الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=35] حين يبكي الكِبــــــــــار....؟[/size]
0]واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا]
أهكذا ربيناك ولدي... أوَ بهذا تجازي من حملتك وهنا على وهن يا كبدي...؟
آنفا ومنذ شهور نبّهتك وأنك على حافة الهاوية .... وأنك تمشي في دروب وعرة شائكة ’ محفوفة حواشيها بحسك وشوك وشيئ من السدر غير مخضود...
تنط وأنت القاصرالذي لم يدرك بعين البصيرة حقيقة ما هو مستتر بعد...
بدّلت جلدك بجلد ظننته جلدك’ حسبته مجدك’ خلته سؤددك’ بئس ما قدمت عليه
كلا إنه عمل غير صالح يا ولدي ..
فعلت فعلتك دون مشورة ولا إعتبار لأبويك ’ ولأخواتك ’ و لأخيك’ رحت تنثر القرش والدرهم والدينار هباء وعقلك هواء’ وتحسب أنك بهذا فعلت ما لم يفعله من سبقك ’ وبه تبتغي العز’ وسوق المذلة أراك فيه هائما ’ تائها’ طائشا’ وقد كنت من قبل تبدي وتعيد ’ تأمر وتنهي ’ فما الذي طرأ ’ ماذاك الذي حدث’ أكاد أجزم أنك لست ولدي الذي أعرفه’ ... الذي أمه من صدرها حنانا وحليبا أرضعته. ..الذي في حجرها ’ في حضنها إليها ضمته رحمة وبدموعها غسلت أطرافه’ وبرموش عينيها مسحت عَبراته.. أمه التي سهرت لينام’ أمه التي بكت الليالي والأيام خوفا عليه ’ أمه التي حرمت نفسها راحة ليرتاح ’ أمه التي مزقت أحشاءها ليهدأ روعه’ أمه التي حين أُصيب بلسعة ذباب شقت عنان السماء دعاء واستغاثة.. أمه التي بسطت له راحتيها لكي لا يتدحرج من مهده حين فزع من نومه..أمه...أمه...أمه
أمك التي بكت فبكى بصمت قربها وقربك والدك وأنت لا تشعر وأنت لا تميز بين تمر وجمر’ بكيا عليك حين اشتد بك المرض ’ وارتفعت درجة حمى جسدك..
تلكم الأم التي استبدلت رأيها برأي آخرين’ وعصيت أمرها لما أرشدتك لإحدى الطريقيتين ’ أمك التي وعدتها فأخلفت واتخذت رأيا من بني أذنيك .. أمك التي لما فرحت أبكيتها ’ أمك التي كدت - رغم ما بها من علل- فنظّفت لك بيتك والفرحة تغمرها ’ أمك التي مررت راحتيها على رأسك ووجنتيك تبركا فإذا بك تجازيها بإلقائها في بحر لجي أمواجه متلاطمة وهي المسكينة التي لا تحسن السباحة والجهد قليل ...
واليوم بعد ما اشتد عودك وبان شاربك ’ رحت ترمي قذفا بكلام السوق والفسوق ’ غير آبه بالنصيحة والنصح ’ رحت تعلن جهارا نهارا وأنك لست في حاجة لأحد منهم جميعا ’ رحت تتفرعن ’ رحت تتمطى’ رحت تتقزز من كل شيئ حواليك ’ حتى الطعام لم تعد تستصيغه ولا تستطعمه’ ثم بعد ذلك وحين بان الخيط من الخيط أعلنتها صراحة وأنك مسؤول على نفسك ’ حر فيما تفعل’ سيد في شخصك وحقيقة أمرك ليست كذلك’ وجاء دور والدك لا ليقول لك مرة أخرة أنك قد اخطأت أخطاء جسيمة في كل تصرفاتك ولكن ليبكي فلذة كبده’ لينعي وأد الأبوة ’ ليركن في زاوية من زوايا الظلام ’ إنه شيخ هرم مسن ’ لا يفقه في الحياة شيئا .... لعله كذلك وأنت المحق في كل ذلك ....؟
فقط لا أدعو عليك لأنك قطعة من كبدي ولكن أرجوك أن تستسمح أمك فهي أولى مني بذلك ’ أما أنا دعني وشأني ’ حسبي ما تبقى لي من ساعات أو أيام أو أعوام وربما لم يتبقى من عمري إلا ثوان.
ألآ فاتنبهوا يا ابناء اليوم ذكورا كنتم أم إناثا وأن رضا الله من رضا الوالدين وأن سخطه من سخطهما’ فلا تكونوا للنار حطبا ..؟.
الله المستعان.