حال وطني الجريح

ــــــ. حال وطني
رأيت فيما يراه النائم انني مدفون في مقبرة الاحياء شارد العقل مبثور الافكار منكسر الوجدان أجر أثقا ل همومي ورائي طورا وطورا على الأكتاف. أهدهد حب وطني في قلبي تارة وتارة بين الأحضان يسمو بي الى عنان السموات وسرعان مايجذبني واقعي المر ويصفعني الصفعة تلو الصفعات تخلف على جسمي آثار سياط المستبدين على أجسام المستعبدين. واذا بشيخ ينبش جثماني يمزق أكفاني يهمس في أذني ويقول قم يانعسان.
قلت: كيف أقوم وأنا الميت منذ زمان وانني انتظر الحساب والميزان؟
قال: ليس أنت الميت بل الحي بين الأنام
قلت: ماذا تعمل أراك طلق المحيا قليل الملل؟
قال: لاشيئ غير العلم والعمل.
قلت: أيمكن أن أسألك أسئلة حيرت عقلي والمقل؟
قال: اسأل بلا عجل.
قلت: أيمكن ان يتحول طعم العلقم عسل؟
قال: ممكن وقد حصل.
قلت: أيمكن ان يستخرج السكر من البصل:
قال: هذا ممكن وقد حصل.
قلت: أيمكن أن يروب الماء ويتحول الى لبن؟
قال: هذا أيضا ممكن وقد حصل.
قلت: أيمكن للزانية أن تفوز بجنة عدن؟
قال: ولنا في ساقية الكلب بالنعل خير مثل.
قلت: أيمكن أن يصير الذئب حارسا راعي غنم ؟:
ضحك وقال: انظر الى الأعلى فكلهم ذئاب رعاة غنم.
قلت: أيمكن ان يصير العبد ربا والجبان بطل؟
قال: قال هذا ممكن في وطن مصاب بالعلل والشلل.
قلت:أيمكن ان يصير القزم عملاقا يناطح زحل؟
قال: هذا ممكن في وطن يمرغ عارفوه في الوحل.
قلت : أيمكن ان يصير الذكور اناثا وينقرض النسل؟
قال: هذا ممكن في وطن يسمنون النعاج ويضحون بالفحل.
قلت: أيمكن ان يصير الجلاد مظلوما والضحية يوصف بالنكل؟
قال: هذا ممكن في بلاد يسند فيه الأمر للسافل والنذل.
قلت: أيمكن ان يبرأ مختلس المليارات ويسجن سارق رطل بصل؟
قال: هذا ممكن في وطن يؤمن بشعار لاحس اصبعه من العسل.
قلت:أيمكن أن يحقق مع القاتل على الرغم أنه قتل؟
قال:هذا ممكن. لسجن المقتول على الرغم أنه قتل وبحثا للقاتل على مخرج وحل.
قلت: أيمكن أن يكشف الرجل عورة غيره للتباهي بالمنن؟
قال: هذا ممكن عندهم. لكنه ممقوت في جميع الأديان والنحل.
قلت: أيمكن أن اسيقظ صباحا وأجد بن بوزيد قد رحل؟
طأطأ رأسه وتنهد وقال: هذا غير ممكن وأبصق على وجهي لو هذا حصل.
قلت: خط كفني وارجعني الى قبري فأنا مشتاق للرجيل والرحل.

سلام الله عليكم

شكرا لك

بارك الله فيك