الجينز.. والذّهب!؟

..في أحد السنوات الغابرة..!من القرن قبل الماضي..، وفي أحد الولايات الأميركيّة ، وبالتّحديد كاليفورنيا ، لاحظ رجل من أوروبّا -جيمس مارشال..!-  حصيّات صفراء في مجرى مائي ، فالتقطها ظنّا منه أنّها ..ذهبا صلبا ،
فأخبر أحد مسؤوليه من المهاجرين..!، ولمّا تأكّدا أنّها من الذّهب الصلب ، اتّفقا على أن يكتما الخبر.. ، لكن أحدا ممّن يسترقّون السّمع..التتقطه.. ونقله بسرعة فائقة الى ولاية أخرى -فرانسيسكو- فشاع الخبر بسرعة البرق ، واندفع معظم سكّانها الى التلال المجاورة ..، بحثا عن الذّهب.. سعيا للحصول عليه..،
..تركوا أعمالهم..، وتجارتهم..، وكان ممّن حقّق بعض الثّراء من جرّاء الحصول على الذّهب الصّلب الخالص..، هم أقليّة فقط..،
.. أمّا الغالبيّة العظمى فقد أصيبوا بخيبات أمل ، وافلاس تام..، لأنّهم فقدوا كلّ ما عندهم من مدخّرات ..نتيجة  اقامتهم بعيدا عن ديارهم بدون جدوى..، 
..وفي المقابل هناك فئة أخرى من النّاس استطاعت أن تحقّق مكاسب ماديّة كبيرة..نتيجة بيعهم الطّعام ، وتقديم خدمات أخرى لهؤلاء المهاجرين الباحثين عن..الذّهب ،
..كان هناك من ضمن الوافدين الى كاليفورنيا رجل يهودي -ليفي ستراوس - قد أحضر معه كميّة كبيرة من القماش الأزرق الخشن ..لبيعها لذلك الجمع الكبير من المهاجرين سواء من أوروبّا أو أميركا..، لصناعة الخيام ،
 حتّى تقيهم ظروف الطّبيعة الوعرة ، وقساوة مناخها ، لكنّه تفاجأ بوجود هذه الأقمشة..، وبالتّالي كسدت بضاعته ولم يستطع بيعها..،
..فكّرالرّجل كثيرا في الأمر، فلاحظ أنّ هؤلاء المهاجرين ..يحتاجون الى ملابس خشنة تقيهم البرد وتناسب أعمالهم الشّاقة ..، فصنع لهم منها،  سراويل -الجينز - ،.. رفيقنا الدّائم.. ، وخاصة طلاّبنا وطالباتنا اليوم ،.. في بلادنا أو في كلّ بلاد العالم بأجمعه..، وما زال الى يومنا هذا..اللّباس المفضّل لدى ..العامّة..،
..ذكّرتني هذه القصّة -قماش الجينز الأزرق- بيوم زرت فيه طبيبا مشهورا في ولايتنا..؟، حيث كانت المواعيد عنده ، قلّما تكون قريبة الموعد..، من كثر الزّبائن ، الاّ أنّ ذلك اليوم ..لمّا دخلت اليه بنيّة الفحص ..، وجدت عجوزا واحدة
تنتظر..!، وبينما أنا مثلها..أنتظر دوري ..، خرج الطّبيب من عيادته..ونظر الينا نظرة مستهترة.. مشمئزّة!! ، ثمّ قال / ..اذهبا الى فلان..!؟ يتفل عليكم بلعابه.. ، وستشفيان..؟، وأغلق على نفسه باب حجرته..!!؟،
..احترت في أمر هذا الحكيم..وسخريّته منّى أنا والعجوز..المسكينة ، وعند سؤالي عن السّبب..، تبيّن لي..بل تذكّرت...،
..قلت تذكّرت ..وأنا أخطّط تلك المعلومة على صفحات منتدانا..قصّة ذلك المشعوذ الذي أتى أحد بلديّات ولايتنا..، أو لعلّه يكون واحد من..صلبها..، حيث يقال أنّه نزل عليه الوحي من..السّماء..! ، فصار يداوي الخلق ..ويشفيهم 
بلعابه..!؟، وما ان سمع النّاس به ، حتّى هبّوا اليه من كلّ فجّ عميق..، من الشرق والغرب ، والشّمال ، وربّما حتّى..الجنوب ..، وأذّن في النّاس بالمشعوذ يأتوك ..رجالا ..؟؟، بدلا من *..وأذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتينا من كلّ فجّ عميق*، 
..دام الحال أيّاما معدودات ..!، حتّى سحب من المشعوذ ..الوحي..!!..انتهى ، وأنتهى معه كلّ شيء ..!!؟، الاّ أنّ الذين أستفادوا من هذه -المنحة- عفوا.. المحنة ، -..أكبر من التّي حقّقها أولئك الذين قدّموها للباحثين عن..الذّهب- ، هم أولئك الذين نصبوا الخيام ..ليس حتما من القماش الأزرق..لأنّ الجوّ عندنا نوعا ما معتدل..، فباعوا الطّعام والشّراب..، وفتحوا محلاّت متنوّعة .. بأدواتها وخدماتها .. بطولها وعرضها ..، لكن..، لا أحدا منّا فكّر في شيء يمكّنه من أن يستحوذ على عقولنا نحن ؟؟ ، حتّى لا نقول عقول وألباب ..العالم؟؟ ..ولله في خلقه شؤون ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد. منقول.