ريماس
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- في دنيا فانية
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 313
- نقاط التميز :
- 544
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/11/2010
أهمية المرأة فى بناء المجتمع المسلم
المرأة المسلمة هى عماد البناء فى المجتمع المسلم؛ لذا كثرت التشريعات التى تتناول أمور المرأة المختلفة، وما كان ذلك إلا لعظم الدور الذى تلعبه فى تأسيس الدولة المسلمة.
وقد برز دور المرأة المسلمة فى المجتمع المسلم منذ أول وهلة لبعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان أول قلبٍ ينبض بالتوحيد بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو قلب تلك المرأة العظيمة السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها، وكذلك كان أول مَن استُشهد فى الإسلام امرأة، وهى السيدة سمية رضى الله عنها وأرضاها. وما كان لتلك الأحداث أبداً أن تتم هكذا اعتباطاً، لا والله بل هو أمر الواحد القهار الذى يعلم مكانة المرأة المسلمة فى بناء ذلك المجتمع المسلم، فشرفها بأنها أول من يسلم من البشر بعد رسول الله، وجعلها تسبق الرجال فى ميدانهم، فتُقتل قبلهم فى سبيل الله. مما يفسح المجال للمرأة المسلمة ويشعرها بكيانها الإسلامى العريق الذى تشرف بالانتساب إليه، وكذلك مما يلقى عليها عبء الجهاد والعمل لهذا الدين، فالدين ليس دين الرجال وحدهم، وكذلك العمل لهذا الدين ليست مهنتهم وحدهم، كما قال جل جلاله {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...} 71/التوبة.
والآن آن لكِ الأوان أن تعلمى أيتها المرأة المسلمة مَن أنتِ، وما دورك فى بناء هذا المجتمع المسلم. والذى أراد أعداء هذا الدين لكِ أن يعمى بصرك عن تلك الحقيقة، لكى لا يخرج الأسد الكامن من أحشائكِ ليُهدِّم على رؤوسهم ما شيدوه من بناءٍ هشٍ يريدون به تقويض دولة الإسلام، وليُزعزع الأرض من تحت أرجلهم فيصير بنيانهم خراباً فى خراب. يخافون أن تلدى لهم خالداً وقعقاعاً وحمزة.
أنتِ أيتها المرأة نصف المجتمع، وهى التى تلد وتربى وتُكوِّن شخصية النصف الثانى من المجتمع.
أنتِ البنت ريحانة المنزل، وقرة عين أبيها وأمها، ومدعاة دخول أبيها الجنة إن رعاها وأحسن إليها.
وأنتِ الزوجة الودود الولود، التى يقع عليها عبء تهيئة السكن لزوجها، وجعل بيتها جنة له ولأبنائها، ومن هذا البيت ينطلق الرجل ليخوض معركة الحياة بنفس قوية وروح مثابرة، كيف لا؟ ووراءه فى المنزل من تقول له كل يوم وهو ذاهب لعمله: " اتقِ الله فينا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار"، ومن هذا المعقل الخطير يخرج الرجل ليجاهد فى سبيل الله، وليدعُ إلى الله، وليعلى فى الأرض كلها راية لا إله إلا الله.
وأنتِ الأم المكرمة التى يقع على عاتقها بناء الأسرة التى هى اللبنة الكبرى فى بناء المجتمع كله. فهى التى تحتضن الصغار، وتنشئهم فى جو يسوده المحبة والوئام فيخرجون بإذن الله جل وعلا خالين من الأمراض النفسية والعقد المدمرة.
وكذلك أنتِ مَن تنسُجُ حولهم سياج الأمان من الرعاية والحماية والتربية الإسلامية السليمة والعقيدة الصحيحة، والتى تحميهم بها من الانزلاق فى مهاوى الرذائل والمنكرات، ومن السحر والشرك والخرافات، وكذلك من الإدمان والخمور والتدخين، ومن الزنا والعلاقات المحرمة، ومن السرقة وخيانة الأمانة، ومن سائر الذنوب والمعاصى، وكذلك هى التى تتولى العناية بصحتهم وتغذيتهم ونظافتهم والعناية بسائر شئونهم الخاصة والعامة، وكذلك هى التى تعتنى بأمر دراستهم وتثقيفهم، ومن ذلك كله تُخرج للمجتمع عضواً صالحاً نافعاً: سليم العقيدة، صحيح العبادة، قوى البدن، صحيح النفس، واسع العلم والثقافة.
وأنتِ مَن تُخرج لنا الأب الصالح والأم الصالحة، واللذان يُكوِّنان فيما بعد الأسر المسلمة حق الإسلام، والتى تُشكِّل لبنات متينة فى بناء المجتمع المسلم.
وأنت كذلك المعلمة التى على كاهلها يقع عبء تنشئة الصغار فى الروضة ومراحل التعليم المختلفة.
وأنتِ أستاذة الجامعة التى تخرج لنا المعلمات والمربيات، والتى تجعل قلمها سيفاً تحارب به فى سبيل إعلاء كلمة ربها، وتجمع حولها الشابات الداعيات لتدعمهن بالدعم العلمى والمادى والمعنوى ليرتقين درجات السلم حتى آخره، ويكُنَّ سيوفاً مشهرة فى وجه أعداء الدين،وليكن أمهات الدعاة والمجاهدين والعلماء والمنفقين.
وكذلك أنتِ المنفقة فى سبيل الله من مال الله الذى آتاكِ عن اليمين والشمال، فى كل أبواب الخير، تبتغين نصرة دينك، رغبة فى رضا ربك، فتعينين طلبة العلم، والدعاة، وكذلك تعينين على تزويج الشباب العاجز عن الزواج، وتساهمين فى نشر الكتب والكتيبات والأشرطة الإسلامية النافعة، وتسهمين فى عمل موقعٍ إسلامى أو مجلة إسلامية، وتتبرعين لدعم قناة إسلامية تنشر دين الله.
وكذلك أنتِ الطبيبة التى تداوى المريضات، وتصون أعراض المسلمات وعوراتهن عن التكشف للرجال، وتبث فى نفوسهن العقيدة المتينة أن الله هو الشافى، وأن الطبيب والدواء ماهى إلا أسباب ظاهرة، كما تبث فى نفوسهن الثقة بالله وحسن الظن به فى كشف الضر ودفع الأذى.
وأنتِ الداعية التى تدعو فى كل مكان وفى كل وقت، وتدعو كل الناس إلى العودة إلى الله جل وعلا، وإلى سلوك سبيله القويم، وصراطه المستقيم، وشرعته الحكيمة، فهى الداعية فى بيتها، وفى مدرستها أو جامعتها، وفى وسط أرحامها، وبين جاراتها وصديقاتها، تنشر دين الله، وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، تنشر الدين بالبسمة والكلمة الطيبة، بالدلالة على الخير كله بالشريط النافع، والكتيب الإسلامى، وبالهدية وبالدعاء الحانى، وبالقدوة الحسنة، وبالعفو والتسامح، وبالرفق واللين، أدواتكِ كتاب ربك وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، لايمنعك من نشر دينك أن تُؤذى فى سبيل الله،كيف لا وأنت حفيدة أول شهيدة فى الإسلام؟
وأنتِ كذلك الشابة المسلمة المعتصمة بدين ربها، الأبية الحيية، العفيفة التقية، التى تقف فى وجه هذا السيل الهادر من الفتن والبلايا الملقاة على عاتق المسلمين فى كل وقت وحين، تقف معتصمة تشهر سيف "لا إله إلا الله"، وهى تعلم أنها على ثغر من ثغور الإسلام، وتأبى أن يُؤتى الإسلام من قِبلها.
لماذا ركَّز أعداء الإسلام جهودهم على المرأة؟
لما علم أعداء الإسلام ما للمرأة من دور عظيم فى بناء المجتمع المسلم، ركزوا جُل جهدهم على إفساد المرأة المسلمة وتخريب البيوت المسلمة، وباقى الجهد على إنشاء الرجل الديُّوث فى المجتمع المسلم والذى يسمح للمرأة أن تقوم بذلك الدور المخرِّب، والذى لو كان فى الأمة رجال ما استطاعت المرأة المسلمة أن تصنع كل ما صنعت من التخريب والتدمير ومن هتك عفتها وكرامتها وحيائها، وكذلك عفة الرجال وحياءهم.
نعم أختى المسلمة إنهم علموا دور المرأة ، وأيقنوا بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ما ترك بعده فتنة هى أضر على الرجال من النساء فتلاعبوا بك تلاعبهم بالدمية، وكنتِ – وياللأسف أحبولة الشيطان التى تعلقوا بها لينفذوا من خلالها مؤامراتهم اللئيمة ومخططاتهم الخبيثة، ولا حول و لاقوة إلا بالله العلى العظيم.
وقد كانت أولى المؤامرات التى وضعوا فيها جهدهم وعظيم همهم: أن تصير المرأة فى أيديهم، ورهن إشارتهم، فقالوا: "لو مدت المرأة المسلمة إلينا يديها لفعلنا بأمة محمد ما نشاء" .
وقالوا: " كأسٌ وغانية يفعلان بالأمة المحمدية مالا تفعله المدافع والقنابل".
وقالوا: " لن يستقيم لنا حال الأمة الإسلامية حتى ترفع المرأة المسلمة الحجاب عن وجهها، ويُغطى به القرآن" ، وقد فعلوا إلا ما رحم ربى.
هل تعلمين ماذا فعلوا ليدمِّروا بالمرأة المجتمع المسلم؟
• نشروا لها النموذج الفاسد عن طريق التلفاز، وجعلوا هذا النموذج متشرباً فى النفوس عن طريق تجميله وتنميقه، تلك الحضارة العرجاء التى تسير على قدم واحدة، وماهى إلا كذبٌ فى كذب، توشك أن تتهاوى لولا إمهال الله لهم، وذلك ليمحص الله الذين آمنوا، وليظل أهل الكفر يتمادوا فى طغيانهم ومجونهم، وقد قاموا بتثبيت تلك الصور العوجاء الشائهة عن طريق برمجة العقل الباطن بما يسمى بـ (التكرار المستمر)، فبضاعتهم الغثة تُعرض ليلاً نهاراً، علناً وجهاراً على المسامع والمرائى، وعلى القلوب والعقول، فيفر منها من يخشى ربه، ويتعرض لها طويل الأمل قليل العمل، مضيع الأوقات، ومتبع الشهوات.
• تصوير الحياة بأنها غير ممكنة بدون حب وعلاقة غرامية مع الرجال، ففتحوا لها باب هتك حيائها بالهاتف والشات واللقاءات والخطابات، حتى تُذبح عفتها برضاها أو بدونه، فتصير فريسة الشهوات، حاملة العار الذى يحدوها إلى الاستمرار فى فسادها وغيها، أو يزين لها الشيطان ما يسمى بالزواج العرفىن والذى ما هو إلا الزنا العرفى، وما هو بالزواج، فيدمروا بنيان الأسرة المتين، ويدمروا نفسية المرأة وكيانها بعد أن زال عنها خلقها وحياؤها وعفتها.
• التهوين من شأن الأم، وعمل المرأة بالمنزل، ودعوتها إلى التحرر من البيت، وتصويره بأنه سجن، ويجب التخلص منه، فتفرغ البيوت من الراعية، وإذا غاب الراعى رتعت الذئاب.
• نزع ولاية الرجل على المرأة، وتصويره بأنه قيد لا يحترم عقل المرأة وشخصيتها، والدعوة للمساواة بالرجل، {وليس الذكر كالأنثى}، كما قال جل جلاله، ذلك لأن المرأة فى حد ذاتها هى مطمع الرجال، ومصب شهواتهم، فلو انفردت المرأة بحكم نفسها لطمع فيها الغادى والرائح، ولوقعت حتماً فى قبضة أحد متصيدى الفتيات.
• تصويرالاختلاط بالرجال على أنه أمرٌ عادى، ولابأس فيه، وما غير ذلك هو التخلف والرجعية، لعلمهم أن اجتماع الرجل بالمرأة فى العمل والدراسة والمواصلات والمنتزهات والطرقات هو باب الفتنة العظمى على الرجل والمرأة كليهما.
• تبغيض النقاب والزى الشرعى، واعتبار ذلك الزى سجن يخفى جمال المرأة، والدعوة إلى الخلاعة والمجون ونزع الحياء، ومادامت المرأة هتكت الستر الذى حفظها الله به فقد عرضت نفسها وغيرها من الرجال والنساء لكل الفتن، وصارت دمية يتناقلها الرجال ويتبادلونها.
• تهميش دور الأم مع أبنائها، وفصلها عنهم بانشغالها فى العمل واللهو، وتصوير الحماية من الأم للأبناء بالتدخل فى حياتهم الشخصية والسيطرة عليهم، دعوة منهم لانفلات الأبناء عن زمام الأبوين؛ ليضمنوا لهم الفساد الدينى والخلقى، وبالتالى يضمنون أن آباء وأمهات المستقبل على قدر كافٍ من الفساد الذى يضمن ألا يخرج منهم من يوقظ الأمة من سباتها العميق.
• فك رباط الأسرة، والدعوى بأن لكل فرد فى الأسرة حرية شخصية، وحياة خاصة بعيداً عن الأطراف الآخرين، وتهوين شأن الرباط المتين والميثاق الغليظ، والدعوة للطلاق والخلع والتمرد فى العلاقات الزوجية. لتدمير المرأة والرجل والأولاد، وعليه فهو تدمير المجتمع بأسره.
• دعوة المرأة لتأخير سن زواجها حتى تنهى تعليمها، وبذلك يضمنون لها الفساد الخلقى وعدم الحصانة، كما يضمنون لها نسبة كبيرة من احتمالية إشرافها على العنوسة، وبالتالى يدمروا أدوارها الخيرة، وكذلك يستخدموا حاجتها النفسية فى إفساد الشباب.
• إلى غير ذلك من المؤامرات الواسعة المدى، والتى يخطط لها أعداء الدين منذ سنوات طوال، وقد نفذوا منها أغلب ما أرادوه بك أنت أيتها المسكينة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد كل ما سبق هل علمتى الدور الخطير الذى تلعبينه أخت الإسلام فى تدمير الإسلام بيديكِ؟
هل علمت ما حاكه لك أعداء الدين من المؤامرات المغرضة؟
وهل علمت ماذا سيكون حال الإسلام لو استيقظت وأقبلت على خدمة الإسلام بروحك ودمك وبكل ما تملكين؟
أختاه وقفة مع النفس
ياحفيدة أمهات المؤمنين، وياحفيدة الصحابيات والشهيدات والعالمات الربانيات:
هلا أفقت، وأقمت الأمة من سباتها بحسن جهادك من أجل الإسلام؟!!!
وهلا أنقذت نفسك من تلك المؤامرة، وبرأت صحيفتك من أن تعرض على الله وفيها عمل ضد دينه؟!!!
أثق بأنك ستتخذين ذلك القرار الشجاع......الآن.
وتذكرى:
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}111/ التوبة.
فهلا بعتِ؟!!
منقول
المرأة المسلمة هى عماد البناء فى المجتمع المسلم؛ لذا كثرت التشريعات التى تتناول أمور المرأة المختلفة، وما كان ذلك إلا لعظم الدور الذى تلعبه فى تأسيس الدولة المسلمة.
وقد برز دور المرأة المسلمة فى المجتمع المسلم منذ أول وهلة لبعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان أول قلبٍ ينبض بالتوحيد بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو قلب تلك المرأة العظيمة السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها، وكذلك كان أول مَن استُشهد فى الإسلام امرأة، وهى السيدة سمية رضى الله عنها وأرضاها. وما كان لتلك الأحداث أبداً أن تتم هكذا اعتباطاً، لا والله بل هو أمر الواحد القهار الذى يعلم مكانة المرأة المسلمة فى بناء ذلك المجتمع المسلم، فشرفها بأنها أول من يسلم من البشر بعد رسول الله، وجعلها تسبق الرجال فى ميدانهم، فتُقتل قبلهم فى سبيل الله. مما يفسح المجال للمرأة المسلمة ويشعرها بكيانها الإسلامى العريق الذى تشرف بالانتساب إليه، وكذلك مما يلقى عليها عبء الجهاد والعمل لهذا الدين، فالدين ليس دين الرجال وحدهم، وكذلك العمل لهذا الدين ليست مهنتهم وحدهم، كما قال جل جلاله {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...} 71/التوبة.
والآن آن لكِ الأوان أن تعلمى أيتها المرأة المسلمة مَن أنتِ، وما دورك فى بناء هذا المجتمع المسلم. والذى أراد أعداء هذا الدين لكِ أن يعمى بصرك عن تلك الحقيقة، لكى لا يخرج الأسد الكامن من أحشائكِ ليُهدِّم على رؤوسهم ما شيدوه من بناءٍ هشٍ يريدون به تقويض دولة الإسلام، وليُزعزع الأرض من تحت أرجلهم فيصير بنيانهم خراباً فى خراب. يخافون أن تلدى لهم خالداً وقعقاعاً وحمزة.
أنتِ أيتها المرأة نصف المجتمع، وهى التى تلد وتربى وتُكوِّن شخصية النصف الثانى من المجتمع.
أنتِ البنت ريحانة المنزل، وقرة عين أبيها وأمها، ومدعاة دخول أبيها الجنة إن رعاها وأحسن إليها.
وأنتِ الزوجة الودود الولود، التى يقع عليها عبء تهيئة السكن لزوجها، وجعل بيتها جنة له ولأبنائها، ومن هذا البيت ينطلق الرجل ليخوض معركة الحياة بنفس قوية وروح مثابرة، كيف لا؟ ووراءه فى المنزل من تقول له كل يوم وهو ذاهب لعمله: " اتقِ الله فينا، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار"، ومن هذا المعقل الخطير يخرج الرجل ليجاهد فى سبيل الله، وليدعُ إلى الله، وليعلى فى الأرض كلها راية لا إله إلا الله.
وأنتِ الأم المكرمة التى يقع على عاتقها بناء الأسرة التى هى اللبنة الكبرى فى بناء المجتمع كله. فهى التى تحتضن الصغار، وتنشئهم فى جو يسوده المحبة والوئام فيخرجون بإذن الله جل وعلا خالين من الأمراض النفسية والعقد المدمرة.
وكذلك أنتِ مَن تنسُجُ حولهم سياج الأمان من الرعاية والحماية والتربية الإسلامية السليمة والعقيدة الصحيحة، والتى تحميهم بها من الانزلاق فى مهاوى الرذائل والمنكرات، ومن السحر والشرك والخرافات، وكذلك من الإدمان والخمور والتدخين، ومن الزنا والعلاقات المحرمة، ومن السرقة وخيانة الأمانة، ومن سائر الذنوب والمعاصى، وكذلك هى التى تتولى العناية بصحتهم وتغذيتهم ونظافتهم والعناية بسائر شئونهم الخاصة والعامة، وكذلك هى التى تعتنى بأمر دراستهم وتثقيفهم، ومن ذلك كله تُخرج للمجتمع عضواً صالحاً نافعاً: سليم العقيدة، صحيح العبادة، قوى البدن، صحيح النفس، واسع العلم والثقافة.
وأنتِ مَن تُخرج لنا الأب الصالح والأم الصالحة، واللذان يُكوِّنان فيما بعد الأسر المسلمة حق الإسلام، والتى تُشكِّل لبنات متينة فى بناء المجتمع المسلم.
وأنت كذلك المعلمة التى على كاهلها يقع عبء تنشئة الصغار فى الروضة ومراحل التعليم المختلفة.
وأنتِ أستاذة الجامعة التى تخرج لنا المعلمات والمربيات، والتى تجعل قلمها سيفاً تحارب به فى سبيل إعلاء كلمة ربها، وتجمع حولها الشابات الداعيات لتدعمهن بالدعم العلمى والمادى والمعنوى ليرتقين درجات السلم حتى آخره، ويكُنَّ سيوفاً مشهرة فى وجه أعداء الدين،وليكن أمهات الدعاة والمجاهدين والعلماء والمنفقين.
وكذلك أنتِ المنفقة فى سبيل الله من مال الله الذى آتاكِ عن اليمين والشمال، فى كل أبواب الخير، تبتغين نصرة دينك، رغبة فى رضا ربك، فتعينين طلبة العلم، والدعاة، وكذلك تعينين على تزويج الشباب العاجز عن الزواج، وتساهمين فى نشر الكتب والكتيبات والأشرطة الإسلامية النافعة، وتسهمين فى عمل موقعٍ إسلامى أو مجلة إسلامية، وتتبرعين لدعم قناة إسلامية تنشر دين الله.
وكذلك أنتِ الطبيبة التى تداوى المريضات، وتصون أعراض المسلمات وعوراتهن عن التكشف للرجال، وتبث فى نفوسهن العقيدة المتينة أن الله هو الشافى، وأن الطبيب والدواء ماهى إلا أسباب ظاهرة، كما تبث فى نفوسهن الثقة بالله وحسن الظن به فى كشف الضر ودفع الأذى.
وأنتِ الداعية التى تدعو فى كل مكان وفى كل وقت، وتدعو كل الناس إلى العودة إلى الله جل وعلا، وإلى سلوك سبيله القويم، وصراطه المستقيم، وشرعته الحكيمة، فهى الداعية فى بيتها، وفى مدرستها أو جامعتها، وفى وسط أرحامها، وبين جاراتها وصديقاتها، تنشر دين الله، وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، تنشر الدين بالبسمة والكلمة الطيبة، بالدلالة على الخير كله بالشريط النافع، والكتيب الإسلامى، وبالهدية وبالدعاء الحانى، وبالقدوة الحسنة، وبالعفو والتسامح، وبالرفق واللين، أدواتكِ كتاب ربك وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، لايمنعك من نشر دينك أن تُؤذى فى سبيل الله،كيف لا وأنت حفيدة أول شهيدة فى الإسلام؟
وأنتِ كذلك الشابة المسلمة المعتصمة بدين ربها، الأبية الحيية، العفيفة التقية، التى تقف فى وجه هذا السيل الهادر من الفتن والبلايا الملقاة على عاتق المسلمين فى كل وقت وحين، تقف معتصمة تشهر سيف "لا إله إلا الله"، وهى تعلم أنها على ثغر من ثغور الإسلام، وتأبى أن يُؤتى الإسلام من قِبلها.
لماذا ركَّز أعداء الإسلام جهودهم على المرأة؟
لما علم أعداء الإسلام ما للمرأة من دور عظيم فى بناء المجتمع المسلم، ركزوا جُل جهدهم على إفساد المرأة المسلمة وتخريب البيوت المسلمة، وباقى الجهد على إنشاء الرجل الديُّوث فى المجتمع المسلم والذى يسمح للمرأة أن تقوم بذلك الدور المخرِّب، والذى لو كان فى الأمة رجال ما استطاعت المرأة المسلمة أن تصنع كل ما صنعت من التخريب والتدمير ومن هتك عفتها وكرامتها وحيائها، وكذلك عفة الرجال وحياءهم.
نعم أختى المسلمة إنهم علموا دور المرأة ، وأيقنوا بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ما ترك بعده فتنة هى أضر على الرجال من النساء فتلاعبوا بك تلاعبهم بالدمية، وكنتِ – وياللأسف أحبولة الشيطان التى تعلقوا بها لينفذوا من خلالها مؤامراتهم اللئيمة ومخططاتهم الخبيثة، ولا حول و لاقوة إلا بالله العلى العظيم.
وقد كانت أولى المؤامرات التى وضعوا فيها جهدهم وعظيم همهم: أن تصير المرأة فى أيديهم، ورهن إشارتهم، فقالوا: "لو مدت المرأة المسلمة إلينا يديها لفعلنا بأمة محمد ما نشاء" .
وقالوا: " كأسٌ وغانية يفعلان بالأمة المحمدية مالا تفعله المدافع والقنابل".
وقالوا: " لن يستقيم لنا حال الأمة الإسلامية حتى ترفع المرأة المسلمة الحجاب عن وجهها، ويُغطى به القرآن" ، وقد فعلوا إلا ما رحم ربى.
هل تعلمين ماذا فعلوا ليدمِّروا بالمرأة المجتمع المسلم؟
• نشروا لها النموذج الفاسد عن طريق التلفاز، وجعلوا هذا النموذج متشرباً فى النفوس عن طريق تجميله وتنميقه، تلك الحضارة العرجاء التى تسير على قدم واحدة، وماهى إلا كذبٌ فى كذب، توشك أن تتهاوى لولا إمهال الله لهم، وذلك ليمحص الله الذين آمنوا، وليظل أهل الكفر يتمادوا فى طغيانهم ومجونهم، وقد قاموا بتثبيت تلك الصور العوجاء الشائهة عن طريق برمجة العقل الباطن بما يسمى بـ (التكرار المستمر)، فبضاعتهم الغثة تُعرض ليلاً نهاراً، علناً وجهاراً على المسامع والمرائى، وعلى القلوب والعقول، فيفر منها من يخشى ربه، ويتعرض لها طويل الأمل قليل العمل، مضيع الأوقات، ومتبع الشهوات.
• تصوير الحياة بأنها غير ممكنة بدون حب وعلاقة غرامية مع الرجال، ففتحوا لها باب هتك حيائها بالهاتف والشات واللقاءات والخطابات، حتى تُذبح عفتها برضاها أو بدونه، فتصير فريسة الشهوات، حاملة العار الذى يحدوها إلى الاستمرار فى فسادها وغيها، أو يزين لها الشيطان ما يسمى بالزواج العرفىن والذى ما هو إلا الزنا العرفى، وما هو بالزواج، فيدمروا بنيان الأسرة المتين، ويدمروا نفسية المرأة وكيانها بعد أن زال عنها خلقها وحياؤها وعفتها.
• التهوين من شأن الأم، وعمل المرأة بالمنزل، ودعوتها إلى التحرر من البيت، وتصويره بأنه سجن، ويجب التخلص منه، فتفرغ البيوت من الراعية، وإذا غاب الراعى رتعت الذئاب.
• نزع ولاية الرجل على المرأة، وتصويره بأنه قيد لا يحترم عقل المرأة وشخصيتها، والدعوة للمساواة بالرجل، {وليس الذكر كالأنثى}، كما قال جل جلاله، ذلك لأن المرأة فى حد ذاتها هى مطمع الرجال، ومصب شهواتهم، فلو انفردت المرأة بحكم نفسها لطمع فيها الغادى والرائح، ولوقعت حتماً فى قبضة أحد متصيدى الفتيات.
• تصويرالاختلاط بالرجال على أنه أمرٌ عادى، ولابأس فيه، وما غير ذلك هو التخلف والرجعية، لعلمهم أن اجتماع الرجل بالمرأة فى العمل والدراسة والمواصلات والمنتزهات والطرقات هو باب الفتنة العظمى على الرجل والمرأة كليهما.
• تبغيض النقاب والزى الشرعى، واعتبار ذلك الزى سجن يخفى جمال المرأة، والدعوة إلى الخلاعة والمجون ونزع الحياء، ومادامت المرأة هتكت الستر الذى حفظها الله به فقد عرضت نفسها وغيرها من الرجال والنساء لكل الفتن، وصارت دمية يتناقلها الرجال ويتبادلونها.
• تهميش دور الأم مع أبنائها، وفصلها عنهم بانشغالها فى العمل واللهو، وتصوير الحماية من الأم للأبناء بالتدخل فى حياتهم الشخصية والسيطرة عليهم، دعوة منهم لانفلات الأبناء عن زمام الأبوين؛ ليضمنوا لهم الفساد الدينى والخلقى، وبالتالى يضمنون أن آباء وأمهات المستقبل على قدر كافٍ من الفساد الذى يضمن ألا يخرج منهم من يوقظ الأمة من سباتها العميق.
• فك رباط الأسرة، والدعوى بأن لكل فرد فى الأسرة حرية شخصية، وحياة خاصة بعيداً عن الأطراف الآخرين، وتهوين شأن الرباط المتين والميثاق الغليظ، والدعوة للطلاق والخلع والتمرد فى العلاقات الزوجية. لتدمير المرأة والرجل والأولاد، وعليه فهو تدمير المجتمع بأسره.
• دعوة المرأة لتأخير سن زواجها حتى تنهى تعليمها، وبذلك يضمنون لها الفساد الخلقى وعدم الحصانة، كما يضمنون لها نسبة كبيرة من احتمالية إشرافها على العنوسة، وبالتالى يدمروا أدوارها الخيرة، وكذلك يستخدموا حاجتها النفسية فى إفساد الشباب.
• إلى غير ذلك من المؤامرات الواسعة المدى، والتى يخطط لها أعداء الدين منذ سنوات طوال، وقد نفذوا منها أغلب ما أرادوه بك أنت أيتها المسكينة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد كل ما سبق هل علمتى الدور الخطير الذى تلعبينه أخت الإسلام فى تدمير الإسلام بيديكِ؟
هل علمت ما حاكه لك أعداء الدين من المؤامرات المغرضة؟
وهل علمت ماذا سيكون حال الإسلام لو استيقظت وأقبلت على خدمة الإسلام بروحك ودمك وبكل ما تملكين؟
أختاه وقفة مع النفس
ياحفيدة أمهات المؤمنين، وياحفيدة الصحابيات والشهيدات والعالمات الربانيات:
هلا أفقت، وأقمت الأمة من سباتها بحسن جهادك من أجل الإسلام؟!!!
وهلا أنقذت نفسك من تلك المؤامرة، وبرأت صحيفتك من أن تعرض على الله وفيها عمل ضد دينه؟!!!
أثق بأنك ستتخذين ذلك القرار الشجاع......الآن.
وتذكرى:
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}111/ التوبة.
فهلا بعتِ؟!!
منقول