الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
مجالسة القريبة غريبة
على كوكب الأرض مساحات جرز وأخرى خضراء ذات نبت بهيج’ متناثرة هنا وهناك’ فحيثما أطلقت بصرك ’ وأينما سرت لا تعود إلاّ بالقول الثابت وأن في الأرض قطع متجاورات’ وأن في هذه القطع نفوس متناحرات ’ وأن قليلا منها متآلفات...وكانت نفسي قائدتي بإذن ربها ’ فرحت أسبح في بحار يابسات’ رحت أتزحلق من أعلى المنحدرات ’ظنا مني أنني على وفي مهد من حرير تداعبه النسمات
لبست ما راق لي ’ أكلت ما اشتهيت’ نمت على الأخضر واليابس ’ ولجت الدهاليز المظلمات’ ولمَّا تبرأت مني ركبتاي وهشّ عظمي’ وكلّت عيناي أُلصقت بي الشبهات وكدت أغرف من آبار آسنة مياهها بل وفعلت...
فلما بُليت ثيابي وحلت بي الأسقام ’ ما وجدت إلاّ الشافي خالق الأرض والسموات’ سألته فأعطاني دون عد ولا ميزان’ وتحت ظل شجرة من يقطين إتخذت ظلا ’ إتقاء حر الشمس بعدا عن الذباب لكن...!!!؟
عرضت نفسي وجسدي على وأمام عدة أطباء’ وفي العديد من المدن شمالية كانت أم شرقية أم جنوبية ولا أقول غربية لأن دمي الأحمر لعمرك اختلط ويختلط بعد بالدم الأزرق المصنوع من إفرازات الجحيم ’ وقف جهل وتجاهل هؤلاء وهؤلاء فما استطاعوا تشخيص حالي وحالتي وما عرفوا لي داء ’ فقط أنهم اكتفوا بوصفة لدواء...
هيهات هيهات... فمهما علِموا وتعلموا فقد جهلوا أن التمر كاف شاف من جميع تلكم العلل والآهات...
ولمّا كانت مجالسة القريبة غريبة ’ جلست غير بعيد ’ في قفر كنتُ فيه وحيدا
أُعد الحروف وأُعيد تنظيم كتبي التي علاها الغبار وهي على الرفوف ’ مكثت زمنا غير يسير أرعى فرسي وأفك عقال البعير ’ حتى غربت ثم أظلم ما حولي
لطفك بي يا رؤوف.
إبراهيم تايحي
