منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+33
azziz79
امال زهرة
amani ismahane
هارب من الأيام
zahra41
فطيمة
allmaza
اميرة القانون
الهامل الهامل
جزائرية وأعتز
اناسرهام
العيد الميدة
ماريا
انفال سندس
batoul007
srigina
miloud53
li.youcef
camla12
SSV
ماريةسرين
منار
أم عبد الرحمن
سوسو*
حاج علي
DJABER
محمد وسيم
مصطفى05
منار الاسلام
د.بوترعة بلال
ياسمين05
نسرين إيدير
الفقيرة لعفو ربها
37 مشترك
الفقيرة لعفو ربها

الفقيرة لعفو ربها

عضو نشيط
رقم العضوية :
7169
البلد/ المدينة :
أرض الجود
المُسَــاهَمَـاتْ :
455
نقاط التميز :
622
التَـــسْجِيلْ :
07/12/2010
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 82004708
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

اخوتي في الله


قد يكون في ظن البعض أن الدعوة الى الله مقتصرة فقط على العلماء والمشايخ


وليس على كل من آمن بالله ووحده
هــذا بلا شك من التصورات الخاطئه والظن الغير مناسب ..




فقد قال الله في كتابه الكريم{كنتم خير أمةً أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }

انت الداعيه لهذا اليوم !!!! (دعوة للمشاركه الفعاله للدعوه لدين الله )



رأيت هذة الفكــرة في احـد المنتديات الاسلامية .. ونالت اعجابي وتقديري لقيمتها الغالية


جزى الله تعالى خير الجزاء صــاحب هذة البــادرة الحسنة




ܓ



ܓ





~{. الِْهَِدَِفِْ مِنِْ الِْمَِوِْضُِوِْعِْ .}~





* فرصــة لأن تفتح لنــا باب الدعوة الى دين الله عن طريق المنتديات ..باذنه تعالى

فنسير معـاً على درب العمــل لنيل رضى الله تعالى ولخدمة دينهـ ..


ولتصبح أوقــاتنــا معطرة بصحبة الرحمن وطاعته عز وجــل


*لا يخفى علينا فضل وأجر الدعوة الى الله عزوجل وقدوتنا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم


*زيادة الالفة بيننا .. والتعاون على الخير..




وكما قال عليهـ الصلاة والسلام




"فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" متفق عليه


ܓ



ܓ




~{. فِِــ كِْ ــِـرَِِةِ الِْمَِوْضُِوْعِْ .}~



يتم اختيـار عضو كل يوم بعد دعوته برسالة خاصة ـ ووضع شعــار الدعوة لهــ


فيقدم لنا موضوعـاً دعويـاً


او خاطرة دينية ..


كل ما نريدهـ هو موضوع دعوي بسيط ذات قيمة يتم اختياره من قبل العضو المرشح ..


وله الحق في الرجوع الى اي موضوع طرح في القسم الاسلامي ..



كمـا أن الاطالة في الموضوع ليست مطلب الا اذا رأى أن الامر يتطلب ذالك



في النهايه الحصيله هي ستبقى كلماته وموضوعه الدعوي مسطر له ان شاء الله,

نريد ان نذكر بعضنا البعض, بالنصيحة لله والموعظه وذكر عظمة الله ونعمه علينا,




أو حديث عن الرسول أو آيه والتعليق عليها...


او حدث حصل لهـ او امامهـ... به عظه وموعظة للاخرين ..


باسلوبه دون الاعتماد على النقل بشكل مباشر..


وارجوا مراعاة تنسيق الموضوع ليكون اقرب الى النفس ..





وأخٌِـِِّـِِّير .|/,,





إن من أهم ما يجب على الداعية


أن يتحلى في دعوته بالإخلاص حتى يقبل عمله و تثمر دعوته ..


فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..


فإذا كانت دعوته من أجل الله تعالى والحصول على رضاه نال بذلك الأجر..


ومــا من كاتب إلا سيمضي ويبقى الدهــر ماكتبت يداهـ


فــلا تكتب بيمينك إلا مـا يسرك يوم القيــامة أن تـراهـ


كلي يقين بان الفكره طيبه.. لذا اسال الله تعالى ان يوفقنــا الى كل ما يحبهـ ويرضــاهـ


*على حامل اللقب أن يسبق عناوين مواضيعه الدعوية بـ





"داعية اليوم"




ملاحظه :
يعطى مهله للعضو يومين وادا لم يستجيب يغير العضو لتفاعل الموضوع واستمراره وللفائده
مع تمنياتنا للجميع بالمضي قدماً نحو الطريق القويم ..
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد

فطيمة

عضو محترف
المُسَــاهَمَـاتْ :
3622
التَـــسْجِيلْ :
18/10/2010
اشكرك اخيتي على هذا الموضوع الرائع
والمثمر والذي فيه صلاح الامة
واشكر الاخوة الكرام على ما قدموه من مواضيع في المستوى
جزاهم الله خيرا
وبارك الله فيكم جميعا أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 601903
 
فطيمة

فطيمة

عضو محترف
رقم العضوية :
6494
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
استاذة في اللغة العربية
المُسَــاهَمَـاتْ :
3622
نقاط التميز :
4317
التَـــسْجِيلْ :
18/10/2010
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 728666



اخواني اخواتي الاعزاء
امران غاية في الاهمية منتشران بيننا عند عامتنا ونستهين بهما كثيرا
والكثير منا ما لا يدرك عاقبتهما
الحلف بغير الله والتوسل والاستعانة بالمخلوق

1-الحلف بغير الله:
الحلف هو اليمين وهي توكيد الحكم بذكر معظمعلى وجه الخصوص
والتعظيم حق لله تعالىفلا يجوز الحلف بغيره والحلف بغير الله شرك
روىابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلمقال "من حلف بغير الله فقد كفراو اشرك"
وكما نرى اليوم اذا طلب من احدهم ان يحلف بالولي الذي يعظمه لم يحلف به الا اذا كان صادقا ، واذا طلب منه ان يحلف بالله حلف به وان كان كاذبا
فالحلف تعظيم للمحلوف به ولا يليق الا بالله ويجب توقير اليمين بالله فلا يكثر منها
كما قال الله تعالى"ولا تطع كل حلاف مهين"القلم10
وقال ايضا" واحفظوا ايمانكم "المائدة 89
اي لا تحلفوا الا عند الحاجةوفي حالة الصدق لان كثرة الحلف او الكذب فيها يدلان على الاستخفاف بالله
في الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلمقال" ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم "وجاء فيه:" ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه "رواه الطبراني
وكذلك يحرم الحلف بالله كاذبا وهي
الغموس(االتي تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار . وهي التي يحلفها على امر ماض كاذبا عالما(
وممن يحلف بغير الله بهم الكعبة ، النبي صلى الله عليه وسلم ، المساجد ، الوالدين ، الاولياء الصالحين .............
2- التوسل بالمخلوق الى الله تعالى:
وهو التقرب الى الشيء والتوصل اليه قال الله تعالى:" وابتغوااليه الوسيلة " المائدة 35
اي القربة اليه سبحانه وتعالى واتباع مرضاته
والتوسل قسمان:
القسم الاول:توسل مشروع:
مثل التوسل الى الله باسمائه وصفاته قال الله تعالى :" ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه.......... " الاعراف180
التوسل الى الله تعالى بالاعمال الصالحةوالايمان قال الله تعالى :" ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمناربنا فاغفر ذنوبنا.......... " آل عمران 193
التوسل الى الله بتوحيدهكما توسل يونس عليه السلام:"فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك " النبياء 87
التوسل الى الله باظهار الضعف والحاجة والافتقارالى اللهكما قال ايوب عليه السلام
التوسل الى الله بدعاء الصالحين الاحياء
التوسل الى الله بالاعتراف بالذنب
القسم الثاني : التوسل غير المشروع:
وهو التوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الاموات، والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، والتوسل
بذوات المخلوقين وحقهم
وهناك احاديث كاذبة يتبعها الناس مثل الحديث الذي فيه :" اذا سالتم الله فاسالوه بجاهي فان جاهي عند الله عظيم"
هو حديث مكذوب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها
وكذلك الحديث الذي يقول " اسالك بحق السائلين" فهو حديث لم يثبت وهو حديث ضعيف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله "
والاستغاثة هي طلب الغوث وهو ازالة الشدة
فكره النبي ان يستعمل هذا اللفظ في حقه لانه من حق الله فقط

