mohamed annaba
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- alger annaba
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب جامعي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 255
- نقاط التميز :
- 335
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/10/2012
فبعض الجوانب من حياة هذا المجاهد الفذ و البطل المغوار تكاد تكون مجهولة لدى أكثر شبابنا اليوم.
إن الناس كلهم يعرفون عميروش القائد العسكري المغوار، أسد جرجرة و الصومام الذي دوخ و أربك العساكر الفرنسيين وأرهقهم، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، لكنهم لا يعرفون عميروش خادم العلم والعلماء وخادم اللغة العربية، ولا يعرفون عميروش المفكر البعيد النظر، ولا يعرفون الأبعاد الحضارية التي جاهد في سبيلها إلى أن نال الشهادة رحمه الله تعالى.
إن الناس كلهم يعرفون عميروش القائد العسكري المغوار، أسد جرجرة و الصومام الذي دوخ و أربك العساكر الفرنسيين وأرهقهم، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، لكنهم لا يعرفون عميروش خادم العلم والعلماء وخادم اللغة العربية، ولا يعرفون عميروش المفكر البعيد النظر، ولا يعرفون الأبعاد الحضارية التي جاهد في سبيلها إلى أن نال الشهادة رحمه الله تعالى.
قبل التطرق إلى هذه الجوانب من مسيرة أسد جرجرة لا بد من إعطاء لمحة عن الجانب العسكري لهذا البطل و عن نشأته و تقلده في الرتب إلى ان أصبح عقيدا في جيش التحرير الوطني.
ولد العقيد عميروش آيت حمودة يوم 31 أكتوبر 1926 بقرية تاسافت أوقمون إحدى قرى جبال جرجرة حيث شب وترعرع في أحضان الطبيعة، إنضم إلى حركة إنتصار الحريات الديمقراطية بمدينة غليزان أين كان يشتغل في إحدى المتاجر إلى جانب النشاط السياسي المتمثل في توزيع المناشير وتبليغ التعليمات والدعاية للحركة وجمع الاشتراكات.كان نشاطه مكثفا وملحوظا مما جعل السلطات الفرنسية تعتقله مرتين الأولى سنة 1947 والثانية سنة 1948 فأذاقته شتى أنواع الإهانة والتعذيب بعدما ضاقت به السبل سافر إلى فرنسا سنة 1950 لمزاولة نشاطه السياسي ، وقبل اندلاع الثورة التحريرية بشهرين عاد إلى أرض الوطن ليلتحق باخوانه المجاهدين بناحية عين الحمام(ميشلي) سابقا ، مع بداية تجنيده أبدى عميروش قدرة كبيرة في تنظيم الجهاد مما جعله يتدرج في المسؤوليات بدأ بمسؤول ناحية عين الحمام بعد إستشهاد قائدها الأول ثم مسؤول ناحية القبائل الصغرى أين تمكن في ظرف وجيز من إرساء النظام الثوري وتكوين الخلايا في القرى والمداشر.
مع نهاية سنة 1955 إرتقى عميروش إلى رتبة ملازم ثاني ، وتمكن من مواجهة كل المخططات التي رسمها العدو ومن أشهرها عملية الأمل والبندقية التي كانت من أولى العمليات التي أنتجتها عبقرية روبير لاكوست. مرة أخرى برزت شجاعة عميروش ومدى تحديه للمستعمر فرغم محاصرة المنطقة بأكثر من 60 ألف عسكري إلا أنه بذل مجهودات جبارة لعقد مؤتمر الصومام ، فكثف من العمليات العسكرية في الأماكن المجاورة لتضليل العدو ، كما أعد خمس كتائب وجهزها بالأسلحة لتشرف مباشرة على أمن المؤتمرين إلى جانب الإستعانة بالمسبلين والمواطنين. في ربيع سنة 1957 قام بمهمة إلى تونس إلتقى خلالها بقادة الثورة هناك ، واتصل ببعض المسؤولين في الولايات ( الأولى ، الثانية) كان من بينهم سي الحواس.
مع نهاية سنة 1955 إرتقى عميروش إلى رتبة ملازم ثاني ، وتمكن من مواجهة كل المخططات التي رسمها العدو ومن أشهرها عملية الأمل والبندقية التي كانت من أولى العمليات التي أنتجتها عبقرية روبير لاكوست. مرة أخرى برزت شجاعة عميروش ومدى تحديه للمستعمر فرغم محاصرة المنطقة بأكثر من 60 ألف عسكري إلا أنه بذل مجهودات جبارة لعقد مؤتمر الصومام ، فكثف من العمليات العسكرية في الأماكن المجاورة لتضليل العدو ، كما أعد خمس كتائب وجهزها بالأسلحة لتشرف مباشرة على أمن المؤتمرين إلى جانب الإستعانة بالمسبلين والمواطنين. في ربيع سنة 1957 قام بمهمة إلى تونس إلتقى خلالها بقادة الثورة هناك ، واتصل ببعض المسؤولين في الولايات ( الأولى ، الثانية) كان من بينهم سي الحواس.
