منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

تيمزيت

عضو جديد
البلد/ المدينة :
الجزائر جانت التاسيلي
المُسَــاهَمَـاتْ :
47
نقاط التميز :
113
التَـــسْجِيلْ :
25/09/2010

أن كل نظام اجتماعي له دور اجتماعي يسعى لتحقيقه وان لكل فرد من هذا التنظيم الدور الذي إنشاء من اجل أدائه ذلك عن طريق التنشئة الاجتماعية فالمرأة في وسط التنظيم الاجتماعي للمجتمع التارقي تلعب دور هاما «فالمرأة التارقية ليست كتلك التي تقطن الساحل الإفريقي أو المرأة المسلمة بوجه عام فهي تتمتع بقدر كبير من الحرية ولا تلبس الحجاب وتشارك في الرأي في كل ما يتعلق بأمور الحياة وان الرجال يبدون اهتماما كبيرا بهن وهو ما أعطاهن وضعا مختلفا تماما عن بقية نساء المسلمين » حسب رأي Gast فالحرية التي تتمتع بها المرأة التارقية أدت بالكثير من الدارسين لهذا المجتمع بتصنيفه من المجتمعات الامومية ، أي أن القرابة من جهة الأم وكذلك النسب والجاه ، ومن تم يعتبر الأبناء في جماعة أمهم ، حيت يقول Gast ( يتميز السلم الاجتماعي عند التوارق بنفوذ المرأة لأنه مجتمع امومي ) .
أن واقع المجتمع التارقي لا يخفي انتقال النسب عن طريق الخط الامومي ، حيت إننا انطلاقا من المقولة الشائعة في مجتمع التوارق تعبر عن ذلك ( النسب يتبع البطن وليس الظهر ) أي أن الابن يتبع أمه لا أبيه
أما من الناحية الاجتماعية فان معظم الباحثين لم يفهموا الطابع الاجتماعي الامومي الخاص للتوارق ، وهذه ميزة عامة لمعظم البحوث الانتربولوجية والتي لم تتمكن من الفهم الجيد لمكانة المرأة ودورها الاجتماعي في المجتمعات التقليدية .
إذن فان المرأة في داخل التنظيم الاجتماعي تؤدي دور مهما في ذلك النظام ونظرا لكونها الناقل للإرث الاجتماعي والمحافظة للإرث المادي والمالكة لحق الانتساب وناقلة للجاه لأبنائها ، إضافة إلي مالها من مكانة . إضافة لكونها الناقل للنظم الثقافية « فالقصص الشعبية و الشعر واللهجة أو اللغة والموسيقى يتعلمها الفرد من والدته .. لان المرأة التارقية هي الحافظ للتراث الشعبي بالإضافة إلي أنها الأديبة و المغنية والشاعرة »
وتسعى المرأة التارقية للحفاظ على ارثها الثقافي« ففي وقت المناسبات النساء العجائز يحرصن على إحياء هذه الناسبة سواء بالغناء أو الحكاية أو عن طريق القصائد التي تعبر عن تقاليد هذا المجتمع وهذا خوفا من زوالها و زوال مضمونها » فالمرأة تعتبر خزان الموروث الثقافي للمجتمع كونها ماكثة بالبيت وهي المربية للأطفال عكس الرجل الذي يهتم بإعالة العائلة .
الا انه ومع دخول التطور والتكنولوجيا للمجتمع التارقي وخاصة للأسرة هل بقية المرأة التارقية محافظة على وظيفتها الاجتماعية التي تمارسها والتي هي نقل الإرث الاجتماعي والحفاظ عليه في ظل تواجد وسيلة الإعلام المتمثلة في التلفزيون داخل المنزل ؟! .