اعاذنا الله واياكم من هذه التصرفات الشائعة في مجتمعنا
 
تقييم المساهمة: 100% (2)
إقتباسرد
avatar

zahra41

عضو جديد
البلد/ المدينة :
souk ahras
المُسَــاهَمَـاتْ :
1
نقاط التميز :
1
التَـــسْجِيلْ :
03/02/2011
حديث شريف يصف حالنا الآن


قال رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم

يأتي زمان علي أمتي يحبون

خمس وينسون خمس ...

يحبون الدنيا وينسون الآخرة


يحبون المال وينسون الحساب


يحبون المخلوق

وينسون الخالق يحبون

القصور وينسون القبور

يحبون المعصية

وينسون التوبة فإن كان الأمر

كذلك


ابتلاهم الله بالغلاء والوباء

وموت


الفجأة وجور الحكام






قال رسول الله صلى الله عليه


وآله وسلم:- 'من صلى علي


في يوم ألف صلاة




لم يمت حتى يبشر بالجنة '

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :




'من صلى علي في يوم مائة

مرة قضى الله


له مائة حاجة :سبعين منها



لآخرته وثلاثين منها لدنياه '

و
قال صلى الله عليه وآله وسلم :




-'من صلى على حين يصبح




عشرا وحين يمسى




عشرا أدركته شفاعتي يوم





ال قيامة '

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :






-'من صلى علي واحدة صلى



الله عليه عشر


صلوات وحط عنه عشر




خطيئات ورفع له عشر درجات
'

وقال صلى الله عليه وآله وسلم




'ما من أحد يسلم علي إلا رد





الله علي روحي حتى أرد عليه




السلام '

وقال صلى الله عليه وآله وس لم






- 'إن أولى



النا س بي يوم القيامة أكثرهم



علي صلاة '


 
ماريا

ماريا

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر باتنة
المُسَــاهَمَـاتْ :
178
نقاط التميز :
217
التَـــسْجِيلْ :
01/10/2010
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 739317
"""""""""" الستــــــــــــــــــــرة """"""""""""""
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه،
ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،
ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة "
وعليه اخي الفاضل اختي القاضلة
إذا رأى كل واحد منا من أخيه في الله عورة يعني معصية
بل يسترها عليه وينصحه ويوجهه إلى الخير
ويدعوه إلى التوبة إلى الله من ذلك ولا يفضحه بين الناس
ومن فعل هذا وستر على أخيه ستره الله في
الدنيا والآخرة لأن الجزاء من جنس العمل
أما الذين يظهرون المعاصي والفواحش ولا يستحون يظهرونها
بين الناس فهؤلاء فضحوا أنفسهم، فليسوا محلاً للستر
نسأل الله العافية
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 125175
كان في عهد سيدنا موسى عليه السلام
رجل من بني اسرائيل عاص لله تعالى ولم يترك الذنوب لمدة اربعين سنة
وفي سنة من السنوات تلك انقطع المطر ولم يعد هناك أي مظهر للحياة
خرج سيدنا موسى وبنوا اسرائيل ليصلوا صلاة الاستسقاء
وبالرغم من ذلك لم تنزل قطرة مطر
فسأل موسى الله تعالى
فقال له الله " لن ينزل المطر لأن بينكم عبد يعصيني منذ اربعين سنة
فبشئم معصيته منعتم المطر من السماء "
فقال موسى عليه السلام
وماذا نفعل؟
فدعا موسى عليه السلام وقال " يا بني اسرائيل بيننا رجل يعصي الله منذ اربعين سنة
وبشؤم معصيته منعنا المطر من السماء ولن ينزل المطر حتى يخرج "
فلم يستجب العبد ولم يخرج واحس العبد بالاحراج مع نفسه
وقال " يا رب انا اليوم اذا خرجت بين الناس فضحت وان بقيت سنموت من العطش
يا رب ليس امامي الا ان اتوب اليك واستغفرك ، فاغفر لي واسترني "
فنزل المطر فقال موسى عليه السلام " يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد "
فقال الله " نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني اربعين سنة"
فقال موسى عليه السلام " يا رب دلني عليه "
فقال الله له " يا موسى يعصيني اربعين سنة واستره ويوم يتوب الي افضحه "
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 125175
ولنسأل أنفسنا: كم مرة سترنا الله؟
يأيها المذنب الغارق في خطاياك؟
هل تعرف نعمة ستر الله عليك
هل تقدرها؟
وهل تشكر ربك الحليم الستير عليها؟!

الحمد لله على الإسلام
وعلى نعمة الستر
وعلى نعمة العافية!
اللهم أدمها علينا دنيا وآخرة يا كريم
آميــــــن
 
avatar

الهامل الهامل

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
51
نقاط التميز :
74
التَـــسْجِيلْ :
17/09/2010
فإن كثيراً من المسلمين اليوم تهاونوا بالصلاة، وأضاعوها حتى تركها بعضهم تركاً مطلقاً تهاوناً، ولما كانت هذه المسألة من المسائل العظيمة الكبرى التي ابتلى بها الناس اليوم، واختلف فيها علماء الأمة، وأئمتها، قديماً وحديثاً أحببت أن اكتب فيها ما تيسر.
ويتلخص الكلام في فصلين:
الفصل الأول: في حكم تارك الصلاة.
لفصل الثاني: فيما يترتب على الردة بترك الصلاة أو غيرها.
نسأل الله تعالى لأن نكون فيها موفقين للصواب.
الفصل الأول: حكم تارك الصلاة
إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، فقال الإمام أحمد بن حنبل: ( تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة، يقتل إذا لم يتب ويصل ). وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي: ( فاسق ولا يكفر ). ثم اختلفوا فقال مالك والشافعي: ( يقتل حداً.. ). وقال أبو حنيفة: ( يعزر ولا يقتل..).
وإذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع، فالواجب ردها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله . لقوله تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10]، وقوله: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59]. ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر، لأن كل واحد يرى الصواب معه، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى، وسنة رسوله . وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل عل كفر تارك الصلاة، الكفر الأكبر المخرج عن الملة.
أولاً: من الكتاب:
قال تعالى في سورة التوبة: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]. وقال في سورة مريم: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:60،59].
فوجه الدلالة من الآية الثانية، آية سورة مريم، أن الله قال: في المضيعين للصلاة، المتبعين للشهوات: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ فدل، على أنهم حين إضاعتهم للصلاة، واتباع الشهوات غير مؤمنين. ووجه الدلالة من الآية الأولى، آية سورة التوبة، أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين، ثلاثة شروط:
1- أن يتوبوا من الشرك.
2- أن يقيموا الصلاة.
3- أن يؤتوا الزكاة.
فإن تابوا من الشرك، ولم يقيموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا. وإن أقاموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا. والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية، فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر.
ألا ترى إلى قوله تعالى: في آية القصاص من القتل: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ [البقرة:178]، فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول، مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر، لقول الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93]. ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} إلى قوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]، فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة والطائفتين المقتتلتين، مع أن قتال المؤمن من الكفر، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود أن النبي قال: { سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر }. لكنه كفر لا يخرج من الملة، إذ لو كان مخرجاً من الملة، ما بقيت الأخوة الإيمانية معه. الآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال.
وبهذا علم أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة، إذ لو كان فسقاً أو كفراً دون كفر، ما انتفت الأخوة الدينية به، كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله.
فإن قال قائل: ( هل ترون كفر تارك إيتاء الزكاة كما دل عليه مفهوم آية التوبة؟ )
قلنا: ( كفر تارك إيتاء الزكاة، قال به بعض أهل العلم - وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ). ولكن الراجح عندنا أنه لا يكفر، لكنه يعاقب بعقوبة عظيمة، ذكرها الله تعالى في كتابه، وذكرها النبي في سنته، ومنها ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ، ذكر عقوبة مانع الزكاة، وفي آخره، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار، وقد رواه مسلم بطوله في: باب "إثم مانع الزكاة"، وهو دليل على أنه لا يكفر، إذ لو كان كافراً ما كان له سبيل إلى الجنة. فيكون منطوق هذا الحديث مقدماً على مفهوم آية التوبة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم، كما هو معلوم في أصول الفقه.
ثانياً: من السنة:
1- قال : { إن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة } [رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله، عن النبي ].
2- وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ، يقول: { العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].
والمراد بالكفر هنا، الكفر المخرج عن الملة، لأن النبي ، جعل الصلاة فصلاً بين المؤمنين والكافرين، ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام، فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين.
3- وفي صحيح مسلم، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي ، قال: { ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع }، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: { لا ما صلوا }.
4- وفي صحيح مسلم أيضاً، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ، قال: { خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم }، قيل: يا رسول الله: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: { لا ما أقاموا فيكم الصلاة }.
ففي هذين الحديثين الأخيرين، دليل على منابذة الولاة، وقتالهم بالسيف، إذا لم يقيموا الصلاة، ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم، إلا إذا أتوا كفراً صريحاً، عندنا فيه برهان من الله تعالى، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: دعانا رسول الله ، فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا، ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: { إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان } [متفق عليه]. وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي ، منابذتهم وقتالهم بالسيف كفرا بواحاً عندنا فيه من الله برهان.
ولم يرد في الكتاب والسنة أن تارك الصلاة ليس بكافر أو أنه مؤمن، وغاية ما ورد في ذلك نصوص تدل على فضل التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وثواب ذلك، وهي إما مقيدة بقيود في النص نفسه يمتنع معها أن يترك الصلاة، وإما واردة في أحوال معينة يعذر الإنسان فيها بترك الصلاة، وإما عامة فتحمل على أدلة كفر تارك الصلاة، لأن أدلة كفر تارك الصلاة خاصة والخاص مقدم على العام.
فإن قال قائل: ( ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحداً لوجوبها؟! ). قلنا: ( لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين:
الأول: إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به.
فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود. ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة، دون الإقرار بوجوبها لم يقل الله تعالى: فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة، ولم يقل النبي بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة. أو العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة، فمن جحد وجوبها فقد كفر. ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن الكريم، قال الله تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ [النحل:89]. وقال تعالى مخاطباً نبيه: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44].
الثاني: اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطاً للحكم:
فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك. فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط، وأركان، وواجبات، ومستحبات، لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافراً مع أنه لم يتركها.
فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها غير صحيح، وأن الحق أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، كما جاء ذلك صريحاً فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: أوصانا رسول الله : { لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تتركوا الصلاة عمداً، فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرج من الملة }.
وأيضاً فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة، فإن هذا الحكم عام، في الزكاة، والصيام، والحج، فمن ترك منها واحداً جاحداً لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل. وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري، فهو مقتضى الدليل العقلي النظري.
فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هو عمود الدين والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها. وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيماناً مع التارك.
فإن قال قائل: ( ألا يحتمل أن يراد الكفر في تارك الصلاة كفر بالنعمة لا كفر بالملة؟ أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر؟! ). فيكون كقوله : { اثنتان بالناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة في الميت }، وقوله: { سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر }، ونحو ذلك.
قلنا: هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه:
الأول: أن النبي جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان، وبين المؤمنين والكفار. والحد يميز المحدود ويخرجه عن غيره. فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر.
الثاني: أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام.. لأنه هدم ركنا من أركان الإسلام، بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلاً من أفعال الكفر.
الثالث: أن هناك نصوصا أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا من الملة.. فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق.
الرابع: أن التعبير بالكفر مختلف.. ففي ترك الصلاة قال: { بين الرجل وبين الشرك والكفر }، فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة - كفر - منكراً أو كلمة -كفر- بلفظ الفعل فإنه دال على أن هذا من الكفر، أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) ص 70 ط السنة المحمدية على قوله : { اثنتان في الناس هما بهم كفر }. قال: ( فقوله: { هما بهم كفر } أي هاتان الخصلتان هما - كفر - قائم بالناس فنفس الخصلتين - كفر - حيث كانتا من أعمال الكفر، وهما قائمتان بالناس، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافراً الكفر المطلق، حتى تقوم به حقيقة الكفر. كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته. وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله : { ليس بين العبد وبين الكفر، أو الشرك إلا ترك الصلاة، وبين كفر منكر في الإثبات } ) أ. هـ. كلامه.
فإذا تبين أن تارك الصلاة بلا عذر كافر كفراً مخرجاً من الملة بمقتضى هذه الأدلة، كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ [مريم:59]. وذكر ابن القيم في "كتاب الصلاة" أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي، وأن الطحاوي نقله عن الشافعي نفسه.
وعلى هذا القول جمهور الصحابة، بل حكى غير واحد إجماعهم عليه.
قال عبد الله بن شقيق: { كان أصحاب النبي لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة } [رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما].
وقال إسحاق بن راهويه الإمام المعروف: ( صح عن النبي ، أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي ، إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر ).
وذكر ابن حزم، أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة قال: ( ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة. نقله عنه المنذري في (الترغيب والترهيب) وزاد من الصحابة: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبا الدرداء رضي الله عنهم ). قال: ( ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم ) أ. هـ.
فإن قال قائل: ما هو الجواب عن الأدلة التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة؟
قلنا: الجواب أن هذه الأدلة لم يأت فيها أن تارك الصلاة لا يكفر، أو أنه مؤمن أو أنه لا يدخل النار، أو أنه في الجنة. ونحو ذلك. ومن تأملها وجدها لا تخرج عن خمسة أقسام كلها لا تعارض أدلة القائلين بأنه كفر.
القسم الأول: أحاديث ضعيفة غير صريحة حاول موردها أن يتعلق بها ولم يأت بطائل.
القسم الثاني: ما لا دليل فيه أصلاً للمسألة. مثل استدلال بعضهم، بقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [النساء:48]. فإن معنى قوله تعالى: مَا دُونَ ذَلِكَ ما هو أقل من ذلك، وليس معناه ما سوى ذلك، بدليل أن من كذب بما أخبر الله به ورسوله، فهو كافر كفراً لا يغفر له وليس ذنبه من الشرك. ولو سلمنا أن معنى مَا دُونَ ذَلِكَ ما سوى ذلك، لكان هذا من باب العام المخصوص بالنصوص الدالة على الكفر بما سوى الشرك والكفر المخرج عن الملة من الذنب الذي لا يغفر وإن لم يكن شركا.
القسم الثالث: عام مخصوص بالأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة. مثل قوله في حديث معاذ بن جبل: { ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار }. وهذا أحد ألفاظه وورد نحوه من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت وعتبان بن مالك رضي الله عنهم.
القسم الرابع: عام مقيد بما لا يمكن معه ترك الصلاة. مثل قوله ، في حديث عتبان بن مالك: { فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله } [رواه البخاري]. وقوله ، في حديث معاذ: { ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار } [رواه البخاري].
فتقييد الإتيان بالشهادتين بإخلاص القصد، وصدق القلب، يمنعه من ترك الصلاة، إذ ما من شخص يصدق في ذلك، ويخلص إلا حمله صدقه، وإخلاصه على فعل الصلاة. ولا بد فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي الصلة بين العبد وربه، فإذا كان صادقا في ابتغاء وجه الله، فلا بد أن يفعل ما يوصله إلى ذلك، ويتجنب ما يحول بينه وبينه، وكذلك من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه، فلا بد أن يحمله ذلك إلى الصدق على أداء الصلاة مخلصا بها لله تعالى متبعاً فيها رسول الله ، لأن ذلك من مستلزمات تلك الشهادة الصادقة.
القسم الخامس: ما ورد مقيدا بحال يعذر فيها بترك الصلاة. كالحديث الذي رواه ابن ماجة عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله : { يدرس الإسلام كما يدرس الثوب } - الحديث - وفيه. وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: ( أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها ) فقال له صلة: ( ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة ) فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: ( يا صلة تنجيهم من النار ) ثلاثاً.
فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار، كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام، لأنهم لا يدرون عنها، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه، وحالهم تشبه حال من ماتوا قبل فرض الشرائع، أو قبل أن يتمكنوا من فعلها، كمن مات عقيب شهادته، قبل أن يتمكن من فعل الشرائع، أو أسلم في دار الكفر فمات قبل أن يتمكن من العلم بالشرائع.
والحاصل أن ما استدل به من يرى كفر تارك الصلاة لا يقاوم ما استدل به من يرى كفره، لأن ما استدل به أولئك، إما أن يكون ضعيفاً غير صريح وإما ألا يكون فيه دلالة أصلاً، وإما أن يكون مقيداً بوصف لا يتأتى معه ترك الصلاة، أو مقيدا بحال يعذر فيها بترك الصلاة، أو عاماً مخصوصاً بأدلة تكفيره!.
فإذا تبين كفره بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم، وجب أن تترتب أحكام الكفر والردة عليه، ضرورة أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
الفصل الثاني: فيما يترتب على الردة بترك الصلاة أو غيره
يترتب على الردة أحكام دنيوية وأخروية:
أولاً: من الأحكام الدنيوية:
1- سقوط ولايته: فلا يجوز أن يولى شيئاً يشترط في الولاية عليه الإسلام، وعلى هذا فلا يولى على القاصرين من أولاده وغيرهم، ولا يزوج أحداً من مولياته من بناته وغيرهن.
وقد صرح فقهاؤنا رحمهم الله تعالى في كتبهم المختصرة والمطولة: أنه يشترط في الولي الإسلام إذا زوج مسلمة، وقالوا ( لا ولاية لكافر على مسلمة ). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا نكاح إلا بولي مرشد، وأعظم الرشد وأعلاه دين الإسلام، وأسفه السفه وأدناه الكفر والردة عن الإسلام. قال الله تعالى: وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة:130]. 2- سقوط إرثه من أقاربه: لأن الكافر لا يرث المسلم، والمسلم لا يرث الكافر، لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أن النبي ، قال: { لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم } [أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما].
3- تحريم دخوله مكة وحرمهما: لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28].
4- تحريم ما ذكاه من بهيمة الأنعام: (الإبل والبقر والغنم) وغيرها مما يشترط لحله الزكاة. لأن من شروط الذكاة: أن يكون المذكي مسلماً أو كتابياً (يهودياً أو نصرانياً)، فأما المرتد والوثني والمجوسي ونحوهم فلا يحل ما ذكاه.
قال الخازن في تفسيره: ( أجمعوا على تحريم ذبائح المجوس وسائر أهل الشرك من مشركي العرب وعبدة الأصنام ومن لا كتاب له ). وقال الإمام أحمد: ( لا أعلم أحداً قال بخلافه إلا أن يكون صاحب بدعة ).
5- تحريم الصلاة عليه بعد موته، وتحريم الدعاء له بالمغفرة والرحمة: لقوله تعالى: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84]. وقوله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114،113].
ودعاء الإنسان بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر بأي سبب كان كفره اعتداء في الدعاء، ونوع من الاستهزاء بالله، وخروج عن سبيل النبي والمؤمنين. وكيف يمكن لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعو بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر وهو عدو لله تعالى؟! كما قال عز و جل: مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ [البقرة:98]. فبين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الله تعالى عدو لكل الكافرين.
والواجب على المؤمن أن يتبرأ من كل كافر. لقوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [الزخرف:27،26]. وقوله تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4]. وليتحقق له بذلك متابعة رسول الله ، حيث قال الله تعالى: وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة:3].
ومن أوثق عرى الإيمان: أن تحب في الله، وتكره في الله، وتوالي في الله، وتعادي في الله، لتكون في محبتك، وكراهيتك، وولايتك، وعداوتك، تابعا لمرضاة الله عز وجل.
6- تحريم نكاحه المرأة المسلمة: لأنه كافر والكافر لا تحل له المرأة المسلمة بالنص والإجماع. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10].
قال في المغني 592/6: ( وسائر الكفار غير أهل الكتاب لا خلاف بين أهل العلم في تحريم نسائهم، وذبائحهم) قال: والمرتدة يحرم نكاحها على أي دين كانت، لأنه لم يثبت لها حكم أهل الدين الذي انتقلت إليه في إقرارها عليه ففي حلها أولى ).
وقال في باب المرتد 130/8: ( وإن تزوج لم يصح تزوجه لأنه لا يقر على النكاح، وما منع الإقرار على النكاح منع انعقاده كنكاح الكافر المسلمة ) [وفي مجمع الأنهر للحنفية آخر باب نكاح الكافر ص 202 ج1]: ( ولا يصح تزوج المرتد ولا المرتدة أحداً ) لإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ).
فأنت ترى أنه صرح بتحريم نكاح المرتدة، وأن نكاح المرتد غير صحيح، فماذا يكون لو حصلت الردة بعد العقد؟!.
قال: في المغني 298/6: ( إذا ارتد أحد الزوجين قبل الدخول انفسخ النكاح في الحال، ولم يرث أحدهما الآخر، وإن كانت ردته بعد الدخول انفسخ النكاح في الحال، ولم يرث أحدهما الآخر، وإن كانت ردته بعد الدخول ففيه روايتان: إحداهما: تتعجل الفرقة. والثاني تقف على انقضاء العدة ).
وفي المغني ص 639/6: ( أن انفساخ النكاح بالردة قبل الدخول قول عامة أهل العلم، واستدل له وأن انفساخه في الحال إذا كان بعد الدخول قول مالك، وأبي حنيفة وتوقفه على انقضاء العدة قول الشافعي ).
وهذا يقتضي أن الأئمة الأربعة متفقون على انفساخ النكاح بردة أحد الزوجين. لكن إن كانت الردة قبل الدخول انفسخ النكاح في الحال، وإن كانت بعد الدخول فمذهب مالك وأبي حنيفة الانفساخ في الحال، ومذهب الشافعي، الانتظار إلى انقضاء العدة. وعن أحمد روايتان كالمذهبين.
وفي ص 640 منه: ( وإن ارتد الزوجان معاً، فحكمهما حكم ما لو ارتد أحدهما إن كان قبل الدخول تعجلت الفرقة، وإن كان بعده فهل تتعجل أو تقف على انقضاء العدة على روايتين؟ وهذا مذهب الشافعي ثم نقل عن أبي حنيفة أن النكاح لا ينفسخ استحساناً، لأنه لم يختلف بهما الدين، فأشبه ما لو أسلماً، ثم نقض صاحب المغني قياسه طرداً وعكساً ).
وإذا تبين أن نكاح المرتد لا يصح من مسلم سواء كان أنثى أم رجلاً، وأن هذا مقتضى دلالة الكتاب والسنة، وتبين أن تارك الصلاة كافر. بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، وقول عامة الصحابة، تبين أن الرجل إذا كان لا يصلي وتزوج امرأة مسلمة، فإن زواجه غير صحيح، ولا تحل له المرأة بهذا العقد، وأنه إذا تاب إلى الله تعالى ورجع إلى الإسلام وجب عليه تجديد العقد. وكذلك الحكم لو كانت المرأة هي التي لا تصلي.
وهذا بخلاف أنكحة الكفار حال كفرهم، مثل أن يتزوج كافر بكافرة، ثم تسلم الزوجة فهذا إن كان إسلامها قبل الدخول انفسخ النكاح، وإن كان إسلامها بعده لم ينفسخ النكاح، ولكن ينتظر فإن أسلم الزوج قبل انقضاء العدة، فهي زوجته، وإن انقضت العدة قبل إسلامه فلا حق له فيها، لأنه تبين أن النكاح قد انفسخ منذ أن أسلمت.
وقد كان الكفار في عهد النبي يسلمون مع زوجاتهم، ويقرهم النبي ، على أنكحتهم، إلا أن يكون سبب التحريم قائما، مثل أن يكون الزوجان مجوسيين وبينهما رحم محرم، فإذا أسلما حينئذ فرق بينهما لقيام سبب التحريم.
وهذه المسألة ليست كمسألة المسلم الذي كفر بترك الصلاة، ثم تزوج مسلمة فإن المسلمة لا تحل للكافر بالنص والإجماع، كما سبق ولو كان الكافر أصليا غير مرتد، ولهذا لو تزوج كافر مسلمة فالنكاح باطل، ويجب التفريق بينهما فلو أسلم وأراد أن يرجع إليها، لم يكن له ذلك إلا بعقد جديد.
7- حكم أولاد تارك الصلاة من مسلمة تزوج بها: فأما بالنسبة للأم فهو أولاد لها بكل حال. وأما بالنسبة للمتزوج فعلى قول من لا يرى كفر تارك الصلاة فهو أولاده يلحقون به بكل حال لأن نكاحه صحيح. وأما على قول من يرى كفر تارك الصلاة وهو الصواب على ما سبق تحقيقه في - الفصل الأول - فإننا ننظر:
- فإن كان الزوج لا يعلم أن نكاحه باطل، أو لا يعتقد ذلك، فالأولاد أولاده يلحقون به، لأن وطأه في هذه الحال مباح في اعتقاده، فيكون وطء شبهة ووطء الشبهة يلحق به النسب.
- وإن كان الزوج يعلم أن نكاحه باطل ويعتقد ذلك، فإن أولاده لا يلحقون به، لأنهم خلقوا من ماء من يرى أن جماعه محرم لوقوعه في امرأة لا تحل له.
ثانياً: الأحكام الأخروية المترتبة على الردة:
1- أن الملائكة توبخه، وتقرعه، بل تضرب وجوههم وأدبارهم: قال الله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [الأنفال:51،50].
2- أنه يحشر مع أهل الكفر والشرك لأنه منهم: قال الله تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ [الصافات:23،22]. والأزواج جمع (زوج) وهو (الصنف) أي احشروا الذين ظلموا ومن كان من أصنافهم من أهل الكفر والظلم.
3- الخلود في النار أبد الآبدين: لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا [الأحزاب:64-66].
وإلى هنا انتهى ما أردنا القول فيه في هذه المسألة العظيمة التي ابتلي بها كثير من الناس.
وباب التوبة مفتوح لمن أراد أن يتوب. فبادر أخي المسلم إلى التوبة إلى الله عز وجل مخلصا لله تعالى، نادما على ما مضى، عازما على ألا تعود، مكثراً من الطاعات. إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان:71،70].
أسأل الله تعالى أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء، والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
 
