يوسف بن علي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- المدية
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 60
- نقاط التميز :
- 123
- التَـــسْجِيلْ :
- 28/10/2010
هند بنت عتبة رحمها الله تعالى
نقلا عن مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :
رجال السّلف ونساؤه : وكل خير في اتّباع من سلف * وكلّ شرّ في ابتداع من خلف
خير القرون قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم
هند بنت عتبة رحمها الله تعالى
هند بنت عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف زوجة أبي سُفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس وأمّ معاوية بن أبي سُفيان , أسلمت يوم فتح مكّة بعد إسلام زوجها .
كيف أسلمت ؟ :
بات المُسلمون اللّيلة الموالية ليوم الفتح يُصلّون بالمسجد الحرام فرأت هند منهم ما لم تعهد , فقالت والله ما رأيت الله عُبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل اللّيلة , والله إن باتوا إلاّ مصلّين قياما ورُكوعا وسُجودا , وأرادت المجيء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وخافت من ماضيها في الجاهليّة فذهبت إلى عُمر فجاء معها فاستأذن لها فدخلت وهي مُتنقبة فأسلمت , ولمّا بايع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم النّساء وهي معهنّ ومن الشّرط فيها : وأن لا يسرقن ولا يزنين , قالت هند : وهل تزني الحرّة وتسرق يا رسول الله ؟ فلمّا قال : ولا يقتلن أولادهنّ , قالت : قد ربّيناهم صغارا وقتلتهم ببدر كبارا ثمّ رجعت إلى بيتها فجعلت تضرب صنما لها بالقدوم حتّى فلذته فلذة وتقول : كُنّا معك في غرور .
صدق إسلامها :
أسلمت متأثّرة بما رأت من حال المسلمين وبادرت إلى كسر صنمها وأصبحت تُريد أن تعرف ما يحلّ لها وما يحرم في الإسلام فشكت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت : إنّ أبا سُفيان رجل مِسّيك بخيل وأنّه لا يُعطيها من الطّعام ما يكفيها وأولادها إلاّ ما أخذت منه بغير علمه فهل عليها من حرج ؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : خُذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك , فما كانت تفعله قبل إسلامها ولا تتحرّج منه أصبحت بعده مُتحرّجة تسأل عن حُكم الله فيه وما ذلك إلاّ من صدق إسلامها وإخلاصها فيما آمنت به .
أخلاقها :
كانت امرأة لها نفس وأنفة وفيها صراحة وجراءة واعتداد بنفسها وقصّتها في الجاهليّة مع أوّل أزواجها الفاكه بن المغيرة وقصّة اختيارها للأزواج وغيرها مظهر من مظاهر هذه الأخلاق , وما في حديث إسلامها من مُراجعتها للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من تلك الأخلاق , وأهل هذه الأخلاق إذا كفروا كفروا وإذا أسلموا أسلموا بصدق وكذلك كانت هند في جاهليّتها وإسلامها .
عبرة وقُدوة :انظُر إلى الإسلام الصّادق كيف تظهر آثاره في الحين على أهله وكيف يقلب الشّخص سريعا من حال إلى حال وبه تعرف إسلاما من إسلام .
وانظر إلى حلم النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كيف قابل هذه المرأة التي كان منها ما كان في يوم أحد من أقوال وأعمال فضرب عن ذلك كلّه صفحا وكيف واجهته بما واجهته به عند قوله : ولا يقتلن أولادهنّ , ثمّ أعرض عن ذلك كلّه كأنّه لم يسمعه كلّ هذا حلما وكرما وحرصا على هداية العباد فصلّى الله عليه وآله وسلّم من نبيّ كريم بالمؤمنين رؤوف رحيم خير قُدوة للعالمين .
من هنا
نقلا عن مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :
رجال السّلف ونساؤه : وكل خير في اتّباع من سلف * وكلّ شرّ في ابتداع من خلف
خير القرون قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم
هند بنت عتبة رحمها الله تعالى
هند بنت عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف زوجة أبي سُفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس وأمّ معاوية بن أبي سُفيان , أسلمت يوم فتح مكّة بعد إسلام زوجها .
كيف أسلمت ؟ :
بات المُسلمون اللّيلة الموالية ليوم الفتح يُصلّون بالمسجد الحرام فرأت هند منهم ما لم تعهد , فقالت والله ما رأيت الله عُبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل اللّيلة , والله إن باتوا إلاّ مصلّين قياما ورُكوعا وسُجودا , وأرادت المجيء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وخافت من ماضيها في الجاهليّة فذهبت إلى عُمر فجاء معها فاستأذن لها فدخلت وهي مُتنقبة فأسلمت , ولمّا بايع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم النّساء وهي معهنّ ومن الشّرط فيها : وأن لا يسرقن ولا يزنين , قالت هند : وهل تزني الحرّة وتسرق يا رسول الله ؟ فلمّا قال : ولا يقتلن أولادهنّ , قالت : قد ربّيناهم صغارا وقتلتهم ببدر كبارا ثمّ رجعت إلى بيتها فجعلت تضرب صنما لها بالقدوم حتّى فلذته فلذة وتقول : كُنّا معك في غرور .
صدق إسلامها :
أسلمت متأثّرة بما رأت من حال المسلمين وبادرت إلى كسر صنمها وأصبحت تُريد أن تعرف ما يحلّ لها وما يحرم في الإسلام فشكت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت : إنّ أبا سُفيان رجل مِسّيك بخيل وأنّه لا يُعطيها من الطّعام ما يكفيها وأولادها إلاّ ما أخذت منه بغير علمه فهل عليها من حرج ؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : خُذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك , فما كانت تفعله قبل إسلامها ولا تتحرّج منه أصبحت بعده مُتحرّجة تسأل عن حُكم الله فيه وما ذلك إلاّ من صدق إسلامها وإخلاصها فيما آمنت به .
أخلاقها :
كانت امرأة لها نفس وأنفة وفيها صراحة وجراءة واعتداد بنفسها وقصّتها في الجاهليّة مع أوّل أزواجها الفاكه بن المغيرة وقصّة اختيارها للأزواج وغيرها مظهر من مظاهر هذه الأخلاق , وما في حديث إسلامها من مُراجعتها للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من تلك الأخلاق , وأهل هذه الأخلاق إذا كفروا كفروا وإذا أسلموا أسلموا بصدق وكذلك كانت هند في جاهليّتها وإسلامها .
عبرة وقُدوة :انظُر إلى الإسلام الصّادق كيف تظهر آثاره في الحين على أهله وكيف يقلب الشّخص سريعا من حال إلى حال وبه تعرف إسلاما من إسلام .
وانظر إلى حلم النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كيف قابل هذه المرأة التي كان منها ما كان في يوم أحد من أقوال وأعمال فضرب عن ذلك كلّه صفحا وكيف واجهته بما واجهته به عند قوله : ولا يقتلن أولادهنّ , ثمّ أعرض عن ذلك كلّه كأنّه لم يسمعه كلّ هذا حلما وكرما وحرصا على هداية العباد فصلّى الله عليه وآله وسلّم من نبيّ كريم بالمؤمنين رؤوف رحيم خير قُدوة للعالمين .
من هنا