badoo
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 8379
- البلد/ المدينة :
- باتنة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3574
- نقاط التميز :
- 4206
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/12/2010
{مع إبليس ...بلا موعد}
كنت أجلس في المقهى أتصفح بعض ما في حقيبتي من الكتب مع كوب من الشاي، والناس من حولي بين نافخٍ ونافرٍ وضاحكٍ وصاخبٍ
وعلى حين غرةٍ دخل من الباب رجل كبيرُ الرأسِ صغيرُ الجسمِ-مما يدل على خفته- يُقْرَأُ ما بداخله على وجهه فأحببت أن أستضيفه وأسمع منه فدعوته إلى طاولتي فجاء وجلس
فبدأت بالتعارف وقلت له أنا أدعى -عبد الله – فرأيت الدخان يخرج من أذنيه مما سمع من اسمي فقلت: من أنت ؟؟؟
فقال: أنا إبليس فأعجبني ما سمعت منه فقلت: وماذا أدعوك فقال:-أبو مرة- فقلت:ولكن ما الذي تفعله هنا قال: جئت أتفقد الرعية فقلت: سبحان الله وأي رعية ترعاها يا لعين ؟؟
فقال: حدث ولا حرج لاسيما أني أنظر إلى المستوى الذي وصلوا إليه من الضلال والغواية في القرن الواحد والعشرين فقلت: مادمت أنت الراعي فمن الرعية - بدون استصغار- قال: انظر إلى من حولك يلعبون بالنرد والورق وقد غاب عنهم أن كل لعبة فيها الحظ تفشي الضلالة والقتال والغباء لمن يلعبها
فقلت: وكيف ذلك يا أبا مرة
فقال: لأن الله حرم ما فيه الحظ لأنه لا يعتمد على العقل فإذا استخدم المؤمن الحظ وترك العقل والتفكير صار في مستوى منحطٍ ولذلك تأثيره السلوكي والاجتماعي على الفرد والجماعة وتابع قائلاً: وانظر إلى غيرهم هاهي الشاشات أمامهم على الملأ تفضحهم من حيث لا يشعرون ، وتنزع قلوبهم وهم ينظرون ، وتضيع أوقاتهم وهم يفرحون ، وهذا ما يسرني لأن هذه الأمور يبدأ صاحبها بالضحك غير الشرعي والكذب والمراهنة ثم ينتهي بالمقاتلة و المشاجرة ويفترق فيها الأصحاب
فقلت: وقبل أن تكمل ما تقصد بالضحك غير الشرعي ؟؟
فقال: النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يمزح ولا يقول الإ حقاً وحذر ونهى من الكذب والمزاح غير الشرعي لأنه أصل الفتن وما حرم أصله حرم فرعه
فقلت: أراك – ما شاء الله – على ثقافة وعولمة وفقه !! فقال: نعم بل أكثر من ذلك فالعلم إن لم تضبطه النفس يسيطر عليها ويضيعها والكثير من الناس يضيع بعقله وذكاءه وماله ولسانه...
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده
وهذا ما حصل معي فقد كنت بين الملائكة حتى جاء الأمر بالسجود فاستكبرتُ فطردت ، فقلت: قبحك الله ألا تحتقر نفسك عندما تذكر هذه المعصية لما فيها من الكبر والحقد ، فقال: هلا سئلت بني أدم عن ذلك فإن منهم من هو أشد غباءً فالكثير لم يتعظ بقصتي ولا يزال يستكبر على أمه وأبيه وأخيه...بل إنهم يذنبون وكأن شيئاً لم يكن ولا يستغفر ولا يدعو من شدة حمقه وجهله وغفلته ، فقلت: أيها الأحمق المغفل أأنت أحسن منهم حتى تتكلم عليهم؟ قال: إنني أذكى منهم ، لأني عندما عصيت واستكبرت وطردت ، مباشرةً دعوت الله فاستجاب لي على فور المعصية{ أنظرني إلى يبعثون قال إنك من المنظرين} أما بني أدم يعصون ولا يستغفرون ولا يدعون وأشدهم حمقاً من يقول: بأي وجه أدعو الله وقد غاب عنه أن رحمة الله ليست أكبر وأكثر من البشر بل من ذنوب البشر ، فقلت: يا أبا مرة أتشرب شيئاً فإنك في ضيافتي ، فقال: أتريد أن أتأخذ من وقتي وعملي أتحسبني من صفوف بني أدم ينام أحدهم الصباحَ والمساءَ ويعملُ كل ما اتفق كما اتفق ولا يدري كيف يهدر وقته ، فقلت: أيها الخبيث ؟إلزم غرزك وأمسك عليك لسانك أتحسب أن كل الناس من أتباعك ، فقال لا والله ولكن أحد أسلحتي تثبيط الهمة لاسيما وأن فيهم من أمثالك الذين لا يزالون يقرؤون ويتعلمون فإنهم من أعدائي ومع ذلك فهم قليلون في المجتمع فقليلٌ من يقرأ في أمة { اقرأ }
فصفقت وقلت: اقتباس جميل يا أبا مرة ، إنك تقدر نقاط الضعف وتغزوها وهي طريقة إستراتيجية ناجحة ،
و قطع كلامنا صوت المؤذن ينادي للصلاة فقمت وقلت أنا سأذهب للصلاة فهل تذهب معي ؟ فقال: لاشك، فصحت في المقهى { يا جماعة إبليس أسلم؟؟؟!!!}
فقال: هون عليك، لي أعمال سأكملها في المسجد ، قلت: وكيف ذلك يا خبيث الطباع ؟ فقال: ألم تقرأ في المصحف {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} قلت:نعم
فقال: فالذي يذهب ليشرب الخمر أو ليعصي الله لا يحتاج بل هو أكبر من الشيطان ،أما من يذهب للمسجد فيحتاج لشيطانٍ يحدثه في صلاته عن التجارة والطعام والشراب والمنزل والأولاد ومستلزمات الحياة وأحلام المستقبل...فتكون صلاته عاديةً جسداً بلا روح ،فقلت: سبحان الله إن الله أعطى في طبعه شهوة وغضباً فإن استعملها فيما يرضي الله صار أفضل من الملائكة وإن استعملها فيما يغضبه صار أقل منك .....
ثم أنهى المؤذن أذانه وأنا على فراشي أقول {الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور} واستعذت بالله ثلاثاً من هذا الأحمق الذي رأيت ونزلت إلى المسجد أصلي الصبح فقرأ الإمام { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسعٌ عليم} فرجعت إلى البيت أقول جاء إبليس في المنام فضاعت صلاة القيام فكيف لو جاء في اليقظة