جزاء الصبر على الأذية..

[size=64]جزاء الصبر على الأذية..[/size] 
بلغ به اللؤم مبلغا لم يبلغه أحد من العالمين ... غدر بها غدرا فارتد عليه غدره فكان من المنبوذين... ومكر بها مكرا فحاق به مكره فألقي في زريبة المجانين
وعدها بالزواج ’ ثم بعد الزواج اشترط عليها عدم الخروج ومنع عنها بتاتاا ساحة والديها أبد الآبدين.. رضيت إلى حين.....
صبرت أمة الله ... بالنهار صائمة وبالليل قائمة ’ غير مفرطة في حق أوجبه الله تعالى عليها نحو رجلها وفي صدرها تنور يفور ’ مرجل يغلي ’ جمر يكوي ’ حسرة تئن بثقلها الجبال الراسيات الشامخات ’ وسادتها مبللة ’ وبساطها مهلهل ناهيك عما يستر جسدها وكأني به من بقايا حلس عافته خيول الفرس ’ فأنى يرضى به أحد من الإنس
إنها الصابرة المصطبرة المحتسبة ’ لا تشكو هما ولا تبث حزنا إلا لبارئها
وذات صباح طرق شديد على الباب . تسرع مهرولة نحوه لتطلع على من الطارق
 افتحي .. افتحي .؟*-
 *- من ؟ أهذه أنت خالتي ’ ما الأمر؟ .؟
ويأتيها الرد الصاعق كقنبلة شديدة الإنفجار. أمك أمك
 *- ما بها أمي ’ تكلمي ’ ما بها أمي؟
 *- أمك ..... ماتت’ ماتت ولسناها ينطق باسمك’ وعيناها أبيضت لعدم رؤيتك و
- حسبك .. أمي ماتت .. ماتت. آه يا وجعي ’ آآآه يا كبدي’ أمي ’ أمي ماتت *-
.وحدّي الله يا بنيتي ’ وحدّي الله ’ كلنا سنموت ولكن؟؟؟ *-
 *- آجل كلنا سنموت ولكن ’ أعيدها مرة أخرى أعيدها 
*- *- أعيد ماذا صغيرتي ..؟
 أعيدي قولك لكن ’ ..؟ إن لكن هذه هي التي أماتتها وقتلتني أنا الحية الميتة
لكن هذه التي أحجمت عن قولها يومها ’..لكن هذه هي التي أدت بي إلى هذا الحال’ لكن هذه ’ آآآآه منك يا لكن
 صغيرتي أنت مؤمنة ’ تقية ’ لا إعتراض على حكم الله 
 *- نعم...ونِعم بالله ’ [ كل نفس ذائقة الموت ] ولكن 
 *- ها أنت تعيدينها مرة أخرى دعيك الآن من لكن وهيا معي ..؟
 *- إلى أين خالتي ؟
 *- إلى بيتكم أين إخوتك و‘أعمامك وعماتك ’ وأخوالك وخالاتك والأقربين
*- ولكنه مسافر سفرا بعيدا وأنت تعلمين أنه مشترط علي عدم الخروج لأي سبب كان.
 *- مشترط عليك وهذا الحال؟؟؟ ’ أجننت؟؟ ’ إنها أمك. تلقين عليها نظرة أخيرة قبل دسها في التراب.... 
 *- أعلم .. أعلم ذلك خالتي ولكن هذا أمر .طاعة الزوج واجبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم يأمرنا بهذا أي عدم عصيان الزوج 
 *- أكيد أنك تحت الصدمة ’ لا تحسنين ردا . أقول لك أمك ماتت وعلى وشك دفنها تقولين لي طاعة الزوج ..أي زوج هذا ’ أمن حجر هو’ أمن صخر هو ’ أم هو شوك من سدر ’ لا وكلا ’ هيا معي...؟
 *- عذرا خالتي لا أقدر ’ و ربي لا أعصي فهذا قدري .. هذا قدري. هذا قدري
ومر أسبوع ثم ثان ثم ثالث ’ ولا من خبر من وعن رجلها ’ وذات ليلة وهي بين غفوة ونعاس ترى حلما ’ لالالا بل رؤيا صادقة ’ ترى أمها تمرح فرحة مستبشرة في الجنان وحولها أطفال كأنهم لؤلؤ ومرجان ’ تقدمت حولها والفرحة تهزها أماه .. أماه .... وتلتفت الأم لتحتضن كبدها ’ وحيدتها وتمرر راحة يدها على قفا رأسها ثم تبتسم طويلا وتقول : رحمني ربي و جزاني بجنته لطاعتك بنيتي لرجلك.....