الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=64]شباب مقلدون مبتدعون...[/size]
ساعة أرسلني أبي لأحد أصدقائه وحمّلني رسالة له شفوية ’ نقلتها له حرفيا وأنا ذاك الخب المغفل البليد ’ أنا ذلك المستهتر الهازئ العنيد ’ أنا ذلك الشاب المقنع ببرقع من إفرازات الغرب التي هي في حقيقتها حميم وصديد..أنا ذلك الشاب المقلد المعيد ..
وقفت أمام صديق أبي ’ حييته على استحياء كأنثى مضطربة الفؤاد ’ امتطت صهوة جواد دون أن تلتزم بلجامه وكثير من الجموع ينظرون إليها استخفاف . حُق لهم إنها من حثالة العباد.....
نظر مليا في وجهي وقال بلسانه البدوي الحكيم : الوقفة وقفة ترّاسْ ولْقلب قلب أُليّة’ الزريعة زريعة فقوس والبنة بنة كبيّة.
ابتسمت في وجهه والغبار الأسود والأحمر والذي ليس له لون يهزني طربا , ظنا من شدة غبائي وأن هذا الشعر زادني فخرا ورجولة ’ وما أنا حقيقة برجل ..؟ لِما؟ دعني آخذ نفَسا طويلا ’ وامسح ما على جبيني من حبات عرق باردة نضحت منه دون أن أعير لها قيمة ولا معنى
أخذ بمعصمي وجرني داخل البيت- بيته- اجلسني قربه ’ سكت طويلا . نظر في السقف أطول’ تململ في جلسته’ تزحزح قليلا لي وجذبني إليه وعيناه منهما الشرر الأحمر يتطاير ’ وبلهجة تهز الجبال وتدك أعتاها وبنبرة كزئير الأسود وقفزة كأنها من نمر جائع قال: أحقا أنت ابن صديقي.....؟ أأنت خليفته من بعده..؟ أأنت حامي الحمى
راعي حق اليتامى والأيامى ...؟ أأنت تمسك بيدك اليمنى فتنة وباليسرى تلهو لهو الصبية صباحا ومساء..
أأنت من بعثك لي أبوك لأؤدبك..؟ كلا يا صغيري ما أنا لهذا الأمر خُلقت ولا أبوك أيضا . الغصن الندي يُقوَّم ساعتها أما إذا ما اشتد وجف ماؤه فإن حاولت تقييمه كسر وإن كسر لا يجبر .. بلّغ صديقي التحية وقل له , ما أنا أسكبه في أذنيك واخلع ما عليهما من وقر ’ أتسمعني يا هذا؟ قل له إن صديقك كان ولا زال وسيبقى لك صديقا طيلة الحياة وما أحياه الله وأبقى له من العمر ولكن حين تفيض الأودية ماء والسماء بعد شح تدر لا ينفع الحقل السقي إن لم تكن قد هيّأت له من قبل الدسر..
سلام على صديقي ويا أسفي على ابن صديقي و أترابه سواسية في هذا الأمر.