عماد الدين علاق
طاقم الكتاب الحصريين
- رقم العضوية :
- 39830
- البلد/ المدينة :
- زريبة الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2299
- نقاط التميز :
- 3257
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/03/2012
الهاربون إلى المدى ...
في منتصف الحكاية ..إنثال الثلج يغطي محبرة الزمن.الحزين و يملأ البياض بعرفه الشتائي ..ليكتب ما تبقى من العمر بردا و مطرا..،خيبات و ألم..
لم تعد الزنابق على عهدها خجلى تخالطها حمرة الشفق ..عابقةتتثنى غنجا و دﻻﻻ ،ولم تعد التﻻل تزدهي بأثواب الربيع اليافعة و بناته الراقصة على أكف النسيم ..، وﻻ الشمس تورق بأطياف الضياء
فقررنا حينها عبور المدى إلى عوالم أوسع وفصول أنقى و أجمل ..،وكانت البداية حيث قطرة النهاية في كؤوس أحزاننا..
لقد مرت سنوات كثيرة تشبه بعضها بحيث لم يعد يهمنا تعاقبها..
سألتني بحشرجة صوتها الحزين..
في أي سنة نحن..؟
فهزرت بكتفي غير آبهة
ﻻ أعلم..ومن يهمه..
فكررت السؤال..
ماذا عن التغيير..؟
فأجبتها باكية
كذلك ﻻ أعلم..أنا مجرد قطرة في بحر ...ﻻ يمكنني أن أجيب على كل الأسئلة وحدي..
ثم بكيت أرثيها..
من ألف عام يا مدينتي البيضاء و الصمت يجتر الحكايا...،يبوح للشجون بدمع الشجون...،من قال أن الأفق ينبذني ..لقد كنت أرى في المساءات الهادئة نجوما فضية تزركش الدجى و تملأ كل الزوايا المغيبة بأغوار المدى ...،كان انعكاسها يتناغم مع مﻻمحي المهمشة في أعين التطلع و الرؤى..
حين انحنى قمر تفتقت من مبسمي ضحكة..،و تبسم حلم يمسح عرق جبيني و أرق عيوني..
لقد كنت أرى ماﻻ يرى..و أسمع ماﻻ يقال..،كانت رغبتي في الهرب بقدر هوسي بجمع حروفي الضائعة من غابة النسيان..
الكل يتطلع إلى الأفق البعيد ..و أنا الساكنة بأعينهم أولئك الراؤون ..الواقفون خلف أسوار الصقيع تأهبا لأي فرصة للهرب ...، مشكلتي أنني أيقنت بعد كل المحاوﻻت السيزيفية المرهقة بأنه ﻻ مجال للهرب لأن ذلك الصقيع الذي غطى سنينا مدينتنا ينبع أصﻻ من قلوبنا اليائسة ...، و أينما ذهبنا سيظل يتبعنا ...لكنهم يرفضون التصديق
و راحوا يجعلون أصابعهم في آذانهم خوفا من رعشة الحقيقة ...،و يرفضون إدراك أنه ﻻ شتاء يحاصرهم بل هم من كان يحاصرهم ...،و أننا لسنا بحاجة لفرصة للهرب بقدر ما نحن بحاجة لفرصة أخرى لبعث.بعض الدفئ في أعماقنا ...، و معرفة أنه ﻻ وجود لشتاء غير الذي يسكننا.
بقلمي
في منتصف الحكاية ..إنثال الثلج يغطي محبرة الزمن.الحزين و يملأ البياض بعرفه الشتائي ..ليكتب ما تبقى من العمر بردا و مطرا..،خيبات و ألم..
لم تعد الزنابق على عهدها خجلى تخالطها حمرة الشفق ..عابقةتتثنى غنجا و دﻻﻻ ،ولم تعد التﻻل تزدهي بأثواب الربيع اليافعة و بناته الراقصة على أكف النسيم ..، وﻻ الشمس تورق بأطياف الضياء
فقررنا حينها عبور المدى إلى عوالم أوسع وفصول أنقى و أجمل ..،وكانت البداية حيث قطرة النهاية في كؤوس أحزاننا..
لقد مرت سنوات كثيرة تشبه بعضها بحيث لم يعد يهمنا تعاقبها..
سألتني بحشرجة صوتها الحزين..
في أي سنة نحن..؟
فهزرت بكتفي غير آبهة
ﻻ أعلم..ومن يهمه..
فكررت السؤال..
ماذا عن التغيير..؟
فأجبتها باكية
كذلك ﻻ أعلم..أنا مجرد قطرة في بحر ...ﻻ يمكنني أن أجيب على كل الأسئلة وحدي..
ثم بكيت أرثيها..
من ألف عام يا مدينتي البيضاء و الصمت يجتر الحكايا...،يبوح للشجون بدمع الشجون...،من قال أن الأفق ينبذني ..لقد كنت أرى في المساءات الهادئة نجوما فضية تزركش الدجى و تملأ كل الزوايا المغيبة بأغوار المدى ...،كان انعكاسها يتناغم مع مﻻمحي المهمشة في أعين التطلع و الرؤى..
حين انحنى قمر تفتقت من مبسمي ضحكة..،و تبسم حلم يمسح عرق جبيني و أرق عيوني..
لقد كنت أرى ماﻻ يرى..و أسمع ماﻻ يقال..،كانت رغبتي في الهرب بقدر هوسي بجمع حروفي الضائعة من غابة النسيان..
الكل يتطلع إلى الأفق البعيد ..و أنا الساكنة بأعينهم أولئك الراؤون ..الواقفون خلف أسوار الصقيع تأهبا لأي فرصة للهرب ...، مشكلتي أنني أيقنت بعد كل المحاوﻻت السيزيفية المرهقة بأنه ﻻ مجال للهرب لأن ذلك الصقيع الذي غطى سنينا مدينتنا ينبع أصﻻ من قلوبنا اليائسة ...، و أينما ذهبنا سيظل يتبعنا ...لكنهم يرفضون التصديق
و راحوا يجعلون أصابعهم في آذانهم خوفا من رعشة الحقيقة ...،و يرفضون إدراك أنه ﻻ شتاء يحاصرهم بل هم من كان يحاصرهم ...،و أننا لسنا بحاجة لفرصة للهرب بقدر ما نحن بحاجة لفرصة أخرى لبعث.بعض الدفئ في أعماقنا ...، و معرفة أنه ﻻ وجود لشتاء غير الذي يسكننا.
بقلمي
