مصطفى05
عضو متميز
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1657
- نقاط التميز :
- 1942
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/12/2010
البعد عن اللغو من أركان الفلاح
إن لله نعماً عظيمة على خلقه لا تُعد ولا تُحصى ، ومن أجل النعم التي أسبغها الله على عباده نعمة الكلام فقد كرمه الله بها على سائر خلقه ، وتلك نعمة تستوجب الشكر كباقي النعم ن وشكر الله على هذه النعمة تكون باستخدام اللسان في كل خير منشود ، وكفه عن كل شر وسوء ، وقد وصف الله سبحانه عباد المؤمنين بقوله :( قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون ) فالبعد عن اللغو من أركان الفلاح ودلائل الكمال . وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ) . والإيمان قوة عاصمة عن الدنايا ، ودافعة إلى المكرمات ، فعلى المؤمن أن يعود لسانه على الجميل من القول ، وليعلم أن الفاظة محسوبة عليه ، وأنه محاسب عليها ، لقوله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلى لديــه رقـيب عتيد )
وما نراه في هذه الأيام ونسمعه من عدد كبير من الناس عامة ، ومن المسلمين خاصة هو الهدر في الحديث دون وعي يقظ ، ولا فكر عميق ، فهم يلقون بالكلمات المسترسلة دون تبصر ، وبهذا تقودهم ألسنتهم إلى مصارعهم ن ونضرب أمثلة على بعض الكلمات والجمل التي تصدر من بعض أفراد المجتمع والتي يتفشى ضررها وتنتقل من جيل إلى جيل وكأنه تراث لا يفنى ، فمثلاً : ( الله يجعلني آخذ ضيمك ) ( الله يطعني عنك ) (الله يقبرني عنك ) ( لقطوني قدامك ) ( أخذوك ) فدعوني أخوتي أطرح عليكم سؤالاً :
لو أصيب احد اقريباتكم أو صديقا لكم بمرض خطير ، هل تتمنون أن ينتقل هذا المرض إليكم ؟ لا والله ! ليس منا من يتمنى المرض ، والأمر الآخر ، نحن نعلم أن الإبتلاء من أقدار الله على عباده ،ليس من حقنا التصرف فيه ، فالخالق هو المتصرف ، يبتلي من يشاء ، ويدفعه عمن يشاء ، ثم الدعاء على النفس ، وهذه من المنهيات التي حذرنا منها الحبيب المصطفى ، فقد نهى عن الدعاء بالموت أو تمنيه ، ثم الدعاء بقولك :( الله يطعن عنك ) أفلا تخشون أن تكون أبواب السماء مفتوحة فتستجاب دعواكم ، ويا ترى ! ما الأسباب التي تدعوكم لقول هذه الكلمات ؟ أكل هذه محبة في ذالك الصديق ؟ أم أنها عادة توارثنها عن الآباء والأجداد ؟ فلو أنكم انتقيتم طيب الكلام وقلتم له : ( عـــافــاك الله ) ( نــــــور الله قـــلبك ) ( أســـعدك الله ) أمــا كـان ذلــك خــــــير لــكم ولــــه .
وليكن لكم في رسول الله أسوة حسنة ، فالأدب النبوي يعلمنا أن لا نتكلم إلا حقاً وصدقاً . وبذلك نسلم من كثرة السيئات ، ويسلم المجتمع من الفتن . ونعلم أن حياتنا ليست سدى ، وقد أرشدنا المصطفى إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا ، وأن لا يستهين المسلم بهذه الدعوات والتي منها اللعن والعياذ بالله الذي بات سهلاً على كثيراً من الألسنة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط الأرض فتغلق أبوابها ، ثم تأخذ يميناً وشمالاً . فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها ) رواه أبو داود.
وورد أن رسول الله دخل على إمرأة مريضة فوجدها تلعن الداء وتسب الحمى ، فكره منها هذا المسلك وقال لها مواسياً : ( إنها ــ أي الحمى ــ تُذهب خطايا ابن آدم كما يُذهب الكير خيث الحديد ) .
وقد قال الفضيل بن عياض : أشد الورع في اللسان .
فاتقوا الله يا أخوتي المسلمين وراقبوا أنفسكم في كل صغيرة وكبيرة ، واستغفروا الله ، فإذا انزلق المسلم إلى ذنب وشعر أنه باعد بينه وبين ربه فليلحقه بالإستغفار .
تقبلو مروري