منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

djoudi hachemi

عضو متميز
رقم العضوية :
2696
البلد/ المدينة :
setif
المُسَــاهَمَـاتْ :
1665
نقاط التميز :
2554
التَـــسْجِيلْ :
07/10/2010
حوار مع الشيطان الرجيم

حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب الى المسجد فقال لي : عليك ليل طويل فارقد . 
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة . 
قال : الأوقات طويلة عريضة . 
قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة . 
قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة . 
فما قمت حتى طلعت الشمس .. 
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات ، وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار . 
فقلت : أشغلتني عن الدعاء . 
قال : دعه إلى المساء . 
وعزمت على المتاب ، فقال : تمتع بالشباب ! 
قلت : أخشى الموت . 
قال : عمرك لا يفوت . 
وجئت لأحفظ المثاني قال : روّح نفسك بالأغاني . 
قلت : هي حرام . 
قال : لبعض العلماء كلام ! 
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . 
قال : كلها ضعيفة . 
ومرت حسناء فغضضت البصر قال : ماذا في النظر ؟ 
قلت : فيه خطر . 
قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال . 
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال : ما سبب هذه السفرة ؟ 
قلت : لاخذ عمرة . 
فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة . 
قلت : لابد من إصلاح الأحوال . 
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . 
فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة . 
قلت : هذا نفع العباد . 
فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد . 
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ 
قال : أجيبك على العام والخاص . 
قلت : أحمد بن حنبل ؟ 
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل . 
قلت : فابن تيمية ؟ 
قال : ضرباته على رأسي باليومية . 
قلت : فالبخاري ؟ 
قال : أحرق بكتابه داري . 
قلت : فالحجاج ؟ 
قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج .
قلت : فرعون ؟ 
قال : له منا كل نصر وعون . 
قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟ 
قال : دعه فقد مرغنا بالطين . 
قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟ 
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب وأحرقني بكل شهاب . 
قلت : أبوجهل ؟ 
قال : نحن له أخوة وأهل . 
قلت : فأبو لهب ؟ 
قال : نحن معه أينما ذهب ! 
قلت : فلينين ؟ 
قال : ربطناه في النار مع استالين . 
قلت : فالمجلات الخليعة ؟ 
قال : هي لنا شريعة . 
قلت : فالدشوش ؟ 
قال : نجعل الناس بها كالوحوش . 
قلت : فالمقاهي ؟ 
قال : نرحب فيها بكل لاهي . 
قلت : ما هو ذكركم ؟ 
قال : الأغاني . 
قلت : وعملكم ؟ 
قال : الأماني . 
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟ 
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق . 
قلت : فحزب البحث الإشتراكي ؟ 
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي . 
قلت : كيف تضل الناس ؟ 
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات . 
قلت : كيف تضل النساء ؟ 
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور . 
قلت : فكيف تضل العلماء ؟ 
قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور . 
قلت : كيف تضل العامة ؟ 
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة . 
قلت : فكيف تضل التجار ؟ 
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات . 
قلت : فكيف تضل الشباب ؟ 
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام . 
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟ 
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة . 
قلت : فأبو نواس ؟ 
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس . 
قلت : فأهل الحداثة ؟ 
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة . 
قلت : فالعلمانية ؟ 
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني . 
قلت : فما تقول في واشنطن ؟ 
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن . 
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ 
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت . 
قلت : فما تقول في الصحف ؟ 
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف . 
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم . 
قلت : فما فعلت في الغراب ؟ 
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب . 
قلت : فما فعلت بقارون ؟ 
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز . 
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟ 
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر . 
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم . 
قلت : فماذا يقتلك ؟ 
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي . 
قلت : فما أحب الناس إليك ؟ 
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون . 
قلت : فما أبغض الناس إليك ؟ 
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد . 
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

مـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــنقـــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــول
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى