القمر نور
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- الجزائر/ المسيلة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 31
- نقاط التميز :
- 61
- التَـــسْجِيلْ :
- 22/11/2010
هل الدعوة الى الله فرض عين على كل مسلم و مسلمة ؟
علو الهمة في الدعوة إلى الله- لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
>بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
سورة عظيمة : إنها سورة العصر :
{{و العصر°1 °ان الانسان لفي خسر}}
جواب القسم أن الإنسان خاسر لا محالة .
رحمة الله في إلا .
( سورة العصر ) .
الإنسان خاسر ما لم يعمل وفق شريعة الله :
أي ؛ ما لم تؤمن ، وما لم تعمل وفق إيمانك ، وما لم تدعُ إلى ما آمنت به ، وما لم تصبر على البحث عن الحقيقة ، ثم العمل وفقها ، ثم الدعوة إليها فأنت خاسر ، قد نحقق نجاحا كبيرا في التجارة ، قد نحقق نجاحا كبيرا في الصناعة ، في تسلم مناصب رفيعة ، في نجاحات خاصة ، في نجاحات خدمية ، في نجاحات تجارية ، لكن بنص القرآن الكريم الإنسان خاسر ، وهو جواب القسم ما لم يؤمن ويعمل وفق إيمانه ، ويدعو إلى ما آمن به ، ويصبر على الإيمان ، وعلى العمل ، وعلى الدعوة إلى الله .
حقائق مهمة مستنبطة من سورة العصر :
الحقيقة الأولى : الدعوة إلى الله ركنٌ من أركان النجاة :
الحقيقة الأولى في الموضوع : أن في سورة العصر إشارة إلى أن أركان النجاة أربعة ، أحد أركان النجاة : ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾ ، أحد أركان النجاة ، الدعوة إلى الله ربع النجاة ، هذا في سورة العصر .
الأدلة القرآنية المثبتة أن الدعوة إلى الله ركن للنجاة :
الآية الأولى :
أما في آية أخرى فيقول الله عز وجل :
( سورة يوسف الآية : 108 ) .
فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة بنص الآية الكريمة ليس متبعاً لرسول الله .
الآية الثانية :
نأتي بأية أخرى :
( سورة آل عمران الآية : 31 ) .
إذاً : الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، ليس فرض كفاية ، هي فرض كفاية لقوله تعالى :
( سورة آل عمران الآية : 104 ) .
﴿ مِنْكُمْ ﴾ من للتبعيض ، التفرغ لطلب العلم ، والتعمق فيه ، والتبحر فيه والتفرغ له والرد على كل الشبهات ، والإجابة عن معظم الأسئلة هذا فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الكل ، أما أن تدعو إلى الله في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف فهذا فرض عين .
استمعت إلى درس تأثرت به ، يجب أن تنقله إلى من حولك ، في حدود ما تعلم ومع من تعرف ، هذه الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، والدليل :
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي ﴾ .
والدليل الثاني : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ .
أما كفرض كفاية فهو التفرغ ، والتبحر والتعمق ، والرد على كل الشبهات ، هذا اختصاص ، هناك أناس تخصصوا في العلم الديني ، في علم العقيدة ، في علم التفسير ، في علم الحديث ، في علم التشريع .... إلخ .
الدعوة إلى الله المصحوبة بالعمل الصالح أحسن كلمة على الإطلاق :
أيها الإخوة ، الدعوة إلى الله أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ، والدليل :
( سورة فصلت الآية : 33 ) .
أي أن الدعوة من دون عمل صالح يؤكدها لا قيمة لها إطلاقاً ، لذلك ما من شيء يتذبذب بين أن يكون أقدس عمل على الإطلاق يرقى إلى صنعة الأنبياء كالدعوة إلى الله ، وما من شيء يسقط من عين الناس ، ولا يستأهل ابتسامة ساخرة كالدعوة إلى الله ، بين أن تموت من أجلها ، وبين أن ترتزق بها .
