سراج الاسلام
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 42658
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ التعليم الثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 849
- نقاط التميز :
- 2484
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/04/2012
[rtl][rtl]اسمحوا لي أن أسأل عما هو الفرق بين أذكار الصباح والمساء والورد[/rtl] [rtl]اليومي ؟ فأنا أسمع أن هناك ورد استغفار وآخر صلاة على رسول الله وآخر دعوات .. وكلها تحوى[/rtl][rtl]آيات من القران الكريم ، وهناك ورد لأسماء الله الحسنى وغيرهم الكثير .. فما هو الفرق[/rtl][rtl]بينها وبين بعض؟ وبينها وبين أذكار الصباح والمساء ؟ وكيف أحصل على إحداها والانتفاع بها ؟ وكيفية[/rtl] [rtl]قراءتها . جزاكم الله خيرا على مساعدتي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختكم في[/rtl] [rtl]الإيمان والإسلام الطاهرة.[/rtl][/rtl] | |
[rtl]تاريخ النشر:[/rtl] | [rtl]2007-08-13[/rtl] |
[rtl]الاجابه يقول الأستاذ عبد الحميد الكبتي " داعية ليبي مقيم بسويسرا" : أختنا الكريمة الطاهرة ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وجزاك الله خيراً على تواصلك معنا ، وعرض هذا التساؤل القيم المهم لكل مسلم . قال تعالى : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [ الأحزاب:35] . ذكر الله تعالى هو الحصن من المعاصي والزلل ، وهو المحرك للتقرب إلى الله تعالى بمزيد قربات وطاعات ، يحث على الصبر ، ويزرع الخشوع ، وينمي الصدق ، ويجعل المؤمن قانتاً لله حنيفاً ، رجاء مغفرة من الله وأجر عظيم . وطبيعة الإنسان أنه يتأثر بالمشاهد والمسموع من حوله ، بحسب البيئة والحال الذي يحيط به ، وبحسب قربه وبعده من الطاعات ، يكون قلبه وحاله وروحه ؛ لذا تعددت أنواع العبادات حتى تلبي حاجات القلب بحسب ما يرد عليه في حركته للحياة ، والذكر من أجمع وأفضل العبادات التي تروي القلب ، وتسقيه تلك المعاني التي ذكرتها . وسأل صحابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به ، قال: ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) الترمذي. فالذكر أختي الكريمة أثره عجيب مبارك في سير المسلم إلى الله تعالى . أما الفرق بين أذكار الصباح والمساء وبين ما يعرف بالورد : فأذكار الصباح والمساء : هي جملة من الأذكار النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقولها ، أو ندب لقولها . مثل : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ) رواه مسلم. أما الورد : فهو يطلق على ما يجعله المرء لنفسه من القرآن والأذكار والمناجاة والصلوات ، اليومية ، التي يختارها لنفسه من القرآن وصحيح السنة وهدي السلف الصالح ، فتكون في حقه كأنه شيء لابد منه بشكل يومي . والورد كان شيئا معروفاً لدى السلف الصالح رضوان الله عليهم ، ثم أمسى في العصور المتأخرة ، سمة من سمات الصوفية ، الأمر الذي جعل الكثيرين اليوم يهابون هذه التسمية ، ويجفلون منها. وهذا خطأ محض ، وخسران لخير كثير . يقول في هذا الأمر الدكتور محمد بن موسى الشريف من علماء المملكة العربية السعودية : " إن مما اعتنت به الصوفية كثيراً الورد اليومي ، وهذا الاعتناء الصوفي به أدى بجموع كثيرة من الصالحين إلى الريب والتشوش ، والإعراض عنه ، واعتقاد أنه بدعة ، وذلك من منطلق أن كل ما أتت به الصوفية فهو بدعة . وهذا شيء قد سبق الحديث عنه لكن أقول : إن الورد في لغة العرب هو النصيب من القرآن والذكر ، أو على الجزء من الليل الذي يجعله المرء على نفسه ليصليه ، وذلك كل يوم ، فليس في ذلك بأس ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى بقراءة بعض الأذكار على هيئة ورد منتظم كل يوم ، وشجع على هذا ؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، في كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنده مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتي أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه )البخاري. وهذا فيه دلالة واضحة على أهمية الورد والمحافظة اليومية عليه . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قال : سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زيد البحر ) البخاري. وكذلك ورد عن رسول صلى الله عليه وسلم في شأن التوبة والاستغفار قوله : ( إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مـائة مرة ) أخرجه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة ) أخرجه مسلم . فهذه الروايات دالة على مشروعية الورد وفضله ، لكنه لما ارتبط بالتصوف - كما سبق أن ذكرت - نفر منه أكثر الصالحين جهلاً بفضله ومشروعيته وتسرعاً ، نتج عن ذلك ضعف واضح في الالتزام بالذكر والتوبة الدائمة، ثم قست القلوب التي لم تعد تفزع إلى التوبة والاستغفار والذكر إلا لماماً، وإذا قست القلوب اضمحلت العاطفة الإيمانية أيما اضمحلال. هذا وقد كان للسلف ومن بعدهم أوراد يحافظون عليها ولم يتهمهم أحد من أجلها ببدعة، فهذا ابن سيرين كان لـه سبعة أوراد، فـإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار. وهذا الإمام العلامة الحافظ شيخ الحرم المكي أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني لما عزم على المجاورة عزم على نيف وعشرين عزيمة أن يلزمها نفسه من المجاهدات والعبادات ، فبقي بمكة أربعين سنة لم يخل بعزيمته منها . الله أكبر !! ونحن اليوم نجاهد من أجل أن نصلي الوتر أو نصلي الفجر أو نصوم ثلاثة أيام من كل شهر !! بهذا ارتفع أولئك العظام وصـار لهم في التاريخ أعظم المكانة والأثر. ومسألة الأوراد عند السلف أشهر من أن يُبرهن عليها بنقل أو نقلين لكني أحببت ألا أخلي هذه الرسالة من سيرتهم العطرة ، رضي الله عنهم وبلغنا أعمالهم ومنازلهم . [ من كتاب العاطفة الإيمانية وأهميتها في الأعمال الإسلامية ] . فمن خلال مجمل النصوص يمكن للمرء أن يحدد لنفسه ورداً يختاره ، وفقاً لحاجة قلبه وحال المحيط من حوله ، فالذي يعيش في بيئة فيها اختلاط مثلا ، يحتاج إلى استغفار أكثر ممن يعيش في بيئة مسجد ، وهكذا . فيكون له عدد من الاستغفار ، عدد من التهليل ، عدد من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وهكذا ، مع قدر معين من القرآن كجزء مثلا ، وعدد محدد من النوافل ، يلزم نفسه بها وتكون ورده اليومي مع الله . هذا أختي الكريمة الطاهرة الفرق بين الأمرين ، وقد ورد عن بعض أهل العلم كالنووي مثلاً ورد معين ، وهو مكتوب ومعروف ، لكنه ورده الخاص ، ربما يأخذه التلاميذ ويطبقونه ، وكذا غيره من العلماء والعباد ، وأنصحك أن تجتهدي وتجعلي لك ورداً خاصا بك ، من الأذكار والدعوات والصلوات والقرآن على أن تكون الأولوية للأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويمكن الاستزاده بعد ذلك كورد خاص بك. ويمكنك أن تستفيدي من كتاب الدكتور محمد الشريف [ تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء ] ففيه أدعية نفيسة مباركة . بارك الله في طهارتك وحرصك ، وزادك الله من فضله ، وجعلك من الذاكرات المباركات ، وننتظر مزيد تواصل منك . [/rtl] |