العقيد عميروش مع السي الحواش
وفي صائفة سنة 1957 تم تعيينه قائد الولاية الثالثة بعد أن التحق كل من كريم بلقاسم ومحمدي السعيد بلجنة التنسيق والتنفيذ بتونس.
بعد إجتماع العقداء سنة 1958م , وبعد مناقشة أمور الثورة كلف العقيد عميروش وزميله سي الحواس بمهمة الإتصال بالقيادة بتونس.
وفي صائفة سنة 1957 تم تعيينه قائد الولاية الثالثة بعد أن التحق كل من كريم بلقاسم ومحمدي السعيد بلجنة التنسيق والتنفيذ بتونس.
بعد إجتماع العقداء سنة 1958م , وبعد مناقشة أمور الثورة كلف العقيد عميروش وزميله سي الحواس بمهمة الإتصال بالقيادة بتونس.
العقيد عميروش في رحاب جمعية العلماء
إن عميروش رحمه الله كان قد انتسب إلى الشعبة المركزية لجمعية العلماء العاملة في باريس آنذاك، فكان من النشطاء في ظلها، وبعد أن تعلم مبادئها واعتنقها، صار داعيا إليها ناشرا لصحفها ومنسقا بين خلاياها في تلك البلاد، وذلك ابتداء من السنة التي التحق فيها بباريس عام 1950م، وكان رحمه الله منتميا لحزب الانتصار للحريات الديمقراطية، فانسحب منه قبل الانضمام للجمعية أو بعد انضمامه –ليس ثمة خبر يقيني عن هذا الأمر- و سبب انسحابه من هذا الحزب السياسي هو اختلافه مع الجماعة التي تبنت النزعة البربرية داخل الحزب في تلك الحقبة، فقد أرادوا استمالته إليهم بحكم انتمائه لمنطقة القبائل، لكنه رحمه الله تعالى كان متشبعا بالعقائد و الأفكار التي تحميه من مثل تلك النزعات العرقية، التي كانت تبثها فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل تفريق مسلمي الجزائر إعمالا لسياسة فرق تسد، فعارضهم بل واجَههم حتى وصل الأمر إلى المشادات البدنية وضرب بعمود حديدي فكسرت ثَنِيَّتُه.
وحسب رواية الشيخ الطاهر آيت علجات فإن كسر سِنّه كان بسبب انخراطه في صفوف النَّشيطين مع جمعية العلماء والداعين إليها، ثم إنه بعد إعلان الجهاد تصالح مع خصمه واجتمعا على حرب الغزاة الصليبيين.
العقيد عميروش يحب لغة القرآن
استفاد عميروش كثيرا من انخراطه في الجمعية واتصاله بقادتها في باريس كالربيع بوشامة والشيخ عباس والشيخ بسطانجي؛ ومن ذلك أنه أصبح لديه اهتمام كبير بتعلم اللغة العربية ، بل قد درّسها للمبتدئين رغم مستواه المتواضع فيها، ومما قاله لمحمد الصالح صديق لما لقيه في تونس وقد رواه عنه بالمعنى ولا شك: «إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة و الشارع و سائر ميادين الحياة ..و اللغة العربية من أعظم العوامل الفعالة في توحيد المسلمين وجمع شملهم لأنها لغة دينهم و قرآنهم الذي يتعبدون به و يتثقفون، و نُموُّ هذه اللغة و انتشارها يقوم على انتشار المدارس والجرائد و المساجد ، و قد أدركت فرنسا المستعمرة في الجزائر فعالية هذه اللغة في توحيد الفكر و الاتجاه ، و فعالية المدارس والجرائد والمساجد في انتشار اللغة العربية ، فَحَرَمت الجزائريين من هذه اللغة ، ومنعتهم من بناء المدارس و تأسيس الجرائد و حولت المساجد إلى كنائس، و لولا جهاد جمعية العلماء بقيادة الإمام عبد الحميد بن باديس في تأسيس بعض المدارس و إنشاء بعض الجرائد والمجلات تحت مدافع فرنسا و فَوَّهات بنادقها لكانت الجزائر اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن»، قال محمد الصالح: "و أكد العقيد بعد هذا أن من و اجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه و لغة قرآنه ، و اللغة هي التي تربطه بالعالم الإسلامي قاطِبة . و سأله أحد الحاضرين عن دور المثقفين بالعربية فقال إنه دور مشرف و ساق أمثلة من الشهداء منهم و الذين ما يزالون آنذاك في صفوف الثورة مجاهدين أو فدائيين أو مناضلين ، و قد تحدث العقيد عميروش بإسهاب عن دور هؤلاء في القضاء و الإفتاء و نشر الوعي الثوري في مختلف القرى والمداشر".
و بعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة و تدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، و قد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية.
و بعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة و تدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، و قد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية.
العقيد عميروش يشيد بدور مدارس العلماء
رأينا إشادة الشهيد البطل العقيد عميروش رحمه الله بدور مدارس جمعية العلماء في الحفاظ على اللغة العربية وهي إحدى مقومات الشخصية الجزائرية، وقد أشاد بهذه المدارس التي أذكت الروح النضالية أيضا ، وكانت سببا في الاستجابة لنداء الجهاد في أول نوفمبر، فإنه كان مكلفا في بداية الحرب بالدعاية للجهاد في منطقة القبائل الصغرى، وقد وجد في قلعة بني عباس ما لم يجده في غيرها من المدن و القرى، فأرسل عام 1955م رسالة إلى الشيخ محمد الصالح بن عتيق، الذي كان أحد العلماء المعلمين في مدرسة القلعة قبل الثورة ، وجاء في هذه الرسالة التنويه بالعمل الذي قام به الشيخ ابن عتيق و بالروح الجهادية التي برزت بوضوح في أهل القلعة عموما و في تلاميذ المدرسة خصوصا، و قد قال في رسالته: " جئت إلى القلعة فوجدت القوم على أتم استعداد لخوض معركة التحرير و الالتحاق بالمجاهدين ، و بذل المال و الرجال، يا ليتنا عملنا على نشر هذه المدارس في الوطن إذاً لاسترحنا من كثير من المشاكل التي تعترض سبيلنا اليوم".
ثقة عميروش في العلماء
من الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم و على رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن و ثقته المطلقة للعلماء, وكان رحمه الله يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .
وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي و رفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير و ممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية:
منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية،
ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات،
وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة،
وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة،
وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير".
كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى و المداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، و قد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، و إنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد".
من الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم و على رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن و ثقته المطلقة للعلماء, وكان رحمه الله يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .
وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي و رفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير و ممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية:
منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية،
ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات،
وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة،
وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة،
وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير".
كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى و المداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، و قد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، و إنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد".
مراسلات عميروش لأهل العلم
كما سبق ذكره فالعقيد عميروش كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م ، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة و السَّحب وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مصحفا صغيرا مرفوقة برسالة شفوية مع حامل المصحف هذا نصها : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له".
وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة.
كما سبق ذكره فالعقيد عميروش كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م ، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة و السَّحب وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مصحفا صغيرا مرفوقة برسالة شفوية مع حامل المصحف هذا نصها : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له".
وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة.
العقيد عميروش وقطاع التعليم
من الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي, ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية و دلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان و من أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم و الإفتاء و القضاء و تنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.
وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن و اللغة العربية و توعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد"
من الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي, ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية و دلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان و من أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم و الإفتاء و القضاء و تنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.
وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن و اللغة العربية و توعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد"
العقيد عميروش والبعثات العلمية
لم يكتف بتوفير كل الوسائل لهذا الميدان في الداخل بل أرسل بعثات طلابية إلى تونس ومنها ينتقلون إلى مختلف البلدان العربية كليبيا ومصر والأردن والعراق والسعودية، وغيرها من البلدان الصديقة، كان يرسل الشباب الذين حصلوا شيئا من مبادئ العلوم في الزوايا كزاوية عبد الرحمن اليلولي وزاوية تموقرة ومدارس جمعية العلماء وغيرها من المدارس الحرة المنتشرة في تراب الولاية الثالثة.
وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة.
وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3 ملايين فرنك قديم، و أرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد.
بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر.
شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية و العلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، و قد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان.
كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين.
و بقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية.
اجتمع مجلس الولاية في دورة استثنائية ثم اجتمع عميروش ببقية ممثلي الولايات في الاجتماع الذي عرف باجتماع العقداء الأربعة، وقرروا حمل مطالبهم الجماعية إلى تونس و استشهد العقيدان عميروش و سي الحواس وهما في الطريق إليها رحمهما الله تعالى
وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة.
وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3 ملايين فرنك قديم، و أرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد.
بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر.
شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية و العلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، و قد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان.
كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين.
و بقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية.
اجتمع مجلس الولاية في دورة استثنائية ثم اجتمع عميروش ببقية ممثلي الولايات في الاجتماع الذي عرف باجتماع العقداء الأربعة، وقرروا حمل مطالبهم الجماعية إلى تونس و استشهد العقيدان عميروش و سي الحواس وهما في الطريق إليها رحمهما الله تعالى
تقدير عميروش لكل المثقفين
لم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما و لو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم و يرفع من أقدارهم و رتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19جوان 1956م على الرتب التي نالوها ، .
تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية و الزوايا فقد كانوا سباقين فرادى و جماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى و أول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 و ألقي جثمانه في ميناء الجزائر.
لم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما و لو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم و يرفع من أقدارهم و رتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19جوان 1956م على الرتب التي نالوها ، .
تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية و الزوايا فقد كانوا سباقين فرادى و جماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى و أول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 و ألقي جثمانه في ميناء الجزائر.
الجهاد من أجل القيم هو الجهاد الأكبر
كان الشهيد البطل رحمه الله يعلم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن مقومات شخصيتها، لذلك كان يرى أن معركة القيم هي الجهاد الأكبر الذي ينتظر الأمة بعد الاستقلال، ففي لحظة وداعه للشيح محمد الصالح صديق في تونس أخرج ساعة من جيبه فضبطها على ساعته فأهداها إليه كما هي عادته رحمه الله ، فقد كان سخيا كريما ، أعطاه إياها وقال:" خذها لِتَعُدَّ بها أيام الاستعمار الباقية في الجزائر وهي قليلة، وبعد الاستقلال سنخوض معركة أخرى من أجل قِيَمِنا و إسلامنا و لغتنا العربية فذلك هو الجهاد الأكبر.
هذه صفحة مجهولة من حياة العقيد عميروش تثبت و تبين تَدَيُّنَه العميق وحبه للعلم والعلماء، وحبه للغة العربية التي هي لغة القرآن ودين الإسلام..
وفي الأخير ننقل هذه الكلمات المقتطفة من كتاب جودي أتومي المقاتل الذي عاش مع عميروش مدة في الولاية الثالثة قال :"من غير شك أنه يدعو لأن يكون للدين مكانة هامة لدى المجاهدين" "وكان يحب التعمق في أمور الشريعة" "وكان تقيا محافظا على الدين حريصا على القيم الإسلامية التي يُلْزِم جميع المجاهدين باتباعها"، ونقل أن المنخرطين الجدد قبل 1956م كان قَسَمُهم أمام عميروش: "أقسم على المصحف الشريف بأن أكافح حتى النصر أو الشهادة " .
استشهاد العقيد عميروش رحمه الله
وقد استشهد رحمه الله تعالى يوم 29 مارس 1959م مع العقيد سي الحواس، لما كانا في طريقهما إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة، تحت قصف الطائرات والمدفعية بعد وشاية بهما لا يعلم مصدرها يقينا، استُشهد رحمه الله و هو يحمل في جيبه المصحف الشريف ، وفي قبله همّ العربية والإسلام، استُشهد رحمه الله و هو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، و تهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك.
هذه صفحة مجهولة من حياة العقيد عميروش تثبت و تبين تَدَيُّنَه العميق وحبه للعلم والعلماء، وحبه للغة العربية التي هي لغة القرآن ودين الإسلام..
وفي الأخير ننقل هذه الكلمات المقتطفة من كتاب جودي أتومي المقاتل الذي عاش مع عميروش مدة في الولاية الثالثة قال :"من غير شك أنه يدعو لأن يكون للدين مكانة هامة لدى المجاهدين" "وكان يحب التعمق في أمور الشريعة" "وكان تقيا محافظا على الدين حريصا على القيم الإسلامية التي يُلْزِم جميع المجاهدين باتباعها"، ونقل أن المنخرطين الجدد قبل 1956م كان قَسَمُهم أمام عميروش: "أقسم على المصحف الشريف بأن أكافح حتى النصر أو الشهادة " .
استشهاد العقيد عميروش رحمه الله
وقد استشهد رحمه الله تعالى يوم 29 مارس 1959م مع العقيد سي الحواس، لما كانا في طريقهما إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة، تحت قصف الطائرات والمدفعية بعد وشاية بهما لا يعلم مصدرها يقينا، استُشهد رحمه الله و هو يحمل في جيبه المصحف الشريف ، وفي قبله همّ العربية والإسلام، استُشهد رحمه الله و هو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، و تهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك.
كانت هذه بعض الجوانب من حياة بطل من أبطال الجزائر, ممن عاهدوا الله على إعلاء كلمته في هذه البقاع و ان يجاهدوا في سبيله حتى النصر او نيل الشهادة , هذه الجوانب التاريخية التي تخدم قضايا أمتنا في هذه الأيام، خاصة مع كثرة حملات التشويه ضد أعلام الجهاد، وكثرة التزييف للحقائق والتحريف للتاريخ.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) (آل عمران ) .
صدق الله العظيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) (آل عمران ) .
صدق الله العظيم