badoo
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 8379
- البلد/ المدينة :
- باتنة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3574
- نقاط التميز :
- 4206
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/12/2010
اليوم يغلبني البكاء على ما فرطنا في جنب الله تعالى ، فكم من الأوقات ضيعنا ، ومن الساعات قضيناها سدى من غير فائدة ، ومن الدقائق والثواني عبرناها من غير أن نذكر فيها الله تعالى .. كم ؟
اليوم يغلبني البكاء على قساوة قلوبنا ، فقد أصبحت كالحجارة بل اشد قسوة ، وعلى العقول التي سكرت بخمر المعصية ، وعلى العواطف التي انحرفت عن طريقها .. طريق الحق والثورة على الباطل .. وأصبحت لا ترفرف إلا على دنايا الأمور وسفاسفها .
اليوم يغلبني البكاء على الحب ، الحب الذي ينبغي أن لا يفيض من الإنسان إلا لخالقه سبحانه ، لكنه ما زالت قلوب الشعراء والمراهقين وحتى قلوب الشيوخ ووجدانهم ، ما زالت تطوف حول صنم امرأة جميلة .
اليوم يغلبني البكاء على هجرنا للقرآن العظيم وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار ، والانشغال عنه بالقصص الخيالية التي تسيح بالإنسان في أوهام وخرافات وخلاعة ومجون ، أو بقراءة الغث من كل شيء ، من جرائد ومجلات وكتب ، أو الانشغال عنه بالشاشة التي ما إن يساء استعمالها حتى تنقلب وبالاً وأمراضاً لصاحبها .
اليوم يغلبني البكاء على منظر الشباب ، قصات شعر اللاعب الفلاني الذي يلعب في نادي لبلد لا يعلم مكانه إلا الله تعالى ، تميع في الملابس ، سواء المرأة أو الرجل ، تقليد أعمى وانسياق بليد وراء كل بريق ظناً منهم انه الذهب وانه الخلاص ، ولكنهم لا يعلمون انه ليس كل ما يلمع ذهباً ، وانه ليس كل ما يطرح في سوق العقول خلاصاً ينجي صاحبه .
اليوم يغلبني البكاء على من يسيئون لهذا الدين باسم الدين ، جاهل أو نصف متعلم يقضي ويفتي ويحكم ، وليس بأضر من نصف متعلم ، فلا هو جاهل يتعلم ولا هو عالم فيقال هو عالم ، وتصور العالم يوم يقود الأمة شخص يظن نفسه عالماً وهو ليس كذلك .
اليوم يغلبني البكاء على معروف لا يؤمر به ، ومنكر لا ينهى عنه ، وفساد على قارعة الطريق فلا يتحرك مشاعر الغيرة على دين الله تعالى ، قلوب ميتة ، وضمائر خائنة ، وعقول فاسدة ، تتلذذ بالسقوط والانحطاط ، وتشمئز للعلو والإرتقاء .
اليوم يغلبني البكاء على تخلفنا العلمي والتكنولوجي ، فنحن امة اقرأ ، وأمة أفلا تتذكرون .. أفلا تعقلون .. أفلا تتدبرون ، وأمة تأمرها كتابها العظيم في التأمل بآية الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والكون كله ، لكننا ما زلنا نلتصق بالأرض التصاق النملة الدائبة في ملء بطنها فقط ، بينما الأمم الأخرى التي كانت تعدم وتشنق وتعذب الذين يقولون أن الأرض كروية ، هذه الأمم الآن حطت على القمر ، وغزت الفضاء ، بالعمل الجاد وبالجهد والعرق ..
اليوم يغلبني البكاء على شخص يريد أن يكون في الشريعة عالماً .. وطبيباً حاذقاً .. ومهندساً بارعاً .. وأديباً لامعاً .. وشاعراً فطحلاً .. ولتاريخ الأمم مؤرخاً ، ومفكراً فيلسوفاً .. ومع الأسف فانه يضيع في آخر الأمر في أوهامه وأحلامه فلا يجيد شيئاً مما قال أو مما أراد ، وهو لا يعلم أن الآخر سبقنا بالاهتمام بالتخصص ، والاتجاه إلى علم واحد والنبوغ فيه .
ولكن .. من كان له أذنان فليسمع !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم