الزواج عن طريق الفيس بوك

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من نعم الله علينا في هذا العصر تلك التقنيات الحديثة إن أحسنا استخدامها وتوظيفها، فقد يسرت لنا الكثير من أجل الاتصال والتواصل.
الإنترنت بكل أدواته، من بريد إلكتروني وماسنجر ومنتديات، أتاح للشباب والفتيات سهولة التعارف وتبادل الأحاديث، وهذا لا شيء فيه إن كان بعلم الأهل ومتابعتهم، وكان الحديث منضبطاً بالضوابط الأخلاقية مراعياً للآداب الشرعية، فالحديث بين الرجل والمرأة لا زال باقياً على أصل حله بضوابط ذكرها القرآن الكريم" فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ" [الأحزاب:32].
فلا توضع الضوابط للممنوع أصلاً.
كثرة تبادل الأحاديث قد تفضي إلى الإعجاب بين الشاب والفتاة، وميل كل منهما للآخر فطرة فطرنا الله عليها، من السذاجة بمكان أن ندعي عدم وجودها أو إمكان مقاومتها.
وهنا تتفاوت مقادير الخلق في جودة الفعل واتخاذ القرار.
فإما أن يكون القرار جريئاً ومسؤولاً بإيقاف هذه العلاقة طالما أن ميل كل طرف للآخر عاطفيًّا قد بدأ في الظهور على السطح، وإما أن تبدأ الخطوات الأولى بالتعارف على أرض الواقع. بمعنى أنه لا يصح بحال طالما أن الطرفين قد شعرا كل منهما تجاه الآخر بالرغبة في الاقتران أن يبقى التعارف موصلاً عن طريق النت، فهذا سيؤدي إلى تنامي حجم العاطفة على حساب العقل الذي له مقاييس أخرى، فقد يزداد التعلق وكل منهما غير مناسب للآخر من ناحية الشكل مثلاً، المستوى الاجتماعي، احتمال موافقة الأهل من عدمها.
هنا على الشاب والفتاة أن يتوقفا عن التواصل عن طريق النت، ويبدأ الشاب في اتخاذ خطوات نحو بيت الفتاة والالتقاء بأهلها والتقدم إليهم، وهنا يكون القرار من كليهما على بصيرة.
فإما أن يكون القبول، وهنا نحمد لهذه الوسيلة الحديثة في الاتصالات أنها كانت سبباً في هذه الزيجة، وإما أن يكون عدم القبول قد جاء بعد تفكير سليم وأسباب منطقية.
إذن فالزواج عن طريق النت نجاحه أو فشله يعتمد في المقام الأول على الخطوات التي ستتبع هذا التعارف الذي تم عن طريق الإنترنت