الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
ما قهرتني أنثى قط ألا رملة ابنة الرمال...؟
لو أنك هدرت دمي ما جزعت وما قلت إلا وجب..؟
لو أنك أخذت مني حبيبتي اللتين هما إليّ أحب ’ لصبرت وقلت : هي إليّ أقرب..؟
لو أنك شددت وثاقي وعلى البطحاء طرحتيني صيفا ما أنكرت أنك حبيبتي وأنا منبع ومصب الحب..؟ لكنك لا هذا فعلتِ ولا ذاك عليه أقدمتِ ’ لهذا ترينني من أمرك لفي عجب...؟.
طال صمتك مقابل صومي ’ ألم يأن للمؤذِّن أن يرفع أذان المغرب...؟
ما هذا الذي يكتنفك أتجاهل واستخفاف؟ وما ذاك الذي أراه يحيط بك ’ أجند إياك ترقب’ أم جليد لم يذب..؟.
شهور وأنا مرابط على حدود السواحل ’ أفحص أمواج الرمال ’ وحبات التبر تتلألأ نقاء وبهاء من بين خيوط الأمال ولكن..!!!!!’ لكن لا عين دمعت’ ولا أُذُن سمعت’ ولا قلب هفا وحن ’ ولا كبد إنفطر ... ما هذا الأمر أخاله من الغرابة أغرب..أتخيله سر ألقي به في الجب وأنا الجاهل الذي لا يعرف السبب...!!!!!!.
كلمتان فاصلتان... هم قالوا حينها: أعلو هبل..؟ فردّ ابن الخطاب الفاروق عمر- رضي الله عنه- بعد ما أوحى إليه الحبيب محمد- عليه الصلاة والسلام- : بل الله أعلا وأجل.................................و بالثانية تعلق القلب.
هما كلمتان فاصلتان لا دونهما ولا بعدهما مني إليك يا رملة ’ وأعلمي أنه ما قهرتني أنثى قط إلا رملة ابنة الرمال.
الحمد لله وله كل الحمد.. ما نظرت محرما حراما ’ ما خنست يوما لنفس لوّامة وما كنت لوّاما. بعد ما أنار ربي دربي
الحمد لله وله كل الحمد إني ما فتئت مرابطا مقداما ..
أمَا وأن أُرجم بجمر من الرماد ’ وأن أُجلد بصمت كثير العقد ’ وان يُستباح دمي وجِلْدي ’ وأن أُسجن - وأنا الطليق الحر- في متاهات البلاد بسلاسل وقيد ’ وأن يُكمم فمي وتغمض عيناي بغبار وحبيبات الرمد ’ ورجلاي تصفد بأغلال وحديد
هذا ما لم أفكر فيه البتة أبد الآبد.....
رملــــــــــــــة: وأنت تعلمين تمام العلم أنني لست بذاك الغبي الخب البليد ’ ولا بامرئ لاه ’ متلاعب سكير عربيد . لا وربك الأكرم .
وإني دوما على أهبة واستعداد لكل من أبكيته دون قصد أو بعناد أن أبكي أيام العمر المتبقية .. بياضها وسوادها وإياه أفتدي.. أفتدي ... أفتدي....
رملـــــــــــة: أعلم أن وقع العهد لثقيل ’ فكيف والذي إياه عاهدت’ وله أخلصت ؟
أقول هذا والله على ما قلت شهيد.
رملــــــــــــة: إني رجل مؤمن سليم العقل والجسد لا عيب في ولا عليّ فلِما القوم يظنون أنني ضرير أعمى؟ إنهم قوم يجهلون ’ يجهلون أنني لا أنظر لما هم يفعلون وأنني عنهم معرض ’ لهم ما شاؤوا و ما يشاؤون من زهرة الحياة الدنيا ’ وأما أنا فيكفيني ويغنيني أن أنظر إليها بربع عين أعمى..
لما القوم ينظرون لي نظرة استخفاف ويصفونني بالأبكم ؟ حُق لهم ذلك لأنني لم ولن أخوض معهم فيما هم فيه يخوضون’ وإن أُجبرت أقول : سلاما.
لما القوم يعتقدون جازمين أنني أصم ؟ أجل أنا كذلك وأعم ’ فلا أخضع سمعي إلا فيما يرضي ربي وهو بي أعلم.
نعم هم يعلمون كنه حقيقتي وضالتي ’ فهل أنت يا رملة موافقتهم أم أنك موافقتي؟
سلام من السلام على أكرم وأطهر الأنام ممن أكِنّ لهم التقدير والاحترام .
إبراهيم تايحي