فلذلك :
ضرورة الأسلوب الحسن في الدعوة :
العمل الصالح يؤكد مصداقية الدعوة ، لذلك من دعا إلى الله بمضمون هزيل ، بفهم ساذج ، بخرافات ، بمنامات بكرامات ، بشطحات ، بقصص مضحكة ، أو من دعا إلى الله ولم يجد من دُعي بهذه الدعوة مصداقية في الداعي ، قال بعض العلماء : هذا المدعو بهذه الطريقة ، وبهذا الأسلوب لا يعد عند الله مبلغاً ، ويقع إثم تفلته من منهج الله على من دعاه بهذه الطريقة .
الإخلاص في الدعوة :
لذلك صدّق أن أعلى مقام في الأرض أن تُخلص في دعوتك إلى الله ، لا أن تدعو إلى ذاتك ، ينبغي أن تدعو إلى الله بإخلاص ، علامة إخلاصك أن تتبع لا أن تبتدع ، علامة إخلاصك أن تتعاون لا أن تتنافس ، علامة إخلاصك أن تقبل الآخر ، وأن تحترمه ، وأن تأخذ ما عنده من إيجابيات ، يعني الإتباع والتعاون وقبول الآخر علامة الإخلاص ، والابتداع والتنافس ، ورفض الآخر علامة الدعوة إلى الذات ، لذلك الدعوة إلى الله أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ، ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات .
الداعية صورة طبق الأصل لدعوته :
أنت أمام لوح بلور مستورد ، متقن ، نظيف ، هذا اللوح المستورد المتقن النظيف يريك ما وراءه فقط ، وقد تنسى وجوده ، وقد تتابع السير لأنك لا تراه ، هكذا الداعية لوح شفاف يشف عن حقيقة هذا الدين ، أما إذا لفت النظر إلى ذاته إليه صار لوحا آخر مغشى ، يغتم على ما وراءه ، ويبرز خصائصه ، فكلما ازددت إخلاصاً أصبحت شفافاً ، وكلما ابتعدت عن الإخلاص لفت النظر إلى ذاتك لا إلى هذا الدين العظيم .
يقول الإمام الحسن البصري : " إن النهوض بواجب الدعوة أمر شاق ، ولكنه شأن عظيم " .
قبل قول الحسن البصري إن النهوض بواجب الدعوة أمر شاق ، ولكنه شأن عظيم أما الحسن البصري يقول : هو المؤمن :
( سورة فصلت ) .
هو المؤمن ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، وعمل صالحاً في إجابته ، فهذا حبيب الله ، وهذا ولي الله .
المسلم داعية أينما كان :
وأنت تاجر ، وأنت صناعي كبير ، وأنت طبيب ، وأنت محامٍ ، وأنت مهندس ، وأنت بائع ، وأنت مزارع ، أية حرفة تقبل أن صاحبها أن يكون داعية إلى الله أية حرفة ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف أديت فرض العين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
الدعاة إلى الله نوّاب الأنبياء وورثتهم :
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : " مقام الدعوة إلى الله أشرف مقامات التعبد " ، يعني أعلى درجات العبادة أن تدعو إلى الله ، والدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم ، وهم خلفاء الرسل في أممهم ، الدعاة إلى الله ينوبون عن المرسلين في الدعوة إلى الله ، والناس تبع لهم ، والله سبحانه وتعالى قد أمر رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه ، وضمن له حفظه ، وعصمته من الناس ، الآمر ضامن ، إذا أمرك أن تدعو إليه هو يضمن لك سلامتك ، ويضمن لك التوفيق ، ويضمن لك أن تزال العقبات من أمامك ، وأن تصان من الصوارف وهكذا المبلغون عن أمته لهم من حفظ الله وعصمته إياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية .
(( بلغوا عني ولو آية )) .
[صحيح البخاري عن ابن عمرو ]
أنت حضرت خطبة جمعة تأثرت بها ، يمكن أن تكتب على وريقات ملخصها ، جلست مع أولادك ، مع زوجتك ، مع زميلك في العمل ، مع شريكك في التجارة ، أو أخذت شريطاً ، وأعطيته لمن تثق بأنه سينتفع به ، أنت بهذا أسقطت عنك الواجب الذي أمرك النبي به .
