كذب المرآة..

..استعداد للسفر..، أحلام تتبدد..، تغيّر في نمط الحياة..، علاقتنا بالآخرين حتما..تتأثّر..،
بعد أن نغادر أهلنا وأحبّاءنا..، ونسكن مع ..غيرنا..،
..نحاول أن نرتدّ الى..الماضي ، لنحتفل مع اخوة لنا..،ببعض الذكريات..، رافضين البحث عن هويّة بين..الأموات.. !ـ
..يوميات من الحياة..، نبحث فيها عن الصورة الكاملة لها ..والشاملة ، فلا نجدها..!،
..هاجس السفرهذا..، وتحت وطأة ثقلنا الفكري والوجداني..، هو امتداد لصفاتنا ..اللامنتمية ، الى المفاهيم والأفكار التي تسود اقتناعاتنا و قناعاتنا..بها..!، وبالتالي...،
..هل لي أن أفرح..وأبتسم ، وأنا أنظر الى نفسي في..المرآة ؟! ..وهل الذي أراه ..هو نفسه الذي أراه ، أم شخصا آخر..؟!،
..يبدو لي أنّ المرآة تختزن كل الوجوه ، وتجمع كل الوجوه، فتحولها الى وجه..واحد..!؟،
..يبدو لي كذلك ، أنّ كلنا يشبه..كلّنا ..، فقد ولدنا من الماضي..، ونبقى ونحيا الى..الأبد..!!؟ ، أنظر الى المرآة ..فأرى سحر عيني ، وجمال أنفي ، وعذوبة شفتيّ، ..،
هل هي لي ، أم لمن ولدوا كذلك من الماضي..قبلي..!؟ ،
..فأنفي يشبه أنف أبي ، وأنف أبي يشبه أنف جدي ، وأنفاهما يشبهان أنوف..أجدادهما..!؟،
فكل ما لدينا ليس..لنا ، وان كان لنا فسيأخذه غيرنا من..بعدنا..!!؟،
..فالموت لمّا يأتي ، يأخذ عملنا فقط ، والبقية تبقى الى الأبد ، بما فيها ما ذكر صلوات ربي وسلامه عليه ، صدقة جارية ، علم نافع ، وولد صالح ..،
فنحن نتغير ونتبدل..، مرّة كالآشجار المثمرة..، ومرّة كالأفاعى السّامة ، وأخرى..كالأسود...؟لكن هل سألنا أنفسنا يوما..هل نفهم لغة..العصافير ..؟! وماذا تقول..؟ ولماذا تغنّي ..؟ ومن ..تخاطب؟؟!،
..أهي تحاور الطبيعة التي تضمّنا بين أحضانها ، مرة تضحكنا..، وأخرى..تبكينا..؟!،
لعلّنا آخر ما خلق الأوّل والآخر ..الذي لا تخفى عنه خافية ..والذي هو كل شيء ليس في الطبيعة فحس ، بل كل ما في الدنيا وما في الآخرة..وهو من يملكها..،
فأنا لست أنا وحدي ، بل أنا المتبدل المتغير ..، أنا الذي لا وقت يمسكه ، ولا..تاريخ ، أنا الانسان الذي خلق هلوعا ، امّا منوعا أو ..جزوعا..،
لنتفوه كلاما، أي ..كلام !، وهل الكلمات نقول شيئا ..؟! وهي التي تتغير معانيها..كلما تتغير تعابير ..وجوهنا ..، التي تختصر كل أشكال ..الطبيعة ..،
 لأنه صدى لما فيها من فرح وكآبة ، وجمال أو..بشاعة ؟!،
اذن أنا لست في حاجة الى..مرآة ..، لأنها كاذبة..!، والمرآة ليست بحاجة اليّ..، لأنّها تخفي كثيرا من ..حقيقتي !!، كما أردت لها أن تكون..،لأنّني أنا الذي..اخترتها، لأرى عليها صورتي ..!،
 وهي شبيهة بكل الوجوه..!،كالكلمات.. ، فهي كلها شبيهة ببعضها، وان تكدست في صفحة في..كتاب ، وان ضاق بها ..المكان ، فستلتصق ببعضها وتتشابه ،وتصبح كلها كلمة..واحدة !!؟، 
..فلنمزق أوراقنا..ونبعثر كلماتنا ، ونحطم المرآة..وسنخرج من حطام..المرآة ، وجوه وأرقام..وذكريات ، كأنّها لم تكن يوما..ما !!؟،
فالانسان الذي يعلم ..يبدو أنّه هو الجاهل..الأكبر..! ، لأنّ كثير منّا يعتقد أنّه..يعلم..! ، ولكن ماذا يعلم ؟!!،
..انّنا نعلم بعض الأشياء ، والكثير لا..نعلمه ، لكوننا جاهلين ، حتّى ولو أوتينا الخير الكثير ،
..فا أوتينا من العلم الاّ..قليلا ، تلك هي الطبيعة البشرية..، وحبّذا لو نقينا على فطرتنا..، لسلمنا..ونجونا..، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.، منقول.

عليه الصلاة والسلام
بورك فيك
ومااوتينا من العلم الا قليلا
نسأل الله علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا

تقبل الله منك الدعاء ، 
خالص التحيات ، أزفها اليك بنيتي سر اليقين.