سراج الاسلام
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 42658
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ التعليم الثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 849
- نقاط التميز :
- 2484
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/04/2012
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمة الإسلام، وأن خصّكم بمحمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وجعلكم إن تمسكتم بهذا الدين واتبعتم هذا الرسول الأمين خير أمة أُخرجت للناس، يحتاج الناس إليكم لبيان العلم والهُدَى، ولا تحتاجون إليهم، ذلك لأنّ دينكم غني بالعقيدة الصحيحة، والشريعة العادلة، والأخلاق الكريمة، والقدوة الحسنة، هذا الدين الإسلامي متضمن لهداية البشرية كلها إلى طريق الرشاد في كل مجالات الحياة، قال لله تعالى: (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء9] أي يهدي للتي أعدل وأصوب وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فالمهتدي بالقرآن يكون أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره، وقال تعالى: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) ]الفرقان1[، وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ]الأنبياء107[ .إنّ سلفنا الصالح لمّا تمسكوا بهذا الدين سادوا العالم، وفتحوا البلاد شرقا وغربا، وملؤوها بالعلم النافع والحكمة والعدل، وصاروا أئمة يُقتدى بهم، أعزة يخافهم عدوهم، يجودون بالخير على البشرية، وينشرون الأمن والاطمئنان في البَرِيَة، قال الله تعالى: (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ]آل عمران 139[، وقال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).]المنافقون 8[ .إِنَّنَا على يقين أنّ هذا الدين الإسلامي غَنِيٌّ بتعاليمه السمحة، حكيم في تشريعاته العادلة،فَلْنتَمَسَّك به، ولْنعمل بأحكامه، ولْنَقْتَدِ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهانا الإسلام عن طلب الهدى من غيره، وحَرَّمَ علينا استيراد وجلب النُّظُم والقوانين المخالفة لأحكامه، وعن تقليد الأمم الكافرة في دياناتها وعاداتها وتقاليدها وأعيادها، لأنّ اتباع الأمم الكافرة في تلك الأشياء يعتبر تبعية لغيرنا وتشبها بأعدائنا من الكفار،وهو أمر مُحَرَّم علينا،والسبب هو: حتى لا نذوب في غيرنا من الأمم،وحتى يبقى ديننا الإسلامي ظاهرا في حياتنا،ولا يذهب مع مرور الأيام وتعاقب الأجيال،وبذلك لا نفقد شخصيتنا، قال الله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) ]الأعراف 3[ وقال تعالي: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ]هود113[ ولا تركنوا: لا تميلوا إليهم بمودة أو بمداهنة أو رضا بأعمالهم.إنّه لا يجوز للمسلم أن ينظر إلى الكفار نظرة إكبار وإعظام، لأنّ الله تعالى قد أهانهم بالكفر قال سبحانه وتعالى: (ومن يُهِنِ الله فما له من مُكرِم) ]الحج 18[.و لا يجوز للمسلم أن ينظر إلى ما بأيدي الكفار من متاع الدنيا نظرة إعجاب، ولكن يعتبر ذلك استدراجا لهم وفتنة ومتاعا إلى حين كما قال تعالى: (قل تمتعوا فإنّ مصيركم إلى النار) ]إبراهيم 30[.وقال تعالى: (ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) ]طه 131[ بل المسلم يعتبر ما بأيدي الكفار من متاع الدنيا وآلات وأموال عذابا لهم يَشقَوْنَ في تحصيله وجمعه، ويهتمون بحفظه ومنعه، ثم يؤخذون منه وهم على الكفر دون أن يستفيدوا منه لآخرتهم، قال الله تعالى: (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) ]التوبة 10[.