ali khiar
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- setif
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 30
- نقاط التميز :
- 84
- التَـــسْجِيلْ :
- 23/11/2010
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-
هذه الخطبة ضمن سلسة خطب فضيلة شيخنا الفاضل :
أحمد بن محمد العتيق سلمه الله تعالى
خطيب جامع برزان في حائل حرسها الله
وهي بعنوان:-
الدعوة إلى التوحيد
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛
من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.
{ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.
{ يَا
أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ
اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }. أما بعد:-
فإن خير الكلام
كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
عباد الله:
إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وهذا وعد صادق من الله تعالى, بأن يُظهِر هذا الدين على جميع الأديان, ويعلو عليها, ويعم جميع أقطار الأرض,
مما يدل على أن المستقبل للإسلام وإن حصل لأهله ما حصل من الإبتلاءات والمحن التي لابد منها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلاأدخله الله هذا الدين, بعز عزيز, أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام, وذلا يذل الله به الكفر ).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً, أقسطنطينية أو رومية؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مدينة هرقل تُفْتَحُ أولاً ) يعني قسطنطينية.
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف,
وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح,
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله ولا بد.
وهذا الظهور الذي وعد الله به يا عباد الله, لا يتحقق:
إلا بنفس المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم,
ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم هو الدعوة إلى التوحيد أولاً
وتحقيق معناه اعتقاداً وقولاً وعملا,
وبيان ذلك بيانا شافيا, وعدم التهاون في نشره وتحقيقه.
والتحذير من الشرك صغيره وكبيره, وبيان خطره، والنهي عن الوسائل المفضية إليه.
منهج الرسول صلى الله عليه وسلم قائم على عقيدة الولاء والبراء التي يتبين من خلالها صدق مدعي التوحيد من كذبه.
وكل ما أمر الله به من الأقوال والأعمال, إنما هو تابع للتوحيد ومكمل له, لأن التوحيد هو الأصل .
فالواجب علينا أن نهتم بذلك كي تحصل لنا العزة والسيادة والتمكين.
وهذه الدولةحفظها الله قامت أصلا على تحقيق الدعوة إلى التوحيد, ونبذ الشرك,
ونصرة الدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
حتى صارت هذه الدولة مضرب مثل في تطبيق الإسلام والدعوة إليه,
ومَنَّ الله على أهلها بالأمن والأمان والرخاء والسعادة .
مصداقا لقوله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍأُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }.
حتى صار الأعرابي الأمي الذي لايعرف القراءة والكتابة, يخدمه العالم بأسره, ويأتي بمخترعاته عنده ليخدمه, ويلبي طلباته,
وعاش الناس في رغد من العيش, وسخر الله لهم الدنيا حتى أتتهم راغمة,
وأنزل عليهم البركات من السماء.
بمجرد ما يخرج الناس إلى المصلى ويرفعون أيدهم ويسألون ربهم الغيث والرحمة, يُسقون,
لقوة التعلق بالله, وسلامة التوحيد من الشوائب.
واليوم تغيرت الحال:
وضعف الإهتمام بهذا الواجب العظيم,
وضعف جانب الولاء والبراء لهذا الدين ولهذه العقيدة لدى كثير من الناس
حتى صار البعض منا يُدافع عن العقائد الباطلة بدلاً من أن يتبرأ منها,
وأصبح الرافضة الملاحدة إخواناً لنا في نظر البعض منا, وهم أعدى أعدائنا.
وأصبحنا نداهن في عقيدتنا باسم حوار الأديان والتسامح مع الآخر.
وأصبح شرك القبور والطواف بها والغلو في أصحابها من الأعمال المكروهة فقط،
إن لم تكن جائزة, مع العلم أنها شرك أكبر وذنب لا يُغْفَر, وهي منشأ الوثنية .
وأعداء هذه البلاد لما عرفوا سر تميز هذه الدولة,
اختصروا الطريق على أنفسهم فبذلوا الغالي والنفيس من أجل تشويه صورة هذا السر في قلوب أبنائها,
حتى صار من أبنائها من يعادي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب,
وينتقد المناهج الشرعية في مدارسنا على وجه العموم, ومواد العقيدة على وجه الخصوص .
فيا أهل الإسلام تنبهوا لهذا الأمرالعظيم,
ويا معشر الدعاة والوعاظ والمعلمين:
اهتموا بجانب التوحيد وادعوا إليه وبينوه للناس وحذروا من الشرك صغيره وكبيره,
وسخروا جهدكم في هذا الباب العظيم.
فإن الملاحظ على البرامج الشرعية في الإعلام وكذلك الأنشطة الدعوية في الساحة:
ضعف العناية بالتوحيد, وتسخير الجهود في أمور غالبها في فضائل الأعمال, أو فروض الكفايات,
مع العلم أنها ليست بشيء إذا أهملت دعوة التوحيد, فإن التوحيد هو الأصل .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:-
الحمد لله على إحسانه؛ والشكر له على توفيقه وامتنانه؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
إن من تأمل القرآن ودعوة الأنبياء من خلاله وجده كله في التوحيد من أول سورة إلى آخر سورة، وأنه غالباً لا يتجاوز خمسة أمور:
الأول: خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وهذا توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
الثاني: دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يعبد من دونه، وهذا توحيد العبادة.
الثالث:أمر ونهى وإلزام بطاعة الله وهذا حق التوحيد مكملاته.
الرابع: خبر عن إكرامه لأهل التوحيد في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة, فهو جزاء التوحيد.
الخامس:خبر عن الشرك وأهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى في العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد .
فالقران كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شان أعداء التوحيد وجزائهم.
وما كان هذا شأنه
فواجب على كل مسلم أن يعتني به أكثر من اعتنائه بطعامه وشرابه تعلما وتعلما
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا
واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.
** إلى هنا وتنتهي خطبة شيخنا سلمه الله تعالى
وجزاه الله عنّا خير الجزاء وأورثه الفردوس من الجنة
ونفع الله بها الجميع
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وفي النهاية ادعوكم الى المساهمة
هذه الخطبة ضمن سلسة خطب فضيلة شيخنا الفاضل :
أحمد بن محمد العتيق سلمه الله تعالى
خطيب جامع برزان في حائل حرسها الله
وهي بعنوان:-
الدعوة إلى التوحيد
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛
من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.
{ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.
{ يَا
أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ
اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }. أما بعد:-
فإن خير الكلام
كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
عباد الله:
إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وهذا وعد صادق من الله تعالى, بأن يُظهِر هذا الدين على جميع الأديان, ويعلو عليها, ويعم جميع أقطار الأرض,
مما يدل على أن المستقبل للإسلام وإن حصل لأهله ما حصل من الإبتلاءات والمحن التي لابد منها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلاأدخله الله هذا الدين, بعز عزيز, أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام, وذلا يذل الله به الكفر ).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً, أقسطنطينية أو رومية؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مدينة هرقل تُفْتَحُ أولاً ) يعني قسطنطينية.
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف,
وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح,
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله ولا بد.
وهذا الظهور الذي وعد الله به يا عباد الله, لا يتحقق:
إلا بنفس المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم,
ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم هو الدعوة إلى التوحيد أولاً
وتحقيق معناه اعتقاداً وقولاً وعملا,
وبيان ذلك بيانا شافيا, وعدم التهاون في نشره وتحقيقه.
والتحذير من الشرك صغيره وكبيره, وبيان خطره، والنهي عن الوسائل المفضية إليه.
منهج الرسول صلى الله عليه وسلم قائم على عقيدة الولاء والبراء التي يتبين من خلالها صدق مدعي التوحيد من كذبه.
وكل ما أمر الله به من الأقوال والأعمال, إنما هو تابع للتوحيد ومكمل له, لأن التوحيد هو الأصل .
فالواجب علينا أن نهتم بذلك كي تحصل لنا العزة والسيادة والتمكين.
