منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرحبة

الرحبة

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
548
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
استاذ
المُسَــاهَمَـاتْ :
8556
نقاط التميز :
25056
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2010
بربرة "ميزاب" و "أمزبة" تيزي وزو
من يقرأ كتاب (في الهوية والانتماء الحضاري) للمؤرخ الجزائري ناصر الدين سعيدوني يكتشف الحقيقة الغائبة عن أصحاب القرار حول ما جرى في تيزي وزو وما يجري حاليا في غرداية، فالمشروع الفرنسي المتعلق بتمزيق الشعب الجزائري الذي بدأ منذ الاحتلال في 5 جويلية 1830 لغاية استرجاع السيادة في 5 جويليه 1962 ما يزال ينخر في أوساط النخب الجزائرية التي تعتبر اللغة الفرنسية "غنيمة حرب" أو "مكسبا وطنيا"، فالذين أخرجوا الدرك الوطني من ولاية تيزي وزو سنة 2001 عبر ما يسمى بـ"الربيع الأسود" لـ"حركة العروش" تمكنوا من التسلل إلى مواقع نافذة في السلطة الجزائرية وهم يعملون حاليا لإخراج الشرطة من ولاية غرداية سعيا إلى نشر الارهاب والفوضى حتى يتسنى لهم تطبيق المشروع الفرنسي "القديم _ المتجدد".
عملت فرنسا منذ احتلالها الجزائر على تكريس فكرة اختلاف الجنس واللغة والدين بين الجزائريين الذين يستخدمون لهجاتهم الأمازيغية في كل من ميزاب والهڤار والأوراس والقبائل وغيرهم وبين الذين يستخدمون اللغة العربية سعيا إلى فصل هذه المناطق عن بعضها البعض وتحويلها إلى  دويلات  وإقامة حاجز نفسي بين المواطنين وشرعت في تنفيذ مشروعها في المنطقة القبائلية بـ"محاولة تحديد المواصفات الإثنية للعرب والقبائل فوصفوا العرب بأنهم بدو يمتهنون الفروسية ومتدينون وذوو شعر وعيون سوداء وبشرة أكثر سمرة، فيما القبائل مشاة وفلاحين قليلو التدين، شقر الشعر وزرق العيون مع أن هذه الأحكام في أساسها منافية لكل منطق علمي وحقيقة تاريخية (ص 181. ناصر الدين سعيدوني)، ويذهب الكاتب إلى أن فرنسا نجحت في نقل البربرية من أدراج الادارة الفرنسية ومكاتب الدراسات إلى  شريحة من المثقفين انطلاقا من اعتبار القبائلية لغة جميع الناطقين بالبربرية. يلخص أهم المحطات المتعلقة بالأطروحة البربرية في: الازمة البربرية لحزب الشعب (1948 - 1949)، والربيع البربري سنة 1980، وحركة العروش سنة 2001.
يقول العارفون بهذه الحركة إنها ظهرت في المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1976 وأن خريجي هذه الإدارة هم الذين استلموا السلطة بعد توقيف المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992، في حين يذهب آخرون إلى أنها وليدة أزمة صيف 1962 وأن فشل بومدين في التعريب بسبب لجوئه الى ضباط فرنسا المعروفين بولائهم للفرنسية هو الذي جعل دعاة البربرية يعملون في الخفاء لكن مجيء الشاذلي بن جديد وشروعه في تعريب الجامعات والوزارات والإدارة شجع هذه الحركة على التواصل مع حركات انفصالية أخرى في الخارج.
نظمت الجمعية الثقافية البربرية ملتقى للغة البربرية بغرداية في 21- 22 أفريل سنة 1991 لكن أهل بني ميزاب رفضوه فتحولوا به إلى مدينة باتنة سنة 1996 لكن مواطنيها وجهوا رسالة بتاريخ 12 ماي 1996 ينبهون فيها الرئيس اليامين زروال إلى خطورة هذا المشروع فرفض هو الآخر استقبال الحركة البربرية والاعتراف بها، وبعد فشل أصحاب هذا المشروع في التسلل الى المواطنين عبر الندوات والملتقيات توجهوا نحو العنف وتمثل ذلك في مظاهرات 25 جوان 2001 التي ارتفعت فيها أصوات من يؤيدون أطروحة المغني فرحات مهني "الحركة من أجل الحكم الذاتي في بلاد القبائل" وكانت من نتائجها طرد الدرك الوطني من الولاية الأمر الذي دفع بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى محاولة احتوائها وتجريد أصحابها من الغطاء اللغوي بالاعتراف بالامازيغية لغة وطنية وهاهم اليوم يعملون على تكرار السيناريو  نفسه بدفع سكان غرداية لطرد الشرطة من ولايتهم بعد أن أدرك سكان ولاية تيزي وزو ضرورة عودة الدرك الوطني للحفاظ على أمنهم بعد انتشار الآفات الاجتماعية وعودة الارهاب.
الحقيقة التي لا تقال هي أن تسيب السلطة في معظم ولايات القطر الجزائري أدى الى ظهور الكثير من الآفات الاجتماعية فأقدم مهنة في تاريخ البشرية التي استخدمها الاستعمار الفرنسي في الجزائر صارت اليوم تمارس في بيوت متنقلة في سيارات (تشغيل الشباب)، والمدن التي عرفت بأسمائها التاريخية مثل مدينة "الألف قبة" صارت تسمى في الشارع بـ"الألف حدبة"، والتهريب صار مهنة التجار في مدن الحدود، والكل ينتظر التغيير بعد أن فشلت السلطة في التسيير.
*********الشرون اون لاين***************
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى