سوسو*
عضو متميز
- رقم العضوية :
- 8233
- البلد/ المدينة :
- زريبة الوادي
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2099
- نقاط التميز :
- 2568
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/12/2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــــه ،،،
يسعدني أن ألتقي بالأعضاء الكرام في موضوعي الجديد وأتمني أن ينال القبول والإعجاب وهو عن :
الـرحمـــــــــــــــة ..!
بسم الله الرحمن الرحيم ، بداية حديث المسلمين في كل مكان , وبداية لأي عمل مبارك فيه ..!
بسم الله مقرونة بأعظم صفاته جل علاه .. الرحمن الرحيم ..الرحيم الذي يرحم عباده منذ بدء الخليقة إلى أن تشرق الشمس من مغربها .
الرحمة هي القاسم المشترك بين جميع الأنبياء ورسل الدعوة صلوات الله عليهم أجمعين ، وهي أساس الدين القويم الكامل الجامع بين الرحمة والحكمة رحمة في إصلاح الخلق ، وحكمة في سلوك الطريق الموصل إلى هذا الإصلاح .
هي دعاء المسلم حين تشد به الأزمات فيلجأ إلي خالقة طالباً منه الرحمة عز وجــــل .
وهي دعاء الأنبياء منذ خلق آدم عليه السلام ، حتى بعث محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام .
دعا بها آدم وحواء :
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَّمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ) .
التراحم بين الناس أيها الكرام ، فضيلة من أعظم الفضائل الإنسانية وأجلها قدراً وأبقاها أثراً ، وأوفرها عند الله جزاءاً وشكراً .
بها يسعد المجتمع الإنسانى ويسوده الأمن والاطمئنان ويعمه الرخاء والسلام .
الرحمة تلك التي ترقق قلوبنا وتوثق عرى علاقاتنا بمن حولنا فنعطف على صغيرنا , ونحنو على كبيرنا , ونمد يد المساعدة لكل ملهوف ومحتاج ومسكين وفقير ويتيم .
الرحمة هي تلك التي تجعل صلة العبد بربه مربوطة برباط الثقة في غفرانه ، فلا نيأس حين نخطىء ليقيننا أن رحمة الله لنا ستغفر زلاتنا وذنوبنا .
كتب الله على نفسه الرحمة ، ولم يخفيها عنا بل أخبرنا بها لتطمئن نفوسنا ، ونعلم أن مايصيبنا ماهو إلا رحمة من الله سبحانه وتعالى لنا .
وفي الحديث :
أخبرنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه .
تسعة وتسعين جزءاً من الرحمة عند رب العباد وجزءاً واحدا هو المقسم بيننا على الأرض ، رحمة الأم بأبنائها , والأب على أولاده ، والرحمة فيما بيننا جميعاً ماهي إلا جزءاً واحداً من تسعة وتسعين جزء يملكها سبحانه جل شانه .
ورحمة الله لاتقدر ولاتحصى حيث أخبرنا سبحانه وتعالى أن رحمته تسع كل شىء : (ورحمتي وسعت كل شيء)
رحمة بالغة وهبتنا الحياة التي وجدنا فيها الآن , رحمة في وجود البشرية في حد ذاتها ، وخلقنا من العدم ومن ثم تهيئة كل سبل الحياة لنا .
كما أن إرسال الرسل لهدايتنا للحق والإيمان لهو رحمة كبرى وشفقة على حالنا ، وقلوبنا وإخراجاً لها من ظلمات الضلال لنور الإيمان .
لقد أمرنا الإسلام بأن تكون تصرفاتنا متبوعة بالرحمة مقرونة برقة القلب والشفقة ، وأوجبها علينا للحيوان , حيث أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن تلك المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها . فعوقبت بالنار لقسوة قلبها وزوال الرحمة منه .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) .
ولنتوقف هنا :
جاء في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا (بُسْتَانًا) لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ "مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟" فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ "أَفَلاَ تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ"
فإذا كانت الرحمة واجبة على الحيوان فكيف إذن بالإنسان .. ؟
عندما نفقد الرحمة فيما بيننا تتلوث علاقات المودة والمحبة والأخوة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى , ووثق عراها المصطفى صلى الله عليه وسلم .
بالرحمة تنزل في قلوب المسلمين جميعا الطمأنينة وتتآلف قلوبهم معا فلا نجد بيننا ، من يتصيد أخطاء المسلمين لينشرها ويتلذذ بفضح الناس ونشر أخطائهم ووالله إن تلك الصفات لهي من أشد آفات المجتمع ومن العلل التي تعصف به وتزلزل كيانه وبناؤه .. كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي )
لقد أرسل الله لنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، رحمة وهدى وقدوة نقتدي بها فيما بيننا ونتبع ما هدانا إليه وماكان يسير عليه في تعاملاته مع الصحابه والمسلمين .
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِيْنَ)
لولا رحمة الرسول الكريم بنا ورقة قلبه لما انتشر الإسلام وإنتصر لقد قال عنه سبحانه وتعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) .
وهكذاهو الانسان الفظ .. الغليظ القلب ، القاسي والمتكبر والمتسلط فلن يجد له مكان في قلوب الناس ، لقد تحجرت قلوب وقست قلوب فانتشر الفساد وعم البلاء وإنهارت الكثير من الأخلاقيات .
إن انتشار الفساد في عالمنا العربي المسلم تحديداً بهذه الصورة المخيفة ، هو ناتج عن قسوة القلوب ، ونقص في الإبمان وإنهيار في الأخلاق .
ولم يعد المجتمع المسلم يحمل تلك الصورة التي كانت عليه من قبل , والتي قدرها لنا المولى عز وجل وأرسى قواعدها رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام .
فأصبح الجميع في حاجة دائمة للعيش في كنف رحيم وإلى رعاية وبشاشة ورقة قلب ، فنحن في حاجة ماسة إلى العطاء ومن يشاركنا الهموم .. نحتاج إلى الرعاية والإهتمام والعطف والشفقة
باختصار نحتاج إلى القلب الكبير الذي يحمل جزءاً من رحمة الله .. نحتاج لنفس حية توقظ قلوبنا من سباتها وترققها لتمتلىء بالرحمة .
إن المسلم الحقيقي هو من يكون رحيماً شفوقاً رفيقاً بإخوانه المسلمين ، يحب لهم كل ما يحبه لنفسه من خيرات .
ألسنا أمة الرحمـــــــــة والهـــــــــــدى ..؟
خير ما أختم به :
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله ))
يدل هذا الحديث بمنطوقه على أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء )) .
أسأل العلى القدير أن يرزفني وإياكم قلوباً عامرة بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .. قلوب مملوءة بالرحمة والشفقة
يسعدني أن ألتقي بالأعضاء الكرام في موضوعي الجديد وأتمني أن ينال القبول والإعجاب وهو عن :
الـرحمـــــــــــــــة ..!
بسم الله الرحمن الرحيم ، بداية حديث المسلمين في كل مكان , وبداية لأي عمل مبارك فيه ..!
بسم الله مقرونة بأعظم صفاته جل علاه .. الرحمن الرحيم ..الرحيم الذي يرحم عباده منذ بدء الخليقة إلى أن تشرق الشمس من مغربها .
الرحمة هي القاسم المشترك بين جميع الأنبياء ورسل الدعوة صلوات الله عليهم أجمعين ، وهي أساس الدين القويم الكامل الجامع بين الرحمة والحكمة رحمة في إصلاح الخلق ، وحكمة في سلوك الطريق الموصل إلى هذا الإصلاح .
هي دعاء المسلم حين تشد به الأزمات فيلجأ إلي خالقة طالباً منه الرحمة عز وجــــل .
وهي دعاء الأنبياء منذ خلق آدم عليه السلام ، حتى بعث محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام .
دعا بها آدم وحواء :
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَّمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ) .
التراحم بين الناس أيها الكرام ، فضيلة من أعظم الفضائل الإنسانية وأجلها قدراً وأبقاها أثراً ، وأوفرها عند الله جزاءاً وشكراً .
بها يسعد المجتمع الإنسانى ويسوده الأمن والاطمئنان ويعمه الرخاء والسلام .
الرحمة تلك التي ترقق قلوبنا وتوثق عرى علاقاتنا بمن حولنا فنعطف على صغيرنا , ونحنو على كبيرنا , ونمد يد المساعدة لكل ملهوف ومحتاج ومسكين وفقير ويتيم .
الرحمة هي تلك التي تجعل صلة العبد بربه مربوطة برباط الثقة في غفرانه ، فلا نيأس حين نخطىء ليقيننا أن رحمة الله لنا ستغفر زلاتنا وذنوبنا .
كتب الله على نفسه الرحمة ، ولم يخفيها عنا بل أخبرنا بها لتطمئن نفوسنا ، ونعلم أن مايصيبنا ماهو إلا رحمة من الله سبحانه وتعالى لنا .
وفي الحديث :
أخبرنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه .
تسعة وتسعين جزءاً من الرحمة عند رب العباد وجزءاً واحدا هو المقسم بيننا على الأرض ، رحمة الأم بأبنائها , والأب على أولاده ، والرحمة فيما بيننا جميعاً ماهي إلا جزءاً واحداً من تسعة وتسعين جزء يملكها سبحانه جل شانه .
ورحمة الله لاتقدر ولاتحصى حيث أخبرنا سبحانه وتعالى أن رحمته تسع كل شىء : (ورحمتي وسعت كل شيء)
رحمة بالغة وهبتنا الحياة التي وجدنا فيها الآن , رحمة في وجود البشرية في حد ذاتها ، وخلقنا من العدم ومن ثم تهيئة كل سبل الحياة لنا .
كما أن إرسال الرسل لهدايتنا للحق والإيمان لهو رحمة كبرى وشفقة على حالنا ، وقلوبنا وإخراجاً لها من ظلمات الضلال لنور الإيمان .
لقد أمرنا الإسلام بأن تكون تصرفاتنا متبوعة بالرحمة مقرونة برقة القلب والشفقة ، وأوجبها علينا للحيوان , حيث أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن تلك المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها . فعوقبت بالنار لقسوة قلبها وزوال الرحمة منه .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) .
ولنتوقف هنا :
جاء في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا (بُسْتَانًا) لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ "مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟" فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ "أَفَلاَ تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ"
فإذا كانت الرحمة واجبة على الحيوان فكيف إذن بالإنسان .. ؟
عندما نفقد الرحمة فيما بيننا تتلوث علاقات المودة والمحبة والأخوة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى , ووثق عراها المصطفى صلى الله عليه وسلم .
بالرحمة تنزل في قلوب المسلمين جميعا الطمأنينة وتتآلف قلوبهم معا فلا نجد بيننا ، من يتصيد أخطاء المسلمين لينشرها ويتلذذ بفضح الناس ونشر أخطائهم ووالله إن تلك الصفات لهي من أشد آفات المجتمع ومن العلل التي تعصف به وتزلزل كيانه وبناؤه .. كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي )
لقد أرسل الله لنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، رحمة وهدى وقدوة نقتدي بها فيما بيننا ونتبع ما هدانا إليه وماكان يسير عليه في تعاملاته مع الصحابه والمسلمين .
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِيْنَ)
لولا رحمة الرسول الكريم بنا ورقة قلبه لما انتشر الإسلام وإنتصر لقد قال عنه سبحانه وتعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) .
وهكذاهو الانسان الفظ .. الغليظ القلب ، القاسي والمتكبر والمتسلط فلن يجد له مكان في قلوب الناس ، لقد تحجرت قلوب وقست قلوب فانتشر الفساد وعم البلاء وإنهارت الكثير من الأخلاقيات .
إن انتشار الفساد في عالمنا العربي المسلم تحديداً بهذه الصورة المخيفة ، هو ناتج عن قسوة القلوب ، ونقص في الإبمان وإنهيار في الأخلاق .
ولم يعد المجتمع المسلم يحمل تلك الصورة التي كانت عليه من قبل , والتي قدرها لنا المولى عز وجل وأرسى قواعدها رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام .
فأصبح الجميع في حاجة دائمة للعيش في كنف رحيم وإلى رعاية وبشاشة ورقة قلب ، فنحن في حاجة ماسة إلى العطاء ومن يشاركنا الهموم .. نحتاج إلى الرعاية والإهتمام والعطف والشفقة
باختصار نحتاج إلى القلب الكبير الذي يحمل جزءاً من رحمة الله .. نحتاج لنفس حية توقظ قلوبنا من سباتها وترققها لتمتلىء بالرحمة .
إن المسلم الحقيقي هو من يكون رحيماً شفوقاً رفيقاً بإخوانه المسلمين ، يحب لهم كل ما يحبه لنفسه من خيرات .
ألسنا أمة الرحمـــــــــة والهـــــــــــدى ..؟
خير ما أختم به :
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله ))
يدل هذا الحديث بمنطوقه على أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء )) .
أسأل العلى القدير أن يرزفني وإياكم قلوباً عامرة بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .. قلوب مملوءة بالرحمة والشفقة