وهذه الدولةحفظها الله قامت أصلا على تحقيق الدعوة إلى التوحيد, ونبذ الشرك,
ونصرة الدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
حتى صارت هذه الدولة مضرب مثل في تطبيق الإسلام والدعوة إليه,
ومَنَّ الله على أهلها بالأمن والأمان والرخاء والسعادة .
مصداقا لقوله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍأُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }.
حتى صار الأعرابي الأمي الذي لايعرف القراءة والكتابة, يخدمه العالم بأسره, ويأتي بمخترعاته عنده ليخدمه, ويلبي طلباته,
وعاش الناس في رغد من العيش, وسخر الله لهم الدنيا حتى أتتهم راغمة,
وأنزل عليهم البركات من السماء.
بمجرد ما يخرج الناس إلى المصلى ويرفعون أيدهم ويسألون ربهم الغيث والرحمة, يُسقون,
لقوة التعلق بالله, وسلامة التوحيد من الشوائب.
واليوم تغيرت الحال:
وضعف الإهتمام بهذا الواجب العظيم,
وضعف جانب الولاء والبراء لهذا الدين ولهذه العقيدة لدى كثير من الناس
حتى صار البعض منا يُدافع عن العقائد الباطلة بدلاً من أن يتبرأ منها,
وأصبح الرافضة الملاحدة إخواناً لنا في نظر البعض منا, وهم أعدى أعدائنا.
وأصبحنا نداهن في عقيدتنا باسم حوار الأديان والتسامح مع الآخر.
وأصبح شرك القبور والطواف بها والغلو في أصحابها من الأعمال المكروهة فقط،
إن لم تكن جائزة, مع العلم أنها شرك أكبر وذنب لا يُغْفَر, وهي منشأ الوثنية .
وأعداء هذه البلاد لما عرفوا سر تميز هذه الدولة,
اختصروا الطريق على أنفسهم فبذلوا الغالي والنفيس من أجل تشويه صورة هذا السر في قلوب أبنائها,
حتى صار من أبنائها من يعادي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب,
وينتقد المناهج الشرعية في مدارسنا على وجه العموم, ومواد العقيدة على وجه الخصوص .
فيا أهل الإسلام تنبهوا لهذا الأمرالعظيم,
ويا معشر الدعاة والوعاظ والمعلمين:
اهتموا بجانب التوحيد وادعوا إليه وبينوه للناس وحذروا من الشرك صغيره وكبيره,
وسخروا جهدكم في هذا الباب العظيم.
فإن الملاحظ على البرامج الشرعية في الإعلام وكذلك الأنشطة الدعوية في الساحة:
ضعف العناية بالتوحيد, وتسخير الجهود في أمور غالبها في فضائل الأعمال, أو فروض الكفايات,
مع العلم أنها ليست بشيء إذا أهملت دعوة التوحيد, فإن التوحيد هو الأصل .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:-
الحمد لله على إحسانه؛ والشكر له على توفيقه وامتنانه؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
إن من تأمل القرآن ودعوة الأنبياء من خلاله وجده كله في التوحيد من أول سورة إلى آخر سورة، وأنه غالباً لا يتجاوز خمسة أمور:
الأول: خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وهذا توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
الثاني: دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وخلع كل ما يعبد من دونه، وهذا توحيد العبادة.
الثالث:أمر ونهى وإلزام بطاعة الله وهذا حق التوحيد مكملاته.
الرابع: خبر عن إكرامه لأهل التوحيد في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة, فهو جزاء التوحيد.
الخامس:خبر عن الشرك وأهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى في العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد .
فالقران كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شان أعداء التوحيد وجزائهم.
وما كان هذا شأنه
فواجب على كل مسلم أن يعتني به أكثر من اعتنائه بطعامه وشرابه تعلما وتعلما
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا
واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.
** إلى هنا وتنتهي خطبة شيخنا سلمه الله تعالى
وجزاه الله عنّا خير الجزاء وأورثه الفردوس من الجنة
ونفع الله بها الجميع
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وفي النهاية ادعوكم الى المساهمة