الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=64]الدنيـا ناس وأجناس[/size]
مشيت وطريقي محفوف بالمخاطر’ قدماي حافيتان’ عيناي زائغتان’ عقلي آبق. بقطرات المطر لم أشعر..
ولجت غابة كثيفة ’ متشابكة الأشجار’ ليس بها ضياء ولا بصيص من نور قمر
ارتجفت مفاصلي’ كستها رعشة’ فركت أصابع يدي ومن فمي قربتهما لأبعث فيهما شيئا من نفَسي الحار الحائر....الرياح الهوجاء العاتية كادت تهزني ’ كادت تشل حركاتي ’ أغمضت مقلتي لئلا يصيبهما أذى رأيته يتناثر’ رحت أتفقد مكمنه فعلمت حقيقة مواطن الغدر ...
آآآآآه غدر ينزع نزعا ويقتلع إقتلاعا أوتاد خيمتي التي نسجتها من شَعر وشِعر ووبر’ غدر امتص ما تبقى من قطرات ماء في عمق الجذر’ وفجأة ألفيت نفسي قلب ركام حوله تكأكأت أغصان مهشمة ’أوراقها الخضراء القليلة تنعي أوراقها الكثيرة ذات اللون الفاقع الأصفر’...
يا إلهي أهي الساعة قد غطى عقربها الكبير الصغير’ أم أن الأرض زلزلت زلزالها فأخرجت أثقالها ..لهب.. نيازك.. شهب’ ما بال هذه الصخور الصلدة تذوب وتنصهر..؟’ مفارقة عجيبة ’ غريبة وكأني بها إحدى النذر...
مسكينة هذه النملة تدب بكد كحالي أنا من قلة جهد’ إنها تخاف البرق الخاطف للبصر.. يا للهول رعود تدوي ’ تقصف ’ تزمجر...ما هذا ومالك يا دنيا وقد كنت للتو فيك محدقا بملإ النظر..؟ كنت أراك زاهية مختالة وبساطك الأخضر ’ آآآآه منك يا دنيا غدارة دوّارة ماكرة وقد أخفيت في جوفك براكين بها يغلي بطنك وحمما من أشد الأحمر ... يا ويحي أين راح واختفى شاهق البنيان’ أين ما تفنن في بنائه الإنسان ’ ما هذا الخراب ’ ما هذا الدوي المنفجر المتفجر..؟ كوّرت الشمس’ طمست الكواكب والنجوم والبحر قد سُجّر ..
يا الله لا مفر منك إلا إليك رحمتك يا رحمن يا رحيم يا رب الناس من مذر وحضر
مددت حبل الخروج من تلكم الغابة الخالية من القصور والبروج ’ رحت أنشد الطمأنينة وإليها أسرع وأفر[ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين] وقد رطّبت لساني بهذا الذكر...
سمعت نداء ربي وقد رُفع إيذانا بحلول موعد طلوع الفجر ... رب لا تكلني لنفسي طرفة عين وقد جُبلت على الشر الكثير من نفوس البشر واستحوذ الشيطان عليها ’ فقليل من الناس من هو بار وكثيرهم يغرف من مستنقعات المكر ’ حقا لهو ذاك الفاجر الماكر
آآآآه منك يا دنيا فأنت ومهما تمدت فانية في لمح البصر ’ وآآآه من نفوس شريرة تناست يوم الوقوف صفا بين يدي القاهر في إنتظار ما يتمخض عنه حكم الآمر... فإما جنة ونعيم وإما نار وجحيم .. اللهم سترك به إيانا استر ...
ياابن آدم الدنيا ساعة فاجعلها لربك طاعة ويوم الغد فيه فكّر.. يوم لا صاحب ولا صاحبة ’ لا والد ولا مولود ’ لا حميم يسمع حميما ’ لا مال ولا جاه ولا سلطان ولا حسب من نسب ’ كل في شأن يغنيه .. مالك تركته وراءك لورثة فيهم الطالح الجاحد الكافر’ وفيهم الصالح عليك يتصدق وإليك الله يدعو ويستغفر...
يا هذا الدنيا مزرعة الآخرة ’ لما أنت فيها زارع أنظر... يا هذا الدنيا قنطرة فاجعلها بصالح عملك للجنة سهلة الممر...يا هذا الآماني فيها لا تكثر ’ فقط على الله تمنى ولا تستكثر’ واعلم أن الغيب بيد عالمه فهو الأول والآخر..فلا تدري بأي أرض تموت ولا متى الدنيا تغادر ..يا هذا لك من يوم جمعة الكثير الكثير الكثير من العِبر فاعتبر ’ وإن الساعة لقائمة في كبد الجمعة ذات فجر ..
الدنيا ناس وأجناس .. رحمتك بنا يا رب’ يا ملك ’ يا إله الجن والناس.
ربنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه....ربنا بالباقيات الصاحات أختم لنا أعمالنا وأعمارنا وإليك ردنا ردا جميلا ’ وفي الحياة أروِنا من أنهار الصبر.
الحمد لله رب العالمين.
بقلم الأخت/ المتفائلة