... "بيتزا "ساخنة!!

..هبط صحن طائر..، وخرج منه مخلوقان بلون الفضة، كان أول من شاهدهما بنتان حسبتاهما عريسين قادمان لخطبتهما ، وعندما تبيّنا أنهما مخلوقان من الفضاء، صرخن من الخيبة ..لا من الفزع ، ولما انتشر الخبر بالمدينة ، 
حوصر المكان بالجيش ، وشتى أنواع الأسلحة ، ثم أمرا هذان المخلوقان أن يستسلما ، لكنّهما ضحكا في سخرية ، وقالا ..اننا لا نريد منك شيئا، فاحتار قائد الجيش ، وكان يظن أنهما يريدان الاستيلاء على ..العالم!؟؟
 ، وقال ..ماذا تريدان اذا؟ فردّ عليه أحد المخلوقين مدهوشا.." ومن قال أننا نريد ..العالم..، انّ كل ما نريده قطعة ساخنة من ..البيتزا!!؟؟"..
كم هي أكثر مشاهدنا العصرية..تلك الطريقة التي يطرحها ساستنا ونوّاب مجالسنا ومحامونا وغيرهم ..أفكارهم على أصحاب القرار ، حيث يلجؤون الى أنواع كثيرة من البلاغة في الكلام - مثلي ..غفر الله لي وللمؤمنين جميعا -،
..وتحريك الذراعان..الى أن نصل الى الاهتزاز الدرامي ..خاصة عندما نكون أمام عدسة الكاميرا ..والتليفزيون، حيث نسمع(بضم النّون وكسر الميم)..أطنان لا تحصى من النظريات الخارجة عن المعقول أو المستوردة من ..وراء البحار،
من رأي معاكس وحلول شفاهية ..- أجزم أنها لا تتعدّى نظرتها خطوة واحدة بقدمي ..الى الأمام -، حيث نتأنّق أمام من هم متسمّرين أمام شاشة التلفاز ، لنثبت ثقافتنا قبل كل شيء على المباشر أو مسجّلا..ونستمر في الحديث عن برامج مختلفة
و متناقضة مع أبسط قواعد المنطق العولمي الذي دام عليه قرابة العشرييتين ..أومتناقضة مع ديننا الحنيف..، فنستمر في الحديث رغم المقاطعات من الحاضرين والمشرف على الحصة..، ورغم انتهاء مدة البث ، وربما حتى انقطاع التيار الكهربائي..وكأن كل واحد منا له الوصفة العلاجية الشافية لأمراضنا..المزمنة! وله القدرة على ذلك ، في حالة وصوله الى هرم..السلطة، لأنه هو المثقف، وهو من عنده أسرار "الصحن الطائر" الهابط من الفضاء..!،
أما غيره فهو اما جاهلا (أمّيّ)..أو خائن أو يميني أو يساري متطرّف ، شيوعي ، اخواني أو سلفي..أو سلطوي معارض..!!،
غير أنّ الحقيقة لا تخلو أن تكون سوى " بيتزا ساخنة! " تغنيه لبعض السنوات من الجوع !، فلا هو يقدر على تغيير أوضاع من تحته من عامة الناس..،
من خلق فرصا للعمل ، لأكثر الاطارات المتخرجة من الجامعات والمعاهد الوطنية، وايجاد حلاّ لمشكلات " العنّوسة" التي ضربت أعماق أعماق فطرتنا و انسانيتنا ..، ونزع الخوف والأوهام والهواجس الكامن داخل ذاتنا !!؟،
.. ولا تغيير من طال بهم العمر وشابت رؤوسهم وسقطت أسنانهم في سدّة الحكم؟، مما جعلنا ندرك أنّ الفاصل بيننا وبين هؤلاء الطرّاح شاسع، ان لم نقل ..مكان بالغ الاتّساع..!؟، 
وقد قيل..لا يمكن أن تصالح الآخرين ، دون أن تصالح نفسك أوّلا!؟؟ وصلّى الله على نبيّنا محمد ،  .منقول.

شكرا على الموضوع اخي