المتفائلة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 25848
- البلد/ المدينة :
- الجزائر.ولاية يشار
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1656
- نقاط التميز :
- 2236
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/10/2011
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يس هناك أجمل من وجود أشخاص نثق بهم ونحبّهم و نرغب بمحادثتهم و البقاء معهم طويلاً، ومهما مررنا بظروف صعبة نبقى معهم كيدٍ واحدة لايفرّقنا سوى الموت، نعم هؤلاء هم الأصدقاء الخلوقين، الّذين نعتبرهم جزءاً لا يتجزأ عنا، فما أروع الصداقة المبنيّة على أسس متينة بعيدة عن وجود أهداف أو غايات، وهنا في هذا المقال سنذكر أجمل الخواطر الني تحدّثت عن الصداقة.
أجمل خواطر الصداقة
ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة المفعمة بالحب والنقاء .. التي تمتلئ بها الروح ويظطرب بها القلب ويهتز بها الوجدان.
الصديق خير من تركتز على كتفه إذا حزنت، حزنك الكبير يبدأ بالتّضاؤل والغروب بعيداً، هدهدته لك تمنحك أملاً جديداً، ذلك العالم الذي ضاق بك يبدأ يتّسع شيئا فشيئاً، وفي فرحتك تشعر أن الكون لا يسعها إذا كان حولك أصدقاؤك كأنك بحاجةٍ إلى استعارة أكوانٍ أخرى تضع فيها هذه السعادة، كيف لا وقد انسجمت الأرواح معاً كما تآلفت وتقاربت الأعمار.
ما أجملها من أخوّة، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة، يستشعرها الأخوه تجاه أخيه .. فتسري في عروقهِ سريان الماء الزلال بعد فورة عطش شديد، فيثلج صدرة، ويروى ضمؤه، ليعود للقلب نقاءه، وللنفس صفاؤها .. فتطمئن الروح وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديد.
الصديق الصادق نادرٌ جداً هذه الأيام، نادر أن تجده، ونادر أن يستمر معك، ونادر أن تجد وفاءه، فإذا حصلت على صديقٍ صادق فحافظ عليه قبل فوات الأوان، ليس لأنه سيتركك، بل لأنك لا تأمن نوائب القدر إذا فرّق بين الأحباب وبينهم كلمةٌ تُراد أن تُقال.
كم من أخٍ عرفناه، وصديق ألفناه، طوى الزمان صفحته، ومضى به قطار الحياة، فودعنا ورحل، ولم يبقي لنا إلا الذكريات، ولأن عز في الدنيا اللقاء، فبالآخرة لنا رجاء.
كم من أمنيات عشناها، فصارت ذكريات، ذكريات تثير شجون المحبين، فللقلب معها خفقات .. وللدمع فيها دفقات .. وفي الصدر منها لهيب وزفرات.
الصداقةُ ملح الحياة .. لا طعم للحياة بلا أصدقاء، يضيفون لحياتك شيئاً مميزاً بكل تفاصيله .. لا تضيفه لك عائلة ولا زواج إنما هم الأصدقاء.
لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم، ولكن تأبى النفس إلا أن تبيّن بعض ما يتلجلج في الصدر .. ويشتعل في الأعماق ومع عودة الذكريات يعود الأمل.
الصديق هو حديث الروح، هو المرجع في كثير من الأمور .. وهو الرفيق الأطول روحاً بعد الأم في رحلة الحياة الطويلة.
إلى من عاش معنا زمناً ثم فقدناه .. عُد إلى مجالس الصالحين .. ومصاحبة الطيبين.
بعد الوصال لا بدّ من ارتحال، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب، فيخفق القلب صراعاً .. ويناديه الركب الراحل .. وداعـاً .. ويهتف اللّسان والقلب .. قفوا .. قفوا.
ما أجمل تلك اللحظات التي تستشعرها بكل كيانك، فيذوب لها قلبك، وتحس دفء الروح يسري في عروقك ، وبقشعريرةٍ يرتجف لها عظمك، وبسعادةٍ لا يمتلكها إنسان، ولا يصفها أي مخلوق كان، وبآمآل وأحلام تتزاحم في الفكر والوجدان، عن هذا الأخ الذي صورته لا تفارقك .. وابتسامته تلازمك .. وطيفه يناجيك ويسامرك .. تندفع إليه وشوقك يسابق .. والحياء قد غطّى معالمك.
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك .. والتقت على طاعتك .. وتوحدت على دعوتك .. وتعاهدت على نصرت شريعتك .. فوثق اللهم رابطتها .. وأدم ودّها.. واهدها سبلها .. واملأها بنورك الذي لا يخبو .. واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك .. وأحيها بمعرفتك .. وأمتها على الشهادة في سبيلك .. إنك نعم المولى ونعم النصير.
م.ن.ق.و.ل