتها ..... فإذا أطل الشتاء برياحه المتواصلة وبرودته القارصة اضطرت القنافذ إلى الاقتراب والالتصاق ببعضها طلبا للدفء محتملة ألم الوخزات وحدة الأشواك فإذا شعرت بالدفء ابتعدت حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى وهكذا تقضي ليلتها بين اقتراب وابتعاد فالاقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح والابتعاد الدائم قد يفقدها حياتها وكذلك هي حالتنا في علاقاتنا البشرية فلا يخلو الواحد منا من أشواك تحيط به وبغيره يتألم منها تارة ويؤلم بها غيره تارة أخرى فمن ابتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا ومن ابتغى زوجة بلا نقص عاش أعزبا أتطلب صاحبا لا عيب فيه وأي الناس ليس به عيوب فإن كنت حساسا لا تقبل الزلة و لواما لا تقيل العثرة وصائدا للأخطاء لا تغفل فكن على يقين أنك ستصبح وحيدا في مجمع وغريبا بين أهلك ولن تصحب إلا نفسك إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه
لن تحصل على الدفء ما لم تحتمل وخزات الشوك ولن تحصل على الدفء ما لم تصبر على الألم فعليك بالتغافل وحسن الخلق ولطافة المنطق والصبر على الأذى وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
قال علي بن الجهم: أعاتب ذا المروءة من صديق ... إذا ما رابني نته اجتنابُ إذا ذهب العتاب فليس ودٌ ... و يبقى الود ما بقي العتابُ و مثله من هذا الباب قول الآخر: أعاتب من أحببت في كل زلةٍ ... ليحتمي الأمر الذي معه العتبُ فإني أرى التأديب عند وجوبه ... بمنزلة الغيث الذي قبله الجدبُ و سيأتي في الحكم تمام هذا المعنى إن شاء الله تعالى. وقال الآخر: إذا شئت أن تلقي فزر متواترا ... و إن شئت أن تزداد حباً فزد غبا و سيأتي تمامه وقال الآخر: إذا عبت أمراً فلا تأته ... فذو اللب مجتنب ما يعيبُ