الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
الهروب بعد ما جفت لقلوب
لمّا علمتُ أنها عليلة’ سألت قلبي ما الحل وما السبيل..؟
تحت ظل شجرة الصفصاف أقدمت على صنع عمل كنت له أحسب وما كنت منه أخاف.. أخطت كفني بيدي ’ وأخلطت مسكه بدموعي حقا لا إستخفاف, ثم حاورت نفسي فقلت لها: هل أنا فعلا لا أستحق؟ .. رأفة بي أيها الليل لا تشد فأنا الآخر عليلا...؟
لا حل إلاّ الهروب بعد ما جفت القلوب’ لكن..!!!؟, لا تسأل إلى أين, وكيف؟ كفاك يا نفس من إجترار القول والقيل ؟ ألآ ترين أنني مهيلا؟ قد ثبت عجزي وتمدد وطال صبري بُعدا أراه طويلا...
جئت حينها لأرض مباركة معتقدا أن الصبر فيها نبت ’ حيث الوصول للأصول لأهل الأصالة أصيلا وطريقه محفوف عينا لا تخيّلا’ ورجلاي مكبلتان تكبيلا.
غير بعيد وعلى ربوة من الرمال ’ هي أديم للحرائر من نبت الرجال.. القرفصاء جلست. عين تكفكف عبرات الأخرى ’ ويمين تشد على اليسار’ لعل الخافق يهدأ والسبيل يُنار.. أنا لم أركب ظهر راحلة وما كنت ممن يديرون سلعة من بضاعة مزجاة ’ ولم أحترف يوما ما يتقنه اليوم التجار’ أنا سائح في أرض الله ’ باحثا عن أمن وطمأنينة واستقرار’ فلما كدت ألمسه طلع النهار’ غارت مياه الأودية والأنهار.... فما زادني قعودي إلاّ حسرة وعويلا’ أليس هكذا يبكي الرجال الصغار..؟ بلى وكذلك الموفون بعهدهم من الأحرار الكبار...
أتبكي يا فارس ’ ولسانك يلعق ملح مآقيك؟......... فيا أسفي على جرة الشُّهد ويا ويلي من هذا الذي أراه عليك..؟’
حسبك أيها الراكب إليها نهارا وليلا..؟ اسأل ربك أن يفك أسرك, ويعيد ما فات فتحن قلوب الأموات .. فلا خير في هؤلاء ذوي الجحود’ حافري اللحود’ إني لأراهم إلاّ من بقايا أصحاب الأخدود ’ أقدم كفاك قعود..؟
صدق أقول لك : أمرا به الله إبتلاك ’ به استعن فما كان الله إلا عليما جليلا
هيا أرحل فقد أرهقك الفكر’ وأذلك السهر’ وجفاك الكرى بعد ما لبستَ رداء السمر...؟
آآآه. سلام عليك فأنت كما أراك غير الذي كنتُ يومها معك .!!!!.
إبراهيم تايحي
