منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

الفارس الملثم

طاقم الكتاب الحصريين
البلد/ المدينة :
barika
المُسَــاهَمَـاتْ :
3599
نقاط التميز :
7496
التَـــسْجِيلْ :
01/01/2013
خذي مني ما شئت إلاّ....؟

الفصل الأول

ذات يوم وبعد أن مالت شمسه نحو مغربها ’ لم يكن بجيبي من دراهم تكفي وتفي لأشتري طعاما  يليق بصيامي’وكنت وقتها في بلد عربي ’ احترت بين إفطار على ما تبقى في غرفتي بالنزل ’ وما كان إلا الأسودان ’ وقطعة من خبز تركة من بقايا سحوري ’ وبين ما تتوق وتهفو إليه نفسي من حبات تمر’نعم تمر تسمن هي وتغني’ وجنحت لما كان خشية إنفاق إرتأيت أنه لا يلزمني..


وقبل دقائق من رفع الأذان رنّ هاتف غرفتي


*-  فضلا أنزل أنا في البهو أنتظرك..؟


 من هذا الذي يكلمني في هذه اللحظات والتي من المفروض ألاّ يكون أهلها إلاّ حول مائدة الإفطار


*- نعم أنا نازل..


*- هيا بنا فقد أوشك الأذان أن يُرفع


لم اسأله من أنت؟ ولا إلى أين يأخذني’ وهذا حياء مني له ’ إنه يبدو شخص محترم ’ وعلى محياه سيمات الوقار ’ فسنه يوحي بذلك جليا..


قُدِّم لنا الإفطار أو بالأحرى كان موضوعا على مائدة حُفت بأطباق من المأكولات منها تنبعث روائح طيبة تفتح شهية الجوعان فما بالك بالصائم’ أفطرنا على تمر وحليب’ ثم قمنا فصلينا معا المغرب ’ بعدها واصلنا الإفطار’ الذي تخللته نظرات مضيفي التي كان يرمقني بها من حين لحين ’ أحسست بذلك ’ شربنا ما طاب لنا من القهوة  ’ وقد زكاها صاحب البيت بنكتة طيبة وقال: أم أنك تفضل الشاي ’ فأنتم أهل المذر تفضلون ذلك على القهوة ’ أليس صحيحا؟


 أومأت برأسي أي نعم لكن عدت وقلت: بلى يا ذا اليد البيضاء..


استرخى قليلا وطلب مني أن أفعل فعلته لكن إستحيت وراوغته   بأعذب الكلام


 بعد أداء صلاة العشاء والتراويح عدت إلى النزل  ’ وأثناء سيري كانت عشرات من التساؤلات تدور في رأسي ’ من يكون هذا المحسن؟ كيف تعرّف عليّ؟  ما وراء دعوته؟ ألمجرد أنه من باب  إفطار صائم غريب عن المدينة ؟ أم حبا في التصدق وكسب الأجر..؟


ألقيت بنفسي على السرير وكأني رضيع في حجر أمه ’ واستمر هكذا بي الحال إلى أن حلّ وقت السحور ’ وقبل أن أمد يدي لتناول شيئ أتقوى به لمجابهة اليوم   رنّ الهاتف غير أن هذه المرة ليس هاتف الغرفة بل هاتفي الشخصي ’ وإن شئت فقل السري


*- سلام’ هل تسحرت أم لا زلت بعد..؟


 كان الصوت صوت أنثى ’ إختلط علي الأمر ولم أعرف ما أقول ؟. من تلك التي تسأل سيما في هذا الوقت؟  أنّى لها أن تعرف رقمي هاتفي؟ ..ثم حزمت أمري وتشجعت لأقول لها: من أنت سيدتي؟ ولكنها كانت أذكى مني  وأسرع بديهة..


*- لا داعي لتعرف من أكون ؟ ولكن سأكون بإذن الله’ المهم [ صحّ سحورك] إلى لقاء مساء اليوم في بيتنا.


هنا إرتعشت يدي الحاملة للهاتف ’ تضاربت حروف حديثها [ إلى لقاء مساء اليوم في بيتنا]


وعادت موجة التساؤلات تضرب أطنابها حولي وحول عقلي ’ من هذه  الجريئة المهذبة ؟ كيف عرفتني أو كيف تعرفت علي؟ من أين لها رقمي؟ وراح علي السحور  كما طار النوم وخاصمني ’ ولاحت أشعة الشمس مخترقة ستار النافذة ’ حاولت أن أغادر مضجعي ’ عجزت ’ رأسي يكاد ينفجر من شدة  التفكير’ توجهت للحمام لأسكب ماء  فإذا بالماء وكأنه جمر  حين لمس مقلتي ’ حرقة وإحمرار بهما ’ هالة زرقاء وإنتفاخ  أسفلهما ’ عدت فجلست على حافة السرير ويدي على جبيني ضما ’ لم أشعر إلا والهاتف مرة اخرى يرن


*- ألو.. نعم


*- صباح الخير أم مساء الخير..؟


 *- ماذا..؟


لم أنتبه وأن الساعة قد وافق عقربها الكبير الصغير فغلبه فغطّاه’ علمت حينها أنني غرقت في سبات عميق


*- قلت: صباح الخير أم مساء الخير


الصوت ذاته هو صوتها’ صوت مكلمتي سحورا ’ يا رب من هي ؟ وما وراء ذلك؟.


إلى الفصل الثاني بحول الله


 إبراهيم تايحي



 
 
avatar

saboor

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
ain-arnat
المُسَــاهَمَـاتْ :
446
نقاط التميز :
394
التَـــسْجِيلْ :
03/08/2014
... باذن الله تعالى ، دمت ودام قلمك أستاذي الفاضل،
جزاك الله خيرا كثيرا،
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
avatar

الفارس الملثم

طاقم الكتاب الحصريين
البلد/ المدينة :
barika
المُسَــاهَمَـاتْ :
3599
نقاط التميز :
7496
التَـــسْجِيلْ :
01/01/2013
.. أي نعم بمشيئة القادر المفتدر
 شكرا  لك سيدي
 عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى