الرحبة
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 548
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8556
- نقاط التميز :
- 25056
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/04/2010
التعريف بخنقة سيدي ناجي
تاسست بلدية خنقة سيدي ناجي عام 1946م
وهي تنتمي إلى دائرة زريبة الوادي ولاية بسكرة،
وتقع على بعد 100 كلم شرق بسكرة بمحاذاة حدود ولاية خنشلة
على سفح جبل الأوراس وعلى ضفة واد العرب الكبير.
[size=24]ويسكنها حوالي 4000نسمة.
تعود نشأة خنقة سيدي ناجي إلى العهد الروماني
حيث توجد بها اثار ساقية رومانية تمتد إلى فيض السلة لتمر إلى ليانة وبادس.
تأسست خنقة سيدي ناجي في عام 1602م / 1010هـ
على يد الشيخ سيدي المبارك بن قاسم بن ناجي الاصغر بن قاسم بن ناجي الاكبر (توفي عام 1622م/1031هـ)
وسماها على اسم جده سيدي ناجي دفين تونس تبركا به.
اشتهرت خنقة سيدي ناجي في بداية تأسيسها بزاويتها التي استقطبت طلاب العلم
من كل المناطق المجاورة، ثم اشتهرت بزراعة النخيل والأشجار المثمرة
فتوسعت وذاع صيتها في البلاد.
كان لشيوخ الخنقة سمعة طيبة واحترام كبير لدى كل سكان المنطقة
وكذلك لدي حكام الدولة العثمانية آن ذاك مما أدى إلى التوسيع في امتيازاتهم
والاتساع في نفوذهم إلى كل الزاب الشرقي ومنطقة ششار.
اشتهرت خنقة سيدي ناجي بالمدرسة الناصرية
نسبة لمؤسسها أحمد بن ناصر عام1171هـ/1758م،
فكانت قبلة لطلبة الزيبان وواد سوف والأوراس
و قسنطينة و عنابة وحتى تونس وطرابلس.
كانت تحتوي المدرسة على 15 غرفة في طابقين لإيواء الطلبة،
وبها مكتبة ومطهرة وأحواض ماء لمحو الألواح،
وكانت تهتم بإطعام الطلبة والتكفل بهم طيلة دراستهم،
كما اشتهرت المدرسة بالنحو بجانب تدريس علوم القرآن وتحفيظه،
والأدب واللغة والصرف والبلاغة والعروض والفقه والحديث.
ولعل ما زاد من شهرة ، خنقة سيدي ناجي بالإضافة إلى ذلك،
أنها كانت محطة رئيسية لقوافل الحج،
فكان الحجاج الوافدون من المغرب في اتجاههم نحو البقاع المقدسة
يمرون بها كنقطة عبور يجدون فيها الراحة والإرشادات الضرورية لسفرهم
الطويل قبل توجههم إلى توزر بتونس، وقد سجل بعض الحجاج و الزائرين
انطباعاتهم عن الخنقة مثل الإدريسي والبكري والورتلاني،
هذا الأخير الذي أشاد بخنقة سيدي ناجي فقال :
“الخنقة قرية طيبة مباركة ذات نخل وأشجار وسط واد بين جبلين”،
وقال عن أهلها :
” إن محلهم مشهور بالفضل والعلم والهمة…”،
” إنهم حازوا المعالي منذ قديم الزمان”.
غير أن أوضاع خنقة سيدي ناجي بدأت تتدهور شيئا فشيئا
أثناء فترة الاحتلال الفرنسي البغيض، فعرفت نتيجة لذلك تقهقرا كبيرا،
فتصدعت مبانيها، واندثرت معالمها العلمية والحضارية.
وهاجر منها اهل العلم والتصوف ومريدوهم، تاركين فراغا الى الا ن.
ولم يبق منها اليوم سوى آثارا على وشك الضياع وتراثا مدفونا
ينتظر من ينفض عنه غبار النسيان.
لقد كان لخنقة سيدي ناجي منذ نشأتها تاريخ زاخرا
يشهد به القاصي والداني، لقد أسست خنقة سيدي ناجي على تقوى من الله
وتطورت اقتصاديا وثقافيا بفضل ما كان لأبنائها من عزم واجتهاد ومثابرة،
حتى أصبحت في وقت ما منارة أضاءت ما حولها، وعرفت بتونس الصغيرة.
وقبلة أمها الأباعد فضلا عمن بجوارها، فاستفادوا منها، واستعانوا بأهلها،
واغترفوا من معارفها، وتخرج منها علماء ذوو شهرة لا تنكر،
لا زالت أسماؤهم خالدة على مر الزمان.
كما ساهمت خنقة سيدي ناجي أثناء حرب التحرير الكبرى
بقسط وافر – ولا شكر على واجب- فكان لها من بين قوافل الشهداء العدد الكبير،
وعانت من ويلات هذه الحرب الكثير، فبرز منها مجاهدون عديدون،
لهم عند رفقائهم كامل التقدير والإعجاب، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
خنقة سيدي ناجي بعد الاستقلال :
عرفت خنقة سيدي ناجي منذ الاستقلال جهودا كبيرة لتعميرها من جديد
فقدتم توفير ضروريات الحياة الاساسية وهي الان تتوفر على الكهرباء
وابتدائية الاخوة هزابرة ومتوسطة بلمكي محمد وثانوية الشيخ عاشور بن محمد
ودار للشبلاب ومركز للبريد والمواصلات والهاتف والغاز الطبيعي الذي دشن عام 2010م .
تبقى خنقة سيدي ناجي بأمس الحاجة إلى مشاريع لتنبض فيها الحياة من جديد و ليخرج شبابها من دائرة البطالة التي تتربص بهم. وتدعمت هذه المشاريع الرامية إلى إحياء خنقة سيدي ناجي بتدشين وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية مصطفى بن بادة لمصنع الفخار والزجاج بالنفخ ،حيث يرتقب أن يفسح المجال لتشغيل 50 شابا، ذلك أن قطاع الصناعة التقليدية أصبح يلعب دورا كبيرا في دعم الإستراتيجية التي سطرتها الوزا رة في مجال التنمية المحلية من خلال البرامج الواعدة المعتمدة، على غرار نظام الإنتاج المحلي لإحداث التنمية المحلية عن طريق تطوير نشاطات الصناعة التقليدية.
ولا تتوقف الجهود الرامية إلى إنعاش الحياة بخنقة سيدي ناجي عند هذه الحدود، فتبعا لما صرح به السيد قاسي حاتم مدير مركز التكوين المهني والتمهين الكائن بدائرة زريبة الوادي،فإن المنطقة ستستفيد من مشروع إنجاز ملحقة للمركز المذكور آنفا رصد لها مبلغ35مليون سنتيم،إذ يرتقب إنجازها خلال الفترة الممتدة من 2010 - 2013 مما يتيح فرصة الاستفادة من تربصات لأبناء المنطقة في مجال المهن اليدوية التي تشمل: النسيج، البناء العام، البلاط، الفسيفساء، الطرز على القماش، اللباس التقليدي وتربية النحل، أما في مجال استغلال المؤهلات السياحية للمنطقة فان برج السطحة الذي تعود اثاره الى عهد الأتراك بخنقة سيدي ناجي سيستفيد من مشروع تأسيس منتجع سياحي،تشرف عليه وزارة السياحة بالتنسيق مع ولاية بسكرة.وقد تم تاسيس متحف يعرض بعض مابقي من تراث خنقة سيدي ناجي ليتعرف عليه السياح الوافدون من الوطن والاجانب.
وتبقي هذه المشاريع وغيرها تعطي لنا الامل في قيام نهضة جديدة لخنقة سيدي ناجي انظلاقا من النواة القديمة التي كانت سببا في قيام خنقة سيدي ناجي الجديدة المعروفة بالبرج.
تبقى خنقة سيدي ناجي معلم للتراث الوطني بما تتميز به من معالم طبيعية واثار عمرانية تاريخية
وهي منطقة للسياحة الروحية (الطريقة الرحمانية للشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه)
والسياحة الطبيعية المميزة.
عدل سابقا من قبل الرحبة في الخميس 16 ديسمبر - 22:49 عدل 2 مرات