الفقيرة لعفو ربها
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 7169
- البلد/ المدينة :
- أرض الجود
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 455
- نقاط التميز :
- 622
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/12/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
الشباب زهرة الحياة والمجتمع، تمدّه بأريجها العطر، لتنعش أنفاسه وتنشر الحيوية في أوصاله، ولكن شتان بين أزهارنا في الماضي والحاضر، فقد كانت تلك الأزهار متفتحة تفوح بعطر الإيمان والطاعة والمودة والصفاء، وما إن مرّت الأيام، حتى أخذت تذبل كثير من هذه الأزهار المتفتحة، وتنكمش ويزداد شوكها وتفقد أريجها يوما بعد يوم.
فقد ابتعد شبابنا عن نهج الله وشرعه، وتركوا طريق الهدى والنور، وساروا يتخبطون في طريق الظلمات، فكثير من شبابنا في هذه الأيام تركوا فرائض الإسلام وأركانه، بل حتى لا يعرفوها ولا يعرفوا كيف تؤدى، وليس هذا فحسب، فهم هجروا القرآن ولا يفتحوه، ولا يعرفوا كيف يقرؤوه، وأخذت ألسنتهم بدلا من حفظ القرآن وتلاوته تطاول سبا لله ولدينه في حديثهم سواء كانوا مازحين أو في حالة غضب، فأين هم من دين الله؟ وكيف لهم أن يهتدوا بغير هدى الله؟؟!!!!
وما إن ابتعدوا عن نهج الله وشرعه، حتى أخذت أقدامهم تزلّ وتسير بهم إلى الشرّ والفتنة والفساد، إلى الولع بالغرب وعاداته وتقاليده وموضاته، فاللباس أصبح غربيّا، وقصة الشعر أصبحت غربيّة، والطعام المفضل غربيّ، بل حتى الكلام لا يحلو إلا بالصبغة الغربية، والأمرّ من ذلك و الأدهى أن أصبح ممثلوا الغرب ومغنوهم الساقطين المنحطين قدوة لأبناء المسلمين و محط أنظارهم، ويقلدوهم في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم. فمرض الغرب تفشّى في جسم البلاد الإسلامية، وأخذ يقتل روح الإسلام في النفوس، ليتركنا أجسادا بلا أرواح، فهيهات هيهات لنا أن نقضي على هذا الوباء الخطير، قبل أن يقضي على آخر رمق فينا.
الأخلاق انحطت عند كثير من شبابنا، والفساد عمّ في بلادنا، فالشاعر يقول:
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
ولكن من أين لنا هذا وأخلاق أبناءنا وبناتنا تسقى بماء الغرب السام القاتل؟!!! وتُرك ماء الفضيلة والكرامة التي حبانا الله عز وجل بها، وفضلنا بها على غيرنا.
ومن الطبيعي أن يقودنا هذا الولع بالغرب إلى أسوأ التصرفات، وإلى أخلاق منحطة وأعمال مخزية تحط رؤوسنا في التراب، وتثير في أنفسنا الخجل من أن نرفع رؤوسنا عاليا لنرى العالم المحيط بنا؛ فغض البصر لم يبق له عند معظم شبابنا أثر، والحياء من النفوس تبخر، والرذيلة أخذت تسابق الفضيلة، والنفوس انحطت وسارت خلف شهواتها دون رادع، فحالنا حقا لا يوصف باللسان، ولا يقدر على استيعابه العقل ولا الجنان.
وفي هذا الحال البئيس الذي نعيش، أين سنجد الشباب التقي المتعلم، المبدع الراقي المتقدم، الذي يقع على عاتقه بناء المجتمع والنهوض به، فقد أصبح التعليم بين معظم شبابنا في أيامنا هذه شهادة تشرى بالمال، فبقدر ما تدفع مالا تأخذ شهادات وتصبح ذا قيمة وقدر، وتُفتح لك أبواب الجامعات ومن بعدها الشركات والإدارات والمؤسسات، ولن ننسى دور المحسوبية والواسطات في بناء اسوأ المجتمعات. فإذا أراد أحدنا أن يبحث عن طالب علم يدرس لأجل العلم وحده، أو لأجل العلم والشهادة معا، يحتاج إلى تنقيب طويل في جامعاتنا، كما ينقب الخبراء عن المعادن النقية في باطن الأرض وطبقاتها. فبكل أسف ومرارة أقولها أن شبابنا المسلم نسي أن "من سار طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وأن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء، فشتان بين الإرثين، وشتان بين العلم الذي يدخل مع صاحبه قبره والمال الذي يتركه ميراثا يذهب لمن خلفه.
حقا إن الكلام ليعجز عن الوصف، واللسان يعجز عن التعبير عن هذا الواقع المؤلم المرير الذي لحق بأمتنا وبشبابها لبعدنا عن ديننا، وسيرنا على آثار الغرب وفي طرقاتهم والتي ألحقت بنا صنوف الذل والخزي والعار، والتي حتما ستوصلنا نهاية إلى الهلاك إن بقينا على هذا الحال.
فعودوا شبابنا إلى طريق النور والحق، طريق العزة الذي رسمه لنا الخالق جل وعلا، لنصل به إلى أعلى مراتب العزة والشرف، فمن ابتغى العزة بغير الإسلام سلط الله عليه ذلا لا ينزعه عنه حتى يتراجع عما هو عليه من الضلال، ويعود إلى الخير خطوة خطوة، كما سار إلى الشر خطوة خطوة.
