الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
الصــــوت الضـــــائع
هنا لا أستضيفكم عند صاحبة الحنجرة الذهبية ’ ولا لدى تلكم التي تعوّدت على سرد الحكايات الفضية من سلسلة [ آآآه يا زمن].فقط استسمحكم فضلا ونزولا أن تصغوا لما أقول بقلوب وعقول وأذان واعية؟
علمتُ علم اليقين أن كل من ركب سينزل يوما ’ وأن كل من صعد سيهبط حتما
لكن لم أعلم أن الذي فارق الخيمة وأناسها سيعود محمّلا بأثقال همٍّ من ذاك اليم
زارني طيفها لما غفوت يحمل شيئا أخضرا - لم أتبينه جيدا أهو من جريد نخل أم هو عقال بعير آبق من ذاك الجبل أم غماد سيف صاحبه حلّ به الأجل-يلوّح به زهوا وخيلاء ’ ومن فمه تناثرت حبات لؤلؤ مكنون ما تكاد تلمس الأرض حتى تعلو تارة أخرى ’ وهكذا إلى أن تجمعت لترسم حوله هالة من ضياء ونور
الشيئ الذي أخذ بلبي فأسعدني .. الأمر الذي أبكاني وأحزنني..
ونادى مناد من بطن ذاك الوادي : هلم نلتقي لنرتقي..؟ لا تتوقف واصل سيرك فقطار الحياة لا ينتظر.. الأيام قُزّمت فما بالك بسنوات العمر....؟
تململت على حسير حسرتي ’ أقلبُ أوراق سجل ما سُجّل في عقلي ومخيلتي
وبالكاد ما أَثبُتُ لأثبّت.. إنه عقلها..إنه قلبها... إنها أمي تناديني في سرها همسا شربه فؤادي ..
أيا من جعلت الجبال في الأرض أوتادا نجّني من بقايا بني فرعون وجنودا..؟
وأنا على هذا الحال أشد وأمد ’ أقبض وأبسط ’ أمخض قربة دون أن يبدو زبد
تهيأ لي وكأن فرسا من ورائي يضبح .. وكأن ظلامي صباحه أملح ..وكأن...
وتولى الفرس وتسرمد ليلي فلا الفجر أدركت ولا زائري به تشبثت ولندائه لبيت
فضاع صوتي بين ثنايا الحقول وحنايا العقول ..
فهل الصوت الضائع عليه أنا مسؤول...؟
والآن إني لسائلكم رجاء أن تردوا علي ’ هل الذي قصصت عليكم معقول؟
إبراهيم تايحي