01- التراث الأدبي الشفوي
يعتبر التراث الأدبي الشفوي لدى التوارق رافداً من روافد الفلكلور لما يتضمنه من التعبير عن العادات والتقاليد والممارسات والفنون القولية ويشكل الفن الشعبي إلى جانب الأدب الشعبي مكونين هامين من مكونات بنية التراث الثقافي الشعبي باعتباره تراكما حضاريا وثقافيا عبر الأجيال والقرون، يتضمن العناصر المادية و المعنوية كالحضارة والمعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والحرف وقدرات الإنسان وكل ما يكتسبه في المجتمع من سلوك قائم على الخبرة ،والتجارب والأفكار المتراكمة عبر العصور . وهي تندرج عند علماء الانتروبولوجية تحت المصطلح العام الإثنوغرافيا ، بما تتناوله من الحضارة العامة و نواحي السلوك الإنساني ، جميعها من لغة ومعتقدات ودين وشعائر وممارسات وفنون دون إسقاط ما يعتيرها من تحولات. و أهم أشكال التعبير الشعبي في منطقة جانت نجد :
أ‌- الشعر: إن الطابع الهادي الذي يخيم على الصحراء يجعل منها فضاء ساحرا إضافة إلى جمال طبيعتها الخلابة التي تسحر متأملها وهذا ما يفسر حدة المشاعر والقوة والإحساس بالجمال المادي والمعنوي لدى الإنسان الصحراوي الذي يجعل مشاعره مركزة في اهتمامه على المرأة والجواد والجمال فهو يمدح المرأة في شعره ويتغنى بجمالها ويفخر ويتباهى بفرسه السريع الذي ينقل أثقاله ويرافقه كظله كما يصف المعارك التي خاضها وحقق فيها الفوز وكذا مدح أبطال قبيلته ونظرا للمكانة التي يتميز بها الشعر الملحون فقد اعتبره سعيد القشاط « كالأكل والشرب لا يستغنون ولا يقلعون عنه »
ب-الأمثال والحكم الشعبية :
يعتبر المثل الشعبي أكثر الأنواع انتشارا من بين أنواع الأدب الشفوي المستعمل في منطقة جانت . إذ يتردد في أقوالهم كلما لاح موقف أو حدث يوافقه مثل أو حكمة شعبية ليؤدي دور الشارح والمبين و المقوم للمواقف وعواقبها.
فالأمثال الشعبية عبارة عن مقولة قصيرة تعبر عن نصيحة شعبية نابعة من تجربة الأجيال السابقة ومعبرة عن حقيقة ذات معنى مفيد ، وان كانت الأمثال قصيرة شكلا فهي واسعة المعنى والدلالة ولكل اللغات أمثال خاصة بها و« تماهق »كغيرها من اللغات غنية بالأمثال الشعبية التي تعبر عن حكمة « ايموهاغ »وتجاربهم في الحياة ويطلقون على هذا النوع الشعبي اسم « أنهيتن » ، وتلعب الأمثال الشعبية دورا هاما في الحفاظ على التراث وهذا الأخير قد ضاع منه الكثير واندثر وذلك بوفاة شيخ أو عجوز «فإذا مات عجوز أو شيخ فكأنما احترقت مكتبة » .
ج- القصة الشعبية :
تعتبر القصة الشعبية بمنطقة جانت من التراث الأدبي الشعبي الذي ينتشر في أوساط المجتمع التارقي فالقصة أو كما تسمى «ايميان » تمثل روح الثقافة فمن خلالها يستطيع المجتمع المحافظة على ارثه الثقافي وذلك من خلال تداولها بين الأجيال عبر المشافهة فهي تحكى شفهيا في حلقة تضم جميع أفراد المجتمع نساء وأطفالا.
والقصة الشعبية غالبا ما تكون مستوحاة من الخيال أو أسطورة ما بهدف ترسيخ قيم أخلاقية فللقصة أهداف تربوية محضة إضافة لأهداف ثقافية بحيث أنها تساهم في الحفاظ على الإرث .
وتلعب المرأة التارقية دورا هاما في تداول القصة كونها هي الحافظة للإرث الثقافي للمجتمع و لأنها تلعب دور التنشئة فهي المربية للأجيال. فالقصة الشعبية تتناول جوانب الحياة الاجتماعية تارة والحياة المادية تارة أخرى .
د- الألغاز الشعبية :
اللغز فن قديم قدم الإنسان فنجد في المنطقة ولعا كبيرا بعالم الألغاز إذ كثيرا ما يجلس الأصدقاء في سمرهم عند بعضهم البعض فيلقي احدهم ما حفظت ذاكرته من ألغاز طالبا من الأفراد أن يجيبوا.
والملاحظ أننا نجد ولعا كبيرا عند الإناث بهذا الفن ألقولي الشفوي ويطلق على الألغاز اسم «تينظار» إضافة إلى هذا فان طبيعة الألغاز التارقية شفهية كما سبق الذكر وتختلف مواضيعها من اجتماعية ومادية...الخ



منقول من مذكرة التخرج لزميلي في الدراسة سعيد بعنوان الموروث الثقافي للمجتمع التارقي
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى