مقياس فنون التحرير لطلبة ثانية علوم اعلام و اتصال

الخبر الصحفي: لم يعد الخبر الصحفي مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام بل أصبح صناعه مميزه لها سماتها الخاصة، وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل عدة أسهمت في تطور أساليبها ووسائلها وطرائق إيصالها إلى الجمهور. إن عملية جمع الأخبار وإعدادها وتوزيعها دخلت مرحله مهمة من التطور الذي رافق ثورة الاتصال والمعلوماتية وهكذا نجد العملية الإخبارية قد تعقدت تبعا لعالم ملئ بالصراعات المختلفة من إيديولوجية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تركت أثرها واضحا في العملية الإخبارية. وقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي ظهور أنماط جديده من أساليب تحرير وكتابه الأخبار وتغيرت النظره إلى الخبر تعريفا ومفهوما وأصبحت عملية إعداده صناعة متقنة ومعقده تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث الجارية لتصبح عملية دقيقة لها وسائل وأساليبها وفلسفتها الخاصة. وكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو ان الخبر وصف لحدث اني يحظى بالاهتمام. ومضت عقود طويلة ظل فيها هذا المفهوم العام راسخا في أذهان كتاب الخبر والمحررين والمراسلين الذين وجدوا إن مهمتهم الصحفية تقوم على اطلاع القراء وتنويرهم بما يجري من أحداث..
• فقد عرف فور تكليف الخبر ونشره عام 1865 بأنه الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر ولكن عندما يعض الرجل كلبا فهذا هو الخبر[1]
• ويرى نيل ماكنيل الذي عمل مساعد رئيس التحرير للشؤون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز أن الخبر هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القراء لكي تطبعها الصحيفة[2]
• وعرف جيرالد جونسون الخبر بأنه وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور كما هو مهم بالنسبة للمخبر الصحفي نفسه فقيمة الحدث بالنسبة للمخبر يتحدد بمدى قابلية هذا الحدث للنشر[3].
• ويرى فرايزر بوند إن الخبر هو تقرير وقتي عن أي شيء مثير بالنسبة للإنسان والخبر الجيد هو الخبر الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء[4] يعتبر خبرا مهماً[5].
• أما عبد اللطيف حمزه فقد عرف الخبر بأنه الجديد الذي يتلهف القراء على معرفته والوقوف عليه بمجرد صدور الجريدة وعرف د. عبد الستار جواد الخبر بأنه شيء لا نعرفه من قبل، شيء نسيته أو انك لم تفهمه[6].
• وعرفه ماكد وجل بأنه/ تقرير عن حادث معين ترى الصحيفة في نشره وسيلة للربح المادي[7].
• كما عرفه فارنس فاليز بأنه/ ذلك النوع الصحفي الذي يقوم بنقل معلومات معينة بشكل ملتزم حول وقائع ملموسه أو بعكس أحداث معينة بأسلوب مكثف وبأسرع طريقة ممكنة وينبغي أن يكون واقعيا وملتزما ومقنعا[8].
• وعرفه جلال الدين الحمامصي بأنه/ كل خبر يرى بأنه جدير بان يجمع ويطبع وينشر على الناس[9].
• ويرى أديب خضور ان الخبر هو نوع صحف مستقل يقدم وقائع دقيقة ومتوازنة وجديده عن حدث يهم المجتمع[10].
ومن خلال التعاريف الكثيرة للخبر والتي أوردنا قسما منها نستطيع ان نعرف الخبر بالاستناد إلى خبرتنا العملية بأنه تقرير عن حدث لم يكن معروفا عند الناس من قبل جمع بدقة من مصادر موثوقة بصحتها على أن يقوم بكتابته محررون متخصصون في العمل الصحفي.

فنون التحرير الصحفي

أولا : فن الخبر الصحفي

هو كل خبر يرى المشرف على الصحفية ضرورة نشره على الناس لحكمة أساسية أو لأنه يهم أكبر جمع من الناس ويرى في مادته فائدة لأداء عمل أساسي في توجيه الرأي العام .. أو لأنه يقوم على فكرة إشباع فضول القراء وإثارة اهتماماتهم وكلما كان الخبر عاماً ويهم أكبر مجموعة من القراء ازدادت أهمية ربط القراء بالصحيفة .

صياغة الخبر:
نستطيع أن نفرق بين نوعين من الأخبار من حيث فن الصياغة أو الإعداد:-
أ ) فن صياغة الخبر القصير .
ب) فن صياغة القصة الاخبارية .
وتكتمل عناصر الخبر في كلا النوعين للمحرر الصحفي وهو يقوم بجمع مادة الخبر في الإجابة على أدوات الاستفهام التالية والتي تسمى الشقيقات الخمس:-
من؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ لماذا؟
وفي القصة الإخبارية يضيف إلى الأسئلة السابقة أداة الاستفهام (كيف)؟ وصياغة الخبر تبدأ بعد اختياره العنوان المناسب ثم يقوم بكتابة العناصر المهمة أولا .. ثم يتدرج مع العناصر الأقل في الأهمية مع التركيز على سرد الأحداث بوضوح مع التركيز الخاص على العبارة الأولى في الخبر والتي تعتبر أهم عناصره .
ومن مصادر الخبر:
• الإدارة المدرسية
• المؤسسات الحكومية .
• الصحف والمجلات
• مقار جماعات النشاط
• الأندية المختلفة
• الإذاعة والتليفزيون
• المديرية / الإدارة التعليمية
• مراكز الإعلام وخدمة المجتمعات
• الإنترنت

المقدمة المثيرة أو العنوان الهام : وهو إما أن يكون:

أ ) مقدمة استفهامية أو أسلوب التعجب .
ب) مقدمة مفاجئة .
ج) مقدمة مقتبسة.

وذلك لجذب انتباه القارئ إلى الدخول في التفاصيل والبحث عن تفاصيل الموضوع.

ويستحسن أن يبدأ المحرر في كتابة أهم ما في الخبر من أحداث ويتدرج بعد ذلك إلى التفاصيل لذا ينبغي عليه أن يرتب إجابته على أدوات الاستفهام بالإجابة التي تحقق أكبر قيمة خبرية فإذا كانت شخصية مشهورة ترعى احتفال ما بالمدرسة ينبغي على الطالب أن يبدأ الخبر بذكر الشخصية ولا يؤخرها حتى النهاية على اعتبار النظرية الإعلامية ( الأسماء تصنع الأخبار ) .

ثانيا : فن التحقيق الصحفي

وهو الفن الذي يسعى إلى تقصي الحقائق ودراستها وتدعيمها بالبيانات والإحصاءات والصور والرسوم والخرائط ... إلخ التي تيسر الفهم لكافة المستويات الثقافية وغالباً ما تكون أطرافه متباينة الرأي .

الغرض من التحقيق الصحفي:
هو التفسير الاجتماعي للأحداث والتحليل النفسي للأشخاص الذين اشتركوا في الحدث أو صنعوه أو شاهدوه .

ومن موضوعات التحقيق:
العادي والمألوف من الموضوعات:
- الموضوعات الموسمية .
- الموضوعات التوجيهية .
- الموضوعات التعليمية .
- موضوعات الفنون والصنائع .
- غير العادي أو المألوف من الموضوعات .

بناء التحقيق:
يصاغ التحقيق على الخطة التالية:-
1) المقدمة: وهي الأساس في نجاح التحقيق الصحفي وهي على أنواع مثل التي ذكرناها في مقدمة الخبر .
2) صلب التحقيق: وفيه يعتمد الكاتب على الإدلاء بما لديه من معلومات وبيانات مثمرة مورداً الأمثلة والشواهد المؤيدة لذلك ويراعي التناسب الكامل بين أجزاء التحقيق .
3) خاتمة التحقيق: وهي آخر ما يستقر في ذهن القارئ وهي لا بد أن تكون ملخصاً للحقائق الأساسية لموضوع التحقيق أو تأكيداً للقضية الهامة التي نشر من أجلها مع التنبيه على أهمية أن لا يذكر المحرر رأيه عن الموضوع أو القضية ، أما إذا أراد ذكر رأيه فعليه أن يخصص عموداً لرأيه في نفس صفحة التحقيق إن أمكن.

ثالثا : الحديث الصحفي

يعتبر من ألمع الفنون الصحفية وهو يعتمد على المهارة الشخصية في الحصول على المعلومات والأخبار ... ونظراً لاختلاف الأشخاص الذين يجري معهم اللقاء الصحفي فلا بد من توافر مميزات في المحرر الصحفي وهي:-
- الثقافة العامة والإطلاع المستمر .
- اللباقة والذكاء وحسن التصرف .
- القدرة على إحداث الانطباعات الحسنة والتأثير الملائم .
- أن يتمتع بفن إدارة الحديث .
- أن تكون لغته العربية سليمة وسهلة.

عناصر نجاح الحديث الصحفي:
1- أن يحدث المحرر التأثير الملائم في الشخص الذي يجري معه اللقاء وذلك بإظهار الأنس والاحترام والتعاطف .
2- أن يضع المحرر نفسه مكان القارئ فيقوم بطرح الأسئلة التي تدور في ذهنه فالقارئ يستهويه حب الاستطلاع لكل شيء .
3- أن يلجأ إلى طرح أسئلة مثيرة للاهتمام وأن يدع الحديث يأخذ مجراه الطبيعي فهذا يؤدي إلى نجاحه .
4- أن يقوم باتصال تمهيدي قبل عقد المقابلة الصحفية بحيث يعطيه فكرة عن الأسئلة حتى لا يفاجأ بها .
5- التحضير والإعداد والتخطيط المسبق للحديث من ألزم الأمور لنجاحه وأن يكثر في الأسئلة التي يرغب في طرحها وأن يضع في اعتباره .. تعمد الشخص في عدم الإجابة عن بعض الأسئلة أو يتهرب من الإجابة عليها .

بناء الحديث الصحفي:-
يقوم على الآتي:-
1 ) صدر الحديث: وهي التي تحتوي على أهم عناصر الحديث مع التركيز على وصف المكان أو وصف الشخص أو بيان الحد العام حسب نوعية الحديث مع أهمية التعريف بالشخص الذي يجري معه الحوار خصوصاً إذا لم يكن شخصية معروفه لدى جمهور القراء.
2 ) صلب الحديث: ويكتب بطريقة السرد المباشر حيناً وغير المباشر أحياناً أخرى ويجيب فيه عن الأسئلة التي تهم الموضوع .
وبالإضافة إلى أسلوب السؤال والجواب يمكن اعتماد طريقة توزيع الحوار إلى أفكار وعناوين وتكتب أراء الشخص المحاور تحتها وفق ترتيب منطقي ومنتظم.

رابعا : فن المقال

أنواع المقال:-
1 - المقال الأدبي: ويمتاز بجزالة اللفظ وانتقاء العبارة والتعبير الذاتي .
2 - المقال العلمي: ويمتاز بالتعبير المباشر عن الحقائق العلمية أو التعبير الموضوعي .
3 - المقال الصحفي : ويمتاز باللفظ السهل البسيط ويعبر عن المواقف تعبيراً عملياً قريباً من لغة التفاهم العادية .
4 - المقال الذاتي: ويبنى على التأمل العميق والتجربة الذاتية والتألق في الأسلوب .
5 - المقال الموضوعي : ويبنى على العناية بالمضمون والمحتوى ويهتم بالتعبير المباشر ومن خصائصه الوضوح والدقة والقصد وتسمية الأشياء بمسمياتها والتقيد بالمنطق في العرض والجدل وتقديم المقترحات واستخراج النتائج .

من أنواع المقال ما يلي:-
1 - المقال النقدي .
2 - المقال الاجتماعي .
3 - المقال التاريخي .
4 - المقال الوصفي للرحلات .
5 - مقال السيرة .... الخ

بناء المقال:-
1 - العنوان : ويختار كاتب المقال عنوانا جذاباً ومعبراً عن المضمون.
2 - المقدمة ... أو المدخل .. وعرض الفكرة .
3 - الاستدلال بالشواهد والأدلة لتدعيم الفكرة .
4 - النتيجة أو الخلاصة أو ما يجب أن يهدف إليه الكاتب .

وكلما كان المقال مرتبطاً بشكل عضوي بالموضوع مستوعباً لكل جوانبه مدركاً مختلف زواياه جاء المقال صادقاً ويؤدي الغرض منه بسهولة من حيث مدى الاستيعاب .



خامساً : العمود الصحفي أو الزاوية

هو المادة الصحفية التي تتسم بطابع صاحبها في أسلوب التفكير وأسلوب التعبير وتنشر بانتظام تحت عنوان ثابت وفي مكان ثابت وبتوقيع ثابت . وبجمال الأسلوب من حيث اختيار الألفاظ والتعبير الخلاق أو التهكم اللاذع والسخرية ويأخذ في الإخراج الصحفي السليم الجانب الأيسر من الصحيفة .

أنواع العمود الصحفي ( أو الزاوية ) :
أ ) عمود قائم على استفسارات القراء .
ب ) عمود قائم على رأي في مشكلة اجتماعية .
ج ) عمود قائم على رأي في مشكلات شخصية .
د ) عمود قائم على تغطية جوانب تربوية.

وهذا الفن هو من أكثر فنون الكتابة استخداماً في الصحافة المدرسية حيث يتيح الفرصة للطلاب الكتابة والتعبير الذاتي وإبداء الرأي .

سادساً : فن التقرير الصحفي

هو مادة صحفية تقريريه تعتمد على المعلومات المجردة من الرأي والمدعمة بالأدلة والصور ويمكن تصنيف التقارير إلى إخبارية وتحليلية ووصفية وتاريخية وعلمية وبحسب المضمون ، ويمكن اعتماد أسلوب التقرير المصور وهو عبارة عن مجموعات صور حول موضوع واحد أو منشأة واحدة أو خبر واحد .

سابعاً : فن عرض الكتب أو البحوث

يقوم الطالب من خلال هذا الفن بتناول كتاب أدبي أو علمي أو بحث علمي أكاديمي ، من حيث التعريف بالمؤلف والمواضيع التي يتناولها الكتاب أو البحث على أن يتخذ في ذلك أسلوبا مشوقاً يدفع الطلاب نحو قراءة مادته أو اقتنائه وعلى ذلك ينبغي أن تكون الكتب والبحوث المعروضة من خلال الصحافة المدرسية مناسبة تربوياً .

شكرا جزيلا على المعلومات المفيدة حقا اختي رميساء

la chokra 3ala wajib nahno
:شكرا لمروركم: