شكرا لك يا عاشقة الغروب على هذا الموضوع المثير والشيق وفي نفس الوقت الواسع
من الصعب ان لم يكن من المستحيل أن توجه شخصا الى السعادة ،وانما يقتصر واجبك ومهمتك في تنبيهه من الوقوع في العثرات التي قد تعترضه أثناء بحثه عن السعاده.
في الواقع اجد ان السعاده تقوم على الفرد كما تقوم على المجتمع والواقع ومن ثم كان من المشقة تحديد السعادة ومعرفة أسبابها
فالسعادة مرتبطة بالشخصية ومن ثم فهي مختلفة بين الناس
كما نجد أن السعادة ليست صفة في ذاتها انما هي نتيجة للحياة المنظمة،فأسعد لحظات الحياة هي تلك اللحظات التي يقضيها الانسان في التفكير فيما انه بلغ السعادة أم لا وهذا بطبيعة الحال انطلاقا من واجبه في المجتمع وخدمة الاخرين.
اذن السعادة تقوم على الفرد كما تقوم على المجتمع فالفرد الذي يعيش في مجتمع سعيد تكون فرصته في بلوغ السعادة اكبر منها في مجتمع شقي. ومن ناحية اخرى فان وجود مجموعة من المفكرين بمقدورها خلق أمة سعيدة،فاذا ما اردنا السعادة الاجتماعية كان لزاما علينا القضاء على الحاجة والعوز داخل المجتمع وهذا انطلاقا من محاربة الفقر وكل مظاهر الشقاء والاعمال الضارة بالمجتمع وهذا بطبيعة الحال من خلال معرفة الاسباب النفسية المؤدية الى الشر، كما نعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.
نجد ان قسما من الناس ينشد السعادة عن طريق القلب اي اتباع العاطفة،والبعض الآخر عن طريق اتباع العقل اي بالميل للابحاث العقلية وهذا راجع الى تكوين الشخص
لكن كل ما يمكنني قولههو ان غالبية الناس ترى في ان السعادة المثالية هي المزج بين مطالب القلب وتطلعات العقل معا
لكن السؤال المطروح هنا: هل فعلا يمكننا الوصول الى السعادة؟
الجواب: يمكن ذلك لكن لا احد يستطيع أن يتأكد من مقدار السعادة أو نوعها، لكن ما يمكننا تأكيده هو تمكن جميع الناس من تقاسم هذا الكنز الثمين وكثيرا ما تحصل السعادة نتيجة اعمال غير مقصودة وهنا يعترضنا قول غاليليو لمن يريد السعادة وينشدها بالقيام باعمال غير انانية اي يجب علينا القيام بما يرضي ضمائرنا وبما يخدم الاخرين.