منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

spikador

عضو جديد
البلد/ المدينة :
tissemsilt
المُسَــاهَمَـاتْ :
49
نقاط التميز :
153
التَـــسْجِيلْ :
22/02/2014
السلام عليكم
روى لي أحد الزملاء قصة طريفةً حدثت لأحد معارفه ليلة زواجه ، وقد قمتُ بصياغتها على شكل قصة قصيرة ؛ ولا أدرى هل وُفقت أم لا ... الحكم لكم ..


لم يكن يخطر ببال (خالد) أنّ ليلة العمر التي طالما حلم بها بها أحلاماً وردية ستكون أطول ليلة وأسوأ ليلة في حياته ، كما لم يخطر ببال (نوف) أنّ فستان فرحها الأبيض سيشهد ليلةً طويلة السواد مليئة بالمواقف المبكية المضحكة في آن واحد.
لم تكن تلك الليلة تحمل ملامح الليلة غير العادية باستثناء أنّها ليلة العمر لعروسين يبدآن أولى خطوات درب الحياة الزوجية ويهمّان بدخول القفص الذهبي كغيرهما من آلاف الشباب في هذا الوقت من العام .
بدا كلّ شئ يسير كما خطط له ، فالعروس عند أمها وخالتها وصويحباتها يهيّئنها لزوجها وفارس أحلامها وشريك حياتها الذي يتربع وسط المجلس بين حشد من الأقارب والأحباب .
زفّت العروس إلى عروسها في احتفال بسيط ، ودخل وعروسه إلى عش الزوجية في غرفة تتوسط بيت العائلة ، وانصرف الجميع ، والتقى العروسان والعالم لا يكاد يسعهما فرحاً وحبوراً .
لم يدرِ خالد ماذا يقول وكيف يبدأ الحديث ، وبدا مرتبكاً أكثر من نوف ، بحمرة خجلٍ استعارها من وجنتي عروسه الحسناء . وفجأة ودون مقدمات قال خالد : ما رأيك يا حبيبتي أن ننطلق الآن بسيارتنا إلى مكة المكرمة لأداء العمرة ؟! وقع هذا السؤال أو الاقتراح على مسامع نوف كالصاعقة ، سفر طويل يتجاوز الألف كيلومتر في ليلة الزفاف !! ودون أن تفكّر خرجت الكلمات من شفتيها بكلّ تلقائية وخضوع فقالت في خفر : "اللي تشوفه" !! فلم يكذب خالد خبراً وأمرها بأن تجهز حقائب السفر ، وفي خلال دقائق كان كلّ شئ مُعَدّاً للانطلاق .
أخبر خالد والدته على عجل بعزمه على السفر باقتضاب شديد وطلب منها الدعاء بالتوفيق ، وقبل أن يسمع تعليقها ، كان قد رافق زوجته إلى خارج البيت وتهيّأ لركوب السيارة . لم تكد نوف تستوعب ما يحدث حتى كانت السيارة تجلد بعجلاتها وجه الطرقات شبه الخاوية في هذا الوقت المتأخر من الليل ، وخيّم الصمت على العروسين حتى إنهما ليسمعان خفق قلبيهما المشبوبين بلذة لم يخبراها من قبل . حاول خالد أن يكسر حاجز الصمت إلا أن عروسه لم تكن تتجاوب معه كثيراً فقد بدأ النعاس يداعب جفنيها المثقلين بالكحل وبقايا دموع ذرفتها عندما ودعت والدتها . فما كان منها إلا أن استسلمت لنعاسٍ فرضته رتابة الصوت المنبعث من محرك السيارة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدأ رأسها يميل إلى الخلف .
لاحظ الزوج الحنون أن عروسه لم تكن مرتاحة في نومتها فطلب منها برقّة أن تتمدّد على المقعد الخلفي للسيارة وأن تلتحف بعباءتها وتنام في سكون ، فامتثلت العروس لأمر عريسها وغطّت في نوم عميق تناوشته أحلام متقطعة لا شكّ أن عريسها كان حاضراً في أحدها .
في هدأة الليل والسيارة تنهب عيون القطط التي لا تنام بدأ النعاس يتحرش بعيني خالد مغرياً إياه باللحاق بزوجته في غفوة ستكون ألذّ من المنى ، إلا أنّه أصرّ على مواصلة السير ممنياً نفسه بقدح من القهوة سيبتاعه من أول مقهى يصادفه في الطريق .
بدأت نوف تتململ في نومتها بعد أن أحست بتباطؤ سرعة السيارة استعداداً للتوقف عند أحد المقاهي المنتشرة على طول الطريق ، وما إن أحست بتوقف السيارة حتى اعتدلت جالسة وأصلحت من وضع عباءتها وغطاء وجهها ونظرت إلى مقدمة السيارة حيث كان زوجها يسحب خطواته إلى المقهى القريب . تلفتت تتفحص المكان حتى وقعت عيناها على لوحة تدل على وجود دورة مياه ، فنـزلت من السيارة واتجهت إليها .
بدأ خالد يستعيد شيئاً من نشاطه وهو يرتشف بإحدى يديه قدحاً من القهوة الساخنة وباليد الأخرى يقود سيارته بسرعة عالية في محاولة لتعويض الوقت الذي قضاه في التوقف عند المقهى ، وقد حدثته نفسه أن يلقي نظرةً على عروسه النائمة إلا أنّ شيئاً ما منعه من ذلك .
بعد عدة دقائق خرجت نوف من دورة المياه متجهة إلى سيارة زوجها إلا أنها كادت تسقط مغمًى عليها عندما رأت مكان السارة خالياً ، تسمّرت في مكانها محاولةً استيعاب ما يجري ، وطال وقوفها وطال وطال ، حتى تأكدت أن زوجها قد .. نسيها !!! فانخرطت في موجة من البكاء التقطته أذن إحدى النساء الخارجات من دورة المياه فسألتها في تعاطف شديد عمّا يبكيها ، ولم تكد تسمع الجواب حتى أسرعت خطوها إلى زوجها الذي كان يستعد لإدارة محرك سيارة عائلية اكتظت بالنساء والأطفال ، وبعد حوار قصير عادت المرأة إلى نوف وطلبت منها الركوب معهم في محاولة للحاق بزوجها ، ولم تمهلها اللهجة الصارمة التي خاطبتها بها المرأة حتى وجدت نفسها في خضمّ القبيلة الصغيرة التي تغص بها السيارة العائلية ، وفي غمرة بكائها لم تتبين كلمات المواساة التي كانت تذرفها ألسنة النساء المحيطات بها ، إلا أنها سمعت بكلّ وضوح كلمات السائق الأشيب وهو يكيل لزوجها أقذع الألفاظ ويصفه باللامبالي وغير ذلك من الصفات التي تقدح في رجولته ، وقد كانت تلك الكلمات مغلفة بنبرة عالية تنمّ عن غضب عارم .
كان خالد يسترجع في ذاكرته قصصاً سمعها عن قطاع الطرق وتحذيرات مقتضبة سمعها من أمه قبيل سفره ، وأنه يجب أن يكون يقظاً وحذراً خصوصاً وأن في معيته امرأة ، وفي هذه الأثناء كانت إحدى السيارات تقترب من سيارته بسرعه وتضئ بأنوار متقطعة وكأن سائقها يطلب منه التوقف ، فازدادت سرعة ضربات قلبه مع ازدياد ضغط قدمه على دواسة السرعة محاولاً تفويت الفرصة على تلك السيارة باللحاق به .
كان سائق السيارة العائلية واضعاً إحدى يديه على مقبض أضواء السيارة مبدلاً بين الوضع العادي والوضع العالي ويده الأخرى على منبه السيارة بينما هو يحث سيارته المثقلة بحملها على اللحاق بالسيارة الصغير التي يستقلها الزوج (المغفّل) إلا أنّ ذلك لم يجدِ نفعاً فسيارة الزوج كانت أخف وأسرع .
على بعد عدة كيلومترات كان أحد رجال أمن الطرق يراقب شاشة الرادار عندما لاحظ أن إحدى السيارات المقتربة تسير بسرعة أعلى بكثير من السرعة المسموح بها على الطرق السريعة ، وفي لمح البصر كانت السيارة قد تجاوزته فأشعل أضواء الطوارئ وهرع في أثرها مغتاظاً من هذا المستهتر الذي لا يقيم وزناً لسيارة الأمن قبل أن يقيم وزناً لسلامته وسلامة الآخرين .
كان رد الفعل الطبيعي أن يقوم خالد بالتوقف لتلحق به سيارة الأمن فيبلغ عن هذا الذي يطارده ويطلب منه التوقف ، إلا أنّه كان في حال من عدم التركيز جعلته يزيد سرعته محاولاً الهرب من كل شئ يسير خلفه . لم تستطع سيارة رجل الأمن أن تجاري هذه السيارة الصغيرة المنطلقة كالسهم فقام بإبلاغ نقطة التفتيش القادمة عن الوضع وطلب من زملائه أن يوقفوا تلك السيارة بأي وسيلة ولو استلزم الأمر أن يغلقوا الطريق نهائياً .
لم يُفِقْ خالد من نوبة الرعب التي تلازمه حتى لمح سيارات الأمن بأضوائها الملونة وهي تسد الطريق أمامه ، فتنفس الصعداء وخفف من سرعته ثم أوقف السيارة وترجّل منها مسرعاً نحو أحد رجال الأمن محاولاً التقاط أنفاسه وقبل أن يبدأ بالحديث كانت السيارة العائلية تقترب ثم تتوقف وينـزل منها رجل متوسط العمر قد أمسك بـ (عقاله) وتوجه إليه ولسانه لا يكف عن السباب ، وقبل أن يقوم بأي ردة فعل كان رجال الأمن يقفون بينهما والفضول يكاد يقتلهم .
قال سائق السيارة العائلية بعصبية وحدّة موجهًا كلامه لخالد : أيها اللامبالي كيف تنسى زوجتك ؟! هل جننت ؟! هل أنت سكران ؟! والله لولا وجود رجال الأمن لقطّعت هذا العقال على جلدك !! ذهل خالد من كلام الرجل وقبل أن ينبس ببنت شفة لمح امرأة تقترب من سيارته وتفتح الباب وتركب ، فما كان منه إلا أن ضحك ثم بكى ثم ضحك ثم بكى في حالة هستيرية زاد من سوئها قلة النوم والإرهاق وأخذ ينظر في ذهول إلى سائق السيارة العائلية وإلى رجال الأمن ويبحث عن لسانه دون جدوى


