جلال الدين النوري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- تنس
- العَمَــــــــــلْ :
- عامل حرفي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 69
- نقاط التميز :
- 233
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/09/2013
الرؤية الفنية
الفنان الراحل ( رولان خوري ) واحد من أعمدة رواد الجيل الثاني في مضمار الذائقة البصرية السورية الذين ساهموا بجد وحيوية مع الجيل الأول في بناء الأسس الثابتة للحركة التشكيلية السورية في بداية الستينيات من القرن السابق، وخاصة، في مدينة حلب على أقل تقدير، التي أحبها وأخلص لها بحبه، وهو من الأوائل الذين حاولوا، بكل ما يملك من موهبة وعطاء لتطوير الفن التشكيلي السوري نحو المحلية الخالصة من الشوائب الغريبة علينا، رغم اعتماده على مفاهيم الواقعية، كما حاول، في نهاية المطاف، وضع قواعد أكاديمية ومدرسية جديدة في مفاهيم الفن المعاصر، تساير مفهوم الواقعية في تلك الفترة التي كانت سائدة لدى أكثر الناس، لقد كان الفنان يدرك مقدار أهمية الفن في بناء الإنسان والحياة والحضارة ...
السيرة الفنية
ولد الفنان ( رولان خوري ) عام ( 1930 )، في مدينة أنطا كية التي تربطها بمدينة حلب الطريق الروماني القديم، انتقلت أسرته، في ظروف خاصة، إلى مدينة حلب، بعد سلخ لواء اسكندرون عن سوريا الأم في عام ( 1939 )، وفيها ترعرع الفنان ودرس حتى نال الثانوية في عام ( 1950 )، وفي أثنائها ظهرت مواهبه الفنية في الرسم، وتعرف على الفنان الرائد ( محمد غالب سالم )، والفنان ( فاتح المدرس ) عندما كان يرسم المناظر الطبيعية بالألوان المائية عن حلب وريفها المتميز بقبابه الطينية التي كانت الغواية الرئيسية في أعماله، وهذا يدلنا على مدى شفافية روح الفنان
( رولان ) وحسّه المرهف منذ البداية، كما كان يعرض أعماله في هذه الفترة على صديقه الفنان ( فاتح المدرس ) الذي يقول عنها : ( قبل أن نلتقي في روما كنا نلتقي في منزلي بحلب أو في مقهى البرازيل ونتحدث عن أعماله التي رسمها بالألوان المائية وفي الحديقة العامة، ومرة أطلعني على رسوم فيها الكثير من النفحة الجبرانية جاءت بعد ملازمته لشاب هادئ يرتدي برنساً أسود ) وتابع قائلا : ( تمكنه الفني لا يرجع إلى براعة يده وحذقه فحسب، إنما يرجع بالدرجة الأولى إلى فكره الفني المبدع، وكانت مناقشاتنا تحمل إلي، مع كل لفظه الهادئ المتأني فكراً في مستوى العصر، أي يحمل روح الحداثة مع البقاء في الأطر التقليدية عند الإنجاز ).
شغف رولان في بداية حياته الفنية بمدرسة ( جبران ) الفنية ذات المسحة الرومانسية المفرطة الذي قال عنها:( لقد سحرني هذا الجو السري، انه يبدو بعيداً عن عالم الشر .. )
في عام (1956) سافر (رولان خوري) إلى روما، التي أصبحت محط أنظار الشباب الموهوبين لدراسة الفن في أكاديمية الفنون الجميلة، وعلى نفقته الخاصة، كما فعل أستاذه الفنان الرائد (وهبي الحريري)، حيث التقى بعدد من شباب الوطن الذين أوفودوا للدراسة، وتوطدت فيما بينهم أواصر الصداقة، وخاصة من خلال محاوراته معهم حول قضايا الفن في الحياة، ونذكر منهم : (طالب يازجي - فاتح المدرس - لؤي كيالي...)، هذه المحاورات الجادة التي أسفرت، فيما بعد، عن نظريته الفنية المعروفة باسم (الواقعية الإيحائية) التي كتبها صديقه الشاعر المعروف الدكتور (نهاد رضا) في كتيب صغير على شكل حواريات تتسلسل فيها الأفكار الفنية على اتساق منطقي وفلسفي إلى أن يصل إلى الرؤية الفكرية، والرؤية الفنية، والرؤية الجمالية، ضمن مفاهيم معاصرة للواقعية ...