avatar

الهامل الهامل

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
51
نقاط التميز :
74
التَـــسْجِيلْ :
17/09/2010
عادات سيئة وأخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس، ولعلَّ من أخطرها عادة أصبحت أساسية في كل مجلس لا يستغني عنها أصحابها - إلا من رحم الله - رغم أنها عادة ذميمة وعمل لئيم، وجريمة أخلاقية منكرة، لا يحسنها إلا الضعفاء والجبناء، ولا يستطيعها إلا الأراذل والتافهون، ولا ينتشر هذا العمل إلا حين يغيب الإيمان، وهي اعتداء صارخ على الأعراض، وظلم فادح وإيذاء ترفضه العقول، وتمجه الطباع وتأباه النفوس الكريمة، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، ولقد جاء وصفها في كتاب الله تعالى بأبشع الصفات، قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12].
ولعظم أمرها فقد جاء الوعيد الشديد في حق مرتكبها، قال : { لما عُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم }.
ولعلك أخي القارئ عرفت ما هي هذه العادة الذميمة والعمل اللئيم، إنها الغيبة التي قال عنها ابن حجر الهيثمي: ( إن فيها أعظم العذاب وأشد النكال، وقد صح فيها أنها أربى الربا، وأنها لو مزجت في ماء البحر لأنتنته وغيَّرت ريحه، وأن أهلها يأكلون الجيف في النار، وأن لهم رائحة منتنة فيها، وأنهم يعذبون في قبورهم. وبعض هذه كافية في كون الغيبة من الكبائر ).
والغيبة بضاعة كاسدة وسلعة رخيصة لا يسعى لها ولا يحافظ عليها إلا ضعاف الإيمان، وهي في الوقت نفسه تجارة خاسرة للمغتاب حيث إنه يخسر كثيراً من حسناته، ويكسب كثيراً من الذنوب والسيئات.
وبعض الناس مع الأسف الشديد لا تراه دائماً إلا منتقداً، وينسى صفات الآخرين الحسنة، ويركز على أخطائهم وعيوبهم فقط، فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.
والغيبة هي كما بيَّنها رسول الله بقوله: { أتدرون ما الغيبة؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: { هي ذكرك أخاك بما يكره }، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } [رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي].
وهي حرام لقوله : { كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه } [رواه مسلم].
والغيبة تكون في القول، والإشارة والإيماء والغمز واللمز، والكتابة والحركة، وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة. تقول عائشة رضي الله عنها: { دخلت علينا امرأة فلما ولَّت أومأت بيدي أنها قصيرة، فقال رسول الله : "اغتبتيها" }.
بواعث الغيبة
يقول ابن تيمية رحمه الله في بواعث الغيبة:
1- إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم لقطع المجلس واستثقله أهل المجلس.
2- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح ويقول: ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير، ولا أحب الغيبة والكذب، وإنما أخبركم بأحواله، والله إنه مسكين، ورجل جيد، ولكن فيه كذا وكذا، وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وقصده من ذلك استنقاصه.
3- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستصغاره المستهزأ به.
4- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب فيقول: تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت، ومن فلان كيف فعل كيت وكيت.
5- ومنهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام، فيقول: مسكين فلان غمَّني ما جرى له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف، وقلبه منطوٍ على التشفي به.
6- ومنه من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر وقصده غير ما أظهر.
خطورة الغيبة
إن هذا الأمر على خطورته في الدنيا والآخرة لم يأبه به كثير من الناس، وتهاونوا في أمره تهاوناً عظيماً، بل اعتبروه فاكهة مجالسهم، فإنك لا تكاد تجلس في مجلس إلا وهذا الوباء موجود فيه. وسبب انتشاره هو عدم إدراك خطورته. فانظر - يا رعاك الله- إلى هذه النصوص الكريمة ليتبين لك شناعة الغيبة وخطورتها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، حسبك من صفية أنها قصيرة، فقال : { لقد قلت كلمةً لو مُزجت بماء البحر لمزجته }.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أنهم ذكروا عند رسول الله رجلاً، فقالوا: لا يأكل حتى يطعم، ولا يرحل حتى يُرحل له، فقال النبي : { اغتبتموه } فقالوا: يا رسول الله، حدثنا بما فيه، قال: { حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه }.
وروى أبو هريرة أن رجلاً اعترف بالزنا أمام رسول الله أربع مرات، فأقام عليه الحد، فسمع الرسول رجلين من الأنصار يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم يدع نفسه حتى رُجم رجم الكلب، قال: فسكت رسول الله . ثم سار ساعة فمرَّ بجيفة حمار شائل برجله - أي قد انتفخ بطنه - فقال عليه الصلاة والسلام: { أين فلان وفلان؟ } فقالا: ها نحن يا رسول الله، فقال لهما: { كُلا من جيفة هذا الحمار } فقالا: يا رسول الله، غفر الله لك، مَنْ يأكل من هذا؟ ! فقال رسول الله : { فما نلتما من أخيكما آنفاً أشد من أكل هذه الجيفة، فوا الذي نفسي بيده، إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها } [رواه أحمد وصححه الألباني].
وروى أنس قال: كانت العرب يخدم بعضها بعضاً في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمهما، فاستيقظا مرة ولم يهيئ لهما طعاماً، فقال أحدهما لصاحبه: إن هذا ليوائم نوم بيتكم فأيقظاه، فقالا: ائت رسول الله فقل: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأدمانك، فذهب وأخبر الرسول ، فقال الرسول : { قد ائتدما }، فجاء الغلام وأخبرهما، ففزعا وجاءا إلى رسول الله فقالا: يا رسول الله، بعثنا إليك نستأدمك فقلت: قد ائتدمتما، بأي شيء ائتدمنا. قال عليه الصلاة والسلام: { بلحم أخيكما، والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما }، قالا: استغفر لنا يا رسول الله، قال: { هو بل يستغفر لكما }.
فانظر أخي الكريم ما هي الكلمة التي قالاها، كلمة واحدة. قالا: إن هذا ليوائم نوم بيتكم، أي إن هذا النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر، عاتبوه بكثرة النوم فقط فعاتبهما رسول الله.
إن كثيراً من الناس يهولون أمر الربا ويستعظمون أمره - وهو كذلك - ويتساهلون بما هو أعظم منه وهي الغيبة. قال رسول الله : { إن أربى الربا استطالة المسلم عرض أخيه المسلم }.
أخي الكريم: إن الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه ذلك، سواء ذكرته بنقص في دينه أو في بدنه أو في نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله، حتى في ثوبه ونحو ذلك.
فأما البدن: فكذكر العمش والحول والقصر والسواد، وجميع ما تعلم أنه يكرهه من الصفات إلا أن يكون معروفاً بصفة من هذه الصفات ولا يميز إلا بها وهو لا يكرهها، فلا بأس بذلك.
وأما النسب: فكقولك: أبوه هندي، أو فاسق أو زبال أو أي شيء تعرف أنه يكرهه، أو انتقاصه في حسبه ونسبه.
وأما الخُلُق: فكقولك: هو سيئ الخلق، بخيل متكبر، شديد الغضب، متهور، متسرع وما شابه ذلك.
وأما في أفعاله المتعلقة بالدين: فكقولك: هو كذاب،أو خائن، أو شارب خمر، أو ظالم، أو متهاون بالصلاة، أو لا يحسن الركوع والسجود، أو ليس بارًّا بوالديه، أو لا يحفظ لسانه من الكذب والشتم والسب ونحو ذلك.
وأما فعله المتعلق بالدنيا: فكقولك: إنه قليل الأدب، متهاون بالناس ولا يحترمهم، ولا يرى لأحد على نفسه حقًّا، أو يرى لنفسه الحق على الناس، أو إنه كثير الكلام، وكثير النوم في غير وقت النوم.
وأما في ثوبه: فكقولك: إن ثوبه طويل، أو وسخ الثياب، أو رديء الملابس. وقس على ذلك باقي الأمور الأخرى.
إن بعض الناس قد يغتاب شخصاً فإذا قيل له: اتق الله ولا تتكلم في أعراض المسلمين. أجاب بقوله: أنا مستعد أن أقول ذلك أمامه، أو أن فلاناً لا يغضب مما أقول. فما يدريك يا أخي أنه لا يغضب، فلعله يجامل عندك ولكن في قرارة نفسه يتألم كثيراً من ذلك القول ويكرهه.
أخي الحبيب إن حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس، ولكنه محص عليك، وأنت موقوف يوم القيامة حتى يقتص منك، فيؤخذ لمن اغتبتهم من حسناتك، فإن فنيت حسناتك، أُخذ من سيئاتهم فحطَّت عليك!!. وما أشدها من مصيبة أن تفجع في ذلك اليوم العظيم بمثل هذا وأنت أحوج ما تكون للحسنة الواحدة.
وكما أنك أيضاً لا تقبل أن يكون عرضك حديث المجالس فكذلك الناس لا يقبلون ذلك لأنفسهم، فطهر لسانك وطهر مجلسك من الغيبة، ولا تسمح لأي شخص أن يغتاب أحداً عندك في مجلسك، ولو تكلم أحد فأسكته وبيّن له حرمة ذلك، ودافع عن أعراض إخوانك المسلمين إذا اغتابهم أحد عندك، فإن في ذلك أجرًا عظيماً كما قال : { من ردَّ عن عرض أخيه المسلم كان حقّاً على الله عز وجل أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة } [رواه أحمد والترمذي].
واعلم أخي الكريم أن المغتاب لو لم يجد أذناً صاغية لما اغتاب واسترسل في الحديث، فأنت باستماعك الحديث وعدم إنكارك عليه تكون مشجعاً على المعصية، وإذا لم تنكر عليه ولم تترك المجلس إذا لم يرتدع وينتهي عن الغيبة فإنك تكون شريكاً في الإثم.
وأخيراً: فإن الغيبة كما تبين آنفاً أمرها خطير والاحتراز منها صعب جدًّا إلا لمن وفقه الله وأعانه على ذلك، وجاهد نفسه في الاحتراز منها.
لذا فينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه على تجنبها والابتعاد عنها، وليحاول أيضاً أن يعفو ويصفح عن كل من اغتابه وتكلم فيه، فإن في ذلكأجراً عظيماً، قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ َلا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى:40]. ولعل ذلك أيضاً يكون سبباً في أن يسخر الله له قلبَ كل من اغتابه هو فيعفو عنه ويسامحه جزاء ما فعل هو مع غيره، ولن يخسر الإنسان شيئاً إذا عفى وسامح، بل إنه سيتضاعف له الأجر بهذا العفو، ولقد عرف الصحابة رضوان الله عليهم ذلك فسارعوا إلى اغتنام مثل هذه الأجور فعفوا وسامحوا وصفت قلوبهم، ومن ذلك ما روي عن رسول الله أنه حث يوماً على الصدقة، فقام علبة بن زيد، فقال: ما عندي إلا عرضي فإني أشهدك يا رسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمني، ثم جلس، فقال رسول الله بعد ذلك: أين عُلبة بن زيد؟ قالها مرتين أو ثلاثاً. فقام علبة، فقال له رسول الله : "أنت المتصدق بعرضك قد قبل الله منك".
ويقول ابن القيم في مدارج السالكين: والجود عشر مراتب، ثم ذكرها فقال: والسابعة الجود بالعرض، كجود أبي ضمضم من الصحابة، كان إذا أصبح قال: اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل! فقال النبي : { من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم }.
فلنحرص كل الحرص على أن نكون كأبي ضمضم ونتأسى به ونحذوا حذوه فنعفوا ونسامح كل من ظلمنا أو اغتابنا، لعل الله أن يعفو عنا ويسامحنا، وليكن ذلك من هذه اللحظة قبل أن تضعف النفس ويثقل عليها الأمر فيما بعد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
avatar

هارب من الأيام

عضو جديد
البلد/ المدينة :
سطيف
المُسَــاهَمَـاتْ :
1
نقاط التميز :
1
التَـــسْجِيلْ :
04/02/2011
دقات قلب المرء قائـــــــــلة له ان الحياة دقائق وثــ ـــواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكــــر للانسان عمر ثاني
 
amani ismahane

amani ismahane

عضو جديد
البلد/ المدينة :
تبسة
المُسَــاهَمَـاتْ :
39
نقاط التميز :
62
التَـــسْجِيلْ :
17/12/2010
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 402674

في مسند الامام احمد من حديث على بن ابي طالب رضي الله عنه
قال (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل بي كرب ان اقول :
لا الله الا الله الحليم الكريم .سبحان اللله وتبارك الله رب العرش العظيم.والحمد لله رب العالمين)
وفي مسنده ايضا من حديث عبد الله بن مسعود قال
. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مااصاب احد قط هم ولا حزن .فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك.ناصيتي بيدك ماض في حكمك .عدل في قضاؤك .اسالك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمت احدا من خلقك او انزلته في كتابك او استاثرت به في علم الغيب عندك :ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي .ونور صدري.وجلاء حزني .وذهاب همي.الا اذهب الله عز وجل همه وحزنه.وابدله مكانه فرحا.فقيل:يا رسول الله.الا نتعلمها؟قال بلى ينبغي لمن سمعها ان يتعلمها)رواه احمد في المسند(1/91.92.94)



اللهم انر قلوبنا بنور الايمان واهدنا الى الصراط المستقيم

.
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
avatar

امال زهرة

عضو جديد
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
2
نقاط التميز :
2
التَـــسْجِيلْ :
05/10/2010
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: "وعسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيء وهو شر لكم والله يعلم وانت لا تعلمون" صدق الله العظيم البقرة 216
ان هذه الآية عظيمة ولو تاملها كل شخص جيدا وتعمق فيها لعاش مرتاحا راضيا سعيدا في حياته اذ يقول لنا عز وجل انه لعلنا نكره شيء اصابنا او حدث لنا او وقعنا فيه رغما عنا فنتضايق ونتالم ونياس ونتشاءم وكانه ماكان يجب ان يحدث ونلوم الحظ والحياة على ماحدث ولكن حكمة الله اكبر وعلمه اوسع من علمنا فهو ادرى بالخير وبالشر فلعل ما نتذمر منه اليوم يكون غذا بابا لنجاتنا من شيء او باب للسعادة ودخولنا الحياة كل الخير لنا ولغيرنا فمن يقول يالهذا الحظ العاثر لله عالم الغيب قاهر الاحزاب مسير السحاب
وان قوله عز وجل وعسى ان تحبوا شيء وهو شر لكم فهو دليل على تمسكنا الشديد لشيء نراه ان كل الخير فيه ولانتركه والله يريدنا ان نبتعد عنه لان فيه شر لنا سواء بالدنيا او بالآخرة فلما نتضايق ونسخط لقضاء الله انه هو من يقول في بقية الآية "والله يعلم وانتم لاتعلمون" وهذا بيان واضح وصريح ان علم الله فوق علمنا وماعلمنا الا جزء صغير جدا
لما نندب حظنا؟ لما نسخط على ماجرى لنا؟ لما نبكي حظنا العاثر؟ لما نتشاءم لما حدث لنا ونفقد الامل؟ وهو الذي يقول ان رحمته وسعت كل شيء اليس الذي رحمته تسبق غضبه ادرى بمصلحتنا؟
ان من اركان الايمان الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره ولن يؤمن احدنا بهذا حتى يتامل الآية الكريمة ويعلم ان كل الخير في يقدمه الله لنا
والمفروض من لم يتحقق مبتغاه يقول " الحمد لله على كل حال واعوذ بالله من حال اهل النار" لانهم اسوا حال من كل الاحوال فنعوذ بالله من حال اهل النار واسال الله ان يجعلنا نحمده ونشكره على كل شيء فغريب حال المؤمن ان انعم الله عليه بنعمة حمده وشكر وان ابتلاه ببلية حمده وصبر والصبر نصف الايمان
انا شخصيا جعلت هذه الآية شعارا لي في حياتي والحمد لله الكل يتعجب من قوة الامل بداخلي وقوة ايماني بالله وقوة رضائي بما يكتبه الله لي لاني واثقة ان كل الخير فيما كتبه الله لي حتى لو كان اسوا ما اتوقعه فان ذلك سيكون مع الشكر والصبر احسن ما اجده في الجنة ان شاء الله ودائما اعمل اضافة الى هذ الآية بقول حبيبنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام :" تفاءلوا خيرا تجدوه"
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
والحمد لله رب العالمين
m22 ll
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
avatar

azziz79

عضو جديد
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
2
نقاط التميز :
3
التَـــسْجِيلْ :
01/11/2010
يسم الله الرحمان الرحيم
اولا السلام عليكم ثم أعتذر عن الغياب والتأخر عن دور الداعية لهذا اليوم .
من أين أبدأ سوف أبدأ بقوله تعالى عز من قائل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)وقوله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)ربما من هذا التقديم يعرف موضوع هذه الدعوة انها الدعوة الى التوكل على الله والحرص على مايرضيه في كسب الرزق وعدم السعي وراء الذين يتكالبون على الدنيا ولا يراعون أحلالا أكلو أم حراما لأنهم في الأخير راحلون عن هذه الحياة ومخلفون آثاماوذنوبا أثقلت الأرض ثم انهم محاسبون عن ذلك كبيره وصغيره .سئل أحد السلف عن الدنيا فقال حلالها حساب وحرامها عقاب . فقللو اخوتي كسبها ليخف الحساب في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
الدنيا في حد ذاتها ليست مذمومة ولكن مذموم فيها الغفلة والاعراض عن الدور الجوهري الذي خلق من أجله الانسان وأٍستخلف في الارض ألاوهو عبادة الله.
ويحضرني هنا قصة حقيقية لولد صالح وابوه فقد كان الأب يسلب جيرانه الفقراء كل أراضيهم ويجردهم من أملاكهم وعندما حضره الموت قال لابنه يا ولدي لقد وسعت عنك في الدنيا وتركت لك كذا وكذافقال الولد الصالح أي ابتي لقد وسعت عني وضيقت على نفسك فقال الوالد كيف رد الابن ألم تسلب هذه الأراضي من الناس فسوف تطوق بها يوم القيامة هنالك تساقطت العبرات وفزع الاب .أرسل الولد الصالح الى جميع أصحاب الحقوق فرد لهم ابوه اموالهم وأراضيهم وطلب منهم السماح والعفو وأدرك في الاخير أن خير مال الدنيا ولد صالح............اللهم ارحمنا واخواننا الذين سبقونا بالايمان.
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
منار الاسلام

