المتفائلة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 25848
- البلد/ المدينة :
- الجزائر.ولاية يشار
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1656
- نقاط التميز :
- 2236
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/10/2011
بسم الله الرحمان الرحيم...السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تعريف السنة و بيان أقسامها:
السنة في اللغة: هي السيرة المتبعة, و الطريقة المسلوكة, و هي الأنموذج الذي يحتذى و المثال الذي يقتدى. و تطلق هذه الكلمة أيضا بمعنى البيان حيث يقال سن الأمر أي بينه, و أيضا بمعنى ابتداء الأمر.
السنة في الاصطلاح: عند المحدثين: "كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خلقية أو خلقية, سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها".
عند الأصوليين: "ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير".
عند الفقهاء: "ما دل عليه الشرع من غير افتراض و لا و جوب" أو "ما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه".
عند علماء العقيدة: تطلق السنة عند علماء العقيدة على هدي النبي صلى الله عليه و سلم في أصول الدين, و ما كان عليه من العلم و العمل و الهدى, و ما شرعه أو أقره مقابل البدع و المحدثات في الدين. و قد تطلق السنة أيضا بمعنى الدين كله.
أقسام السنة من حيث الوحي بها: تنقسم السنة بهذا الاعتبار إلى قسمين مؤداهما واحد, و هو أن السنة وحي من الله تعالى يجب اتباعها كما يجب اتباع القرآن, و القسم الأول منها هو:
1) ما صدر عن النبي بقصد التبليغ عن الله عز و جل و هو نوعان:
أ – وحي باللفظ و هو القرآن
ب – وحي بالمعنى و هو السنة
2) ما صدر عن النبي بغير قصد التبليغ, و هو نوعان أيضا:
أ – إما أن يوافقه عليه الوحي فيلحق بالقسم الثاني و يأخذ حكمه و يكون بمنزلة الوحي.
ب – و إما أن لا يقره عليه الوحي فنعمل بالبديل الموحى به.
أما بالنسبة للقسم الأول, و هو ما قصد به التبليغ عن الله عز و جل, فهو وحي قطعا معصوم عن الخطأ و السهو فيه, سواء أكان وحي باللفظ و هو القرآن أو وحي بالمعنى و هي السنة المطهرة. و هذا القسم هو معظم السنة, و قد نزل به الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم كما نزل القرآن, إلا أن القرآن نزل بلفظ معجز متعبد بتلاوته, و أما السنة فهي وحي بالمعنى دون اللفظ. و نذكر فيما يلي بعضا من الأدلة الكثيرة على أن السنة وحي كالقرآن الكريم:
فمن القرآن الكريم:
- قال تعالى: "و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" (النجم: 3-4), و قد نص أهل العلم على أن ذلك يشمل السنة أيضا.
- و قال: "إن أتبع إلا ما يوحى إلي" (يونس: 15), أي من القرآن و السنة.
- و قوله تعالى: "من يطع الرسول فقد أطاع الله" (النساء: 80), و ذلك لأن السنة وحي من الله عز و جل.
و من السنة:
- قوله صلى الله عليه و سلم: "ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني, و هو متكئ على أريكته فيقول بيننا و بينكم كتاب الله, فما وجدناه من حلال استحللناه و ما وجدنا فيه حراما حرمناه, و إن ما حرم رسول الله كما حرم الله" (سنن الترمذي, كتاب العلم, 5/38). فقد حذر النبي عليه الصلاة و السلام من ذلك, و قال أن ما يحرم رسول الله كما يحرم الله, و هذا يدل على أن السنة وحي من عند الله.
و غيرها الكثير من الأحاديث و أقوال العلماء.
و بالنسبة للقسم الثاني من السنة, و هو ما صدر عنه صلى الله عليه و سلم بغير قصد التبليغ, فيشمل هذا القسم اجتهاده صلى الله عليه و سلم و ما صدر عنه ابتداء من غير سابق وحي. و كما ذكرنا سابقا, ينقسم هذا القسم إلى نوعين. إما أن يوافقه عليه الوحي و يقره عليه فيصبح حينئذ بمنزلة الوحي و في حكمه من حيث الحجية و الاعتبار و وجوب العمل به. و تعرف الموافقة و الإقرار لهذا النوع من السنة بعدم تعقيب الوحي عليه بالمخالفة و عدم الإنكار عليه و عدم نزول حكم يناقضه. و ذلك لأنه إذا كان ما صدر مخالف لمراد الله عز و جل لما تركه الوحي بلا تعقيب. و نعلم ذلك لأن الوحي جاء بالتعقيب على ما كان خلاف الأولى, و نعلمه بيقيننا أنه لا يقر على ما لا يرضاه الله, كما قال تعالى: "و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين" (الحاقة: 44-48). و أما النوع الثاني, فهو أن لا يقره الوحي و أن ينبه إلى الأولى و يأمر باتباعه. و في هذه الحالة, وجب العمل بالبديل الموحى به. وبهذا يتبين أن جميع ما صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم من السنة بقصد التبليغ فهو وحي من عند الله عز و جل, و أن ما صدر عنه عليه الصلاة و السلام بغير قصد التبليغ و أقره الوحي عليه فإنه بمنزلة الوحي و له حكمه. و بهذا يتبين أن السنة حجة على العباد يلزمهم العمل بمقتضاها.
أقسام السنة من حيث صدورها عن النبي صلى الله عليه و سلم:
1) السنة القولية: و هي كل كلام صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم من لفظه. و تتضمن السنة القولية أيضا الأحاديث القدسية, و هي الأحاديث التي أسندها الرسول عليه الصلاة و السلام إلى الله عز و جل.
2) السنة الفعلية: و تشمل كل ما نقل إلينا من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم في كل أحواله.
3) السنة التقريرية: و هي أن يحدث أمر أو يقال قول في زمن النبي عليه الصلاة و السلام في حضرته و مشاهدته أو في غيبته ثم ينقل إليه فيقره النبي صلى الله عليه و سلم إما بالسكوت و عدم الإنكار أو بالموافقة و الاستحسان.
4) السنة الوصفية: و هي تشمل نوعان: الصفات الخلقية: و هي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة و ما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة و ما حباه به من الشيم النبيلة. و أما النوع الثاني فهو الصفات الخلقية: و تشمل هيأته صلى الله عليه و سلم التي خلقه الله عليها و أوصافه الجسمية.