منقول للفائدة
الشباب زهرة الحياة والمجتمع، تمدّه بأريجها العطر، لتنعش أنفاسه وتنشر الحيوية في أوصاله، ولكن شتان بين أزهارنا في الماضي والحاضر، فقد كانت تلك الأزهار متفتحة تفوح بعطر الإيمان والطاعة والمودة والصفاء، وما إن مرّت الأيام، حتى أخذت تذبل كثير من هذه الأزهار المتفتحة، وتنكمش ويزداد شوكها وتفقد أريجها يوما بعد يوم.
فقد ابتعد شبابنا عن نهج الله وشرعه، وتركوا طريق الهدى والنور، وساروا يتخبطون في طريق الظلمات، فكثير من شبابنا في هذه الأيام تركوا فرائض الإسلام وأركانه، بل حتى لا يعرفوها ولا يعرفوا كيف تؤدى، وليس هذا فحسب، فهم هجروا القرآن ولا يفتحوه، ولا يعرفوا كيف يقرؤوه، وأخذت ألسنتهم بدلا من حفظ القرآن وتلاوته تطاول سبا لله ولدينه في حديثهم سواء كانوا مازحين أو في حالة غضب، فأين هم من دين الله؟ وكيف لهم أن يهتدوا بغير هدى الله؟؟!!!!
وما إن ابتعدوا عن نهج الله وشرعه، حتى أخذت أقدامهم تزلّ وتسير بهم إلى الشرّ والفتنة والفساد، إلى الولع بالغرب وعاداته وتقاليده وموضاته، فاللباس أصبح غربيّا، وقصة الشعر أصبحت غربيّة، والطعام المفضل غربيّ، بل حتى الكلام لا يحلو إلا بالصبغة الغربية، والأمرّ من ذلك و الأدهى أن أصبح ممثلوا الغرب ومغنوهم الساقطين المنحطين قدوة لأبناء المسلمين و محط أنظارهم، ويقلدوهم في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم. فمرض الغرب تفشّى في جسم البلاد الإسلامية، وأخذ يقتل روح الإسلام في النفوس، ليتركنا أجسادا بلا أرواح، فهيهات هيهات لنا أن نقضي على هذا الوباء الخطير، قبل أن يقضي على آخر رمق فينا.
الأخلاق انحطت عند كثير من شبابنا، والفساد عمّ في بلادنا، فالشاعر يقول:
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
ولكن من أين لنا هذا وأخلاق أبناءنا وبناتنا تسقى بماء الغرب السام القاتل؟!!! وتُرك ماء الفضيلة والكرامة التي حبانا الله عز وجل بها، وفضلنا بها على غيرنا.
ومن الطبيعي أن يقودنا هذا الولع بالغرب إلى أسوأ التصرفات، وإلى أخلاق منحطة وأعمال مخزية تحط رؤوسنا في التراب، وتثير في أنفسنا الخجل من أن نرفع رؤوسنا عاليا لنرى العالم المحيط بنا؛ فغض البصر لم يبق له عند معظم شبابنا أثر، والحياء من النفوس تبخر، والرذيلة أخذت تسابق الفضيلة، والنفوس انحطت وسارت خلف شهواتها دون رادع، فحالنا حقا لا يوصف باللسان، ولا يقدر على استيعابه العقل ولا الجنان.
وفي هذا الحال البئيس الذي نعيش، أين سنجد الشباب التقي المتعلم، المبدع الراقي المتقدم، الذي يقع على عاتقه بناء المجتمع والنهوض به، فقد أصبح التعليم بين معظم شبابنا في أيامنا هذه شهادة تشرى بالمال، فبقدر ما تدفع مالا تأخذ شهادات وتصبح ذا قيمة وقدر، وتُفتح لك أبواب الجامعات ومن بعدها الشركات والإدارات والمؤسسات، ولن ننسى دور المحسوبية والواسطات في بناء اسوأ المجتمعات. فإذا أراد أحدنا أن يبحث عن طالب علم يدرس لأجل العلم وحده، أو لأجل العلم والشهادة معا، يحتاج إلى تنقيب طويل في جامعاتنا، كما ينقب الخبراء عن المعادن النقية في باطن الأرض وطبقاتها. فبكل أسف ومرارة أقولها أن شبابنا المسلم نسي أن "من سار طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وأن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء، فشتان بين الإرثين، وشتان بين العلم الذي يدخل مع صاحبه قبره والمال الذي يتركه ميراثا يذهب لمن خلفه.
حقا إن الكلام ليعجز عن الوصف، واللسان يعجز عن التعبير عن هذا الواقع المؤلم المرير الذي لحق بأمتنا وبشبابها لبعدنا عن ديننا، وسيرنا على آثار الغرب وفي طرقاتهم والتي ألحقت بنا صنوف الذل والخزي والعار، والتي حتما ستوصلنا نهاية إلى الهلاك إن بقينا على هذا الحال.
فعودوا شبابنا إلى طريق النور والحق، طريق العزة الذي رسمه لنا الخالق جل وعلا، لنصل به إلى أعلى مراتب العزة والشرف، فمن ابتغى العزة بغير الإسلام سلط الله عليه ذلا لا ينزعه عنه حتى يتراجع عما هو عليه من الضلال، ويعود إلى الخير خطوة خطوة، كما سار إلى الشر خطوة خطوة.
منقول للفائدة