حدث ذات ليلة زفاف (قصة قصيرة حقيقية) 29428_1252834540


 .
 
saidi mohamed

saidi mohamed

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
57
نقاط التميز :
45
التَـــسْجِيلْ :
08/10/2013
شكرا هي قصة خيالية ولكنها ممكن أن تكون حقيقة في وقتنتا هذا
 
نور الحكمة

نور الحكمة

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
1879
البلد/ المدينة :
التفكير الراقي
العَمَــــــــــلْ :
المساعدة لجميع الناس
المُسَــاهَمَـاتْ :
9346
نقاط التميز :
11190
التَـــسْجِيلْ :
26/09/2010
قصة خيالية  mm5
 
melissa

melissa

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
12924
البلد/ المدينة :
jijel
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية
المُسَــاهَمَـاتْ :
6768
نقاط التميز :
6286
التَـــسْجِيلْ :
27/02/2011
لكن الاخ ذكر انها قصة لاحد أقارب زملائه لذا اعتقد انها حقيقية

شكرا على كل حال على القصة المشوقة ...حقا السفر برا مرهق جدا 

تحياتي
 
ملكة الخيال

ملكة الخيال

طاقم المتميزين
البلد/ المدينة :
غليزان
العَمَــــــــــلْ :
طالبة سنة ثانية ثانوي شعبة علوم تجريبية
المُسَــاهَمَـاتْ :
2110
نقاط التميز :
1092
التَـــسْجِيلْ :
11/02/2013
القصة مضحكة
كيف لم ينتبه على أن زوجته ليست بالسيارة؟؟؟
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى