sohayl
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 5263
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 202
- نقاط التميز :
- 226
- التَـــسْجِيلْ :
- 04/11/2010
آآآه ،، صعدت من جوفه حادة ، شعر بتعب شديد ، إرهــاق فظيع ،، ألقى بجسمه المنهك على قطعة قماش بحجمه ملقاة على الأرض ،، إنقضّت عليه أشعة الشمس وراحت تلتهم هي الأخرى ما تركته الأيام من أوصال واهية ، كجذوع أشجار ضمآ ،، وككل مرة يستلقي فيها هكذا ،يترى أمامه شريط الماضي كالكوابيس الليلية ،، لم يعد يبالي بتلك السهام الحارقة التي تنهال على جسمه ،حتى تلك الحصيّات التي كادت أن تنفذ إلى جلده صار يلتذّ بآلامها ،، إنها اللذة التي يشعر بها ذلك الهندي الصغير وهو يتمدد فوق فراش من مسامير ،، لقد إستعاد كل شيئ ؟ّ!! ،، إرادة شاب قروي يحمل بين حناياه طموح عظيم ،، أرضعته البادية (مثل) ،، ظلّت ترددها كل الأماكن التي زارها في المدينة ، عندما قدم إليها ليصطاد آمنيته من أنهارها العظيمة ،، إنّها أمنية كل والــد أرسل إبنه إلى هناك ،، يطوي كتبا ليفتح أخرى ،، يصارع الأيام بسهره الطويل ، صورة والده لا تفارقه أبدا ، يراها على صفحات كراريسه ، وعلى كل طاولة يجلس عليها ،، كانت تحرك بداخله شيئا غريبا ، تماما كذاك الذي كان يشعر به في قريتهم ، عندما يعدو أمامه حصانهم الجامح وصهيله يخترق الأجواء ،وهو يتابعه بنظراته ،،، كان كل يوم يمضي إلا ويزداد حماسة أكثر ،، يتسلق سلّم دراسته ببراعة كتلك التي ألفها فيه أهل قريته وهو يتسلّق أعلى نخلة في بستانهم الصغير ،،،، والده يتلقى أخبار نجاحاته عبر الرّسائل التي ترسلها المؤسسة ،، فتنفجر فرحته ، ضربات طبول بين أيادي صبايا القرية ، وأنغام تنساب من حناجرهن الدافئة ، فتنبعث في الأجواء فيحتضنها صوت البارود ،، لم يبقى في ذلك الجسم الملقى على الأرض في سكون عدا عينان تلمعان كجمرتين في كومة رماد ،، لم ينطفئ بريقهما بعد برغم ماأنهال منهما من دموع ،، إنتفض وهو يرسل زفرة حادة ،، طارت من جوفه فكادت أن ترفعه معها ، إنّها تشبه الزفرة التي أرسلها هناك ،، عند مدخل الثانوية ، حيث ( اللوحة القدسية ) ؟؟! التي لم يجد إسمه مكتوب عليها ، ، فقفل عائدا وكأنّه كان يعرف ذلك مسبقا ، يعرف هذه النتيجة ،، أنّ إسمه لن يكون موجودا هذه المرّة ،، رجع ليجد والده المسكين وقد سمع بالخبر ، تناقلته ألسنة القرويين كالأحاجي ،، يقف أمامه كتمثال نخرته السنين ،، شاردا ،، محطما ،، إنتشلته كلمات والده المحشرجة ،، ( شوف يا وليدي أنا ماحبيتك أتعيش الحياة القاسية الي عشتها أنا ،، هذا مكتوبك )..
هــــــــه ،، قدر ،، مكتوب ،، رددها بأسى ،، وقد صار كجثة على الأرض ،، والشمس لم تزل تلتهم جسده بنهم شديد
،، كان يتأمل شيئا ما بين أنامله ،، يرمقه بإزدراء ،، إنّها صورة !!!!؟ وسرعان ما أطبق عليها أنامله بحنق ،ثم أغمس رأسه بين يديه ..
بقلم : وليد سهيل
هــــــــه ،، قدر ،، مكتوب ،، رددها بأسى ،، وقد صار كجثة على الأرض ،، والشمس لم تزل تلتهم جسده بنهم شديد
،، كان يتأمل شيئا ما بين أنامله ،، يرمقه بإزدراء ،، إنّها صورة !!!!؟ وسرعان ما أطبق عليها أنامله بحنق ،ثم أغمس رأسه بين يديه ..
بقلم : وليد سهيل