الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
حيتان بشريـــــــة
ما الذي غيّرك بعد ما كنت مطيعا مسالما أمسيت فظا غليظ القلب يتحاشاك الأنام ..؟ ما دهاك وأنت ترى صورك يتلاعب بها صبية الحي وتلهوا بها اللئام..؟ لما تلجأ تلصصا لإلصاقها ليلا والناس نيام..؟’ أعندك ريب في أهليتك لذاك المنصب أم أنها مجرد أضغاث احلام..؟ لما هذا الإسراف والتبذير’ ألم يكن من الأجدر بك أن تنظر أحوالا لبني جلدتك وهم أبد الدهر جياع صيام..؟ لما لا تنظر وأبواب المعروف مفتّحة لك فهذا مريض نخرته الأسقام ’ وتلك أرملة حولها ما شاء الله من الأيتام...؟ أألآن ترفرف بأجنحة مستعارة في بحر الظلام ...؟ ألآ تعي وتدرك أن المسؤولية خزي وندامة يوم القيامة وأنها أثقال طيلة العمر وما عشته من سنين وأعوام..؟ لما هذا الترف والبذخ وهذه المزامير وأبواق السيارات وطلقات البارود وهذا الهز والوكز وذاك الشديد من إبر الوخز...؟ هب أنك السلم صعدت كل درجات ألم تحسب حساب يوم الوقف أمام الملك العلام...؟ ضيّعت وضعت ’ خسرت وندمت وتحسب أنك أسد ضرغام’ كلا وربك إني لك لناصح وإني عليك لمشفق كن للطيب طيبا واجتنب السحت وكل ما فيه شبهة من حرام ...؟
حيتان بشرية ... حشرات آدمية... أذاها سارب متسرب بكرة وعشية ’ فيا ويحي وويح من حام حول حماها فدنا وتدنى ’ يا ويح من بلّ عطشه منها’ يا ويح من ركن لها وبها أستن’ يا ويح من اعتنق وعانق بريقها ’ إنها وربك لهي المبعِدة عن الجنة ...
الحياة الدنيا لهو ولعب ’ وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد . مزهرية يبدو للغافل أنها زينة وزيادة في العدد والعتاد وما كانت الحياة الدنيا إلاّ زهرة سرعان ما تذبل وتدوسها الأقدام ’ وهنا لا ينفع ندم ولات حين مناص...
يا صاح لو كان فيها خير ما أتتك هكذا ولا تركها الأولون’ فقط تلكم مراحل الفانية الفاتنة الغدارة الماكرة فلا تجعلها مطية فهي لا توصلك لذروة القمم ’ وإن فعلت فانتظر زلة القدم ’ فتُلقى ملوما مدحورا في دهاليز الخفافيش حيث الظلمة والظلام...
نبّهتك محذرا اليوم وغدا سترى موضعك وكتابك لا يقرأه أحد من العالمين..
الله ولي التوفيق.