![fdjh](https://2img.net/u/3412/45/42/53/avatars/25520-0.jpg)
fdjh
عضو متميز
- البلد/ المدينة :
- الجزائر/تبسة
- العَمَــــــــــلْ :
- اداري.
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1700
- نقاط التميز :
- 2269
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/10/2011
قال لي صديقي:
..في أحد مواسم الحجّ تقابلت مع رجل دخل الاسلام حديثا -أميركي الأصل- ، كان يبدو لي مهذّبا ووديعا ، ورغم أنّه لا يجيد العربيّة ، الاّ أنّه يحفظ ويتقن المناسك والشّعائر عن ظهر قلب ، يحمل معه نسخة مترجمة من القرآن الكريم ، يقرأ فيها ، كان عابدا بأتمّ معنى الكلمة، من حالة تبتّل عند القيّام بكلّ المناسك ، ..الى التضرّع والبكاء عند الصّلاة ، حيث بدت لي عواطف قلبه وتجلّيات روحه قد امتزجتا ،
أحسست أنّه يخوض حالة من التّسامي - صعب علينا نحن أهل الأصالة والقدم - أن نصل اليها ، فهذا الرّجل في لحظة استطاع أن يخضع العقل لنداء القلب ،ويفتح آفاق روحه لزاد جديد ، فتحوّل فيه الحبّ الى عقيدة، ونفذ فيه الى أغوار العقيدة ، مزوّدا بسلاح الحبّ..،
..تقرّبت منه ، سألته عن سبب اهتدائه للأسلام ، ورغم أنّي كنت أنتظر أجوبة طويلة أو معقّدة ، من شكّ وتوق روحي ومعاناة البحث عن النفس..، الاّ أن ذلك لم يحدث ، وكل ما قاله لي وببساطة وهدوء: انّها زوجتي..، تلك المرأة العربيّة التي قابلتها في بلادي ، وأحببتها، فعن طريقها عرفت الاسلام..،
.. اجابة صغيرة لتحوّل غربيّ كبير و بهذا الحجم..، فرحت أتساءل بيني وبين نفسي عن سرّ هذه المرأة العربيّة الفاتنة..! التي جذبته الى عالمها بدلا أن تذوب-هي- في عالمه..،
ومن الجهة المقابلة في الرّحلة نفسها ، شدّ انتباهي أحد معتنقي الاسلام حديثا كذلك (ياباني) ، ..فبعدما انتهينا من يوم عرفة بكلّ ما فيه من جلال ورهبة ، وبينما نسير في سكينة الى المزدلفة لنكمل ما تبقّى...،فوجئنا بالرّجل يخلع ملابس الاحرام..، وارتدى ملابسه العادية ، ..سألناه ..وبيّنّا له بأنّ حجّته لم تكتمل بعد..، الاّ أنّه ردّ علينا بأنّ شيخه الذي تعلّم على يديه الاسلام قال له: أنّ الحجّ عرفة..!، الحديث المؤكّد والصّريح ،
..حاولنا عبثا اقناعه ، وأستخدمنا معه جميع المحاولات من لغة وحركات ايماء واشارة ، بأنّ الاحرام مستمرّ ، والطّقوس لم تكتمل ، الاّ أنّه أصمّ أذنيه ، فلم يزده ذلك الاّ..اصرار ،
لقد حيّرني وأربكني تشدّده في مثل هذا الموقف وهذا اليوم ، فكيف يمكنه الايمان المطلق بمصدر أوحد للعلم والمعرفة ، وهذا الاصرار على أخذ بناصيّة دين ضخم وعريق اعتمادا على شيخ واحد..؟!، وبينما صديقي يتابع قصّته على مسامعي ، سرحت نفسي تعقد مقارنة بين الاثنين ، أحدهما محبّا والآخر متصلّبا ، وكيف يتسلّل الاسلام الى أغوار النفس البشريّة ويسكنها ، خاصّة اذا جاء اعتناقه عبر ثقافة مغايرة..!، وأنا أبحث عن هذه الاجابة ، تبيّن لي فيما بعد - وهو رأيي الخاص بطبيعة الحال - أنّ الاسلام دخل للأميركي هيّنا وحبّا حتّى تشبّعت به روحه ، وأمّا الآخر الياباني ، فقد دخل اليه الاسلام في أوامر صارمة لا تحتمل النّقاش ، ففهمت أنّ الاسلام في حاجة الى كثير من المحبّة..،
..فهي التي تصنع طرقها ومسالكها الخاصّة من القلب الى العقل ، ومن العقل الى الرّوح في دورة لا ..تنتهي ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.منقول.
..في أحد مواسم الحجّ تقابلت مع رجل دخل الاسلام حديثا -أميركي الأصل- ، كان يبدو لي مهذّبا ووديعا ، ورغم أنّه لا يجيد العربيّة ، الاّ أنّه يحفظ ويتقن المناسك والشّعائر عن ظهر قلب ، يحمل معه نسخة مترجمة من القرآن الكريم ، يقرأ فيها ، كان عابدا بأتمّ معنى الكلمة، من حالة تبتّل عند القيّام بكلّ المناسك ، ..الى التضرّع والبكاء عند الصّلاة ، حيث بدت لي عواطف قلبه وتجلّيات روحه قد امتزجتا ،
أحسست أنّه يخوض حالة من التّسامي - صعب علينا نحن أهل الأصالة والقدم - أن نصل اليها ، فهذا الرّجل في لحظة استطاع أن يخضع العقل لنداء القلب ،ويفتح آفاق روحه لزاد جديد ، فتحوّل فيه الحبّ الى عقيدة، ونفذ فيه الى أغوار العقيدة ، مزوّدا بسلاح الحبّ..،
..تقرّبت منه ، سألته عن سبب اهتدائه للأسلام ، ورغم أنّي كنت أنتظر أجوبة طويلة أو معقّدة ، من شكّ وتوق روحي ومعاناة البحث عن النفس..، الاّ أن ذلك لم يحدث ، وكل ما قاله لي وببساطة وهدوء: انّها زوجتي..، تلك المرأة العربيّة التي قابلتها في بلادي ، وأحببتها، فعن طريقها عرفت الاسلام..،
.. اجابة صغيرة لتحوّل غربيّ كبير و بهذا الحجم..، فرحت أتساءل بيني وبين نفسي عن سرّ هذه المرأة العربيّة الفاتنة..! التي جذبته الى عالمها بدلا أن تذوب-هي- في عالمه..،
ومن الجهة المقابلة في الرّحلة نفسها ، شدّ انتباهي أحد معتنقي الاسلام حديثا كذلك (ياباني) ، ..فبعدما انتهينا من يوم عرفة بكلّ ما فيه من جلال ورهبة ، وبينما نسير في سكينة الى المزدلفة لنكمل ما تبقّى...،فوجئنا بالرّجل يخلع ملابس الاحرام..، وارتدى ملابسه العادية ، ..سألناه ..وبيّنّا له بأنّ حجّته لم تكتمل بعد..، الاّ أنّه ردّ علينا بأنّ شيخه الذي تعلّم على يديه الاسلام قال له: أنّ الحجّ عرفة..!، الحديث المؤكّد والصّريح ،
..حاولنا عبثا اقناعه ، وأستخدمنا معه جميع المحاولات من لغة وحركات ايماء واشارة ، بأنّ الاحرام مستمرّ ، والطّقوس لم تكتمل ، الاّ أنّه أصمّ أذنيه ، فلم يزده ذلك الاّ..اصرار ،
لقد حيّرني وأربكني تشدّده في مثل هذا الموقف وهذا اليوم ، فكيف يمكنه الايمان المطلق بمصدر أوحد للعلم والمعرفة ، وهذا الاصرار على أخذ بناصيّة دين ضخم وعريق اعتمادا على شيخ واحد..؟!، وبينما صديقي يتابع قصّته على مسامعي ، سرحت نفسي تعقد مقارنة بين الاثنين ، أحدهما محبّا والآخر متصلّبا ، وكيف يتسلّل الاسلام الى أغوار النفس البشريّة ويسكنها ، خاصّة اذا جاء اعتناقه عبر ثقافة مغايرة..!، وأنا أبحث عن هذه الاجابة ، تبيّن لي فيما بعد - وهو رأيي الخاص بطبيعة الحال - أنّ الاسلام دخل للأميركي هيّنا وحبّا حتّى تشبّعت به روحه ، وأمّا الآخر الياباني ، فقد دخل اليه الاسلام في أوامر صارمة لا تحتمل النّقاش ، ففهمت أنّ الاسلام في حاجة الى كثير من المحبّة..،
..فهي التي تصنع طرقها ومسالكها الخاصّة من القلب الى العقل ، ومن العقل الى الرّوح في دورة لا ..تنتهي ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.منقول.