تخرج الفنان (رولان خوري) من الأكاديمية في عام (1960) مع زميله الفنان (طالب يازجي) باختصاص الرسم الزيتي.
ويعود إلى مدينته حلب التي يحبها، وهو يشعر في داخله بمدى مسؤوليته الوطنية تجاه بلده الحبيب، كانت الحماسة تدفعه دائماً للبحث عن تلك المفاهيم الفنية الجديدة التي كان يؤمن بها، ولهذا شعر أن وظيفته كمدرس للفن في مدارس حلب، ربما تحد كثيراً من طموحاته الفنية، فترك هذا العمل التدريسي في عام ( 1962)، وخاصة بعد نجاح معرضه الأول في عام (1961)، ليتفرغ كلياً للفن ولإنتاج اللوحة الفنية اللائقة...
كان هذا الموقف العملي من الفنان (رولان خوري) يعتبر في حد ذاته منعطفاً كبيراً في حياته الفنية له أسبابه الشخصية التي تنم عن جرأة قوية في اتخاذ مثل ذلك القرار الصعب والخطير في ذلك الوقت الذي لم يكن العمل في مجال الفن يعطي مردوداً مادياً يفي بأغراض الحياة اليومية المادية الصعبة، ولكن الفنان استطاع أن يجذب إليه مجموعة من المقتنين لأعماله، وذلك لإتباعه أسلوباً خاصاً يلبي متطلبات الذوق العام، ويلبي رؤيته الفنية والفكرية والجمالية، بآن واحد، وهذا ينم عن قدرته الفنية في الأداء الكلي في مضمار الذائقة البصرية المعاصرة، وتحقيق رغبته الخاصة، وذلك بإتباعه أسلوب الواقعية الإيحائية في صناعة اللوحة والتي تبناها في حياته، وهو محاكاة الأشكال الواقعية بدقة متناهية، وبنظافة لونية متميزة، وكأنه يرسمها من وراء لوح زجاجي أقل من شفاف ...
الفنان الراحل ( رولان خوري ) واحد من أعمدة رواد الجيل الثاني في مضمار الذائقة البصرية السورية الذين ساهموا بجد وحيوية مع الجيل الأول في بناء الأسس الثابتة للحركة التشكيلية السورية في بداية الستينيات من القرن السابق، وخاصة، في مدينة حلب على أقل تقدير، التي أحبها وأخلص لها بحبه، وهو من الأوائل الذين حاولوا، بكل ما يملك من موهبة وعطاء لتطوير الفن التشكيلي السوري نحو المحلية الخالصة من الشوائب الغريبة علينا، رغم اعتماده على مفاهيم الواقعية، كما حاول، في نهاية المطاف، وضع قواعد أكاديمية ومدرسية جديدة في مفاهيم الفن المعاصر، تساير مفهوم الواقعية في تلك الفترة التي كانت سائدة لدى أكثر الناس، لقد كان الفنان يدرك مقدار أهمية الفن في بناء الإنسان والحياة والحضارة ...
السيرة الفنية
ولد الفنان ( رولان خوري ) عام ( 1930 )، في مدينة أنطا كية التي تربطها بمدينة حلب الطريق الروماني القديم، انتقلت أسرته، في ظروف خاصة، إلى مدينة حلب، بعد سلخ لواء اسكندرون عن سوريا الأم في عام ( 1939 )، وفيها ترعرع الفنان ودرس حتى نال الثانوية في عام ( 1950 )، وفي أثنائها ظهرت مواهبه الفنية في الرسم، وتعرف على الفنان الرائد ( محمد غالب سالم )، والفنان ( فاتح المدرس ) عندما كان يرسم المناظر الطبيعية بالألوان المائية عن حلب وريفها المتميز بقبابه الطينية التي كانت الغواية الرئيسية في أعماله، وهذا يدلنا على مدى شفافية روح الفنان
( رولان ) وحسّه المرهف منذ البداية، كما كان يعرض أعماله في هذه الفترة على صديقه الفنان ( فاتح المدرس ) الذي يقول عنها : ( قبل أن نلتقي في روما كنا نلتقي في منزلي بحلب أو في مقهى البرازيل ونتحدث عن أعماله التي رسمها بالألوان المائية وفي الحديقة العامة، ومرة أطلعني على رسوم فيها الكثير من النفحة الجبرانية جاءت بعد ملازمته لشاب هادئ يرتدي برنساً أسود ) وتابع قائلا : ( تمكنه الفني لا يرجع إلى براعة يده وحذقه فحسب، إنما يرجع بالدرجة الأولى إلى فكره الفني المبدع، وكانت مناقشاتنا تحمل إلي، مع كل لفظه الهادئ المتأني فكراً في مستوى العصر، أي يحمل روح الحداثة مع البقاء في الأطر التقليدية عند الإنجاز ).
