sohayl
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 5263
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 202
- نقاط التميز :
- 226
- التَـــسْجِيلْ :
- 04/11/2010
وخزة في القلب
*************
يرفع عيناه نحو تلك الصفيحة النحاسية المثبتة على الجدار ،،يتأمّلها جيّدا ،،يتمتم في خشوع ،، يقرأ تلك الأحرف المنقوشة عليها ، فترتسم الكلمة في إرتعاشة شفتيه ،، (( الله أكبر )) ،، يتذكر ذلك الصوت الذي تسرّب إلى أذنيه ،،إنتفض وكأن شيئا ما قد وخزه ،، عاوده ثانية ،، فأحسّ بشيئ يتململ في صدره ، يكاد أن يخترق ضلوعه ،، أخذ ينظر يمينا وشمالا ،، كان الشارع خال تماما ، فشعر بخوف شديد يجتاحه فجأة ؟! ،، حاول أن يلملم أطرافه المبعثرة ، فلم يستطع ، أحسّ بها ملتصقة بالأرض ،،، راح ينظر من حوله ، باحثا عن شيئ يستند عليه ،، وقع بصره على زجاجة الخمر الملقاة أمامه ، فهبّ واقفا ،، مذعورا ، ثمّ انحنى عليها ، وما كاد أن يرفعها ليرميها بعيدا ، حتى أبصر شخصا يقف أمامه ،، كان ينظر إليه في سكون ،، ويداه ترتعشان ،، مزّقت كلماته ذلك الصمت ،، إنبعثت خافتة ،، ( حرام يا إبني ) ،، جمدت حركاته ، بقيت تلك الزجاجة عالقة بيده ، شعر بأشياء تتهاوى داخله كالقلاع ، تراقصت أوصاله كأجنحة الفراشة ،، وأخذت أنفاسه تصعد متقطّعة ، فكاد أن يسقط على الأرض ،، إنبعث الصوت مرّة أخرى ، (( حيا على الصلاة ، حيا على الفلاح ،،)) ،، فغاب ذلك الشخص من جديد ،، وبقيت تلك الكلمات تقرع ذلك الجسد الجامد ،، يهوي على الأرض ، وعيناه تفيضان بالدموع ، فتنبعث شهقاته حارة وقد مزّقها الندم ،، أخذ يردد ،، إستغفر الله ،، إستغفر الله ،، لم تزل عيناه ملتصقتان بتلك الصفيحة النحاسية ، حتى توارت خلف أجساد المصلّين ، فأنتفض واقفا للصلاة ..
بقلم : وليد سهيل 1988--
*************
يرفع عيناه نحو تلك الصفيحة النحاسية المثبتة على الجدار ،،يتأمّلها جيّدا ،،يتمتم في خشوع ،، يقرأ تلك الأحرف المنقوشة عليها ، فترتسم الكلمة في إرتعاشة شفتيه ،، (( الله أكبر )) ،، يتذكر ذلك الصوت الذي تسرّب إلى أذنيه ،،إنتفض وكأن شيئا ما قد وخزه ،، عاوده ثانية ،، فأحسّ بشيئ يتململ في صدره ، يكاد أن يخترق ضلوعه ،، أخذ ينظر يمينا وشمالا ،، كان الشارع خال تماما ، فشعر بخوف شديد يجتاحه فجأة ؟! ،، حاول أن يلملم أطرافه المبعثرة ، فلم يستطع ، أحسّ بها ملتصقة بالأرض ،،، راح ينظر من حوله ، باحثا عن شيئ يستند عليه ،، وقع بصره على زجاجة الخمر الملقاة أمامه ، فهبّ واقفا ،، مذعورا ، ثمّ انحنى عليها ، وما كاد أن يرفعها ليرميها بعيدا ، حتى أبصر شخصا يقف أمامه ،، كان ينظر إليه في سكون ،، ويداه ترتعشان ،، مزّقت كلماته ذلك الصمت ،، إنبعثت خافتة ،، ( حرام يا إبني ) ،، جمدت حركاته ، بقيت تلك الزجاجة عالقة بيده ، شعر بأشياء تتهاوى داخله كالقلاع ، تراقصت أوصاله كأجنحة الفراشة ،، وأخذت أنفاسه تصعد متقطّعة ، فكاد أن يسقط على الأرض ،، إنبعث الصوت مرّة أخرى ، (( حيا على الصلاة ، حيا على الفلاح ،،)) ،، فغاب ذلك الشخص من جديد ،، وبقيت تلك الكلمات تقرع ذلك الجسد الجامد ،، يهوي على الأرض ، وعيناه تفيضان بالدموع ، فتنبعث شهقاته حارة وقد مزّقها الندم ،، أخذ يردد ،، إستغفر الله ،، إستغفر الله ،، لم تزل عيناه ملتصقتان بتلك الصفيحة النحاسية ، حتى توارت خلف أجساد المصلّين ، فأنتفض واقفا للصلاة ..
بقلم : وليد سهيل 1988--