الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=32]قلــــــــــب الكــــــــــاتب[/size]
ما ادعيت ذات يوم ولا يحق لمثلي أن يدعي - فيما تبقى لي من أيام العمر- وأنني كاتب ـ لكنني عاشق لجلسات من حلقات الأدب ’لست طالب شهرة و مستجديا لأفكار وأقلام من العجم أو العرب ’ ولكن مولع متلهف بي شغف لربط أواصر الأخوة . أخوة القلم بالقلم ’ توأمة المحبرة بريق مدادها حتى يواريني التراب ويضمني القبر.. هذا ما أشعربه وأحس ما دام في نفَس .وإني لأجد أسمى وأنقى وأصدق وأطهر مما أعتادت عليه كوكبة من الكتاب أو ما يُعرفون بالمتطفلين الفضوليين
الذين ذاع صيتهم فرفعوا فوق الأعنتق بعزة من ذل وقلادة النفاق......
أجدهم شرذمة من الأدباء والكتاب راحوا يشهرون ويُشهِّرون ,راحوا ينمقون والقبيح وجهه يزينون’ راحوا يلمعون الأحذية السوداء ليروا قبح وجوههم عليها راحوا في طغيانهم يعهمون وكأـني بهم أولئك الذين تراهم في كل واد يهيمون ’ يقولون ما لا يفعلون’ هم حرفا ما زرعوا ولا حلبوا من شاة ضرعا ’ هم ضاعوا وضيّعوا وإلا بربكم كيف تفسرون الذي حدث ويحدث امام السمع والعيون
لمعبود عقولهم يستقبلون . ما فعل هذا الأولون ولم يحدثنا التاريخ أبدا عن أمم فعلت مثل فعلتهم في الغابرين ولكن هم فعلوا ولا زالوا لما فعلوا فاعلين.
رحم الله من عرف حق ربه وأتى المحتاج ما يحتاج يوم حصاده’ وبذلك يكفي الله المؤمنين شح أنفسهم ويقيهم السيئات....
يا لهول السمع والوقع أنضحي بشاة عاشت سنين عجافا’ ترعى الأصفر من القش’ وتلثم ندى تربة زينتها الأخاديد ’ وعظمها للعيان باد تراه كل عين مبصر وأنه هش..............
قلتُ ذلك لأثبت ذاك.................’أما ذلك فهو لأكمم أفواها متشدقة متفيهقة ’ وألسنة توارى - خجلا – لسان الحرباء- عنها وكذا لسان الحية ذو الفلقتين.
أما عن ذاك. هنا القيروان’ وما كانت القيروان إلا كلمة فارسية تعني لنا نحن أصاحب اللسان العربي المبين أنها محط القافلة.. وكانت هنا محطتي أنا’ وهنا خيمتي تتوسط خيم باديتي التي على ظهرها أعيش وعلى تمر وحليب نياقها أقتات كما عاش أبائي وأجداي من ذي قبل ولم يمسهم سوء في العقل والجسم.
قلب الكاتب: هو الصغير هو الكبير ... صغير لأنه لم يعد يتحمل الهمز واللمز والغمز وخشن القول من رذاذ ألسنة جُبلت على الوكز وكذا جثث تميل وتهتز
نشوة وخيلاء وغرورا وتبذيرا لما في جوف الكنز....
صغير أضناه الصمت الرهيب الذي أسدل ستاره على باب القلب فخنقه فأبكاه فأدماه فدمعت عيناه ’ حزينا ’ بائسا يائسا هذا حاله كما أنت تراه .. فيا رباه.. فيا رباه.. فيا رباه..............
أما أنه كبير ’ فبما رحمة من ربك ولا أزيد قولا.
وكأني بالدنيا .. وكأني بأهلها فوق أرجوحة نسجت من خيوط العنكبوت ’ فما أوهن بيت العنكبوت ’ وكأني بهما الإثنان يلهثان وراء إفرازات الجحيم . ضعف الطالب والمطلوب.............
إنها ومن تبعها كزهرة سرعان ما تذبل وتدوسها الأرجل ’ عجب كله أمرها وأمرهم وهذا الغراب المنبعث من ركام سحاب ما له من جحر إلا الغرب وما يأتي منا الغرب إلا الكرب...
ليلهم نهار ونهارهم ليل فيا خوفي مما يخفيه الليل من ويل’ خسر هنالك اللاّهون
هنا أجر حروفي جرا. حروف واضحة الرسم جلية المعالم وكان وما برح وما زال وما فتئ لي اسم. به عُرفت وبه أُعرف’ فلا مزايدة في الوطنية وتحاشيا إن قلّ الأدب وأسودّ الكلم .. وإني لمدرك جيدا وأننا لا نسع الناس بأموالنا ولا بجاهنا ولا بسلطاننا ولكن بحسن الخُلُق وطيبة أخلاق .. بذلك أنا زعيم والله أعلم..
يا هذا ويا تلك الجبل من ذرات ’ تراه هادئا ثابتا صامتا وبداخله بركان ’ وأن البحيرات والبحار وأن البِرك والأبار ’ وأن السواقي والجداول والأنهار كلها وعاء للماء ’ وبالماء تُعرف ’ ماء أنزل من السماء لتحيا به الأنفس وبه الأرض تهتز وتخضر ’ أفلا أكون من المسبحين ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أقول : كل من حباه الله تعالى بطيب خُلُق وزاده بسطه في البهاء والعلم فهو نعم العطاء من رب كريم ’ عطاء غير مجذوذ’ ألآ أيها التراب ألآ اعتبر ’ ألآ أبصر إن كنت حقا تؤمن بالموت وعذاب القبر ويوم العرض على ربك.. يوم الحشر والنشر ’ يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ..
أيها الصمت أبق على صمتك فلنا موعد غدا لا محالة أما أنا اليوم يبقى برفقتي بصحبتي بمعيتي وحتى القبر ذاك المكنون الطاهر من السر.
الله المستعان.