..أنا خير منه!؟

..انّ احتقار الناس هو الشرّ كلّه ، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ،بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، رواه مسلم ، 
فلماذا اذن أترك لقلبي الحرية في الشعور بالكبر وبأنني أفضل من ذا وذاك ،
..لو كان بسبب المال أو الجاه أو الجنس أو اللون أو الشكل ، فهذه كلها من عند الله سبحانه ، وسوف تزول كلها في لحظة ، عندما تأتي ساعة الموت ، ويفنى كلّ ذلك ، ويتحوّل الجسم الى تراب ، ولا يبقى الاّ العمل والتقوى..،
..ولو كان هذا الكبر..لأنّك أفضل علما ودينا وخلقا وصلاحا وتقوى وعملا ، لكان كل ذلك مزيفا لا قيمة له ، لأنّ العالم الحق هو الذي يعلم يقينا أنّ الكبر مرض مهلك ، ينسف العمل ، ويحرق صاحبه في النار ، ولذا فهو يحذر منه ، ويعالج نفسه وينقي قلبه ، وكلما ازداد المرء علما ، ازداد تواضعا ،
..تواضع للناس ، ولا تفتخر على أحد يعزّك الله ، ويرفع شأنك ، ويعلي قدرك ، قال صلى الله عليه وسلم ، انّ الله أوحى اليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ،، وما تواضع أحد لله الاّ رفعه ، رواه مسلم ،
..أمّا المتكبّر فهالك ، وفد هلك ابليس بقوله *.. أنا خير منه..* ، وهلك فرعون بقوله*..أنا ربّكم الأعلى..*، وهلك قارون بقوله*..انّما أوتيته على علم عندي..* وصلى الله على نبينا محمد ، منقول.

آمين ، وهو كذلك أخي الأثري .

ملئ السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
بورك فيك

..وفيك بارك الله بنيّتي سرّ اليقين ،
ولك من الله الحسنى أختنا التوأم ،
نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى ،،