منار الاسلام

عضو متميز
رقم العضوية :
955
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
ماكث في البيت
المُسَــاهَمَـاتْ :
1869
نقاط التميز :
1907
التَـــسْجِيلْ :
16/08/2010
:تحية:
 
avatar

ana hya

عضو جديد
البلد/ المدينة :
Algérie Tebessa
المُسَــاهَمَـاتْ :
1
نقاط التميز :
2
التَـــسْجِيلْ :
03/02/2011
ما الفرق بين الحمد لله والشكر لله ؟


كثير من الناس يظن أن شكر النعمة هو أن يقول بلسانه


: الحمد لله



ولكن هذا ليس شكرا للنعمة



ولكنه حمد الله على النعمة




وما الفرق بين الحمد

والشكر ؟


يجيب على هذا السؤال العلامة بن القيم في كتابه مدارج السالكين – باب منزلة

الشكر فيقول :



الحمد يقع بالقلب واللسان


أما الشكر فيقع بالجوارح




على سبيل المثال



لو أن الله رزقـك سيارة


فشكر هذه النعمة


هو أن تستخدمها في ما يرضي الله



مثل الذهاب للمسجد ,صلة الرحم ,عيادة المريض ...الخ


أما كـفـر هذه النعمة

هو أن تستخدمها في معصية الله


مثل الذهاب بها لمعاكسة الفتيات , ايذاء الناس بالأصوات المزعجة ,


السفر بها الى أماكن


ستعصي الله فيها


أنت قد استعملت نعمة الله في معصيته و

قال الله عز وجل في سورة سبأ :


"وقليل من عبادي الشكور"

فكثير منا يحمد الله

على نعمه

ولكن قليل منا يشكر الله على نعمه


أسئل الله ان يجعلنا من القلة الذين يشكرون الله على نعمه


معلومه جميله حبيت كلنا نعرفها لأنها تخفى على كثير منا....ولا تنسونا من صالح دعائكم
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
avatar

Hiba42

عضو جديد
البلد/ المدينة :
tipaza
المُسَــاهَمَـاتْ :
1
نقاط التميز :
1
التَـــسْجِيلْ :
12/01/2011
أعتذر على عدم المشاركة لأني لم أفتح بريد الرسائل إلا اليوم
 
avatar

امال زهرة

عضو جديد
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
2
نقاط التميز :
2
التَـــسْجِيلْ :
05/10/2010
شاركت ولكن كانت مشاركتي متاخرة فاعتذر
 
avatar

اناسرهام

عضو جديد
البلد/ المدينة :
boufarik
المُسَــاهَمَـاتْ :
7
نقاط التميز :
10
التَـــسْجِيلْ :
31/10/2010
بارك الله فيكم
على المعلومات القيمة
 
avatar

أم عبد الرحمن

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بلد الشهداء
المُسَــاهَمَـاتْ :
571
نقاط التميز :
639
التَـــسْجِيلْ :
27/09/2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير على هذه المشاركات وإن شاء الله نجدها جميعا في ميزان أعمالنا .

دعوتي لكم اليوم لا تختلف عن سابقتها ، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نفلح ما لم نعمل
بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ............

لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سبب ضلال اليهود والنصارى هو عدم العمل بالتوراة والإنجيل ، فعلينا بالعمل والمسارعة فيه .

وعلينا بمبدأ التمحيص وعدم تلقي غير الثـــــــــــــــــــابت من الأحاديث ، لأن هذا
الأمر دين ، وهذا القول شرع ، فلننظر عمن نأخذ ديننا ، وعلينا بالعلم ومجالسة العلماء .

ولنتدبر وصية عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - وهو يكتبها إلى أبي بكر بن حزم :
( انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاكتبه ، وإني خفت دروس ( أي : زوال ) العلم ، وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم .

ولتفشوا العلم ، ولتجلسوا حتى يُعلم من لا يعلم ، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا .

فمجالس العلم إخوتي في الله تجعلنا نصحب رسول الله ، كما قال الشاعر :
أهل الحديث هم أهل الرســـــــــــــــــول وإن *** لم يصحبوا نفسه أنفاسَه صحبوا .

فلنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته .
ولنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيامه .
ولنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زكاته .
ولنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّه .
ولنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوكه .
ولنصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده .
ولا نقبل إلا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فحديثه الشفاء والنور ، فيه النجاة والفوز والسعادة .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
ياسمين05

ياسمين05

عضو نشيط
رقم العضوية :
5567
البلد/ المدينة :
batna
المُسَــاهَمَـاتْ :
865
نقاط التميز :
939
التَـــسْجِيلْ :
12/11/2010
قال ابن القيم



في
القلب شعثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس
به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق
لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه،
...

وفيه
نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على
ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه
فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له

ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا




 
فرحة

فرحة

طاقم مستشاري المنتدى
رقم العضوية :
5
البلد/ المدينة :
ارض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
طبيبة عامة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4207
نقاط التميز :
5075
التَـــسْجِيلْ :
11/06/2008
أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 315340

على الرغم من اني لم اكمل قراءة كل المشاركات وهذا لاني لم انتبه للموضوع مسبقا الا اني

اتوجه بخالص الشكر والدعاء للاخت الفقيرة لعفو ربها

على هاته الالتفاتة الرائعة وهذا الطرح القيم

واشكر كل من ساهم ولو بكلمة شكر في هذا الموضوع

وجزاكم الله عنا كل الخير ان شاء الله

أنت الداعية لهذا اليوم!!!! - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcRjvIxdS2z7w0jtzeP9bpq_JQZK4mSh_ANtczK3uhQpx0xGcoiy-Q
 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
الفقيرة لعفو ربها

الفقيرة لعفو ربها

عضو نشيط
رقم العضوية :
7169
البلد/ المدينة :
أرض الجود
المُسَــاهَمَـاتْ :
455
نقاط التميز :
622
التَـــسْجِيلْ :
07/12/2010
بارك الله فيك أختي وفي كل من ساهم و تفاعل مع الموضوع وحتى من اكتفى بالمشاهدة

فلكم جميعا الشكر والتقدير والأجر الكبير نرجوه من ربنا القدير

فالدعوة واجبنا نسأل الله العظيم أن يعيننا على آداء هذا الواجب على الوجه الذي يرضيه

سبحانه انه ولي ذلك والقادر عليه


 
raouf*

raouf*

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
8218
البلد/ المدينة :
zeribet el oued
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
2067
نقاط التميز :
2619
التَـــسْجِيلْ :
24/12/2010
بارك الله فيك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى