الربيع27
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- محاماة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 243
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/03/2015
[size=32]رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة و لا يتحاشون من غيبة ، [/size]
[size=32]و يكثرون من الصدقة و لا يبالون بمعاملات الربا ،[/size]
[size=32] و يتهجدون بالليل و يؤخرون الفريضة عن الوقت ،[/size]
[size=32] في أشياء يطول عددها من حفظ فروع و تضييع أصول ، فبحثت عن سبب ذلك ،[/size]
[size=32] فوجدته من شيئين : أحدهما العادة ، و الثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب ، فإنه قد يغلب فلا قد يغلب فلا يترك سمعاً و لا بصراً[/size][size=32] .
[/size][size=32]و من هذا القبيل ان إخوة يوسف قالوا ـ حين سمعوا صوت المنادي ـ : إنكم لسارقون لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض و ما كنا سارقين ، فجاء في التفسير أنهم لما دخلوا مصر كمموا أفواه إبلهم لئلا تتناول ما ليس لهم فكأنهم قالوا : قد رأيتم ما صنعناه بإبلنا فكيف نسرق ؟ و نسوا هم تفاوت ما بين الورع و اختطاف أكلة لا يملوكونها ، و بين إلقاء يوسف عليه السلام في الجب و بيعه بثمن بخس .[/size]
[size=32] و في الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها ، و فيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة ، و فيما لا ينقص شيئاً من عادته في مطعم و ملبس .[/size]
[size=32] نرى أقواماً يأخذون الربا و يقول أحدهم : كيف يراني عدوي بعد بعت داري ، أو تغير ملبوسي و مركوبي[/size][size=32] !
[/size][size=32]و نرى أقواماً يوسوسون في الطهارة و يستعملون الكثير من الماء و لا يتحاشون من غيبه[/size][size=32] .
[/size][size=32]و أقواماً يستعملون التأولات الفاسدة في تحصيل أغراضهم مع علمهم أنها لا تجوز ، حتى أني رأيت رجلاً من أهل الخير و التعبد أعطاه رجل مالاً ليبني به مسجداً ، فأخذه لنفسه و أنفق عوض الصحيح قراضة ، فلما إحتضر قال لذلك الرجل : إجعلني في حل فإني فعلت كذا و كذا[/size][size=32] .
[/size][size=32]و نرى أقواماً يتركون الذنوب لبعدهم عنها ، فقد ألفوا الترك ، و إذا قربوا منها لم يتمالكوا[/size][size=32] .
[/size][size=32]و في الناس من هذه الفنون عجائب يطول ذكرها[/size][size=32] .
[/size][size=32]و قد علمنا أن خلقاً من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم ، فلما جاء الإسلام و عرفوا صحته لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محور رياستهم[/size][size=32] .
[/size][size=32]كذلك قيصر فإنه عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدليل ، ثم لم يقدر على مقاومة هواه و ترك ملكه[/size][size=32] .
[/size][size=32]فالله الله في تضييع الأصول ، و من إهمال سرح الهوى ، فإنه إن أهملت ماشية نفشت في زروع التقى[/size][size=32] .
[/size][size=32]ما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منه ضابطه كفه[/size][size=32] .
[/size][size=32]و ربما لاحت له شهواته الغالبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت ، على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة ، و منهم من يكفه بخيط ، فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى ، و أن يكون بصيراً بما يقوى عليه من أعدائه ، و بمن يقوى عليه .[/size]
[size=32]و يكثرون من الصدقة و لا يبالون بمعاملات الربا ،[/size]
[size=32] و يتهجدون بالليل و يؤخرون الفريضة عن الوقت ،[/size]
[size=32] في أشياء يطول عددها من حفظ فروع و تضييع أصول ، فبحثت عن سبب ذلك ،[/size]
[size=32] فوجدته من شيئين : أحدهما العادة ، و الثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب ، فإنه قد يغلب فلا قد يغلب فلا يترك سمعاً و لا بصراً[/size][size=32] .
[/size][size=32]و من هذا القبيل ان إخوة يوسف قالوا ـ حين سمعوا صوت المنادي ـ : إنكم لسارقون لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض و ما كنا سارقين ، فجاء في التفسير أنهم لما دخلوا مصر كمموا أفواه إبلهم لئلا تتناول ما ليس لهم فكأنهم قالوا : قد رأيتم ما صنعناه بإبلنا فكيف نسرق ؟ و نسوا هم تفاوت ما بين الورع و اختطاف أكلة لا يملوكونها ، و بين إلقاء يوسف عليه السلام في الجب و بيعه بثمن بخس .[/size]
[size=32] و في الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها ، و فيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة ، و فيما لا ينقص شيئاً من عادته في مطعم و ملبس .[/size]
[size=32] نرى أقواماً يأخذون الربا و يقول أحدهم : كيف يراني عدوي بعد بعت داري ، أو تغير ملبوسي و مركوبي[/size][size=32] !
[/size][size=32]و نرى أقواماً يوسوسون في الطهارة و يستعملون الكثير من الماء و لا يتحاشون من غيبه[/size][size=32] .
[/size][size=32]و أقواماً يستعملون التأولات الفاسدة في تحصيل أغراضهم مع علمهم أنها لا تجوز ، حتى أني رأيت رجلاً من أهل الخير و التعبد أعطاه رجل مالاً ليبني به مسجداً ، فأخذه لنفسه و أنفق عوض الصحيح قراضة ، فلما إحتضر قال لذلك الرجل : إجعلني في حل فإني فعلت كذا و كذا[/size][size=32] .
[/size][size=32]و نرى أقواماً يتركون الذنوب لبعدهم عنها ، فقد ألفوا الترك ، و إذا قربوا منها لم يتمالكوا[/size][size=32] .
[/size][size=32]و في الناس من هذه الفنون عجائب يطول ذكرها[/size][size=32] .
[/size][size=32]و قد علمنا أن خلقاً من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم ، فلما جاء الإسلام و عرفوا صحته لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محور رياستهم[/size][size=32] .
[/size][size=32]كذلك قيصر فإنه عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدليل ، ثم لم يقدر على مقاومة هواه و ترك ملكه[/size][size=32] .
[/size][size=32]فالله الله في تضييع الأصول ، و من إهمال سرح الهوى ، فإنه إن أهملت ماشية نفشت في زروع التقى[/size][size=32] .
[/size][size=32]ما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منه ضابطه كفه[/size][size=32] .
[/size][size=32]و ربما لاحت له شهواته الغالبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت ، على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة ، و منهم من يكفه بخيط ، فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى ، و أن يكون بصيراً بما يقوى عليه من أعدائه ، و بمن يقوى عليه .[/size]