(( بلغوا عني ولو آية )) .
دعاء النبي للدعاة والمبلِّغين :
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن بلغ عنه ولو حديثاً دعا له فقال عليه الصلاة والسلام :
((نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)) .
[أخرجه أصحاب السنن وابن حبان عن زيد بن ثابت والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود ] ,
أنت عندك أسبوع ، حضرت خطبة جمعة ، أو درس ، الآن لقاءاتك ، دُعيت إلى طعام ، دُعيت إلى سهرة ، دُعيت إلى لقاء ، سافرت مع إنسان ، يمكن أن تأخذ هذا الذي سمعته من درس الجمعة ، أو من خطبة الجمعة ، وتحاول أن تنقله لمن حولك ، أؤكد مرة ثانية في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
يقول عبد الله بن مسعود : << إن لله عند كل بدعة كيد ولياً من أوليائه يذبّ عنها ـ أي يدافع عنها ـ وينطق في علاماتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله >> .
أهل العِلْمَ والدعاة يحفظون دين الله :
الله عز وجل حفظ لنا هذا الدين ، ليس معنى حفظ الدين ألا يأتي من ينقضه ، أو من يهاجمه ، هذا شأن الله عز وجل ، سمح له ، لكن أنت كمؤمن واجبك أن ترد عليه ، هو هذا شأنه ، فإذا كان الإنسان بعيداً عن الله ، دأبه أن يهاجم الحق ، وأهل الحق ، والكتاب والسنة ، والتدين ، والالتزام ، والعفة ، والأمانة ، هذا شيء من طبيعة الحياة ، معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية ، أما أنت من شأنك كمؤمن أن ترد على هذا ، لذلك قلت : إننا إذا طلبنا الاعتذار هذا يقزم حجمنا ، ويقلل من قدسية ديننا ، يجب أن تقارع الحجة بحجة والدليل بالدليل ، والتصريح المعلن بتصريح معلن ، والحوار بالحوار ، والندوة بالندوة ، والكلام بالكلام .
قول النبي عليه الصلاة والسلام لسيدنا علي ، يا علي :
(( فَوَ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) .
[ أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه ] .
أثمن مال في الجزيرة حمر النعم .
(( من دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من اتبعه إلى عمله إلى يوم القيامة )) .
[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ] .
إذا هداك الله ، أو وفقك الله إلى هداية إنسان ، هذا الإنسان وأهله وأولاده وذريته إلى يوم القيامة في صحيفتك .
الدعوة إلى الله بين الواجب العيني والواجب الكفائي :
أيها الإخوة الكرام ، يقول بعض العلماء : " الدعوة إلى الله واجبة على من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم " ، أمته يدعون إلى الله ، كما دعا إلى الله .
( سورة التوبة الآية : 151 ) .
( سورة البقرة الآية : 152 ) .
1 – الدعوة إلى الله فرضا كفائيا :
كما أن النبي ذكّرنا أنه يجب أن تذكر الآخرين ، وهذا واجب على مجموع الأمة ، وهو الذي يسميه العلماء فرض كفاية ، بالتفرغ ، والتعمق ، والتبحر فرض كفاية ، وكل واحد من الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره ، فما قام به غيره سقط عنه ، وما عجز لم يطالب به .
إذاً : هذا شأن الدعوة كفرض كفاية .
1 – الدعوة إلى الله فرضا عينياً :
أما شأن الدعوة كفرض عين هذا يجب على كل مسلم أن يكون داعية إلى الله بشكل أو بآخر .
الآن :
(( مَنْ دَلَّ على خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ )) .
[ رواه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري البدريّ رضي اللّه عنه ] .
(( مَنْ دَعا إلى هُدىً كانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئا )) .
[ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه] .
والنبي عليه الصلاة والسلام دعا لكل الدعاة ، قال :
(( نضر اللّه امرأ سمع مقَالَتي فبلغها . فرب حامل فقه غَيْر فقيه . ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه )) .
[ رواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير ، عَن زَيْد بْن ثابت ] .
إذاً : يدعو النبي عليه الصلاة والسلام لمن ينقل هذا الكلام .
لا بد من الدعوة بعد الاستماع والتعلم :
والله هناك أخ لا يحسن الدعوة ، لكن اقتنى أشرطة ، وأصبح يوزعها على أقربائه بشكل دقيق ، فيمكن أن تنقل شريطا ، أن تنقل مقالة ، أن تنقل خطبة ، لا تبقَ جامداً ، لا تبقَ متبقياً ، إلى متى تتلقى ؟ متى تلقي العلم ؟ إلى متى تأخذ ؟ متى تعطي ؟ هل يعقل أن تمضي كل حياتك في الأخذ ؟ .
إنسان يدرس في الجامعة خمس سنوات ، ست سنوات ، عشر سنوات ، بعد ذلك يُدرس ، يتعلم الطب بعدها يُطبب ، يتعلم الهندسة بعدها ينشئ مساكن ، يتعلم التجارة يُتاجر إلى متى تتلقى ؟ هل يليق بمؤمن أن يبقى طول عمره يستمع ، ولا ينطق ولا بكلمة ، لا ينطق إلا بأمور الدنيا ، ثلاثين سنة تحضر دروس علم ، أما آن الأوان أن تنطق بكلمة حق لمن حولك لأولادك ، لزوجتك ، لجيرانك ، لزملائك ، لذوي قرابتك ، لمن يلوذ بك .
(( نضر اللّه امرأ سمع مقَالَتي فبلغها . فرب حامل فقه غَيْر فقيه . ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه )) .
والنبي عليه الصلاة والسلام قال لعلي رضي الله عنه لما أعطاه الراية يوم خيبر :
(( فَوَ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) .
[ أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه ] .
إذاً : أن تقول : أنا ليس شأني أن أكون داعية ، الدعاة فلان ، وفلان ، وفلان ، كبار العلماء هم الدعاة ، لا ، وأنت داعية ، وأنت مؤمن ، وقد تكون عند الله كبيراً ، وقد تكون عند الله عظيماً ، لأن الله يتعامل معك مع نواياك ، إذا نويت هداية الخلق يطلق الله لك لسانك ويهب كلامك قوة تأثير .
فلذلك يجب أن تراجع عملك من حين لآخر ، هل استطعت أن أهدي أناساً حولي ؟ هل التزموا ؟ هل ثابروا على الصلاة ؟ هل ثابروا على طاعة الله ؟ هل طبقوا منهج الله في بيوتهم ؟ هنا بطولتك ، أنت في المسجد تأتي كي تتلقى التعليمات من الله ، وتعود إليه ثانية كي تقبض الثمن ، آما أن تظن أن الحضور فقط هو العمل ، هناك من يتوهم أنه لمجرد حضورك في المسجد انتهى كل شيء ، أنت صاحب دين من الطراز الأول ، لا ، حضور المسجد لتلقي التعليمات ، وحضور المسجد لقبض الثمن ، أما دينك في محلك التجاري في عملك ، في معملك ، في عيادتك ، في مكتب المحاماة .
ليست الدعوة محصورة في كبار العلماء :
أيها الإخوة ، أنشِئ بالأزهر نمط جديد ما آتى أكله كما أتمنى ، لكن الأزهر يعلم الطب ، والدين ، يرسل الطبيب إلى بلد إسلامي ، الطبيب داعية ، والمهندس داعية والمحامي داعية ، فأنت لك حرفة ، لكن حولك أناس ، حولك أشخاص ، حولك زملاء ، حولك متعاملون معك ، فإذا كنت داعية ، بمعنى كنت أولاً قدوة لهم ، وبمعنى آخر دعوتهم إلى الله عز وجل ، ليس شرطاً أن تتكلم أنت ، هناك من يتكلم عنك .
فلذلك من ظن أن الدعوة إلى الله من اختصاص العلماء الكبار فهو واهم ، من اختصاصك أنت ، لكن دعوة فرض العين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
و الحمد لله رب العالمين
علو الهمة في الدعوة إلى الله- لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
>بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
سورة عظيمة : إنها سورة العصر :
{{و العصر°1 °ان الانسان لفي خسر}}
جواب القسم أن الإنسان خاسر لا محالة .
رحمة الله في إلا .
( سورة العصر ) .
الإنسان خاسر ما لم يعمل وفق شريعة الله :
أي ؛ ما لم تؤمن ، وما لم تعمل وفق إيمانك ، وما لم تدعُ إلى ما آمنت به ، وما لم تصبر على البحث عن الحقيقة ، ثم العمل وفقها ، ثم الدعوة إليها فأنت خاسر ، قد نحقق نجاحا كبيرا في التجارة ، قد نحقق نجاحا كبيرا في الصناعة ، في تسلم مناصب رفيعة ، في نجاحات خاصة ، في نجاحات خدمية ، في نجاحات تجارية ، لكن بنص القرآن الكريم الإنسان خاسر ، وهو جواب القسم ما لم يؤمن ويعمل وفق إيمانه ، ويدعو إلى ما آمن به ، ويصبر على الإيمان ، وعلى العمل ، وعلى الدعوة إلى الله .
حقائق مهمة مستنبطة من سورة العصر :
الحقيقة الأولى : الدعوة إلى الله ركنٌ من أركان النجاة :
الحقيقة الأولى في الموضوع : أن في سورة العصر إشارة إلى أن أركان النجاة أربعة ، أحد أركان النجاة : ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾ ، أحد أركان النجاة ، الدعوة إلى الله ربع النجاة ، هذا في سورة العصر .
الأدلة القرآنية المثبتة أن الدعوة إلى الله ركن للنجاة :
الآية الأولى :
أما في آية أخرى فيقول الله عز وجل :
( سورة يوسف الآية : 108 ) .
فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة بنص الآية الكريمة ليس متبعاً لرسول الله .
الآية الثانية :
نأتي بأية أخرى :
( سورة آل عمران الآية : 31 ) .
إذاً : الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، ليس فرض كفاية ، هي فرض كفاية لقوله تعالى :
( سورة آل عمران الآية : 104 ) .
﴿ مِنْكُمْ ﴾ من للتبعيض ، التفرغ لطلب العلم ، والتعمق فيه ، والتبحر فيه والتفرغ له والرد على كل الشبهات ، والإجابة عن معظم الأسئلة هذا فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الكل ، أما أن تدعو إلى الله في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف فهذا فرض عين .
استمعت إلى درس تأثرت به ، يجب أن تنقله إلى من حولك ، في حدود ما تعلم ومع من تعرف ، هذه الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، والدليل :
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي ﴾ .
والدليل الثاني : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ .
أما كفرض كفاية فهو التفرغ ، والتبحر والتعمق ، والرد على كل الشبهات ، هذا اختصاص ، هناك أناس تخصصوا في العلم الديني ، في علم العقيدة ، في علم التفسير ، في علم الحديث ، في علم التشريع .... إلخ .
الدعوة إلى الله المصحوبة بالعمل الصالح أحسن كلمة على الإطلاق :
أيها الإخوة ، الدعوة إلى الله أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ، والدليل :
( سورة فصلت الآية : 33 ) .
أي أن الدعوة من دون عمل صالح يؤكدها لا قيمة لها إطلاقاً ، لذلك ما من شيء يتذبذب بين أن يكون أقدس عمل على الإطلاق يرقى إلى صنعة الأنبياء كالدعوة إلى الله ، وما من شيء يسقط من عين الناس ، ولا يستأهل ابتسامة ساخرة كالدعوة إلى الله ، بين أن تموت من أجلها ، وبين أن ترتزق بها .
فلذلك :
ضرورة الأسلوب الحسن في الدعوة :
العمل الصالح يؤكد مصداقية الدعوة ، لذلك من دعا إلى الله بمضمون هزيل ، بفهم ساذج ، بخرافات ، بمنامات بكرامات ، بشطحات ، بقصص مضحكة ، أو من دعا إلى الله ولم يجد من دُعي بهذه الدعوة مصداقية في الداعي ، قال بعض العلماء : هذا المدعو بهذه الطريقة ، وبهذا الأسلوب لا يعد عند الله مبلغاً ، ويقع إثم تفلته من منهج الله على من دعاه بهذه الطريقة .
الإخلاص في الدعوة :
لذلك صدّق أن أعلى مقام في الأرض أن تُخلص في دعوتك إلى الله ، لا أن تدعو إلى ذاتك ، ينبغي أن تدعو إلى الله بإخلاص ، علامة إخلاصك أن تتبع لا أن تبتدع ، علامة إخلاصك أن تتعاون لا أن تتنافس ، علامة إخلاصك أن تقبل الآخر ، وأن تحترمه ، وأن تأخذ ما عنده من إيجابيات ، يعني الإتباع والتعاون وقبول الآخر علامة الإخلاص ، والابتداع والتنافس ، ورفض الآخر علامة الدعوة إلى الذات ، لذلك الدعوة إلى الله أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ، ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات .
الداعية صورة طبق الأصل لدعوته :
أنت أمام لوح بلور مستورد ، متقن ، نظيف ، هذا اللوح المستورد المتقن النظيف يريك ما وراءه فقط ، وقد تنسى وجوده ، وقد تتابع السير لأنك لا تراه ، هكذا الداعية لوح شفاف يشف عن حقيقة هذا الدين ، أما إذا لفت النظر إلى ذاته إليه صار لوحا آخر مغشى ، يغتم على ما وراءه ، ويبرز خصائصه ، فكلما ازددت إخلاصاً أصبحت شفافاً ، وكلما ابتعدت عن الإخلاص لفت النظر إلى ذاتك لا إلى هذا الدين العظيم .
يقول الإمام الحسن البصري : " إن النهوض بواجب الدعوة أمر شاق ، ولكنه شأن عظيم " .
قبل قول الحسن البصري إن النهوض بواجب الدعوة أمر شاق ، ولكنه شأن عظيم أما الحسن البصري يقول : هو المؤمن :
( سورة فصلت ) .
هو المؤمن ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، وعمل صالحاً في إجابته ، فهذا حبيب الله ، وهذا ولي الله .
المسلم داعية أينما كان :
وأنت تاجر ، وأنت صناعي كبير ، وأنت طبيب ، وأنت محامٍ ، وأنت مهندس ، وأنت بائع ، وأنت مزارع ، أية حرفة تقبل أن صاحبها أن يكون داعية إلى الله أية حرفة ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف أديت فرض العين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
الدعاة إلى الله نوّاب الأنبياء وورثتهم :
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : " مقام الدعوة إلى الله أشرف مقامات التعبد " ، يعني أعلى درجات العبادة أن تدعو إلى الله ، والدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم ، وهم خلفاء الرسل في أممهم ، الدعاة إلى الله ينوبون عن المرسلين في الدعوة إلى الله ، والناس تبع لهم ، والله سبحانه وتعالى قد أمر رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه ، وضمن له حفظه ، وعصمته من الناس ، الآمر ضامن ، إذا أمرك أن تدعو إليه هو يضمن لك سلامتك ، ويضمن لك التوفيق ، ويضمن لك أن تزال العقبات من أمامك ، وأن تصان من الصوارف وهكذا المبلغون عن أمته لهم من حفظ الله وعصمته إياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية .
(( بلغوا عني ولو آية )) .
[صحيح البخاري عن ابن عمرو ]
أنت حضرت خطبة جمعة تأثرت بها ، يمكن أن تكتب على وريقات ملخصها ، جلست مع أولادك ، مع زوجتك ، مع زميلك في العمل ، مع شريكك في التجارة ، أو أخذت شريطاً ، وأعطيته لمن تثق بأنه سينتفع به ، أنت بهذا أسقطت عنك الواجب الذي أمرك النبي به .
(( بلغوا عني ولو آية )) .
دعاء النبي للدعاة والمبلِّغين :
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن بلغ عنه ولو حديثاً دعا له فقال عليه الصلاة والسلام :
((نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)) .
[أخرجه أصحاب السنن وابن حبان عن زيد بن ثابت والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود ] ,
أنت عندك أسبوع ، حضرت خطبة جمعة ، أو درس ، الآن لقاءاتك ، دُعيت إلى طعام ، دُعيت إلى سهرة ، دُعيت إلى لقاء ، سافرت مع إنسان ، يمكن أن تأخذ هذا الذي سمعته من درس الجمعة ، أو من خطبة الجمعة ، وتحاول أن تنقله لمن حولك ، أؤكد مرة ثانية في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
يقول عبد الله بن مسعود : << إن لله عند كل بدعة كيد ولياً من أوليائه يذبّ عنها ـ أي يدافع عنها ـ وينطق في علاماتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله >> .
أهل العِلْمَ والدعاة يحفظون دين الله :
الله عز وجل حفظ لنا هذا الدين ، ليس معنى حفظ الدين ألا يأتي من ينقضه ، أو من يهاجمه ، هذا شأن الله عز وجل ، سمح له ، لكن أنت كمؤمن واجبك أن ترد عليه ، هو هذا شأنه ، فإذا كان الإنسان بعيداً عن الله ، دأبه أن يهاجم الحق ، وأهل الحق ، والكتاب والسنة ، والتدين ، والالتزام ، والعفة ، والأمانة ، هذا شيء من طبيعة الحياة ، معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية ، أما أنت من شأنك كمؤمن أن ترد على هذا ، لذلك قلت : إننا إذا طلبنا الاعتذار هذا يقزم حجمنا ، ويقلل من قدسية ديننا ، يجب أن تقارع الحجة بحجة والدليل بالدليل ، والتصريح المعلن بتصريح معلن ، والحوار بالحوار ، والندوة بالندوة ، والكلام بالكلام .
قول النبي عليه الصلاة والسلام لسيدنا علي ، يا علي :
(( فَوَ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) .
[ أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه ] .
أثمن مال في الجزيرة حمر النعم .
(( من دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من اتبعه إلى عمله إلى يوم القيامة )) .
[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ] .
إذا هداك الله ، أو وفقك الله إلى هداية إنسان ، هذا الإنسان وأهله وأولاده وذريته إلى يوم القيامة في صحيفتك .
الدعوة إلى الله بين الواجب العيني والواجب الكفائي :
أيها الإخوة الكرام ، يقول بعض العلماء : " الدعوة إلى الله واجبة على من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم " ، أمته يدعون إلى الله ، كما دعا إلى الله .
( سورة التوبة الآية : 151 ) .
( سورة البقرة الآية : 152 ) .
1 – الدعوة إلى الله فرضا كفائيا :
كما أن النبي ذكّرنا أنه يجب أن تذكر الآخرين ، وهذا واجب على مجموع الأمة ، وهو الذي يسميه العلماء فرض كفاية ، بالتفرغ ، والتعمق ، والتبحر فرض كفاية ، وكل واحد من الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره ، فما قام به غيره سقط عنه ، وما عجز لم يطالب به .
إذاً : هذا شأن الدعوة كفرض كفاية .
1 – الدعوة إلى الله فرضا عينياً :
أما شأن الدعوة كفرض عين هذا يجب على كل مسلم أن يكون داعية إلى الله بشكل أو بآخر .
الآن :
(( مَنْ دَلَّ على خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ )) .
[ رواه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري البدريّ رضي اللّه عنه ] .
(( مَنْ دَعا إلى هُدىً كانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئا )) .
[ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه] .
والنبي عليه الصلاة والسلام دعا لكل الدعاة ، قال :
(( نضر اللّه امرأ سمع مقَالَتي فبلغها . فرب حامل فقه غَيْر فقيه . ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه )) .
[ رواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللّه بْن نمير ، عَن زَيْد بْن ثابت ] .
إذاً : يدعو النبي عليه الصلاة والسلام لمن ينقل هذا الكلام .
لا بد من الدعوة بعد الاستماع والتعلم :
والله هناك أخ لا يحسن الدعوة ، لكن اقتنى أشرطة ، وأصبح يوزعها على أقربائه بشكل دقيق ، فيمكن أن تنقل شريطا ، أن تنقل مقالة ، أن تنقل خطبة ، لا تبقَ جامداً ، لا تبقَ متبقياً ، إلى متى تتلقى ؟ متى تلقي العلم ؟ إلى متى تأخذ ؟ متى تعطي ؟ هل يعقل أن تمضي كل حياتك في الأخذ ؟ .
إنسان يدرس في الجامعة خمس سنوات ، ست سنوات ، عشر سنوات ، بعد ذلك يُدرس ، يتعلم الطب بعدها يُطبب ، يتعلم الهندسة بعدها ينشئ مساكن ، يتعلم التجارة يُتاجر إلى متى تتلقى ؟ هل يليق بمؤمن أن يبقى طول عمره يستمع ، ولا ينطق ولا بكلمة ، لا ينطق إلا بأمور الدنيا ، ثلاثين سنة تحضر دروس علم ، أما آن الأوان أن تنطق بكلمة حق لمن حولك لأولادك ، لزوجتك ، لجيرانك ، لزملائك ، لذوي قرابتك ، لمن يلوذ بك .
(( نضر اللّه امرأ سمع مقَالَتي فبلغها . فرب حامل فقه غَيْر فقيه . ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه )) .
والنبي عليه الصلاة والسلام قال لعلي رضي الله عنه لما أعطاه الراية يوم خيبر :
(( فَوَ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) .
[ أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه ] .
إذاً : أن تقول : أنا ليس شأني أن أكون داعية ، الدعاة فلان ، وفلان ، وفلان ، كبار العلماء هم الدعاة ، لا ، وأنت داعية ، وأنت مؤمن ، وقد تكون عند الله كبيراً ، وقد تكون عند الله عظيماً ، لأن الله يتعامل معك مع نواياك ، إذا نويت هداية الخلق يطلق الله لك لسانك ويهب كلامك قوة تأثير .
فلذلك يجب أن تراجع عملك من حين لآخر ، هل استطعت أن أهدي أناساً حولي ؟ هل التزموا ؟ هل ثابروا على الصلاة ؟ هل ثابروا على طاعة الله ؟ هل طبقوا منهج الله في بيوتهم ؟ هنا بطولتك ، أنت في المسجد تأتي كي تتلقى التعليمات من الله ، وتعود إليه ثانية كي تقبض الثمن ، آما أن تظن أن الحضور فقط هو العمل ، هناك من يتوهم أنه لمجرد حضورك في المسجد انتهى كل شيء ، أنت صاحب دين من الطراز الأول ، لا ، حضور المسجد لتلقي التعليمات ، وحضور المسجد لقبض الثمن ، أما دينك في محلك التجاري في عملك ، في معملك ، في عيادتك ، في مكتب المحاماة .
ليست الدعوة محصورة في كبار العلماء :
أيها الإخوة ، أنشِئ بالأزهر نمط جديد ما آتى أكله كما أتمنى ، لكن الأزهر يعلم الطب ، والدين ، يرسل الطبيب إلى بلد إسلامي ، الطبيب داعية ، والمهندس داعية والمحامي داعية ، فأنت لك حرفة ، لكن حولك أناس ، حولك أشخاص ، حولك زملاء ، حولك متعاملون معك ، فإذا كنت داعية ، بمعنى كنت أولاً قدوة لهم ، وبمعنى آخر دعوتهم إلى الله عز وجل ، ليس شرطاً أن تتكلم أنت ، هناك من يتكلم عنك .
فلذلك من ظن أن الدعوة إلى الله من اختصاص العلماء الكبار فهو واهم ، من اختصاصك أنت ، لكن دعوة فرض العين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
و الحمد لله رب العالمين