شغف رولان في بداية حياته الفنية بمدرسة ( جبران ) الفنية ذات المسحة الرومانسية المفرطة الذي قال عنها:( لقد سحرني هذا الجو السري، انه يبدو بعيداً عن عالم الشر .. )
في عام (1956) سافر (رولان خوري) إلى روما، التي أصبحت محط أنظار الشباب الموهوبين لدراسة الفن في أكاديمية الفنون الجميلة، وعلى نفقته الخاصة، كما فعل أستاذه الفنان الرائد (وهبي الحريري)، حيث التقى بعدد من شباب الوطن الذين أوفودوا للدراسة، وتوطدت فيما بينهم أواصر الصداقة، وخاصة من خلال محاوراته معهم حول قضايا الفن في الحياة، ونذكر منهم : (طالب يازجي - فاتح المدرس - لؤي كيالي...)، هذه المحاورات الجادة التي أسفرت، فيما بعد، عن نظريته الفنية المعروفة باسم (الواقعية الإيحائية) التي كتبها صديقه الشاعر المعروف الدكتور (نهاد رضا) في كتيب صغير على شكل حواريات تتسلسل فيها الأفكار الفنية على اتساق منطقي وفلسفي إلى أن يصل إلى الرؤية الفكرية، والرؤية الفنية، والرؤية الجمالية، ضمن مفاهيم معاصرة للواقعية ...
تخرج الفنان (رولان خوري) من الأكاديمية في عام (1960) مع زميله الفنان (طالب يازجي) باختصاص الرسم الزيتي.
ويعود إلى مدينته حلب التي يحبها، وهو يشعر في داخله بمدى مسؤوليته الوطنية تجاه بلده الحبيب، كانت الحماسة تدفعه دائماً للبحث عن تلك المفاهيم الفنية الجديدة التي كان يؤمن بها، ولهذا شعر أن وظيفته كمدرس للفن في مدارس حلب، ربما تحد كثيراً من طموحاته الفنية، فترك هذا العمل التدريسي في عام ( 1962)، وخاصة بعد نجاح معرضه الأول في عام (1961)، ليتفرغ كلياً للفن ولإنتاج اللوحة الفنية اللائقة...
كان هذا الموقف العملي من الفنان (رولان خوري) يعتبر في حد ذاته منعطفاً كبيراً في حياته الفنية له أسبابه الشخصية التي تنم عن جرأة قوية في اتخاذ مثل ذلك القرار الصعب والخطير في ذلك الوقت الذي لم يكن العمل في مجال الفن يعطي مردوداً مادياً يفي بأغراض الحياة اليومية المادية الصعبة، ولكن الفنان استطاع أن يجذب إليه مجموعة من المقتنين لأعماله، وذلك لإتباعه أسلوباً خاصاً يلبي متطلبات الذوق العام، ويلبي رؤيته الفنية والفكرية والجمالية، بآن واحد، وهذا ينم عن قدرته الفنية في الأداء الكلي في مضمار الذائقة البصرية المعاصرة، وتحقيق رغبته الخاصة، وذلك بإتباعه أسلوب الواقعية الإيحائية في صناعة اللوحة والتي تبناها في حياته، وهو محاكاة الأشكال الواقعية بدقة متناهية، وبنظافة لونية متميزة، وكأنه يرسمها من وراء لوح زجاجي أقل من شفاف ...