الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=32]صــــــــدق اللب[/size]
إلى ساحة تسورتها حشرات وخفافيش آدمية أحضروني ’ بعد أن فكوا قيودي وأصفادي’ ثم خيّروني...
هيه.. أي القتلتين أختار؟ أبحبل من مسد أشنق,أم بمقصلة تفصل الجسد عن العنق؟
طال إنتظارهم لسماع ردي وتسرمد وقوفي وأنا لا أدري هل أفضل الحبل عن المقصلة أم المقصلة عن الحبل ؟ وكزوني وبرؤوس رماحهم وخزوني ’ قطرات من دمي هدرت إنسيابا ’ فجرت على حجر مصفوف لترسم جوابي.....
إنه صدق اللب .... أنتم الآن من الأسياد وأنا بينكم يتيم أسير ’أ وُلدت من رحم الأساطير لأكون رقيقا لأقبح العبيد من العباد .. ...بالإثنتين معا جندلوني ’ ثم إربا إربا قطعوني ’ إلا قلبا وكبدا لا ولن أسمح لكم بالقرب منهما ’ فدونهما كل الأجساد
إني امرؤ لا أبالي فقد قُتلت منذ أمد وذُبحت في عز الأعياد.
تبادلوا النظرات فيما بينهم وعلى وجوههم بدت الحيرة بعد أن كستها طبقات من السواد....
هرعوا مسرعين للقاضي وهو أميرهم : يا مولانا نتوسل إليك يا ابن الكرم والأمجاد أن تعفو عن متهم تبرأ منه عقله وغابت عنه حكمته فعضته أنياب الأسد
يا مولانا إن نحن أعدمناه عدمناه لكننا نخشى قول الأمراء ممن حولك وحولنا ’ إن هم قالوا : ما بال قوم وأميرهم يعوثون في الأرض ليزرعوا الفساد’ كلا إنهم ظلموا أنفسهم وإفكا تحدثوا عن ساكن الرمضاء ’ سليل النبل والكرم ’ ألآ ترونهم بفعلتهم تلك من الأوغاد؟.
بلغاء حقا هؤلاء وأبلغهم حجة هذا الجلاّد’ وبنظرتهم أفحموا الأمير .. ..
طاطأ قاضيهم رأسه .. مرّر راحة يده على جبينه ليمسح حبات العرق ’ وطال حاله على هذا الحال فظنوا أنه غطس في بحرمن السهاد..
ومالت الشمس لمغربها لكي لا تحضر وأد الكبد ولا أن تكون عليه من الأشهاد
دعوه مني يقترب- نطق أميرهم- ثم صلصل وتوعّد وقال:إني لمخيرك بين أمرين
أنت حر طليق وإنك لمن المقرّبين إن ألغيت وتخليت عن الوعد ’ وإنك لمحالة مقتول للتو إن بقيت ملتزما بالعهد’ فما أنت قائل..؟
وتُفكّ عقدة لسانه فيرفع عزة هامته ثم قال قولته : سيّان لديّ... أفضل الثانية فأنا بها جد سعيد وعند الله شهيد.
الله المستعان.