الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=32]سن الألم والإبن للأم[/size]
ونحن في طريق عودتنا من عاصمة الجن والفتن ’ وبعد مضي ما يقرب من ساعتين’ اشتهت نفسي شرب فنجان قهوة ’ فأوعزت لرفيق كان يشاركني الأريكةأظن أنه سوري اللسان .....
*- يا حسرتاه على زمن كانت فيه رائحة البن تنعش النفس وتُنسي أيام المحن..
لم يفهمني كما بدا لي ’ فقط إكتفى بإبتسامة مصطنعة ’ علمتُ أنها مستوردة ’ حيث شفتاه لم تحسنا إخراجها ..
لا علينا أرجعت له دينه قائلا:
*- شهور مضت من العمر على تلك الولائم التي كانت أمي تقيمها لي لمّا تحس أنني في شغف من الشوق لها..
هنا تقدم مني قليلا وقال:
*- أمغربي أنت..؟
*- وبالتحديد جزائري
*- مرحبا بابن بلد الأمير
*- من الأمير هذا؟
*- سبحان الله أجزائري يتجاهل جزائريا ..؟ يا أخي إنه الأمير عبد القادر
*- آآآه عذرا’ ما كنتُ أعلم أنك على علم به..
*- وكيف ذاك أيها..؟
*- أحمد ..نعم أحمد البدوي ابن البدوية
*- أحمد نِعم الإسم ولكن..
*- ولكن ماذا؟
*- حسبتك قلتَ البدوي ابن البدوية
*- أجل هو ذاك ابن البدوية’ هي أمي مُسَكِّنة ألمي ’ ممتصة همي ’ كاشفة غمي’ حامية غنمي’ حرة سيدة نساء قومي...
*- أطال الله في عمرها يا ابن عمي
*- ابن عمك!!!!؟
*- إي والله ابن عمي أنت..
*- ممكن سؤال إن تكرمتَ وسمحتَ
*- ممكن ’ تفضل’ هات ما عندك...؟
*- مذ لفظتك الأولى خلتك سوري’ أصحيح هذا؟
لا تسأل عما صُبّ عليه من علامات البؤس والحيرة واحتباس النفَس’ الشيئ الذي جعلني أندم وأخجل من نفْسي ’ فشعرت بسحابة من الغمام تكتنفني ’ وحبات من عرق بارد بها تصبب جبيني ’ ثم تلتها قشعريرة وحرارة سرت في جسمي’ لم أألفها من ذي قبل.. وإذا بيد تلمس يدي وصاحبها يقول
*- السن بالسن والأم للإبن..
ومرة أخرى وكأن صاعقة فوق رأسي هبطت وذلك من شدة ووقع المقطع الثاني من رده- الأم للإبن..!!! تماسكت أو هكذا بدا لي ثم له قلت:
*- صدقت والله صدقت ’ وعطفا أضيفه تعلقا وشغفا
*- سن الألم والإبن للأم
ابتسم وعلى محياه نور تجلى وإذا بفيه يرسل أطيب وأفضل حكمة من بين الحكم
بادلته الإبتسامة وتناسيت وخز النفس اللوامة وقلت:
*- أرى نفسي وإياك في مركب منذ القِدم ’ أنت عازف على أوتارة قيثارة وأنا مني إليك رحيق النغم
*- سعدتَ وسعد يومك أيها..
*- جزائري..
*- جزائري أم الجزائري..؟
*- جزائري مُضاف..
*- لمن..؟
*- مضافا لجنوبها’ طالبا ودها والقرب منها’ آملا الإستقرار عندها ..
*- بان لي أنك أعمق وأصدق مني هياما في هذا اليَمِّ..
*- اسأل العير والبعير؟’ اسأل القمم وما عليها من قِيَّم؟’ فبين خيمة وخيمة هناك خيمة يتيمة لا يقربها إنس ولا جن ... أدعو ربي أن ييسر ونعمه علي يُتم.
إبراهيم تايحي