الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
تساؤلات وطن
مكانا شرقيا اتخذت منه مجلسا , بعد ما أذن لي صاحب الحديقة بذلك, وكنت وكان العياء والملل قد تسابق كل منهما غزوا لهذا الجسد الهالك المثقل بأدران المجتمع وإفرازات ألسنته القذرة الوسخة , وراح مني ما تبقى من شعيرات عقلي يجوب أواني المترفين لعله يجد شيئا يسد به رمق الحياة وعليه تقتات , فما ألفى الا عظاما ورميما, من بقايا عهد صالح وثمود , وما حكاية الناقة خبرها عنا ببعيد...سألت الواقف هناك عن طبيعة هذه القصور المشيدة الشاهقة , فما كان له من رد الا كلمات هي أقرب للطلاسم منها إلى النطق السليم . قال: هذه قصور البائسين...وهذه قصور المستضعفين... وتلك قصور المتسولين....قلت وما ذاك البناء الذي تعلوه قبة خضراء ومن حوله أنوار تأخذ الأبصار
قال: كل ما أعلمه أنه الرمز والسيادة والطهر والكرامة والشرف قلب وكبد كل ما رأيت
قلت : هل لك أن تصفه لي ولو سطحيا ؟ .قال ثكلتك أمك يا هذا. هو ناطق بلسانه , مهاب بجلاله, شامخ بهامته, متين بأبنائه , يعطي بلا حساب , زرعه وضرعه على مدار السنة والعام بإذن الواحد الوهاب.
مالت الشمس عن موضعها كما تزحزحت أنا عن مكاني قليلا لأواصل رحلة .....
قصر البائسين: في زمن الرخاء والهناء
قصر المستضعفين: ونحن أمة عظيمة المورد والعدد
قصرا لمتسولين: والدر والدرر والجواهر تنتثر تحت التراب وما وراء البحر .....
وكأن كل شيئ أضحى وأمسى مقلوبا في بلد كهذا .. الثعابين تمتص ضرعه حليبا وأشباله تعيش فيه غريبا.... الخفافيش تغزو أرضه وسماءه وصقوره تحرم حتى من شربة مائه....
لكن الأمر أراه أصبح عاديا ومألوفا بل وقل من ضروريات ولوازم ومتطلبات الحياة ....
وأية حياة هذه التي نحياها والوحوش الكاسرة تلتهم أخضره ويابسه جهارا نهارا بنهم وشهية
دون خوف من قانون أو احترام أو عدة لعدو غاصب...
لا غرو في ذلك فقد ولدت الأمة ربتها واستعلى الحفاة العراة الرعاة في البنيان وتطاولوا
وما حز في نفسي لما رحنا نؤنث الذكور ونذكر الإناث ؟, ونقول الجامعة بدل الجامع , أهذا من باب ما قيل [ نحن في عصر صعود القمر لا فرق بين أنثى وذكر ] طيب نعتبر هذا تقدم وتحضر , ولا بأس إذا قلنا للحرباء حرب , ولكن حرب على من؟ وضد من؟ حرب على أنفسنا وضد أنفسنا والفائز فيها وبها هو عدونا. أليس هذا من باب حرية التعبير والفكر ؟ لما نقول قصر الشباب وتناسينا الشابات ؟ ألسنا سواء ؟ لما نقول عرين الأسد ولا نقول عرين الأسدة؟
أم أننا أوجسنا خيفة وهلعا من نظرة اللبؤة؟ أعتقد جازما أن وراء الهضبةما وراءها ....
الذكر ذكر إن صدق والأنثى أنثى إن عم الظلام وأطبق, وكل منهما عليه حمل وعبء وواجب نحو هذا الوطن المفدى من مشرقه إلى مغربه. ألهم ما طاب ولذ من الحيف والزيف ؟ ولنا ربع ربع الرغيف وحرارة صيف؟ ....
هذا ما لم ينزل الله به من سلطان.ولنفرض أن هذا من بريق وسراب التحضر وهرج الدنيا
فلما لا نشق كبد الأرض والتربة سواء ؟ ونلج تنور وصهريج الفولاذ معا ؟ لما لا نعجن طحيننا بعرقنا ؟ أم أن حبات العرق منها الفرات ومنها الأجاج ؟
لما لا نضع موازين القسط على صرا ط المساواة ونشرب من نفس الكوب ؟ أم أن الكأس محرم
لمسها والسباحة سنة مؤكدة لا بد من ممارستها؟ وإذا كان أصحاب الحضارة والتحضر, ودعاة العصرنة والتقدم وصل بهم علمهم إلى ما عملوا ثم توقف بهم المصعد الذي امتطوه بين الأرض والسماء فليدعوا ناديهم لينقذهم من هذا الذي جنت أياديهم المبتورة- عن مد يد المساعدة - وعقولهم العجاف وعيونهم البيضاء.....
ليس هكذا تورد الإبل ...... ولا يستقيم ظل بناء فصاحب الدار ضرير والباني أعرج
إنك يا وطن العروبة بلدي و قطعة من كبدي ... فيك لا زال رجال يبيتون لياليهم لإصلاح ما فسد من مخابرنا
وا أسفاه قد ارتدينا رداء مستوردا من قوم كانوا بالأمس القريب لا يفرقون بين العصا والألف , مدعين أنهم أفضل منا , وجحدوا بآيات الله رب العالمين ... قم أيها العربي القح رئيسا ومرؤوسا ..ملكا وأميرا ... حاكما ومحكوما مخلصا لله النية ولنذر الخلاف والاختلاف جانبا فعدونا لا يرحمنا وأرض محمد تستغيثنا
وطني وطن العروبة والهناء .. أديم أرضك خير ورخاء
درعك أنا , صرحك أنا ... نحميك دوما من كيد الأعداء
بالمحيط والخليج رجال هنا... أسود زئيرهم عهد ووفاء
ابراهيم تايحي