إنّه من المؤسف جدا أن صار كثير من المسلمين يشاركون النصارى في عيدهم الميلادي والأسبوعي فيُعَطِّلون الأعمال الرسمية في أيامه، ويتبادلون التهاني بمناسبته، ويصنعون بعض المأكولات الخاصة من الحلوى والشكولاطة وغيرها، بل وصل الأمر ببعض المسلمين أن يقولوا في النصارى إنهم إخوانهم وإنّه لا فرق بين المسلم والنصراني ! ،وكأنهم لم يقرؤوا قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء يعض ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين) ]المائدة 01[. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن تشبه بقوم فهو منهم" رواه أحمد، وأبو داود وهو حديث صحيح. لئن كان لبعض المسلمين شبهة من العُذْر حين استعمر النصارى بلادهم وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم وكثيرا من شعائر دينهم، فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تاريخ النصارى، الميلادي، وقد أزال الله عنهم وحش المستعمرين وظلمهم.ومما ينبغي التنبيه عليه أنّه في الوقت الذي يأمرنا الله تعالى بِبُغْضِ الكافرين، وفي الوقت الذي ينهانا عن التشبه بهم، فإنّ الله تعالى ينهانا عن الظلم والغَدْرِ، ولا يمنعنا من استيراد الخبرات النافعة وشراء الأسلحة والمنتجات المفيدة من الكفار، وإن كان الأَوْلَى والواجب علينا أن نُنْتِجَ، وأن لا نستورد منهم إلاّ ما لابد منه مما لا يوجد في بلادنا أو في البلاد الأخرى من بلاد المسلمين، كما جاء في الحكمة وليس بحديث: الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها. وكما يقول المثل وليس بحديث: اطلبوا العلم ولو بالصين.وإنما يحرم الإسلام علينا استيراد العادات والتقاليد الفاسدة، ويحرّم علينا التشبه بالكفار في عاداتهم، وعباداتهم، وأعيادهم وما هو من خصائصهم، ويوجب علينا أن نَعْتَزَّ بديننا، وأن نَستَقِلَّ بشخصيتنا الإسلامية، لأننا حملة دعوة الحق، ومحلّ قدوة للخَلْق، وأصحاب عقيدة صحيحة، وعلينا مسؤولية قيادة البشرية، هذه البشرية التي تعاني –اليوم- من الكوارث والظلم والمجاعات والضلال عن الصراط المستقيم.إنّ القوة الحَقِيقِيَّة التي ينتصر بها المسلمون هي قوة التمسك بالإسلام، وأمّا القوة المادية فهي مطلوبة لكن بنصيب أقل من القوة المعنوية، والقوة المادية لا يجوز أن تكون مزاحمة للقوة المعنوية ولا مُلْغِيَة لها، بل تكون مساعدة لها ومدافعة عنها، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم) ]محمد7[ ومعنى تنصروا الله: تقوموا بدين الله علما وعملا ودعوة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أَمْرَيْنِ لن تضلوا ماتمسكتم بهما:كتاب الله، وسُنَّة رسوله" رواه الإمام مالك،وهو حديث حسن بشواهده. وقال صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخَرِين"رواه مسلم.وقال تعالى: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لَهُمُ المنصورون، وإن جُنْدَنا لَهُمُ الغالبون) الصافات ]171-173[.وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: كنّا أَذِلَّة فأَعَزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله.و قال الإمام مالك، رحمه الله تعالى: لن يُصلِح آخرَ هذه الأمة إلا ما أصلح أَوَّلَها.لا يَقُولَنَّ أحدكم ماذا أفعل أنا وسط هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين الذين يشاركون النصارى في عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وهل أنا سَأُغَيِّرُ العَالَمَ بمفردي؟ أو يقول: يا أخي دَعْنا نعيش كما يعيش الناس،فمخالفة الناس أمر صعب. والجواب أن يُقال له: لقد أخطأتَ يا أخي، فَأَصْلِحْ نفسك أنتَ أَوَّلاً،ثُمَّ أَصْلِحْ أَهْلَك وأولادك، فلا تُخَصِّصْ طعاما لهذه المناسبة، ولا تَقْبَل هدية ولا تُهدي بهذه المناسبة، ولا تُهَنِّئْ بها، وانْشُرِ الخير لغيرك بقدر استطاعتك وبالحكمة، قال الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا )[التغابن 16].